شرعت السعودية بتنفيذ تجربة «الأرصفة البادرة» في منطقة رمي الجمرات، التي تهدف إلى مواجهة «ظاهرة الجزيرة الحرارية»، وهي ظاهرة يتم فيها امتصاص الطرق والأرصفة درجة الحرارة أثناء النهار لتصل في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية.
واتخذت الهيئة العامة للطرق استراتيجية خاصة لمباشرة تنفيذ التجربة بالمشاركة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، بعد إجراء دراسات بحثية شاملة تختص بتبريد الأسطح الإسفلتية.
وتهدف الهيئة من خلال تطبيق تجربة تبريد الطرق في المشاعر المقدسة، لتحقيق الراحة لضيوف الرحمن من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، خصوصاً وأن موسم حج هذا العام 1444، يحل في فصل الصيف ليكمل بذلك ثماني سنوات من دورته صيفاً التي بدأت عام 1437 وتنتهي هذا العام، ليحل بعدها موسم الحج في فصل الربيع ويستمر لمدة تسع سنوات.
تأتي هذه التجربة الثانية بعد استخدامها لأول مرة في شهر مارس (آذار) من العام الحالي في منطقة الرياض، بهدف خفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني وتقليل آثار تغير المناخ، كما تسهم هذه التقنية في توفير بيئة أكثر راحة في مناطق الانتظار، والمناطق التي يتجمع فيها الناس.
وتأتي أسباب التجربة نظرًا لكون الطرق تمتص درجة الحرارة أثناء النهار، وتصل درجة حرارة الطرق في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية، كما تقوم الطرق علميًا بإعادة إطلاق هذه الحرارة ليلًا؛ مما يسبب ظاهرة علمية تسمى «ظاهرة الجزيرة الحرارية» التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، وتلوث الهواء.
وأتت الحاجة لمعالجة «ظاهرة الجزيرة الحرارية»، حيث تم البدء في تجربة استخدام ما يعرف بالأرصفة الباردة، وهي عبارة عن عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، من خلال قدرة هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية، وتناسب هذه المادة الطرق المحيطة بالمناطق السكنية.
حقائق
70 درجة مئوية
الحرارة التي تسجلها بعض الطرق نهاراً وتعود لإطلاق الحرارة ليلاً
وعن كيفية تبريد الطرق، قال المطور العقاري المهندس ثامر المعشي لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد كثير من التقنيات والمواد الحديثة لتبريد الطرق، وتجاوز مشكلة ارتفاع درجة الحرارة، ومنها، استخدام الإسفلت الخفيف، والطلاء العاكس للحرارة، وأيضاً استخدام أنظمة تبريد مدفونة تحت الطريق، واستخدام أنظمة تبريد الرذاذ لتبريد سطح الطريق، حيث يتم رش الماء على الطريق باستمرار للحفاظ على برودته.
ومن هذه التقنيات والمواد الحديثة المستخدمة لتبريد الطرق أيضاً، استخدام الطبقات العاكسة للحرارة، وتقليل اللون الأسود للإسفلت، وأيضاً استخدام المبردات الشمسية لتوليد الطاقة وتبريد الطريق، كذلك تركيب مواد مختلفة تحت الطريق مثل الفحم المسحوق، لتبريد الإسفلت.
ووفق المعشي توجد تقنيات أخرى لتبريد الطرق، يمكن استخدامها حسب البيئة والظروف المحيطة، ومنها تركيب الإسفلت الرغوي الذي يحتوي على فقاعات هواء صغيرة، وهذا يساعد على تقليل امتصاص الحرارة وزيادة انعكاسها، وتركيب مواد خاصة في الطبقات السطحية، كذلك تركيب أنظمة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية، واستخدام الإسفلت اللوني الذي يحتوي على أصباغ خاصة، وهذا يساعد على تقليل امتصاص الحرارة وزيادة انعكاسها، ومن التقنيات أيضاً استخدام أنظمة تبريد الهواء، حيث يتم تمرير الهواء المبرد على سطح الطريق لتبريده.