فيل جونز: أهدف للعمل مدرباً وتعويض ما فاتني لاعباً

مدافع مانشستر يونايتد السابق الذي أهلكته الإصابات يضطر للاعتزال مبكراً

جونز ونظرة وداع لملعب «أولد ترافورد» بعد قرار الاعتزال (غيتي)
جونز ونظرة وداع لملعب «أولد ترافورد» بعد قرار الاعتزال (غيتي)
TT

فيل جونز: أهدف للعمل مدرباً وتعويض ما فاتني لاعباً

جونز ونظرة وداع لملعب «أولد ترافورد» بعد قرار الاعتزال (غيتي)
جونز ونظرة وداع لملعب «أولد ترافورد» بعد قرار الاعتزال (غيتي)

لقد كانت الطريقة التي اضطررت بها إلى التوقف عن لعب كرة القدم بسبب إصابتي في الركبة أمراً مؤسفاً، لكنها كانت أحد الأسباب التي جعلتني أقرر أن التدريب هو المسار المناسب بالنسبة لي... هذا هو ما صرح به مدافع مانشستر يونايتد السابق فيل جونز وهو يتحدث عن مسيرته الكروية، وما تعلمه من المديرين الفنيين الكثيرين الذين لعب تحت قيادتهم.

يقول جونز: «لقد أعلنت اعتزالي لعب كرة القدم في أغسطس (آب)، لكنني كنت أعلم قبل ذلك بفترة أن مسيرتي الكروية اقتربت على الانتهاء. وللتكيف مع ذلك، كان يتعين عليّ أن أعيد تقييم كل شيء، وأن ألجأ إلى المعالجين النفسيين لكي أجد نفسي».

جونز يودع جماهير يونايتد بعد أن أهلكته الإصابات (رويترز)

ويوضح اللاعب الذي قرر الاعتزال بعمر 32 عاماً في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لقد تحدثت كثيراً في الآونة الأخيرة عن كيف ساعدني ذلك في التعامل مع المشكلات التي واجهتها من الناحية الذهنية، لكن من المهم لأي شخص يقرأ هذا أن يعرف أن هذا هو ما يجب أن يحدث في كل جانب من جوانب الحياة، وليس في عالم الرياضة فقط، إذا تغيرت ظروفك أو لم تكن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لك. بالنسبة لي، كان هذا يعني أن أعيد تقييم كل شيء من جديد لكي أفهم من أنا، وأين أريد أن أصل في المستقبل، ثم أفكر في التحديات التي سأواجهها لتحقيق أهدافي. كان جزء كبير من تفكيري ينصب على كيف أكون زوجاً وأباً جيداً، كما كنت أفكر بالطبع في مستقبلي في كرة القدم. كان هذا يعني الابتعاد ومحاولة إعادة اكتشاف ما أوصلني إلى هذه النقطة في مسيرتي في المقام الأول، والتفكير فيما حققته بالفعل، قبل أن أتمكن من اتخاذ الخطوة التالية. لقد مررت ببعض الأوقات الصعبة، لكنني مستعد لأي شيء الآن».

ويضيف جونز الذي انضم ليونايتد من بلاكبيرن في 2011 وحصد لقب الدوري الممتاز في أول موسم له: «عندما تلعب، لا تنظر أبداً إلى الوراء وتتذكر الأيام الجيدة، مثل البطولات التي فزت بها أو المباريات الكبيرة التي لعبتها؛ لأن الأمر يتعلق دائماً بالمباراة التالية، ثم التي تليها، وهكذا. وحتى عندما كنت أعاني من التعامل مع الإصابات المتكررة - وبعض الإساءات التي كنت أتعرض لها بسبب ذلك - لم أفكر حقاً في الماضي وما فعلته في اللعبة ككل. لذا، كنت أشجع نفسي دائماً وأظهر التقدير لنفسي وأشعر بالامتنان لما حققته. وأبرز مثال أشير إليه دائماً لشرح هذا التغيير في تفكيري هو عندما جاءني شخصٌ ما في محطة للسكك الحديدية وقال لي: (حياتك المهنية عبارة عن أمر مشين)! لقد كنت في مكان أفضل بكثير بحلول ذلك الوقت، ورددت عليه بالقول إنني لا أتفق معه على الإطلاق؛ لأنني عشت الحلم مع نادي طفولتي بلاكبيرن، ثم مع مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا... لقد واجهت الكثير من مثل هذه المواقف العامة على مر السنين دون أن أتعامل معها بهذه الطريقة الإيجابية، وغالباً ما كان ينتهي بي الأمر بمحاولة تجنبها من الأساس. لقد ساءت الأمور لفترة من الوقت لدرجة أنني كنت أسير في الشارع وأنا أشعر بالقلق بشأن ما قد يقوله الناس لي في حالة تعرضي للإساءة، وأفكر فيما سأقوله بعد ذلك. كنت أحاول فقط تجنب التفاعل مع الآخرين عندما أكون في حشد من الناس، وكان الأمر نفسه يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا السبب ابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت».

