من سانشيز إلى سانشو... أبناء مانشستر يونايتد الضائعون خلال عقد من التراجع

10 لاعبين وصلوا إلى النادي ثم تاهوا بـ«الثقب الأسود» لحقبة ما بعد السير أليكس فيرغسون

(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
TT

من سانشيز إلى سانشو... أبناء مانشستر يونايتد الضائعون خلال عقد من التراجع

(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)

على الكثير من المواهب الرائعة بالسنوات الأخيرة نلقي الضوء هنا على أبناء مانشستر يونايتد الضائعين، أو ما يمكن وصفهم بضحايا المفرمة في النادي الأكثر إسرافاً في كرة القدم الإنجليزية، الذي قضى على الكثير من المواهب الرائعة خلال السنوات الأخيرة. كان هناك الكثير من التوقعات بشأن مستقبل كل واحد من هؤلاء اللاعبين، لكنهم سُحبوا في نهاية المطاف إلى «الثقب الأسود لملعب أولد ترافورد» خلال السنوات العشر الضائعة منذ اعتزال المدير الفني الأسطوري للنادي السير أليكس فيرغسون. والآن، فإن أي موهبة صاعدة تنضم إلى النادي باتت معرضة لخطر الإصابة باللعنة من قبل السياسة المتخبطة لمانشستر يونايتد، وهناك الكثير من التحذيرات والأمثلة على ذلك من التاريخ الحديث.

لقد كان مانشستر يونايتد تحت قيادة فيرغسون هو النادي الذي يتألق فيه اللاعبون الشباب ويحصل فيه الموهوبون هجومياً على الحرية اللازمة لإظهار قدراتهم وإمكاناتهم الكبيرة. أما أبرز اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي في الفريق الأول لمانشستر يونايتد حالياً فهما ماركوس راشفورد، الذي يقدم مستويات متراجعة للغاية في الوقت الحالي، وسكوت مكتوميناي، الذي كان مانشستر يونايتد يرغب في بيعه هذا الصيف! لقد أنفق مانشستر يونايتد الكثير من الأموال لتدعيم صفوفه، لكن يمكن القول إن برونو فرنانديز، الذي لا يزال شخصية مثيرة للخلاف والجدل، هو اللاعب الوحيد الذي تطور مستواه للأفضل منذ انضمامه للفريق.

وكما كتب بارني روناي في هذه الصفحات عن ويلفريد زاها، فقد كان النجم الإيفواري «أول الأولاد الضائعين»، وكانت الدقائق الـ167 التي لعبها مع مانشستر يونايتد بمثابة نموذج للفشل. انضم زاها إلى مانشستر يونايتد في منتصف الموسم الأخير لفيرغسون، لكن سُمح له بالبقاء حتى الصيف في كريستال بالاس، الذي كان معه أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى، ثم وصل إلى مانشستر يونايتد في الفترة نفسها التي وصل فيها المدير الفني الأسكوتلندي ديفيد مويز لتولي قيادة الفريق خلفاً لفيرغسون المتقاعد. لم يستمر أي منهما طويلاً، وفي ظل تعثر الفريق تحت قيادة مويز، انتقل زاها على سبيل الإعارة إلى كارديف سيتي في يناير (كانون الثاني) 2014، وبمجرد عودته إلى كريستال بالاس، سرعان ما أصبح اللاعب الأكثر أهمية في هذا النادي.

