يستهل فريقا الوداد البيضاوي المغربي والعين الإماراتي مشوارهما في كأس العالم للأندية لكرة القدم التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية بمواجهتين صعبتين أمام مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي بالجولة الأولى للمجموعة السابعة.
في فيلادلفيا يبحث الوداد، أكثر أندية المغرب تتويجاً بلقب الدوري المحلي (22)، عن تعويض إخفاق الموسم الماضي، حلّ ثالثاً، وبداية جديدة في المحفل العالمي بعدما عزّز صفوفه بمجموعة من الصفقات، لكن مهمته الأولى ستكون غاية في الصعوبة أمام مانشستر سيتي أحد المرشحين للفوز باللقب.
وتعاقد الوداد مع المهاجم السوري عمر السومة (من المتوقع ألا يشارك في أول مباراة لتأخره باللحاق بالبعثة بالولايات المتحدة)، والدولي السابق نور الدين أمرابط، والمهاجم البوركينابي عزيز كي، ولاعب وسط الفتح الرباطي حمزة الهنوري، والمدافع البرازيلي غيليرمي فيريرا، وقلب الدفاع الهولندي بارت مايرس، من أجل ظهور إيجابي في مونديال الأندية.
واستعد الوداد أكثر من غيره على صعيد المباريات الودية، لكنه لم يتمكن من تحقيق سوى فوز واحد، فيما خسر أمام فريقين أوروبيين، هما بورتو البرتغالي، وإشبيلية الإسباني.
مع ذلك، يبدو سجل الفريق على صعيد المباريات الرسمية أفضل، مع فوزه بأربع من المباريات الخمس الأخيرة (خسر واحدة)، وتسجيله هدفين في كل المباريات التي فاز بها.
وسبق للوداد المشاركة مرتين في مونديال الأندية بالنظام القديم الذي كان يجمع بين أبطال القارات الست وبطل دوري البلد المنظم، حيث حل سادساً في مشاركته الأولى عام 2017 بالإمارات، وتقاسم المركز الخامس في نسخة 2022 التي استضافها.
ويتطلع الوداد بقيادة مدربه المحلي محمد أمين بن هاشم الذي تولى المهمة بشكل مؤقت في أبريل (نيسان) الماضي قبل أن يقبل المنصب بشكل دائم أواخر مايو (أيار) الماضي، أن يكون مونديال الأندية بداية لاستعادة استقراره الفني بعدما أنهى سلسلة من التخبط تمثلت في تعاقب ما يقرب من 10 مدربين على قيادة الفريق في أقل من 3 سنوات.
ويرى حسن مؤمن، مدرب منتخب المغرب والوداد السابق أن التحدي الأهم الذي يواجه ممثل الكرة المغربية في مونديال الأندية يتمثل في التكيف مع عامل الوقت والأجواء، نظراً لأن المدرب الحالي، أمين بن هاشم، تسلم مسؤولية الفريق في الأمتار الأخيرة من الدوري.
وقال مؤمن: «سيتوقف الظهور القوي للوداد على قدرة المدرب في توظيف قدرات اللاعبين على أفضل وجه في فترة قصيرة».
وأشاد مؤمن بأثر التغيير الفني على الأجواء داخل النادي، حيث نجح المدرب الجديد في إبراز القدرات الجماعية للفريق خلال الوديتين اللتين خاضهما أمام إشبيلية وبورتو رغم الخسارة.
أما مانشستر سيتي بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، فقد قام بثورة تدعيمات للفريق، وأنفق ما يزيد على 135 مليون دولار في صفقات جديدة قبل انطلاق مونديال الأندية، متطلعاً إلى محو ذكريات موسم مخيب للآمال، والعودة إلى نغمة الانتصارات في الولايات المتحدة.
للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام، أنهى سيتي موسمه المحلي من دون أي لقب بعدما تخلى الفريق عن عرش الدوري لصالح ليفربول، عقب سلسلة غير مسبوقة من أربعة ألقاب متتالية.
وتفاقم موسم سيتي السيئ بالخروج من دوري أبطال أوروبا قبل ثمن النهائي (من الملحق) لأول مرة منذ موسم 2012 - 2013، إضافة إلى خسارة صادمة في نهائي كأس إنجلترا أمام كريستال بالاس، خلال موسم كارثي لنادٍ اعتاد على النجاح منذ استحواذ «مجموعة أبوظبي القابضة» عليه قبل 17 عاماً.
وتغيّرت أهداف مانشستر سيتي ومديره الفني غوارديولا مع التوجه للولايات المتحدة، فبعد أن كانت هناك معارضة لكأس العالم للأندية بنسخته الموسعة والشكوى من إرهاق اللاعبين التي دفعت نجم الفريق لاعب الوسط الإسباني رودري الفائز بالكرة الذهبية إلى التلميح في سبتمبر (أيلول) الماضي بإضراب للاعبين بسبب ازدحام الروزنامة، لكن الآن بات النادي الإنجليزي يتطلع للفوز باللقب.
