العقدة البرازيلية تبدد أحلام الأهلي «المونديالية»

الكرة عاندت العملاق المصري في نصف النهائي

الكرة عاندت العملاق المصري كثيراً أمام مرمى فلومينينسي (أ.ب)
الكرة عاندت العملاق المصري كثيراً أمام مرمى فلومينينسي (أ.ب)
TT

العقدة البرازيلية تبدد أحلام الأهلي «المونديالية»

الكرة عاندت العملاق المصري كثيراً أمام مرمى فلومينينسي (أ.ب)
الكرة عاندت العملاق المصري كثيراً أمام مرمى فلومينينسي (أ.ب)

مرة أخرى؛ ودع الأهلي المصري منافسات كأس العالم للأندية على يد فريق برازيلي، وكانت هذه المرة أمام فلومينينسي 0 - 2 في نصف نهائي البطولة التي تستضيفها جدة.

ومن أصل مشاركاته الـ11 في البطولة التي تجمع سنوياً أبطال القارات، إضافة إلى ممثل عن البلد المضيف، التي ستتغير صيغتها بدءاً من النسخة المقبلة عام 2025 بمشاركة 32 فريقاً، انتهى مشوار الأهلي في نصف النهائي 4 مرات على أيدي أندية برازيلية.

وأحرز فلومينينسي البرازيلي هدفين في آخر 19 دقيقة ليصعد إلى نهائي كأس العالم. بانتظار الفائز من أوراوا بطل آسيا ومانشستر سيتي بطل أوروبا الثلاثاء.

وسيطر الأهلي على المباراة، وكان الطرف الأكثر محاولة على المرمى بأكثر من 18 تسديدة، لكن لحظة الحسم جاءت من ركلة جزاء من جون أرياس قبل 19 دقيقة من النهاية.

الشحات يقود هجمة ضد المرمى البرازيلي (تصوير: عدنان مهدلي)

ومع اندفاع الأهلي للتعويض سجل البديل جون كينيدي الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة.

وجاءت البداية سريعة من الفريقين؛ إذ سدد بيرسي تاو كرة اصطدمت في دفاع فلومينينسي لتمر فوق مرمى الحارس فابيو بفارق قليل في الدقيقة السادسة.

وبعد ذلك بقليل نجا الأهلي من أول محاولة لبطل كوبا ليبرتادوريس عندما مرر مارسيلو كرة إلى كينو الذي أرسلها عرضية لتمر من علي معلول إلى جون أرياس ليسدد في القائم.

جماهير برازيلية حضرت بكثافة لملعب «الجوهرة المشعة» بجدة (تصوير: عدنان مهدلي)

وفرض بطل أفريقيا سيطرته على المباراة، وفي غضون 3 دقائق أهدر 3 فرص للتسجيل؛ أولاها من حسين الشحات الذي لمح الحارس متقدماً عن مرماه ليحاول التسديد من فوقه، لكن الكرة ذهبت إلى خارج الملعب.

وحصل فلومينينسي على ركلة ركنية، لكن دفاع الأهلي أبعدها إلى الشحات ليمرر لزميله تاو، غير أن المخضرم فيليبي ميلو، الذي أصبح بعمر 40 عاماً؛ أكبر لاعب يشارك في مباراة في تاريخ البطولة في مركز غير حراسة المرمى، عاد سريعاً ليضع قدمه في الوقت المناسب قبل تسديدة اللاعب الجنوب أفريقي.

وكانت أخطر فرص الأهلي بطريقة مشابهة لهدف التتويج بدوري أبطال أفريقيا؛ إذ أرسل معلول ركلة ركنية إلى المدافع محمد عبد المنعم الذي وضعها في الزاوية البعيدة ليخرجها المدافع صامويل إكزافير قبل أن تجتاز خط المرمى.

البرازيلي المخضرم مارسيلو قاد فريقه للتأهل إلى النهائي (تصوير: علي خمج)

ومرة أخرى كان أرياس مصدر خطورة الفريق البرازيلي؛ إذ وصلت إليه ركلة ركنية منخفضة ليسدد كرة في القائم بحلول الدقيقة الـ25.

ووضحت سرعة تحول لاعبي الأهلي من الدفاع إلى الهجوم، فبعد ركلة ركنية للفريق البرازيلي وصلت الكرة إلى معلول في وسط الملعب ليضع الشحات أمام المرمى من بعد منتصف الملعب بقليل؛ غير أن آندريه لاعب الوسط تدارك الأمر ليضع قدمه خلال تسديدة اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة برصيد 14 مباراة.

وواصل الأهلي تهديد مرمى منافسه؛ فالشحات حاول العودة بالزمن إلى هدفه في مرمى الاتحاد السعودي يوم الجمعة، لكن تسديدته اصطدمت بالدفاع لتعلو إلى محمود عبد المنعم (كهربا) الذي وضعها بضربة رأس أبعدها الحارس فابيو وترتد إلى تاو لكنه أطاح الكرة بضربة رأس خارج الملعب قبل 9 دقائق من الاستراحة.