كانت فرص زاها في المشاركة في المباريات محدودة بسبب التألق اللافت للاعب البلجيكي عدنان يانوزاي، الذي كان ظهوره في المباريات القليلة التي شارك فيها مثيراً للإعجاب لدرجة أن المناقشات حول محاولة تجنيسه وانضمامه للمنتخب الإنجليزي أصبحت محل جدل في الصحف الشعبية. كان مويز معجباً بشدة بقدرات يانوزاي، لكن بمجرد إقالته من منصبه في أبريل (نيسان) 2014، اختفى يانوزاي، صاحب البنية الجسدية الضعيفة الذي أنهى ذلك الموسم بالمشاركة في كأس العالم مع منتخب بلجيكا، عن الأنظار بسرعة. وفشلت كل محاولات المدير الفني الهولندي لويس فان غال للدفع به في مركز المهاجم الصريح، وأصبح القميص رقم 11، الذي كان يرتديه في السابق أسطورة النادي رايان غيغز، ثقيلاً للغاية على اللاعب البلجيكي الشاب. لا يزال يانوزاي يبلغ من العمر 28 عاماً، ويلعب حالياً مع نادي إشبيلية. وأدى وصول فان غال في صيف عام 2014 إلى التعاقد مع مواطنه الهولندي ممفيس ديباي من أيندهوفن بعد عام واحد. لم يكن ديباي يفتقر إلى الثقة بنفسه، بل وصل الأمر لدرجة أنه قارن نفسه بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يرتدي القميص رقم 7، قائلاً: «أعتقد أنني يمكن أن أكون أحد أفضل اللاعبين في العالم». لكنه لم يسجل سوى هدفين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الموسم الثاني سوى مرة واحدة فقط! تألق ديباي، الذي يلعب الآن في أتلتيكو مدريد، بعد رحيله وأصبح مهاجماً مفيداً للغاية على مستوى النادي والمنتخب، ولعب تحت قيادة فان غال مرة أخرى.

السياسات غير المدروسة في النادي الأكثر إسرافاً بكرة القدم الإنجليزية قضت

بوغبا مثال واضح لسياسة مانشستر يونايتد المتخبطة (رويترز)cut out

تراجع مستوى الفرنسي أنتوني مارسيال بشكل كبير مع مانشستر يونايتد، ومع ذلك لا يزال موجوداً في النادي ويحصل على راتب مرتفع للغاية، لكن خلال الموسم الثاني والأخير لفان غال كان مارسيال وماركوس راشفورد يُنظر إليهما على أنهما مستقبل النادي. لكن لم يكن هذا هو رأي المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي جعل مارسيال يتنافس مع راشفورد على حجز مكان في التشكيلة الأساسية في مركز الجناح، رغم أن مارسيال يعد مهاجماً صريحاً بمقاييس أي شخص آخر. وتراجع دور ومستوى مارسيال، الذي انضم ليونايتد في صيف عام 2015، بشكل كبير بسبب تعرضه للكثير من الإصابات.

بدوره، عاد لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد في صفقة قياسية في صيف عام 2016، وفاز مع مورينيو بلقب الدوري الأوروبي بعد عام واحد، لكن المدير الفني البرتغالي فشل في مساعدة اللاعب الفرنسي على إظهار كامل قدراته وإمكاناته داخل المستطيل الأخضر. لقد كان بوغبا أحد خريجي أكاديمية الناشئين بمانشستر يونايتد، لكنه رحل وعاد إلى النادي في صفقة قياسية عالمية، قبل أن يرحل من جديد في صفقة انتقال حر من دون أي مقابل مادي للنادي، وهو ما كان يمثل كارثة من الناحية المالية لمانشستر يونايتد.

كان هنريك مخيتاريان، وهو موهبة فذة يمتلك قدرات وفنيات هائلة وطاقة كبيرة، أحد أبرز اللاعبين الذين ضمهم النادي تحت قيادة مورينيو، لكنه لم يتكيّف قط مع طريقة اللعب التي يفضلها المدير الفني البرتغالي التي كانت تعتمد على الالتزام الدفاعي الحذر والمجهود البدني الكبير. وعلى الرغم من تسجيله هدفاً في نهائي الدوري الأوروبي عام 2017، لم يكن من المفاجئ أن يرحل اللاعب الأرميني الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه الأفضل في الدوري الألماني الممتاز.

كان انضمام أليكسيس سانشيز في يناير (كانون الثاني) 2018 يعكس سياسة الانتقالات غير المدروسة تماماً من جانب مانشستر يونايتد، تحت قيادة الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت، إد وودوارد. كان سانشيز خلال فترة وجوده في آرسنال يعد أفضل لاعب خط وسط مهاجم في كرة القدم الإنجليزية، وتعاقد مانشستر يونايتد معه بعد منافسة شرسة من جانب الجار مانشستر سيتي ومنحه مقابل مادي كبيراً، لكن النجم التشيلي لم يحقق شيئاً يذكر مع الشياطين الحمر وتراجع مستواه بشدة بعدما ظهر وكأنه لاعب آخر.