أما المدافع السويسري مانويل أكانجي، فقال مؤخراً إن اللاعبين «لم يكونوا سعداء» بالمشاركة في المسابقة؛ نظراً لقصر فترة الراحة. وقال غوارديولا: «إنها مسابقة جادة للغاية. في الصيف، سيكون العالم كله يشاهد أفضل الأندية في العالم، أؤكد لكم أننا سنبذل قصارى جهدنا. نحن ذاهبون للفوز بها».وسيبدو سيتي حريصاً على طي ص فحة الموسم الماضي، وبدء عهد جديد مع تغييرات جذرية في التشكيلة، حيث تعاقد الأسبوع الماضي مع لاعب الوسط الهولندي تيجاني رايندرز، والجناح الفرنسي ريان شرقي، والظهير الجزائري ريان آيت - نوري قبل انتهاء مهلة تسجيل اللاعبين للمشاركة في المونديال.
وأنفق النادي أكثر من 172 مليون جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني) للتعاقد مع المهاجم المصري عمر مرموش، والمدافع الأوزبكي عبد القادر خوسانوف، وزميله في الخط البرازيلي فيتور ريس، ولاعب الوسط الإسباني نيكو غونزاليس. وبإضافة الأرجنتيني الشاب كلاوديو إيتشيفيري الذي تعاقد مع سيتي في يناير، لكن ظل معاراً إلى فريق ريفر بليت، يصبح تسعة من أصل 27 لاعباً في قائمة غوارديولا للمسابقة قد انضموا إلى الفريق منذ أقل من ستة أشهر.
ويشعر سيتي بالاطمئنان بعد عودة رودري من إصابة في الرباط الصليبي الأمامي، وهي الإصابة التي دمّرت موسمه وموسم الفريق. وحين تعرض الإسباني للإصابة أمام آرسنال في أواخر سبتمبر، كان سيتي لا يزال من دون هزيمة ويتصدر الدوري، لكن مع غيابه، كشفت الأشهر التالية مدى أهميته بصفته محوراً أساسياً في ماكينة غوارديولا.
وعاد اللاعب البالغ 28 عاماً في الأسبوع الأخير من الدوري لينعش التشكيلة، وليصبح مانشستر سيتي قوة لا يُستهان بها من جديد. في المقابل، تم استبعاد القائد السابق كايل ووكر، وخرج الوافد الأغلى في تاريخ النادي جاك غريليش من القائمة المسافرة فيما يشبه ثورة تغيير في الفريق.
ولم تقتصر التغييرات على قائمة اللاعبين، بل أجرى غوارديولا تغييرات جذرية في جهازه الفني، إذ انضم الهولندي جوسيب ليندرس، المساعد السابق للألماني يورغن كلوب في ليفربول، والمدافع السابق في سيتي العاجي كولو توريه، بينما غادر ثلاثة مدربين آخرين.
وضمن المجموعة نفسها في واشنطن يخوض العين الإماراتي اختباراً صعباً أيضاً أمام يوفنتوس الإيطالي في لقاء ينطلق قبل فجر الخميس (الواحدة بتوقيت غرينيتش).ويسجل «الزعيم» الإماراتي الثانية في مونديال الأندية، بعدما سبق أن شارك في نسخة عام 2018 المصغرة التي استضافها في بلاده، وحقق الميدالية الفضية بعد الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني بأربعة أهداف دون رد في المباراة النهائية.
ولكن العملاق الإماراتي فقد بريقه كثيراً الموسم الماضي، وفقد فرصته في التأهل لمسابقة قارية ما أدى إلى الإطاحة بالمدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو منتصف الموسم، والتعاقد مع البرتغالي ليوناردو غارديم الذي رحل قبل ثلاثة أشهر فقط ليسلم الراية إلى الصربي فلاديمير إيفيتش الذي تولى المهمة في أوائل فبراير (شباط). وقبل مونديال الأندية عزز العين صفوفه بالمدافع المصري المخضرم رامي ربيعة من الأهلي، وحارس المرمى البرتغالي روي باتريسيو، والبوسني أديس ياسيتش، والسلوفيني مارسيل راتنيك، والمغربي الحسين رحيمي شقيق سفيان رحيمي هداف الفريق ونجمه الأول.
كما يتسلح العين أيضاً بخبرات لاعبيه الدوليين، مثل حارس المرمى خالد عيسى، ومعه يحيى نادر، وكوامي أتون، وأليخاندرو كاكو، والكوري الجنوبي بارك يونغ - وو، ساعياً لمصالحة جماهيره، ومحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام يوفنتوس قبل الاصطدام بالعملاق مانشستر سيتي في الجولة الثانية.
أما يوفنتوس الذي يشارك ضمن 12 نادياً أوروبياً بفضل تفوقه في التصنيف التراكمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» في السنوات الأربع الماضية، فقد عاش أيضاً لحظات عصيبة الموسم الماضي الذي خرج منه خالي الوفاض، لتتم الإطاحة بالمدرب تياغو موتا، والتعاقد مع الكرواتي إيغور تودور الذي نجح في إنهاء الدوري الإيطالي بالمركز الرابع، وانتزاع بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا. ويعول يوفنتوس على عناصر هجومية مميزة، مثل الصربي دوشان فلاهوفيتش، والبولندي أركاديوش ميليك، والجناح البرتغالي الواعد فرنسيسكو كونسيساو، والمهاجم الفرنسي راندال كولو مواني المعار من باريس سان جيرمان، والجناح التركي كينان يلدز، إضافة إلى ثنائي الوسط مانويل لوكاتيلي وكيفرين تورام، وحارس المرمى المميز ميشال دي غريغوريو.