فرحة برازيلية بعد الهدف الأول (رويترز)

وكان أول تهديد في الشوط الثاني بتسديدة المهاجم جيرمان كانو؛ حيث مرت الكرة بجوار مرمى محمد الشناوي حارس الأهلي.

ومن هجمة مرتدة، أضاع كهربا واحدة من أبرز فرص الأهلي بعد تسلمه تمريرة خلف الدفاع من الشحات، غير أنه سدد كرة ضعيفة لم تزعج الحارس فابيو في الدقيقة الـ56.

واستخرج ميلو من مخزون خبرته الكبير ليبعد تمريرة عرضية من الشحات إلى ركنية قبل وصولها إلى كهربا الذي كان يمكنه هز الشباك.

وتألق الحارس فابيو، البالغ عمره 43 عاماً؛ وهو ثاني أكبر حراس المرمى مشاركة في تاريخ البطولة بعد أوسكار بيريز، ليبعد تسديدة من الشحات إلى جانب الملعب بعد مرور أكثر من ساعة من اللعب بقليل.

حصل فلومينينسي على ركلة جزاء بعد تدخل من تاو على مارسيلو، الذي نال اللقب 4 مرات مع ريال مدريد، وانبرى أرياس ليهز شباك الشناوي.

وكاد رد الأهلي يأتي سريعاً عندما أرسل الشحات تمريرة عالية خلف دفاع فلومينينسي إلى تاو، لكن اللاعب الجنوب أفريقي وضعها في يد الحارس فابيو في الدقيقة الـ72.

جماهير الأهلي خرجت حزينة من ملعب المباراة (رويترز)

وأرسل معلول تمريرة عرضية منخفضة من الناحية اليسرى إلى البديل طاهر محمد طاهر، لكن الحارس فابيو تدخل للحفاظ على شباكه في سيطرة واضحة لبطل أفريقيا قبل 13 دقيقة من النهاية.

ومع اندفاع الأهلي للتعويض؛ أهدر كانو فرصة من وضع انفراد؛ إذ خرج الشناوي من مرماه ليبعد الكرة في الدقيقة الـ87.

وعزز كينيدي من تفوق الفريق البرازيلي بتسديدة في الزاوية البعيدة من داخل منطقة الجزاء لينتهي حلم الأهلي في بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخه.


مقالات ذات صلة

نادي كوستاريكي يهدد «فيفا» بالقضاء للحصول على مقعد بكأس العالم للأندية

رياضة عالمية النادي يريد من «فيفا» تطبيق القاعدة التي تحظر على الأندية التي تنتمي لمالك واحد من المشاركة في البطولة (أ.ف.ب)

نادي كوستاريكي يهدد «فيفا» بالقضاء للحصول على مقعد بكأس العالم للأندية

يطالب فريق ليغا ديبورتيفا ألاخويلينسي النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب في كوستاريكا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالحصول على مقعد ببطولة كأس العالم للأندية

«الشرق الأوسط» (سان خوسيه)
رياضة عربية ميلوني يحتفل مع زملائه بعد تسجيله الهدف الثالث للإمارات في مرمى قرغيزستان (أ.ف.ب)

«تصفيات كأس العالم»: الإمارات تعود للانتصارات بفوز سهل على قرغيزستان

عادت الإمارات للانتصارات في المرحلة الثالثة لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026، بفوزها 3-صفر على ضيفتها قرغيزستان.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عالمية النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية صمّمتها شركة «تيفاني آند كو» (الشرق الأوسط)

كأس العالم للأندية «الجديدة»... تحفة فنية بذهب عيار 24  

كشف «فيفا» النقاب عن الكأس الرسمية لبطولة كأس العالم للأندية التي ستُرفع لأول مرة في النسخة الافتتاحية المقررة العام المقبل في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (ميامي )
رياضة عربية استاد «974» في قطر يعود لاستضافة المباريات (رويترز)

استاد «974» يعود إلى الحياة تزامناً مع مرور عامين على المونديال الأخير

سيعود استاد «974» في قطر إلى استضافة مباريات كرة القدم مجدداً ضمن بطولة كأس القارات للأندية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية قرعة 5 ديسمبر ستكشف ملامح المجموعات في مونديال الأندية (الشرق الأوسط)

5 ديسمبر موعداً لقرعة مونديال الأندية... والهلال يترقب

ستكون أنظار نخبة أندية العالم ومن بينها الهلال «ممثل الكرة السعودية وقارة آسيا»، شاخصة على ميامي 5 ديسمبر لمتابعة أحداث قرعة مونديال الأندية.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»