سلة الأحلام الأميركية تعانق ذهب «الأولمبية»

أسقطت فرنسا في مواجهة نارية واقتنصت اللقب للمرة الخامسة على التوالي

فرحة أميركية عقب الفوز بالذهبية (رويترز)
فرحة أميركية عقب الفوز بالذهبية (رويترز)
TT

سلة الأحلام الأميركية تعانق ذهب «الأولمبية»

فرحة أميركية عقب الفوز بالذهبية (رويترز)
فرحة أميركية عقب الفوز بالذهبية (رويترز)

واصل الأميركيون احتكارهم لذهبية مسابقة كرة السلة للرجال في الألعاب الأولمبية بإحرازها للمرة الخامسة توالياً والسابعة عشرة في تاريخهم، وذلك بعدما جددوا الفوز على فرنسا المضيفة بنتيجة 98-87 السبت على ملعب "بيرسي أرينا" في باريس.

وفي إعادة لنهائي طوكيو قبل ثلاثة أعوام حين فازوا 87-82، تفوق الأميركيون مجدداً على الفرنسيين الذين اكتفوا بالفضية الرابعة بسقوطهم في المتر الأخير أمام المنتخب ذاته للمرة الرابعة، بعد أولى عام 1948 في لندن، ثانية عام 2000 في سيدني وثالثة صيف 2021 في طوكيو.

وبعدما بات في باريس 2024 أفضل مسجل أولمبي في تاريخ كرة السلة الأميركية عند الرجال والسيدات، أصبح كيفن دورانت الأكثر تتويجاً مع الرجال بأربع ذهبيات، ليفك الشراكة مع كارميلو أنتوني الذي لحق به السبت صديقه العزيز "الملك" ليبرون جيمس، فيما حقق ستيفن كوري بداية متأخرة موفقة في الألعاب بإحرازه الذهبية في أول مشاركة له عن 36 عاماً.

وكان كوري نجم اللقاء بامتياز بفضل ثلاثيته القاتلة في أواخر اللقاء الذي أنهاه بـ24 نقطة، بينها 8 سلات من خارج القوس من أصل 12 محاولة، وأضاف كل دورانت وديفن بوكر 15 وجيمس 14 مع 6 متابعات و10 تمريرات حاسمة.

صحيح أنه أحرز كأس العالم مرتين عامي 2010 و2014، إلا أن كوري، الفائز بلقب الدوري الأميركي أربع مرات مع غولدن ستايت ووريرز بقيادة مدرب المنتخب ستيف كير، خاض الألعاب الأولمبية لأول مرة، في حين أن جيمس (39 عاماً) كان ضمن عداد المنتخب الفائز بالذهبية عامي 2008 و2012 وقبلها بالبرونزية عام 2004.

ونتيجة فشلهم في احراز كأس العالم لأول مرة منذ 2014 وحلولهم في المركز الرابع خلال مونديال 2023 بتشكيلة من الصف الثاني غاب عنها نجوم العيار الثقيل، شكل الأميركيون لأولمبياد باريس منتخباً مرعباً ضم في صفوفه لاعبين مثل دورانت، بوكر، أنتوني ديفيس، أنتوني إدواردز، بطل الدوري مع بوسطن سلتيكس جايسن تايتوم أو جويل إمبيد، إضافة إلى كوري وجيمس (ليكرز).

والفرنسيون أنفسهم ليسوا فريقاً عادياً إذ يملكون لاعبين كبار على رأسهم فيكتور ويمبانياما الذي كان الأفضل السبت بتسجيله 26 نقطة مع 7 متابعات، وأضاف غيرشون يابوسيلي 20 نقطة وناندو دي كولو 12.

ستيفن كوري كان نجم اللقاء بلا منازع (أ.ف.ب)

ووسط تشجيع جنوني من الجمهور المحلي وبحضور الرئيس إيمانويل ماكرون ومشاهير بالجملة محليين وعالميين، بدأ الفريقان المباراة بأداء حماسي جداً مع العديد من السلات الاستعراضية، لاسيما من ناحية الفرنسيين، لكن مع الوصول إلى آخر 4 دقائق من الربع كانت النتيجة 12-11 فقط للأميركيين ثم 14-13 قبل دقيقتين على النهاية قبل أن يسجل أنتوني إدواردز ثلاثية رفع بها الفارق إلى 4 نقاط ثم أضاف أخرى جعل بها النتيجة 20-15 في ختامه.