ويواصل جونز الذي حصد مع يونايتد الدوري وكأس إنجلترا وكأس الرابطة وبطولة «يوروبا ليغ»: «إذا كنتم تعرفونني جيداً، فإن كل ما كنت أريده هو أن أتمكن من لعب كرة القدم، لكن الأمر كان يبدو كما لو أن الناس يعتقدون أنني أستيقظ للتو كل صباح وأقرر أنني مصاب! كان يتعين عليّ أن أرد، خاصة عندما كانوا يقولون ذلك في وجهي، لكن شخصيتي لم تكن من النوعية التي تسمح لي بذلك؛ فقد كنت دائماً متواضعاً ولا أسعى أبداً لافتعال المشاكل.

لذا، كان الشعور الذي ينتابني عندما أتعرض للانتقادات العلنية صعباً للغاية بالنسبة لي، وكان يؤثر عليّ سلبياً. كنت أشعر بالخجل بسبب تعرضي المستمر للإصابات، لدرجة أنني لم أكن أرغب حتى في التحدث إلى زملائي في الفريق، وكنت أشعر بالحرج من الذهاب إلى النادي كل يوم لمجرد تلقي العلاج. لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تغير ذلك، وحتى أدرك أنني يجب أن أشعر بالفخر لما قدمته في مسيرتي الكروية على الرغم من أنني مررت بالكثير من فترات الصعود والهبوط. يمكنني أن أستعيد بعض الذكريات التي لا تُصدق، كما أنني كوّنت بعض الصداقات الرائعة طوال الحياة. لقد انتهت هذه المرحلة بالنسبة لي الآن، لكنني في بداية المرحلة التالية. أنا ما زلت في الثانية والثلاثين من عمري فقط، وأعلم أن أمامي طريقاً طويلاً لأقطعه كمدرب أو كمدير فني. لقد لعبت لسنوات طويلة في مانشستر يونايتد، لكن ذلك لا يعني أنني أستطيع الحصول على وظيفة بسهولة، لكنني عازم على الحصول على فرصة في مكانٍ ما. إنه شيء أشعر بالشغف تجاهه، وأشعر أن لديّ الكثير لأقدمه بسبب خبراتي الكبيرة في الكثير من جوانب اللعبة، بالإضافة إلى رغبتي في تحقيق المزيد من النجاحات في كرة القدم».

ويوضح المدافع الذي يحلم بتعويض ما فاته كلاعب في مشواره كمدرب: «لم أفقد حبي لكرة القدم قَطّ حتى عندما لم تكن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لي، أنا أحب العمل في مجال التدريب؛ لأنني أفتقد روعة الوجود في المباريات والتفاعل مع اللاعبين ومساعدتهم. ينطبق هذا على أي مستوى وعلى أي فريق، لكنني أحب حقاً مشاهدة اللاعبين الشباب وهم يتطورون؛ لأنني أعرف ما يتطلبه الأمر لتحقيق النجاح في هذه اللعبة. وحتى خارج الملعب، يمكنني نقل تجاربي وخبراتي إلى اللاعبين الصغار ومساعدتهم على الاستعداد لما هو قادم؛ النجاحات والإحباطات التي يتعرض لها أي لاعب، والتحديات الذهنية التي سيواجهها للتعامل مع كل ذلك».