بعد أن تعرض السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي حقق نجاحاً حقيقياً رغم أنه كان كبيراً في السن، للإصابة، أصبح المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو والمدرب مورينيو (اللذان اجتمعا الآن مرة أخرى في روما) ملائمين للعمل معاً بشكل كبير. لكن طريقة اللعب المباشرة التي تعتمد على وصول الكرة إلى لوكاكو في الخط الأمامي أدت إلى انقسام كبير بين المشجعين، وعندما رحل مورينيو، كان من بين أول قرارات خليفته النرويجي أولي غونار سولسكاير هي تهميش دور المهاجم البلجيكي.

إن وجود اسم هاري ماغواير باعتباره المدافع الوحيد في هذه القائمة لا يعد انعكاساً لتميز خط دفاع مانشستر يونايتد خلال العقد الماضي، فالحقيقة أن خط الدفاع كان يعاني أيضاً بنفس الشكل مثل خط الهجوم، لكن ماغواير يعكس الآن الحالة المزرية التي يمر بها النادي. لقد أصبح ماغواير موضع سخرية من الجماهير، رغم الأداء الجيد في الموسم الأول، ورغم الدعم المستمر من قبل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت. وزادت الأمور تعقيداً بعدما فشلت صفقة رحيل اللاعب إلى وستهام خلال الصيف الماضي.

ويقترب لاعب موهوب آخر من الرحيل عن «أولد ترافورد» وهو جادون سانشو. لقد نجح عدد من نجوم مانشستر يونايتد السابقين، مثل جورج بست وديفيد بيكهام وواين روني، في التألق في أماكن أخرى بعد الرحيل عن مانشستر يونايتد، لكن سانشو، الذي لم يكن يتوقف عن صناعة الأهداف في بوروسيا دورتموند، تم استبعاده من الفريق الأول من قبل المدير الفني إريك تن هاغ، في ظل تساؤلات حول سلوكه ولياقته البدنية، ويبدو أن دوامة مانشستر يونايتد في طريقها لابتلاعه كما ابتلعت من قبله عدداً من النجوم البارزين!

خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة


ميلان ينهي العام بانتصار كبير على فيرونا... ويتصدر مؤقتاً

أنهى ميلان عام 2025 بانتصار كبير على حساب ضيفه فيرونا 3-0 (أ.ب)
أنهى ميلان عام 2025 بانتصار كبير على حساب ضيفه فيرونا 3-0 (أ.ب)
TT

ميلان ينهي العام بانتصار كبير على فيرونا... ويتصدر مؤقتاً

أنهى ميلان عام 2025 بانتصار كبير على حساب ضيفه فيرونا 3-0 (أ.ب)
أنهى ميلان عام 2025 بانتصار كبير على حساب ضيفه فيرونا 3-0 (أ.ب)

أنهى ميلان عام 2025 بانتصار كبير على حساب ضيفه فيرونا 3 - 0 ضمن المرحلة الـ17 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، قابضاً بذلك على صدارة الترتيب مؤقتاً بانتظار مباراة جاره وغريمه إنتر أمام مستضيفه أتالانتا في ختام مباريات الأحد.

ورفع فريق المدرب ماسيميليانو أليغري رصيده إلى 35 نقطة في المركز الأول بفارق نقطتين عن إنتر الثاني برصيد 33 نقطة، كما عاد إلى سكة الانتصارات بعد فترة من التذبذب تخللتها هزيمتان، وتعادل، وانتصار واحد فقط ضمن المسابقات كافة.

في المقابل، تلقّى فيرونا خسارة أولى بعد انتصارين توالياً في الدوري، فتجمّد بذلك رصيده عند 12 نقطة في المركز الـ18.

سجّل الأميركي كريستيان بوليسيك (45+1) والفرنسي كريستوفر نكونكو الذي افتتح باكورة أهدافه مع «روسونيري» (48 من ركلة جزاء و53).

