أعرب الإسباني ميكيل أرتيتا المدير الفني لآرسنال، عن إعجابه بالعمل الذي قام به ليفربول في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، لكن فوز فريقه على نوتنغهام فورست بثلاثية نظيفة أول من أمس، كان بمثابة إعلان مبكر على نجاح استراتيجية المدفعجية في فترة الانتقالات الصيفية. وبينما حطم ليفربول الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم البريطانية مرتين في صيف واحد بضم الألماني فلوريان فيرتز، ثم السويدي ألكسندر إيزاك، تعاقد آرسنال مع 8 لاعبين بمبلغ إجمالي تجاوز 260 مليون جنيه إسترليني في محاولة لتجنب أخطاء الموسم الماضي. ولفترة من الوقت خلال مباراة نوتنغهام فورست، بدا الأمر مشابهاً لما كان عليه خلال الموسم الماضي، حيث كان آرسنال يشكل خطورة كبيرة في الضربات الركنية، وتعرض لإصابة أخرى عندما خرج مارتن أوديغارد من الملعب بعد مرور 18 دقيقة فقط من عمر اللقاء. واستمر هذا الأمر حتى ظهر اللاعبون الجدد. كان نوني مادويكي أخطر لاعبي آرسنال في أول نصف ساعة،

لكن الوافد الجديد مارتن زوبيمندي هو من افتتح التسجيل بتسديدة رائعة في الدقيقة 32. لعب مادويكي الركلة الركنية ليشتتها المدافعون على حافة من منطقة الجزاء، ليستقبلها زوبيمندي ويسددها ببراعة. ورغم انحراف الكرة بعد اصطدامها الطفيف بلاعب فورست، فإن ذلك لا ينبغي أن يقلل على الإطلاق من روعة التسديدة. استُبدل بأوديغارد، إيثان نوانيري - الذي وقّع عقداً جديداً الشهر الماضي بعد تكهنات بإمكانية رحيله - قبل أن يُقدّم إيبيريتشي إيزي، الذي خاض أول مباراة كاملة له، تمريرته الحاسمة الأولى لمهاجم آرسنال الجديد فيكتور غيوكيريس، الذي رفع رصيده إلى 3 أهداف من 4 مباريات. مادويكي كان أخطر لاعبي أرسنال خلال مواجهة فورست (ا ب ا) وفاجأ زوبيمندي الجميع، بما في ذلك زملاؤه أنفسهم، بتسجيله هدفاً برأسية من تمريرة عرضية من البديل لياندرو تروسارد في الدقيقة 79. وكان هذا المزيج الرائع من الأهداف دليلاً على قوة آرسنال المتنامية وامتلاكه للعديد من البدائل والخيارات. فخلال الموسم الماضي، لو افتقد الفريق لخدمات كل من بوكايو ساكا، وأوديغارد، وويليام صليبا، وكاي هافرتز، وغابرييل جيسوس، مع وجود ديكلان رايس على مقاعد البدلاء، كان ذلك يؤثر بقوة على قدرة الفريق، لكن ذلك لم يحدث أمام نوتنغهام فورست، وتمكن المدفعجية من الفوز بثلاثة أهداف دون رد. من المبكر للغاية الحكم على مدى قدرة آرسنال على الصمود هذه المرة، لكن المؤشرات مُشجعة. لقد حل كريستيان موسكيرا بديلاً لصليبا المصاب، وقدما أداء قوياً في قلب الدفاع، كما تألق مادويكي منذ الدقيقة الأولى، وشكّل تهديداً مستمراً على مرمى نوتنغهام فورست وعوض غياب ساكا. في المقابل، لم يكن من الإنصاف توقع بصمة سريعة من المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو على أداء فورست، نظراً لأنه لم يحصل على الوقت الكافي للعمل مع هذه المجموعة من اللاعبين، ولم يحضر معهم فترة إعداد للموسم الجديد، حيث تولى المهمة قبل مواجهة آرسنال بثلاثة أيام فقط، وكان العديد من لاعبيه الدوليين غائبين بسبب خوضهم مباريات مع منتخبات بلادهم. وكان لاعبو نوتنغهام فورست يضغطون بقوة من الأمام، وحاولوا تقديم أداء هجومي منذ البداية، لكنه سرعان ما فشل في ذلك، خصوصاً في التصدي للهجمات المرتدة. وفقد نوتنغهام فورست لاعباً بسبب الإصابة - موريلو في الدقيقة 38 - وهو الأمر الذي عانى منه بوستيكوغلو 22 مرة الموسم الماضي مع توتنهام، وأدى إلى إقالته بالنهاية. لقد تحولت المباراة إلى أمسية قاسية بالنسبة لبوستيكوغلو، وربما كان الاصطدام بآرسنال هو أسوأ بداية ممكنة للمدير الفني الأسترالي في مباراته الأولى. وهتفت جماهير آرسنال السعيدة، موجهة كلامها إلى بوستيكوغلو: «ستُقال في الصباح»، قبل أن تبدأ لاحقاً في ترديد أغنية تقول كلماتها: «هل أنت فريق توتنهام ومتنكر؟». وبينما لا يزال بوستيكوغلو في بداية رحلته مع فورست الذي أنفق مبالغ طائلة لضم 13 لاعباً، فقد أظهرت نتيجة مباراة السبت، الفوائد التي يمكن أن يتمتع بها آرسنال هذا الموسم من خلال التدعيمات الفعالة لمجموعة مستقرة بالفعل، وعليه أن يثبت ذلك عندما يخوض اختباره الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا خارج ملعبه أمام أتلتيك بلباو غداً، قبل أن يستقبل مانشستر سيتي على ملعب الإمارات الأحد المقبل.