ويواصل: «اللاعبون ليسوا روبوتات؛ فهم بشر لديهم مشاعر وأحاسيس، وكل شخص مختلف عن الآخر، لذلك فأنا لست مُدرساً سيخبرهم بما يتعين عليهم القيام به بالضبط! لكنني عشت اللعبة وتنفستها منذ انضمامي إلى بلاكبيرن وأنا في العاشرة من عمري في عام 2002. أعرف القيم المهمة بالنسبة لي، والمعايير التي أتوقعها الآن، وأيضاً بعض النصائح التي ساعدتني كثيراً طوال مسيرتي، والدعم الذي كنت أحتاج إليه ولم أحصل عليه دائماً. لسوء الحظ كانت هناك أوقات عندما كنت ألعب في مانشستر يونايتد لم أبحث خلالها عن المساعدة عندما كنت أعاني من أي مشاكل وكنت ألتزم الصمت، وربما كان هذا سبب سقوطي. لم أكن أفتح قلبي لأحد، وكنت أخفي إصاباتي عن اللاعبين الآخرين والجهاز الفني. كنت أضع حاجزاً حولي حتى لا يعرف أحد ما يحدث، باستثناء أفراد عائلتي المقربين. لقد تحدثت عن هذا الأمر لأول مرة في إحدى حلقات (البودكاست) قبل أيام، لكن إحدى أسوأ لحظاتي كانت عندما كنت أحاول اللعب رغم الألم الذي كنت أشعر به بسبب الإصابة في الركبة، عندما وصل الأمر إلى حد اضطرار الطبيب إلى حقن ركبتي قبل كل مباراة أخوضها حتى لا أشعر بالألم. كنت أجلس على مقاعد البدلاء في إحدى المباريات ضد برايتون، لكن أحد لاعبي خط الوسط لدينا عانى من إصابة خلال إجراء عمليات الإحماء، لذلك اعتقدت أنني سأكون بخير عندما آخذ الحقنة المسكنة قبل انطلاق المباراة. كان الأمر محرجاً بالنسبة لي؛ لأنني لم أكن أريد أن يرى أحد أنني كنت أعاني من الألم - كان من المفترض أن أظهر كرجل قوي، وخاصة أنني ألعب كمدافع - لذلك دخلت حجرة صغيرة في غرفة خلع الملابس في الوقت الذي كان يتحدث فيه المدير الفني إلى اللاعبين قبل المباراة، وطلبت من الطبيب حقني هناك».

وحول ذلك حذر قائلاً: «إنني أنصح أي لاعب يعاني ذهنياً أو يفتقر إلى الثقة أن يتحدث إلى المدير الفني. من المؤكد أنه يتعين على أي مدير فني أن يكون جيداً من الناحية الخططية، لكن في البداية عندما يتولى المسؤولية توّاً، أعتقد أنه من المهم بنفس القدر أن يكتسب احترام اللاعبين، ولكي يحدث ذلك يجب أن يشعر اللاعبون بأنهم يستطيعون الثقة به. إذا شعر اللاعبون بذلك، واعتقدوا أن المدير الفني يتعامل معهم بحب ويقدم لهم الدعم اللازم، فسوف يتحدثون معه بكل صدق. لقد نجح بعض المديرين الفنيين الذين لعبت تحت قيادتهم في ذلك، في حين فشل آخرون، ولكن هذا سأسعى إلى تحقيقه إذا عملت مع اللاعبين بشكل يومي».