في نهاية شوط أول للنسيان بين الفريقين، منح بوليسيك الأفضلية لأصحاب الأرض، بعدما تابع بيسراه من مسافة قريبة إلى داخل الشباك رأسية الفرنسي أدريان رابيو، إثر ركلة ركنية نفذها الكرواتي لوكا مودريتش من الجهة اليمنى (45+1).

الهدف هو العاشر للدولي الأميركي مع فريقه في 15 مباراة ضمن المسابقات كافة هذا الموسم.

وفي مطلع الشوط الثاني، ارتكب المدافع الدنماركي فيكتور نيلسون خطأ على نكونكو، فاحتسب الحكم مايكل فابري ركلة جزاء ترجمها المهاجم الفرنسي بنجاح، محرزاً بذلك هدفه الأول بقميص الفريق اللومباردي (48).

ولم يكد فيرونا يلتقط أنفاسه حتى سدّد مودريتش كرة بيسراه من على مشارف منطقة الجزاء، أنقذها الحارس لورنتسو مونتيبو بمساعدة القائم الأيسر، فتهيّأت أمام نكونكو الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى المشرّع أمامه (53).

وكرّس ميلان بهذا الانتصار عقدته لفيرونا، محققاً انتصاره الـ10 عليه في المواجهات الـ10 الأخيرة بينهما، والـ12 في آخر 14 مواجهة مقابل تعادلين ومن دون خسارة.

يُذكر أن آخر انتصار لفيرونا على ميلان يعود إلى المرحلة الـ17 من ذهاب دوري 2017 - 2018 بنتيجة 3 - 0 في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2018 في فيرونا.


لماذا كسر ليفربول كل القواعد للتعاقد مع فيرتز؟

فلوريان فيرتز (أ.ب)
فلوريان فيرتز (أ.ب)
TT

لماذا كسر ليفربول كل القواعد للتعاقد مع فيرتز؟

فلوريان فيرتز (أ.ب)
فلوريان فيرتز (أ.ب)

كانت هناك لحظة، قبل وقت قصير من تسجيل فلوريان فيرتز هدفه الأول بقميص ليفربول، لخّصت بدقة حجم تطوره والثقة المتزايدة التي بات يتمتع بها في أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

فمع كرة طويلة أرسلها أليسون، وارتفعت في اتجاه الجهة اليسرى، كان الدولي الألماني تحت ضغط مباشر مع اندفاع مات دوهيرتي لإغلاق المساحة. لكن فيرتز تعامل مع الموقف بهدوء لافت؛ سيطر على الكرة من اللمسة الأولى، ثم استعرض مهارته بتحويلها بسلاسة من قدمه اليمنى إلى اليسرى، متجاوزاً قائد وولفرهامبتون قبل أن ينطلق بمحاذاة الخط الجانبي. مشهد أثار إعجاب مدرجات «أنفيلد» المكتظة التي عبّرت عن تقديرها بوضوح.

لم تكن عملية التأقلم سهلة بالنسبة لفيرتز منذ وصوله من باير ليفركوزن في صفقة بلغت قيمتها 116 مليون جنيه إسترليني في يونيو (حزيران). فقد احتاج اللاعب إلى وقت للتأقلم مع الإيقاع السريع والالتحامات البدنية القوية في كرة القدم الإنجليزية، ما دفع ليفربول إلى إخضاعه لبرنامج بدني خاص في صالة الألعاب الرياضية لمساعدته على زيادة قوته وتحمل شدة المنافسات.

سعر الصفقة الضخم، إلى جانب تفوق ليفربول على بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي في سباق التعاقد معه، رفعا سقف التوقعات إلى مستويات عالية. وكان الصبر مطلوباً مع لاعب موهوب يبلغ 22 عاماً، يخوض تجربته الأولى خارج بلاده، ويحاول فرض نفسه في فريق ليفربول الذي لم يكن في أفضل حالاته تحت قيادة أرني سلوت.

ورغم تحسن إسهاماته الشاملة في المباريات ظل غياب الأهداف والتمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز مادة لانتقادات كثيرة. ولم يُخفِ مشجعو الفرق المنافسة شماتتهم، خصوصاً عندما قررت لجنة اعتماد الأهداف في الدوري هذا الشهر احتساب محاولته أمام سندرلاند هدفاً عكسياً على المدافع نوردي موكيلي.

