خلف التعادل المثير بين هولندا وضيفتها ألمانيا 2-2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، حالة من الرضا في المنتخبين وشعورا بأن خطط التجديد تسير في الاتجاه الصحيح.
على ملعب يوهان كرويف في أمستردام، خرج كل من رونالد كومان ويوليان ناغلسمان مدربي هولندا وألمانيا راضيين عن أداء منتخبيهما بعد مباراة مثيرة تقلبت فيها النتيجة قبل أن تنتهي بالتعادل.
خفف الأداء القوي للثنائي برايان بروبي وغوشوا زيركزي في أول مباراتين للمنتخب الهولندي مشاعر القلق من الافتقار إلى العمق هجوميا في غياب ممفيس ديباي. وعلق المدرب كومان عن ذلك قائلا: «سعيد بأداء الثنائي في مباراتي البوسنة وألمانيا... أظهرا قوتهما وخطورتهما»، ليرد بذلك على تساؤلات بشأن خليفة ديباي المحتمل في حال استمر الغموض يكتنف مستقبل اللاعب (30 عاما) مع المنتخب الهولندي.
ووقع ديباي، ثاني الهدافين التاريخيين لهولندا برصيد 46 هدفا في 98 مباراة، عقدا مع كورنثيانز البرازيلي، ومن المرجح أن يعود للمنافسة مع هولندا بمجرد أن يكون جاهزا.
وسجل زيركزي، الذي انضم لمانشستر يونايتد الإنجليزي في يوليو (تموز) الماضي، في أول مشاركة أساسية له مع المنتخب يوم السبت الماضي حين استهلت هولندا حملتها بدوري الأمم بالفوز 5-2 على البوسنة في أيندهوفن. فيما حصل مهاجم أياكس أمستردام بروبي (22 عاما) على فرصته لإثبات نفسه أمام ألمانيا وكان مصدر خطورة كبيرة لدفاعهم بعد استبدال رقيبه الألماني جوناثان تاه بين الشوطين.
وقال كومان: «تم استبدال تاه لسبب وجيه، لقد سحب قميص بروبي خمس مرات وارتكب خطأ في كل مرة، ربما كان قريبا من الطرد، صمد بروبي أمامه بشكل جيد وساهم في الهدف الثاني لنا، أنا راض للغاية عنه، لقد حصل على فرصته، واغتنامه لها بهذا الشكل كان أمرا رائعا. أنا سعيد لأنني اخترته. إنه سريع وقوي».
ولم يلعب زيركزي (23 عاما) أساسيا أمام ألمانيا، لكن كومان أشاد به أيضا موضحا: «قلت مسبقا إن زيركزي سيبدأ المباراة الأولى وبروبي الثانية... غوشوا لاعب قوي وشكل مع تياني ريندرز ثنائيا جيدا».
في المقابل تعززت طموحات المنتخب الألماني في أن يكون منافسا قويا في نهائيات كأس العالم المقبلة بعد الأداء الممتع الذي قدمه الفريق أمام هولندا ونال استحسان المدرب ناغلسمان. وقال ناغلسمان: «سعيد بالخطوة التالية من مرحلة التطور».
ومنذ الفوز بكأس العالم في البرازيل قبل عشرة أعوام، فقد الألمان بريقهم وفشلوا في آخر نسختين للمونديال. وكان المنتخب الألماني يمر بفترة عصيبة في مثل هذا الوقت من العام الماضي بعد إقالة هانز فليك ليتولى ناغلسمان زمام الأمور.
وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في الأداء فإن الألمان خرجوا من دور الثمانية لبطولة أوروبا (يورو 2024) التي استضافوها على أرضهم، ويتطلع ناغلسمان لمزيد من التحسن في خطة الإعداد لكأس العالم 2026 المقررة في أميركا الشمالية.
