انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بشدة بسبب قراره بإيقاف اللاعب التركي ميريح ديميرال مباراتين، وذلك خلال عودة إردوغان من زيارته الخاطفة للعاصمة الألمانية برلين لحضور مباراة ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024) بين منتخب تركيا ومنتخب هولندا مساء أمس السبت، التي انتهت بهزيمة تركيا بهدفين مقابل هدف.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن إردوغان قوله خلال حديث مع صحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «بصراحة، ألقت عقوبة الإيقاف مباراتين التي فرضها (يويفا) ضد ميريح ديميرال، ظلالاً ثقيلة على البطولة. هذا غير مبرر، إنه قرار سياسي بحت».
وأضاف أردوغان (70 عاماً) أن العقوبة ضد لاعب خط الدفاع ديميرال الذي أدى تحية «الذئاب الرمادية» المثيرة للجدل في دور الـ16 خلال مباراة منتخب بلاده ضد منتخب النمسا، لا يمكن اعتبارها رياضية، وقال: «في الواقع، إنها عقوبة موجهة لتركيا كأمة». ورأى إردوغان أن منتخب بلاده لم يتأثر بذلك، وقال: «لقد رد فريقنا الوطني على الظلم الذي لحق به بلعب كرة قدم رائعة في الملعب».
وقبل عودته، زار الرئيس التركي اللاعبين في غرفة الملابس، وصافحهم وواساهم بعد الخروج من ربع النهائي. وقال إردوغان للاعبين: «أهنئكم جميعاً. حتى وإن سجلنا هذه النتيجة اليوم، فأنتم أبطالنا». وصافح الرئيس اللاعب الموقوف ديميرال، كما أظهرت لقطات تلفزيونية.
وكانت الضجة التي أثيرت حول أداء هذه التحية من جانب لاعب المنتخب التركي ديميرال منتصف الأسبوع الماضي، تسببت في تأجيج الوضع بشكل إضافي قبل مباراة تركيا وهولندا في برلين مساء أمس.
وكان ديميرال أدى هذه التحية خلال احتفاله بهدفه الثاني في مباراة النمسا ضمن منافسات دور الستة عشر يوم الثلاثاء الماضي، الأمر الذي أدى إلى إيقافه من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لمباراتين.
وأثار قرار «يويفا» غضباً في تركيا، وكانت جماعات ألتراس تركية دعت المشجعين إلى إظهار هذه التحية في ملعب الاستاد الأولمبي في برلين. وعادة ما تعبر تحية «الذئاب الرمادية» عن الانتماء أو التعاطف مع حركة «أولكوغو» اليمينية المتطرفة وآيديولوجيتها. ويجري استخدام هذه التحية في تركيا من قبل حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، وهو شريك تحالف لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بزعامة إردوغان.
وكانت تركيا استدعت السفير الألماني في أنقرة على خلفية الانتقادات اللاذعة التي تم توجيهها لديميرال، وهو ما أكدته أيضاً وزارة الخارجية الألمانية مساء يوم الأربعاء الماضي.
من جانبه، قال حميد ألتينتوب، مدير المنتخب التركي، في تصريحات لقناة «ماجينتا»، إن واقعة تحية الذئب الرمادي ليست هي سبب زيارة الرئيس التركي. وأضاف: «تم الاتفاق مسبقاً على رغبة رئيس بلادنا في الحضور للمباراة، هذا أمر لا علاقة له بالواقعة أو قرار (يويفا)».
ورفض الإيطالي فيتشنزو مونتيلا، المدير الفني للمنتخب التركي، التعليق على الزيارة بعد المباراة، لكنه أشاد بالجماهير التركية التي صنعت أجواءً رائعة للفريق في الملعب وكأنه يلعب في تركيا.
وقال مونتيلا : «من الصعب جداً الحديث عن كرة القدم بعد مباراة، لذلك ليس لدي طاقة للحديث عن أي شيء آخر».
ويعيش نحو 200 ألف شخص من أصول تركية في العاصمة برلين، وكانت الجماهير التركية هي صاحبة الأغلبية في الحضور بملعب برلين الأولمبي، حينما تقدم الفريق بهدف ساميت أكايدين لكن المنتخب الهولندي نجح في الفوز بهدفي ستيفان دي فري وهدف عكسي من ميرت مولدر.
وقال مونتيلا: «الأجواء كانت رائعة ومثل ما يحدث في ملعبنا، لقد شجعونا حتى النهاية، لكن ذلك الفخر والشغف تجاه الفريق كان واضحاً منذ اليوم الأول، ليس فقط خلال المباريات».
وأضاف: «ما جعلني فخوراً حقاً هو رؤية الناس يظهرون الحب للفريق حتى بعد الخسارة، وذلك لما قدمناه خلال البطولة، لقد منحونا البهجة ويجب علينا زيادة ذلك الشغف من خلال الأداء ثم يمكنك بعد ذلك تحقيق الفوز أو التعرض للهزيمة».
وتابع مونتيلا: «يجب علينا أن نواصل التقدم والتحسن، لأن المستقبل لنا».