لذلك لم يكن مفاجئاً حجم الفرح والارتياح الكبيرين، داخل الملعب وفي المدرجات، عندما سجل فيرتز الهدف الثاني لليفربول في الفوز 2-1، قبل نهاية الشوط الأول بقليل.

فبعد تحرك ذكي خلف الدفاع وتسلمه تمريرة هوغو إيكيتيكي، سدد فيرتز الكرة بنجاح في شباك جوزيه سا، قبل أن يرفع قبضته احتفالاً، ويضع يده على شعار النادي على قميصه، وسط تهنئة حارة من زملائه.

وقال فيرتز في تصريحات لـ«هيئة الإذاعة البريطانية»: «كان شعوراً رائعاً أن أسجل هدفي الأول منذ انضمامي إلى النادي. كنت آمل أن يراني هوغو، وأنا ممتن لأنه فعل ذلك ومنحني هذه الفرصة. أعلم أن هذا هو أصعب دوري في العالم، وكل ما عليَّ هو التأقلم مع القوة البدنية، ومع اللاعبين من حولي داخل الملعب. أشعر بأنني أتحسن في كل مباراة، ونبدأ إيجاد الإيقاع المناسب. المباريات الأخيرة كانت جيدة جداً، ونحن في تحسن واضح».

وكان فيرتز قد أنهى قبل ذلك بأسبوع انتظاره لأول تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي، عندما هيأ الكرة لألكسندر إيساك ليسجل هدف التقدم أمام توتنهام هوتسبير.

وجاء هدفه أمام وولفرهامبتون، بعد 89 ثانية فقط من صناعة جيريمي فريمبونغ لهدف الافتتاح الذي سجله رايان غرافنبرخ، ليكون هدف الفوز في رابع انتصار متتالٍ لليفربول في جميع المسابقات، وهو ما رفع الفريق إلى المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأظهر هذا الهدف أن فيرتز بدأ يضيف الفاعلية الهجومية إلى أدائه، في مؤشر إيجابي للتحديات المقبلة.

وقال أرني سلوت بعد المباراة: «أنا متأكد تماماً أن الهدف كان بمثابة ارتياح كبير له. رأيت ذلك في طريقة احتفاله، وكذلك في رد فعل زملائه، الذين كانوا سعداء جداً من أجله. في كرة القدم، وربما عن حق، يتم الحكم علينا بالنتائج، وعلى اللاعبين بالأهداف والتمريرات الحاسمة، لكننا أحياناً ننسى بقية الأدوار داخل المباراة».

وصنع فيرتز 3 فرص محققة، وهو أعلى رقم في اللقاء، من بينها تمريرة بينية متقنة لإيكيتيكي في الدقائق الأولى انتهت بتسديدة ارتطمت بالقائم. ومن المتوقع أن يشكل هذا الثنائي عنصراً حاسماً في المرحلة المقبلة، في ظل غياب إيزاك حتى مارس (آذار) بسبب كسر في الساق.

كما نجح فيرتز في إتمام 7 مراوغات من أصل 9 محاولات، وفاز في 11 من أصل 15 التحاماً، إضافة إلى لمسه الكرة داخل منطقة جزاء الخصم 9 مرات، وهو أعلى رقم في المباراة. وقد حظي بتصفيق حار من الجماهير عند استبداله ونزول تراي نيوني في الوقت بدل الضائع.

ويبدو أن اللعب في الجهة اليسرى ضمن خطة 4-2-3-1 التي يعتمدها سلوت يناسب فيرتز؛ حيث يمنحه حرية التحرك بين الخطوط والدخول إلى العمق. صحيح أن المنافس كان وولفرهامبتون الذي يعاني هذا الموسم، لكن هذا الأداء لم يكن استثناءً، بل امتداد لتصاعد تأثيره، مع تحسن دقته في التمرير، وتماسكه البدني، وتزايد ثقته بنفسه، مع تنامي الانسجام مع زملائه. وهو ما يفسر بوضوح سبب استعداد ليفربول لدفع هذا المبلغ الكبير من أجله.

