كانت حالة الترقب حول سؤال: «هل سيُحرم كريستيانو رونالدو من خوض مباريات كأس العالم؟» ممتعة، ما دامت مستمرة، ولكن كل من راهن على خيار «مستحيل أن يحدث» عليه الآن أن يجمع أرباحه.
حسب شبكة «The Athletic»، الانتظار دام 12 يوماً منذ البطاقة الحمراء التي أشهرها الحكم في وجه رونالدو، بسبب «سلوك عنيف» أمام جمهورية آيرلندا، وحتى صدور قرار العقوبة. هذا الفاصل الزمني جعل الأمر يبدو وكأن «فيفا» يدرس القضية بجدية، ولكن الحقيقة أنَّ الملايين كانوا يسمعون صوت سقوط الورق لمصلحة النجم البرتغالي قبل إعلان القرار.
العقوبات على «السلوك العنيف» تحمل عادة إيقافاً لثلاث مباريات. وبما أن طرد رونالدو تسبب فعلاً في غيابه تلقائياً عن مباراة البرتغال الأخيرة في التصفيات، والتي انتهت بفوز كاسح 9-1 على أرمينيا، كان على لجنة الانضباط أن تدرس إضافة إيقافٍ أطول.
وحسب القواعد، فإن السلوك العنيف في مباراة رسمية يستوجب أن تُطبَّق العقوبة في مباريات رسمية أيضاً، ما يعني إمكانية غياب رونالدو عن أولى مباريات المنتخب في كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

لكن... من يُصدِّق؟ اللجنة قررت في النهاية تثبيت العقوبة عند 3 مباريات، مع «تعليق تنفيذ» مباراتين منها لفترة اختبار مدتها عام واحد. أي أنه –ببساطة- إذا حافظ رونالدو على هدوئه وانضباطه خلال الأشهر الستة المقبلة، فسيكون حراً للمشاركة.
هذا القرار يخفف الضغط دون شك على منظِّمي كأس العالم -أي «فيفا» نفسه- الذين يفضلون أن يكون أحد أشهر وجوه اللعبة حاضراً. خصوصاً أن هذا المونديال سيكون السادس في مسيرة اللاعب البالغ 40 عاماً، والذي ظهر قبل أيام في البيت الأبيض إلى جانب دونالد ترمب وجياني إنفانتينو.
ولنكن جادين للحظة: صحيح أن كوع رونالدو ضد دارا أوشي لم يكن الأعنف في تاريخ اللعبة، ولكنه يبقى سلوكاً عنيفاً. وفي زمنٍ يكثر فيه الحديث عن «تلطيف كرة القدم» وذهابها نحو الليونة الزائدة، يبدو أن الحرمان من اللعب في مباراة غير مهمة أمام أرمينيا، هو الثمن المقبول بالنسبة للقيمين على اللعبة.