وبعدما وسع الأميركيون الفارق في بداية الربع الثاني إلى 7 نقاط بسلة استعراضية من أنتوني ديفيس، رد أصحاب الأرض بثلاثيتين من يابوسيلي وماتيو سترازيل ثم بسلة استعراضية من بلال كوليبالي ليتقدموا 25-24.

لكن بعد مرور 5 دقائق كان الأميركيون في المقدمة 29-27 بعد ثلاثية من بوكر، ثم 37-31 إثر سلة رائعة من جيمس مع خطأ ورمية حرة، و46-36 بعد ثلاثية من كوري وسلة مع رمية حرة لبوكر، قبل أن يدخل الفريقان الاستراحة بسلة في الثانية الأخيرة من يابوسيلي قلص بها الفارق إلى 41-49 ورفع رصيده إلى 15 نقطة مقابل 13 لويمبانياما، أي ما مجموعه 28 نقطة من أصل 41 لأصحاب الأرض.

وبثلاثية من كوري، وصل الأميركيون إلى أكبر فارق منذ بداية اللقاء وقدره 14 نقطة 47-61 بعد ثلاث دقائق على بداية الربع الثالث، ثم وبعد سلة استعراضية من جيمس، رد ويمبانياما بثلاثية لتصبح النتيجة 56-65 مع بقاء قرابة 4 دقائق.

ليبرون جيمس قدم أداء مذهلا في النهائي (أ.ب)

وعندما كان الربع يلفظ أنفاسه الأخيرة، اعترض دورانت محاولة لناندو دي كولو في الثانية الأخيرة لكنه أصاب الكرة حين كانت في طريقها نزولاً إلى السلة، فاحتسبت ليقلص الفرنسيون الفارق إلى 6 نقاط 66-72.

وواصل الأميركيون أفضليتهم في الربع الأخير ووسع دورانت الفارق إلى 9 نقاط 77-68 بثلاثية، ثم، وبعدما قلصه ماتيا لوسور إلى 72-80، اشتعلت المواجهة بعدما بات الفارق ثلاث نقاط 79-82، لكن كوري رد في الوقت المناسب للأميركيين بثلاثية لتصبح النتيجة 85-79 قبل أقل من ثلاث دقائق على النهاية، ثم كرر فعلته ثلاث مرات في الوقت القاتل ليجعل الفارق 9 نقاط 96-87 في آخر 35 ثانية، قبل أن يقضي بوكر على أمل أصحاب الضيافة بسلة استعراضية.


مقالات ذات صلة

أولمبياد باريس... الحصيلة الأسوأ لألمانيا منذ 1992

رياضة عالمية احتلال المركز العاشر أسوأ مما حدث في طوكيو (أ.ف.ب)

أولمبياد باريس... الحصيلة الأسوأ لألمانيا منذ 1992

أنهت ألمانيا منافسات دورة الألعاب الأولمبية بباريس بـ12 ميدالية ذهبية و33 ميدالية في المجمل بالمركز العاشر وهو ما يُعد أسوأ حصيلة لها منذ إعادة توحيد البلاد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية شاكاري ريتشاردسون (أ.ف.ب)

أولمبياد باريس: أبرز إخفاقات وخيبات الرياضيين

جدالات ومرشحون بارزون غابوا أو اضطروا إلى الاستسلام، كلها مشاعر سلبية كان لدورة الألعاب الأولمبية في باريس نصيب منها من خلال فشل وخيبة أمل وإخفاق بعض النجوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية العلم الفرنسي رفع كثيراً في منصات التتويج خلال الأولمبياد (رويترز)

أكبر حصيلة ميداليات لفرنسا في الأولمبياد منذ عام 1900

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد رفع سقف التوقعات بدعوة الرياضيين الفرنسيين بحصد ما بين 50 و60 ميدالية في أولمبياد باريس 2024، وهو ما تحقق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منتخب أميركا للسيدات يحتفل بالفوز (أ.ب)