وأضاف سلوت: «فلوريان قدم عدة مباريات جيدة معنا، لكنه يتحسن مع كل مباراة. لياقته في تصاعد مستمر، وكان يقترب أكثر فأكثر من هدفه الأول، لذلك لم يكن مفاجئاً أن يسجل. وهو أول مَن يدرك أن هدفاً واحداً لا يكفي، ونأمل أن يسجل الكثير من الأهداف مستقبلاً. أعجبني أداؤه في فترات طويلة من المباراة، وكان مميزاً في لحظات عديدة».

ورغم ذلك، لا تزال هناك مخاوف أوسع لدى سلوت، أبرزها ضعف إدارة المباريات، والقصور الواضح في الدفاع عن الكرات الثابتة. وكان سانتياغو بوينو آخر من استفاد من ذلك عندما قلّص الفارق من ركلة ركنية بعد بداية الشوط الثاني، فيما كاد وولفرهامبتون يخرج بنقطة في يوم عاطفي شهد تكريم ذكرى ديوغو جوتا.

لا يزال أمام سلوت الكثير من العمل مع دخول العام الجديد إذا ما أراد ليفربول مواصلة هذا التقدم في جدول الترتيب، لكن امتلاك لاعب مثل فيرتز، وهو يؤدي بهذا القدر من الثقة والحضور، يُمثل مكسباً بالغ الأهمية.


انتصار بلا طمأنينة: أموريم يكسب النتائج ويخسر التحكم

روبن أموريم (رويترز)
روبن أموريم (رويترز)
TT

انتصار بلا طمأنينة: أموريم يكسب النتائج ويخسر التحكم

روبن أموريم (رويترز)
روبن أموريم (رويترز)

غالباً ما يُستشهد بعبارة روبن أموريم الشهيرة عن «البابا» ورفضه تغيير أسلوبه التكتيكي، ولكن تلك العبارة تُنقل في كثير من الأحيان من دون الجزء الأهم الذي أعقبها، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وقال مدرب مانشستر يونايتد في ذلك المؤتمر الصحافي خلال شهر سبتمبر (أيلول): «سيكون هناك تطور، ولكن علينا أن نخطو كل الخطوات الصحيحة». وأضاف: «عندما تفكر في تأثير أي قرار على الفريق، تدرك أن كل شيء مهم. أنا أعمل بطريقتي، وهناك من يعمل بطرق مختلفة، ولكن التغيير قادم. آمل أن أحصل على الوقت الكافي لإحداثه، ولكنه سيحدث».

جاءت كلمات أموريم منسجمة مع تصريحاته السابقة حول تكييف نظام اللعب بثلاثة مدافعين عندما يحين الوقت المناسب.

والواقع أن الخطط التكتيكية لا تبقى ثابتة طوال المباراة؛ بل تتغير حسب مراحل اللعب، سواء في البناء من الخلف، أو الضغط العالي، أو الدفاع المتأخر. فعلى سبيل المثال، اعتمد مانشستر يونايتد كثيراً على الضغط بطريقة 4-4-2 منذ وصول أموريم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ومع ذلك، شهد شكل الفريق بعض التعديلات في المباراتين الأخيرتين. ففي مراحل البناء والتقدم بالكرة أمام بورنموث، تمركز أماد في موقع متقدم أكثر من ديوغو دالوت، ليبدو الشكل أقرب إلى 3-4-3 غير متوازن.

وفي الفوز 1-0 على نيوكاسل يونايتد، مساء الجمعة، ظهر يونايتد عند الاستحواذ على الكرة بأسلوب قريب من 4-2-3-1 غير المتكافئ، مع تحركات ماتيوس كونيا إلى العمق قادماً من الجهة اليسرى.