وعن خطوته المقبلة قال: «التدريب هدفي، لقد تعلمت الكثير من جميع المديرين الفنيين المختلفين الذين لعبت تحت قيادتهم، ومن زملائي في الفريق، ومن اللعب في العديد من المسابقات المختلفة على مستوى النادي والمستوى الدولي. لقد قمت بتجميع وتخزين كل هذه المعلومات، وأشعر أنني أستطيع استخدامها لمساعدة اللاعبين على الوصول إلى المستوى التالي. أعتقد أنني استفدت بعض الشيء من كل مدير فني لعبت تحت قيادته، ثم كونت هويتي التدريبية الخاصة. أنا لا أحب كلمة (فلسفة)، لكنني أعرف الطريقة التي أريد أن يلعب بها الفريق الذي أتولى قيادته. كما قلت من قبل، فمن خلال تجربتي الخاصة أدرك تماماً أن أهم شيء هو خلق أجواء جيدة في النادي، حيث يثق بك اللاعبون ويتفاعلون معك ويؤمنون بما تفعله. إذا لم يكن ذلك موجوداً، فأنا لا أهتم بمدى جودتك التكتيكية؛ لأن ذلك لن يُحدث فرقاً بالنسبة لي. هناك طريقة معينة للتعامل مع اللاعبين، وأعتقد أن السير أليكس فيرغسون هو الأفضل في هذا المجال. لقد كان يعرف بالضبط كيف يتعامل مع كل لاعب على حدة؛ اللاعبون الذين يجب أن يفرض سيطرته عليهم، وأولئك الذين يحتاجون إلى القليل من الحب. أعتقد أنني سأستفيد كثيراً من ذلك كمدير فني؛ لأنني أعتقد أن كل ما يريده اللاعب هو الصدق، وهذا كل ما كنت أريده على أي حال». وأكد جونز أنه بدأ رحلته التدريبية بالفعل مع أكاديمية مانشستر يونايتد للناشئين أثناء فترة استكماله للرخصة الأولى من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في الموسم الماضي، ويقول: «استمتعت بهذه التجربة حقاً. هناك ثلاث مراحل للحصول على دورة تدريبية للمحترفين، والتي تبدأ في يناير (كانون الثاني)، وأنا في الجزء الأخير منها الآن. آمل أن يكون ذلك مفيداً حقاً بالنسبة لي، ليس فقط من حيث التطور كمدير فني، ولكن كفرصة للتواصل مع الآخرين أيضاً. أتطلع إلى ذلك؛ لأنني شخص طموح، وأريد أن أتحدى نفسي، وأحب أن أضع نفسي تحت الضغط باستمرار. وآمل أن أكون في غضون بضع سنوات في موقف يسمح لي باختبار كل هذا».


مقالات ذات صلة

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

رياضة عالمية مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

يقول أوين إن قلبه لا يزال «ينفجر بالفخر» كلما اقترب من «أنفيلد»، ولكنه يدرك أيضاً أن المشجعين ينظرون إليه بشكل مختلف عن الطريقة التي يراهم بها.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس «فيفا» يهنئ المجر على افتتاح متحف بوشكاش

عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)
عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)
TT

رئيس «فيفا» يهنئ المجر على افتتاح متحف بوشكاش

عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)
عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)

تقدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتهنئة إلى الاتحاد المجري لكرة القدم على جهوده في مشروع تكريم عظماء كرة القدم على مرّ العصور.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، أشاد إنفانتينو بالجهود المبذولة لإحياء ذكرى أسطورة كرة القدم فيرينتس بوشكاش بافتتاح «متحف خاص» مكرس لمسيرته الكروية في بودابست، عاصمة المجر، وذلك تزامناً مع مناسبة تخلد إحدى أهم مبارياته.

ونقل الموقع الرسمي لـ«فيفا» عن إنفانتينو قوله: «يجب علينا أن نعتز بمساهمة فيرينتس بوشكاش في اللعبة العالمية».

يعدّ بوشكاش أحد أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور بلا منازع، وكان نجم الفريق الذهبي المجري، ولا يزال هو ورفاقه محطّ تقدير وإجلال في هذه الدولة الواقعة في وسط أوروبا حتى يومنا هذا.

وافتتح الملعب الوطني المجري عام 2019، وحافظ على اسم بوشكاش تيمناً بالأسطورة الراحل، ويضم متحفاً يوثق حياة بوشكاش منذ طفولته في بودابست حتى صعوده ليكون واحداً من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ.