أولمبياد باريس: الولايات المتحدة تتصدر ترتيب الميداليات بذهبية سلة السيدات

سار منتخب سيدات الولايات المتحدة على خطى الرجال وأحرز مجدداً لقب مسابقة كرة السلة بفوزه الصعب جداً على المضيف الفرنسي بفارق نقطة فقط.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيمون بايلز (أ.ب)

أولمبياد باريس: نجوم الألعاب من بايلز ومارشان إلى ديوكوفيتش... والجماهير

برز كثير من النجوم في دورة الألعاب الأولمبية بباريس ورصعوا أعناقهم بالمعدن الأصفر بدءاً من أيقونة الجمباز الأميركية سيمون بايلز

«الشرق الأوسط» (باريس)

أولمبياد باريس: نجوم الألعاب من بايلز ومارشان إلى ديوكوفيتش... والجماهير

سيمون بايلز (أ.ب)
سيمون بايلز (أ.ب)
TT

أولمبياد باريس: نجوم الألعاب من بايلز ومارشان إلى ديوكوفيتش... والجماهير

سيمون بايلز (أ.ب)
سيمون بايلز (أ.ب)

برز كثير من النجوم في دورة الألعاب الأولمبية في باريس ورصعوا أعناقهم بالمعدن الأصفر بدءاً من أيقونة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، مروراً بالسباح الفرنسي الواعد ليون مارشان، وصولاً إلى أسطورة كرة المضرب العالمية الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

تسلّط «وكالة الصحافة الفرنسية» الضوء على ستة من أفضل نجوم نسخة مدينة الأنوار:

سيمون بايلز:

أثبتت بايلز أنها نجمة جذّابة مثل برج إيفل، حيث وقفت هذه الفتاة الرائعة التي يبلغ طولها 1.42 متر شامخة عند عودتها إلى الأولمبياد بعد صدمة طوكيو.

في اليابان، اضطرت إلى الانسحاب من معظم المسابقات بسبب معاناة ذهنية منهكة تُعرف باسم «الالتواءات» (تويستيز). بعد ثلاث سنوات، وتحت أنظار حشد كبير من الجماهير في بيرسي أرينا، بينهم زوجها ولاعب كرة القدم الأميركية جوناثان أوينز، والنجمان توم كروز وليدي غاغا، استأنفت بايلز مسيرتها الذهبية التي بدأتها في ريو 2016.

تفوقت اللاعبة البالغة من العمر 27 عاماً على البرازيلية ريبيكا أندرادي وفازت بلقب المسابقة الكاملة للفردي بعدما كسبت اللقب ذاته مع منتخب بلادها في الفرق، قبل أن تضيف ذهبية ثالثة كانت في مسابقة حصان القفز، حيث نفذت قفزة يورتشينكو المزدوجة، وهي قفزة بايلز الثانية. كانت المهارة السادسة تحمل اسمها.

تعثرت في اليوم الأخير، حيث أصابها التعب ذهنياً وجسدياً، فغابت عن منصة التتويج في عارضة التوازن، واكتفت بفضية الحركات الأرضية خلف أندرادي.

ليون مارشان:

وُلد نجم جديد في مسبح باريس، إنه ليون مارشان الذي أبهر الجماهير الغفيرة بمسبح «لا ديفانس أرينا» بتحقيقه إنجازاً لم نشهده منذ أيام الأسطورة الأميركي مايكل فيلبس.

مارشان (رويترز)

فاز السبّاح البالغ من العمر 22 عاماً بسباقاته الفردية الأربعة: 200م (فراشة)، و200م (صدر)، و200م (متنوّعة)، و400م (متنوعة).

بات أول سباح يفعل ذلك في نسخة واحدة للألعاب في سباقات الفردي منذ الأسطورة الأميركي في عام 2008.

وحذّر مارشان منافسيه قائلاً: «إنها البداية فقط»، حيث وضع نصب عينيه منذ الآن ألعاب لوس أنجليس في عام 2028.

نواه لايلز:

وصل لايلز إلى باريس وهو يصرخ برغبته في ترسيخ إرثه بوصفه الوريث الشرعي للأسطورة الجامايكي أوسين بولت. فاز الأميركي بسباق 100م، وسيبقى ذلك في الذاكرة لفترة طويلة، متفوقاً على الجامايكي كيشاين تومسون بخمسة آلاف جزء من الثانية فقط.

