بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، استعرضت العاصمة الرياض قدراتها التنظيمية نحو استضافة المعرض العالمي «إكسبو 2030»، كأبرز ملف يقدم لاحتضان الحدث الدولي في نهاية العقد الجاري.
ومن خلال العرض المقدم كشفت الرياض الميزانية التي رصدتها للتنظيم التي تناهز نحو 7.3 مليار دولار، توزّعت بواقع 5.85 مليار دولار للنفقات الرأسمالية، و1.47 مليار دولار للنفقات التشغيلية.
ويشكل حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المشاركة شخصياً في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشّح الرياض لاستضافة «إكسبو 2030»، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، رسالة واضحة حول حرص السعودية لتنظيم الحدث التجاري الأبرز عالمياً، حيث تشارك ولي العهد السعودي عند دخوله الحديث مع ممثلي الدول، الحاضرين لحفل الاستقبال.
وقدمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض ملفها الذي تعتزم تنظيمه لـ«إكسبو الدولي 2030»، والذي ينتظر أن يقام تحت موضوع رئيسي وهو «حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل»، من خلال ثلاثة عناوين فرعية هي «غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع»، حيث نوه الأمير محمد بن سلمان بمقدمة «عنوان إكسبو وموضوعه» بأن استضافة بلاده للحدث «ستتزامن مع عامٍ نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات (رؤية السعودية 2030)».
وتطرق الملف إلى عدد سكان العالم في عام 2050، سيكون في حدود 10 مليارات نسمة، وأن هؤلاء يجب تمكينهم من العيش في ظروف جيدة ليعيشوا حياة مزدهرة، وفقاً للابتكار العالمي والتقني وبفضل مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والبيئية، بالإضافة إلى توفير فرص متكافئة والمساواة بين الجميع.
ونظم حفل الاستقبال في باريس، عشية الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض، التي تُعقد اليوم الثلاثاء، حيث عرف ممثلو 179 دولة عضو بجاهزية الرياض وخططها ومشاريعها لاستضافة المعرض، وذلك تمهيداً للتصويت لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث في اجتماع الجمعية العمومية التالي الذي سيُعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وتتطلّع السعودية من خلال «إكسبو» إلى إرساء شراكة مع العالم من خلال منطقة «إكسبو سي 3»، أو «ركن التغيير التعاوني»، حيث تطمح لجمع الخبراء والمفكرين لتقديم الرؤى والابتكارات والحلول الإبداعية للتحديات الوطنية والدولية التي تواجه الشعوب.
وبحسب الملف ينتظر أن يقام المعرض في موقع 6.5 كيلومتر بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي في شمال شرقي العاصمة السعودية، وذلك ضمن مساعٍ لأن يكون «إكسبو 2030» محطة ترويج للوجهات السياحية، القائمة، التي ستكون جاهزة حينها، مثل «نيوم» و«الدرعية» و«مشروع البحر الأحمر»، و«القدية»، و«حديقة الملك سلمان»، و«الرياض آرت»، و«أمالا»، و«المسار الرياضي»، حيث تستهدف المملكة جذب 147 مليون سائح عالمي ومحلي سنوياً بحلول 2030، منهم 105 ملايين لسياحة الترفيه، و42 مليون زائر للسياحة الدينية.
ويتنافس مع الرياض على تنظيم «إكسبو 2030» كل من مدن روما الإيطالية، وبوسان الكورية الجنوبية، وأوديسا الأوكرانية. ويقترح العرض السعودي تنظيم الحدث خلال الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2030 إلى 31 مارس (آذار) 2031، بما يتزامن مع ظروف مناخية مثالية في البلاد، ومع شهر رمضان المبارك. وينوّه عرض الترشح بخبرة المملكة في استقبال الزوار من أصقاع الأرض سنوياً للحج والعمرة كإحدى المزايا التنافسية للرياض.
ويتوقع أن يستقطب «إكسبو 2030» نحو 40 مليون زائر للموقع، ومليار زائر افتراضي، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لبناء 190 ألف غرفة فندقية جديدة حتى 2030، بما سيسهم في مضاعفة عدد الغرف في العاصمة تحديداً إلى 124 ألفاً بحلول تاريخ الحدث.