وحصد بوشكاش 5 ألقاب للدوري المجري مع نادي بودابست هونفيد، قبل انتقاله إلى ريال مدريد عام 1958، حيث توج بـ5 ألقاب للدوري الإسباني، و3 ألقاب لكأس الأندية الأوروبية البطلة (الاسم السابق لبطولة دوري أبطال أوروبا الحالية).

وحقّق بوشكاش رقماً قياسياً بإحرازه 84 هدفاً في 85 مباراة دولية فقط مع منتخب بلاده، كما توج بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1952 في فنلندا.

وفي عام 2009، أنشأ «فيفا» جائزة بوشكاش، التي كانت تمنح حتى هذا العام لصاحب أفضل هدف في أي دوري في أي مكان في العالم، لكن اعتباراً من حفل جوائز «ذا بيست» لعام 2024، ستمنح جائزة بوشكاش لأفضل هدف في كرة القدم للرجال على مستوى العالم.

وقال إنفانتينو عن «العملاق المجري السريع»، الذي وافته المنية عام 2006: «أهنئكم على الجهد المبذول في إحياء ذكرى أسطورة كرة القدم فيرينتس بوشكاش من خلال هذا المتحف المميز».

وأوضح «فيفا» عبر موقعه الرسمي: «في هذه الذكرى السنوية السبعين لوصول المنتخب المجري إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم 1954، يتعين علينا أكثر من أي وقت مضى أن نكرم إرث اللاعب الأسطوري فيرينتس بوشكاش ونقدر إسهاماته الجليلة في عالم كرة القدم».

وأشار: «نقوم بذلك سنوياً في (فيفا)، حيث يحصل أفضل هدف في كل عام على جائزة بوشكاش، وفي الأول من أبريل (نيسان) عام 2027، سنحتفل بالذكرى المئوية لميلاده، وهو تاريخ بالغ الأهمية في تاريخ كرة القدم العالمي، ترك بوشكاش إرثاً عظيماً لمن شاهدوه يلعب ويسجل الأهداف بقميص هونفيد أو ريال مدريد. بل إن تألق هذا اللاعب كان أكثر وضوحاً على الصعيد الدولي، خاصة خلال مسيرته مع المنتخب المجري، الذي يعد أحد أبرز الفرق المميزة والأسطورية التي شهدها تاريخ رياضتنا».

ولم يحظَ المنتخب المجري الذي تألق فيه بوشكاش بشرف رفع كأس العالم، حيث مني بخسارة مؤلمة أمام ألمانيا الغربية في نهائي مونديال برن بسويسرا عام 1954.

رغم ذلك، سيطروا على المشهد الكروي في خمسينات القرن الماضي، وقدموا عروضاً استثنائية، أبرزها في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1953 على ملعب ويمبلي، حيث حققوا إنجازاً تاريخياً كأول منتخب قاري أوروبي يفوز على الأراضي الإنجليزية.

وقال إنفانتينو، في رسالة مصورة بالفيديو إلى الجمهور الذي ضم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بالإضافة إلى نائب رئيس ورئيس الاتحاد المجري لكرة القدم ساندور تشانيي، في حفل افتتاح المتحف: «في الواقع، قبل 71 عاماً بالضبط، هزمت المجر إنجلترا 6 - 2 في ملعب ويمبلي، في مباراة تركت أثراً بالغاً على مسار كرة القدم العالمية. يحتضن المتحف معرضاً فنياً رائعاً يخلد مآثر هذا الفريق ومكانته التاريخية التي ستظل راسخة في قلوب عشاق كرة القدم المجرية إلى الأبد».

وختم بالقول: «لقد سررت للغاية بزيارة ملعب بوشكاش أرينا في عام 2021، وشاهدت تكريم اسم أحد نجوم كرة القدم العالميين في هذا الصرح الرياضي العالمي. واليوم، مع بقاء جزء واحد فقط من الاستاد الوطني القديم، أصبح لديكم متحف عالمي المستوى للاحتفال بتراثكم الكروي العريق في كرة القدم. وأودّ أن أهنئكم جميعاً، وأتطلع إلى زيارته في القريب العاجل».