تأمل كينيا أن يحقق العداءان الأسطوريان فيث كيبييغون وإيمانويل وانيونيي ميداليتين ذهبيتين يوم السبت قبل الأخير من بطولة العالم لألعاب القوى، عندما تدافع الأولى عن لقبها في نهائي سباق 5 آلاف متر، ويتطلع الثاني إلى إضافة ذهبية عالمية إلى تتويجه الأولمبي في سباق 800 متر الذي يأمل فيه الجزائري جمال سجاتي تحقيق مفاجأة.
بعد عام من أولمبياد باريس، يبدو أن المشهد لم يتبدل حيث يتنافس الفائزون الثلاثة بالميداليات في نهائي سباق 800 متر على لقب بطولة العالم.
لم يُقدّم العداؤون الكينيون أداء جيداً في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة في طوكيو، ويتطلعون إلى وانيونيي لإنقاذهم من هذا المأزق.
وواصل البطل الأولمبي أداءه المميز الذي ظهر به في ألعاب باريس هذا الموسم، لكن السؤال الوحيد هو ما إذا كان راعي الماشية السابق قد بالغ في حملته.
الشاب البالغ 21 عاماً، والذي يعتقد كثيرون أنه قادر على تحطيم الرقم القياسي العالمي لمواطنه ديفيد روديشا (1:40.91 دقيقة، حققه في 9 أغسطس/ آب 2012 في لندن)، بذل قصارى جهده في نهائي الدوري الماسي في زيوريخ الشهر الماضي.
كان من الصعب تحديد ما إذا كان يبذل جهداً كافياً للتأهل ويدخر نفسه لليوم الكبير، أم أنه متعب بالفعل خلال سباقيه في العاصمة اليابانية.
وبدوره، افتقر الكندي ماركو أروب، حامل اللقب والحائز الميدالية الفضية الأولمبية، إلى التألق. وسجل توقيتاً متساوياً مع الجزائري سجاتي، الحائز الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024 وفضية مونديال يوجين 2022، وهو أبطأ توقيت ضمن تصفيات نصف النهائي من بين المتأهلين الثمانية. رغم ذلك، يبدو أروب، المولود في السودان، مرتاحاً. وقال: «لقد زرت هذا المكان مرات عديدة، وأعرف ما أتوقعه، وأستطيع التحكم في مشاعري».
من ناحيته، عرف سجاتي (26 عاماً) كيف يوفر طاقته في الأمتار الأخيرة. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ستحدث مفاجآت في النهائي، وإن شاء الله نكون عند حسن ظن الجميع ونحرز ميدالية ونفرّح العرب والشعب الجزائري».
وأضاف: «يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة؛ لذا لم يكن يتوجب عليّ بذل الكثير من الجهد لتوفير طاقتي للسباق النهائي، على أمل أن نفرّح الجميع».
ويدخل الآيرلندي سيان ماكفيليبس دائرة المرشحين للفوز بميدالية، وذلك بفضل الأداء الرائع الذي قدمه، مسجلاً أسرع زمن بلغ 1:43.18 دقيقة في الدور قبل النهائي.
وقال العداء ابن الـ23 عاماً: «من المذهل أن أكون أول آيرلندي يصل إلى نهائي سباق 800 متر في بطولة العالم». وأضاف: «أتمتع بثقة كبيرة قبل النهائي».
وتفوقت سيدات كينيا على غريماتهنّ اللدودات من إثيوبيا في سباقات المسافات الطويلة حتى الآن في طوكيو، ومن غير المرجح أن يتغير هذا الوضع نظرياً في النهائي المثير لسباق 5 آلاف متر.
ويمكن لجماهير الملعب الأولمبي يوم السبت الاستمتاع بمنافسة الثنائي الكيني بياتريس تشيبيت وكيبييغون، حيث يسعيان كلاهما للفوز بذهبية مزدوجة.
وتتعلق آمال إثيوبيا الأخيرة في حفظ ماء الوجه بالعداءة الموهوبة غوداف تسيغاي. إحدى العقبات التي تواجه كلاً من تشيبيت وتسيغاي هي أن كيبييغون لا يعتريها الخوف أو الرهبة.
وتسعى تشيبيت المتوجة بسباق 10 آلاف متر في اليوم الافتتاحي في طوكيو، لإضافة المعدن الأصفر في 5 آلاف متر إلى لقبيها الأولمبيين العام الماضي في باريس.
وبالنسبة لكيبييغون البالغة 31 عاماً، والتي تكبر تشيبيت بست سنوات، يتمثل هدفها في تكرار فوزها بذهبيتَي 1500 متر و5 آلاف متر في بطولة العالم في بودابست 2023.
وفازت كيبييغون بالميدالية الذهبية العالمية الرابعة توالياً في سباق 1500 متر بفارق كبير في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبينما قد يشعر الناس العاديون بآثار ذلك، فإن نهمها للسباقات يكبح أي شعور بالتعب.
وقالت يوم الخميس بعد تأهلها بسهولة إلى النهائي: «كان هذا أول سباق 5 آلاف متر لي هذا الموسم؛ لذا فأنا سعيدة».
وأضافت: «لقد تعافيت جيداً من فوزي في سباق 1500 متر؛ لذا فكل شيء على ما يرام. آمل أن أحقق نتيجة رائعة السبت، وأتطلع إلى ذلك».
من ناحيتها، تدخل تسيغاي (28 عاماً) النهائي مُعززة ببرونزية سباق 10 آلاف متر. وأحرزت ذهبية سباق 5 آلاف متر في بطولة يوجين 2022، وأتبعتها بذهبية سباق 10 آلاف متر بعد عام في بودابست. وستسعى جاهدة لتعويض ما فاتها بعد عودتها من أولمبياد باريس خالية الوفاض من دون ميدالية.
وعلى غرار تشيبيت، تشعر تسيغاي بالسعادة؛ لأنها حظيت بفرصة مواجهة كيبييغون في النهائي؛ إذ قالت: «أنا سعيدة أيضاً بنجاح فيث كيبييغون في الوصول إلى النهائي».
وأضافت: «من الناحيتين الشخصية والرياضية هي رائعة. من الممكن تحطيم الرقم القياسي لسباق 1500 متر، ولكن تكرار هذا الإنجاز مرة أو ثلاث مرات أو خمساً، هو أمر رائع». وختمت قائلة: «أنا سعيدة جداً؛ لأننا سنكون في نهائي 5 آلاف متر معاً».