وقال ناغلسمان بعد العودة في النتيجة بعدما افتتح المنتخب الهولندي التسجيل خلال 100 ثانية وهو أسرع هدف يهز الشباك الألمانية منذ 50 عاما: «الطريقة التي عدنا بها كانت جيدة للغاية. استغرق الأمر منا خمس أو ست دقائق، ولكن بعد ذلك دخلنا في أجواء المباراة ولعبنا بشكل جيد... دفاع الفريقين كان مخترقا لكننا كنا الأقوى هجوميا. حاولنا صناعة المزيد من الفرص وخاطرنا بشكل أكثر. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به». وأضاف: «ندرك تماما أهمية كل مباراة. لدينا دوري الأمم الآن، والتصفيات العام المقبل التي نأمل أن تؤهلنا لكأس العالم، لدينا 18 مباراة حتى ذلك الحين. إذا سارت الأمور على ما يرام».
وأوضح: «يثق الفريق في نفسه ويؤمن بحظوظه وهذا هو الشيء الأكثر أهمية. شاهدنا فريقا متعطشا للفوز، في المراحل الأولى من الشوط الثاني، بذلنا جهدا كبيرا ولعبنا بشراسة خاصة في الالتحامات».
وكانت المباراة التي اتسمت بالسرعة منذ إطلاق صافرة البداية قد شهدت ضغطا مبكرا من هولندا ونجح تيخاني ريندرز في التسجيل بعد مرور 99 ثانية فقط، ليكون أسرع هدف يسكن شباك ألمانيا منذ 50 عاما.
وبعد مرور ربع ساعة عاد المنتخب الألماني ليفرض سيطرته وتمكن من قلب تخلفه إلى تقدم بهدفين في غضون سبع دقائق عن طريق دينيس أونداف في الدقيقة 38 ويوزوا كيميش (54). وفي الشوط الثاني، أجرى المدرب كومان تبديلات في صفوف هولندا لينجح دمفريس من خطف هدف التعادل في الدقيقة 51.
وحافظ المنتخب الألماني بطل العالم 4 مرات على صدارته للمجموعة برصيد أربع نقاط بفارق الأهداف عن هولندا، فيما تساوت البوسنة والهرسك والمجر بنقطة واحدة في المركزين الثالث والرابع.
وفي المجموعة الثانية بالمستوى الثاني لدوري الأمم الأوروبية احتفل هاري كين قائد إنجلترا بمباراته الدولية 100 بقميص المنتخب بطريقة رائعة بعدما سجل ثنائية الفوز 2-صفر على فنلندا باستاد ويمبلي.
وأنهى مهاجم بايرن ميونيخ (31 عاما)، والذي حصل على قبعة ذهبية قبل انطلاق المباراة وارتدى زوجا من الأحذية الذهبية المبهرة، مقاومة فنلندا بتسديدة قوية بقدمه اليمنى في الدقيقة 57. وفي بعض الأحيان بدا الأمر وكأنها مواجهة ثنائية بين كين وحارس فنلندا المثير للإعجاب لوكاس راديتسكي، إذ تصدى الحارس لعدة محاولات رائعة. لكن كين تفوق على راديتسكي مرة أخرى في الدقيقة 76 بتسديدة أخرى بقدمه اليمنى ليرفع رصيده مع إنجلترا إلى 68 هدفا ويمدد رقمه القياسي.
وحظي كين، الذي سجل أيضا هدفا برأسه في الشوط الأول ألغاه الحكم بسبب التسلل، بحفاوة بالغة عندما تم استبداله في الدقيقة 80.
وهذا هو الفوز الثاني لإنجلترا تحت قيادة المدرب المؤقت لي كارسلي بعد فوزها خارج أرضها على آيرلندا يوم السبت الماضي، ما يضعها في صدارة مجموعتها بدوري الأمم الأوروبية بالتساوي مع اليونان. ومنح كارسلي لاعب خط الوسط أنجيل غوميز فرصة المشاركة بالتشكيل الأساسي للمرة الأولى مع المنتخب، كما دفع أيضا بمدافع مانشستر سيتي ريكو لويس، لتكون المشاركة الثانية له فقط بالتشكيل الأساسي. وأكد كارسلي أنه سيستمر في تجديد دماء المنتخب وقال: «دائما تحتاج للمنافسة، نحتاج لهذا في كل المراكز بالملعب».