لايلز (أ.ب)

لكنه بدا بعيداً عن مستواه في سباق 200م حيث فاز البوتسواني ليتزيلي تيبوغو وحرمه من تحقيق ثنائية أسرع سباقين في أم الألعاب. ترك المضمار على كرسي متحرّك، وكشف بعد ذلك أنه كان مصاباً بـ«كوفيد - 19». لذلك تم استبعاده من صفوف المنتخب الأميركي في سباق التتابع أربع مرات 100م الذي أقصي منه رفاقه بسبب خطأ في تسليم العصا عن الـ100م الثانية.

للمفارقة، فاز بولت بثنائية السرعة والتتابع في ثلاث دورات أولمبية متتالية، ولم يخسر سوى ميدالية ذهبية واحدة في التتابع بسبب قضية منشطات لزميل له في المنتخب.

أنطوان دوبون:

: في الشوط الأول من المباراة التي أقيمت في استاد دو فرنس المزدحم، بدا منتخب فيجي الفائز بالميدالية الأولمبية مرتين مسيطراً على المباراة ضد فرنسا المضيفة في نهائي الرغبي السباعي.

دخل أنطوان دوبون الذي يمكن القول إنه أفضل لاعب في العالم في كرة الرغبي لـ15 لاعباً، المباراة من مقاعد البدلاء، وأسهم بشكل كبير في مساعدة زملائه على حسم النتيجة في صالحهم.

كان هذا التأثير فورياً، حيث استغل كرة طائشة من ركلة البداية في الشوط الثاني، وركض بسرعة على الجناح، متجاوزاً أسطورة فيجي جيري تيوواي، ومررها إلى آرون غرانديدييه - نكانانغ الذي سجل بسهولة.

ثم سجّل دوبون محاولتين وقاد فرنسا إلى الذهب 28 - 7 في أجواء حماسية في الملعب، قال معلّقون مخضرمون إنهم لم يختبروها قط في مباراة للرغبي.

نوفاك ديوكوفيتش:

في سن السابعة والثلاثين، فاز نوفاك ديوكوفيتش أخيراً بالميدالية الذهبية الأولمبية، وأضافها إلى سجله الرائع والمرصع بالألقاب أبرزها 24 في البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام).

ديوكوفيتش (أ.ف.ب)

تغلّب الصربي على الإسباني كارلوس ألكاراس الذي يصغره بـ16 عاماً، في مباراة نهائية لن تنسى على ملاعب رولان غاروس، حيث توّج سابقاً بلقب بطولة فرنسا المفتوحة، ثانية الغراند سلام، ثلاث مرات.

حقق ديوكوفيتش حلمه عقب مشوار صعب، حيث اضطر إلى هزيمة غريمه التقليدي الإسباني الآخر نادال في الدور الثاني في المواجهة الستين بينهما. ثم تحامل في ربع النهائي على إصابة متفاقمة في الركبة احتاج إلى عملية جراحية لعلاجها في يونيو (حزيران) الماضي، وتغلب على اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، قبل أن يفوز على الإيطالي لورنتسو موزيتي في نصف النهائي.

أكد ديوكوفيتش أنه يريد الدفاع عن لقبه في أولمبياد 2028 في لوس أنجليس عندما سيكون عمره 41 عاماً.

قال: «أحب الدافع، كل يوم، كل أسبوع من تدريب جسدي، وإتقان لعبتي، وتحسين نفسي حتى في هذا العمر».

تبدّدت الشكوك حول التزام الجماهير الفرنسية بالألعاب الأولمبية بفضل الهدير الهائل الذي أحدثه سبّاح فرنسا ليون مارشان وهو يغوص في مسبح «لا ديفانس أرينا». أثارت مسيرة مارشان نحو تحقيق أربع ذهبيات تشجيعاً إيقاعياً من المتفرجين في كلّ مرة يخرج فيها رأسه من الماء في سباحة الصدر، لدرجة أن الرياضيين الأولمبيين المخضرمين قالوا إن التشجيع كان غير عادي.

كما حوّل الفرنسيون والمشجعون من جميع أنحاء العالم ملعب الكرة الطائرة الشاطئية الرائع بجوار برج إيفل إلى حفل كل ليلة أضاء ملايين حسابات «إنستغرام».