غير أن التغيير الأبرز كان في طريقة الدفاع بالكتلة المتوسطة قرب خط المنتصف. ففي التعادل 4-4 أمام بورنموث، دافع الفريق بأسلوب 4-4-2، ثم انتقل إلى 4-3-3 خارج أرضه أمام أستون فيلا الأسبوع الماضي، قبل أن يعتمد 4-2-3-1 أمام نيوكاسل في «أولد ترافورد»، في خروج واضح عن نظام الخط الخلفي الخماسي المعتاد. وقد قاد هذا التعديل مانشستر يونايتد إلى فوزه الأخير، رغم المعاناة التي واجهها في الشوط الثاني.

وبالنظر إلى طريقة عمل ثلاثي وسط نيوكاسل، بدا التحول إلى 4-2-3-1 عند الدفاع في الكتلة المتوسطة خياراً منطقياً. ففي الشوط الأول، تولى ماسون ماونت ومانويل أوغارتي وكاسيميرو رقابة لاعبي الوسط، مع تقدم ليساندرو مارتينيز أو آيدن هيفن، لمواجهة نيك فولتمايده عندما يتراجع رأس الحربة.

ونجح أوغارتي وكاسيميرو وماونت في الحد من تأثير برونو غيمارايش وجاكوب رامسي وساندرو تونالي، من خلال تتبع تحركاتهم ومعرفة التوقيت المناسب للضغط عليهم.

ففي إحدى اللقطات، كان نيوكاسل ينسق هجومه عبر الجهة اليمنى، مع اندفاع أوغارتي نحو غيمارايش، بينما تولى كاسيميرو مراقبة رامسي. وأجبر التفوق العددي لفابيان شار، لوك شو على التقدم، ما ترك مارتينيز لمواجهة جاكوب ميرفي.

ونتيجة لذلك، اضطر قلبا دفاع مانشستر يونايتد إلى التحرك أفقياً، ما خلق فراغاً في الخط الخلفي. حاول رامسي استغلال المساحة، ولكن كاسيميرو تبعه عن قرب وأجبره على توجيه كرة رأسية ضعيفة.

كذلك، كان كاسيميرو وأوغارتي يتراجعان باستمرار لدعم الخط الخلفي، عندما يصل نيوكاسل إلى مناطق العرضيات. ففي إحدى الحالات، لاحظ لاعب الوسط البرازيلي وجود فجوة في الخط الدفاعي ليونايتد عندما تحرك دالوت إلى الطرف، فتراجع لتغطية القائم القريب.

نظرياً، تكمن خطورة الرقابة الفردية لثلاثي وسط نيوكاسل في إمكانية سحب ماونت وأوغارتي وكاسيميرو من مواقعهم وخلق مساحات بين الخطوط. ولكن فريق أموريم أظهر وعياً جيداً بتبديل الرقابة والتقاط لاعبي نيوكاسل بين الخطوط باستمرار.

وفي مثال آخر، تقدم لاعبو وسط يونايتد لملاحقة غيمارايش ورامسي وتونالي، وبينما تحرك ميرفي إلى العمق لاستغلال الفراغ، فإن الجهة اليسرى لمانشستر يونايتد تعاملت مع الموقف بذكاء. تراجع لوك شو لمواجهة لويس مايلي، بينما أغلق مارتينيز وكونيا المساحة على ميرفي، مع محاولة شار تمرير الكرة إلى الجناح الأيمن.

واكتمل الحد من خطورة نيوكاسل الهجومية في الشوط الأول بفضل التزام الجناحين باتريك دورغو وكونيا بالواجبات الدفاعية؛ حيث كانا يتراجعان لدعم الظهيرين، وهو أمر ضروري نظراً للدور الكبير الذي يلعبه لاعبو خط ظهر نيوكاسل في الهجوم.

من الناحية الدفاعية، يُعد الشوط الأول أمام نيوكاسل من أفضل عروض مانشستر يونايتد تحت قيادة أموريم، غير أن الفريق احتاج إلى تكديس الأجساد أمام المرمى بعد الاستراحة لحسم النقاط الثلاث.

وقبيل مرور ساعة من اللعب، أجرى أموريم تبديلين بإشراك جوشوا زيركزي وليني يورو بدلاً من بنجامين شيشكو وكاسيميرو، مع الحفاظ على الخطة نفسها لكن بتغيير أدوار الأجنحة. تقدم دالوت إلى الجهة اليمنى، وانتقل دورغو إلى اليسار.

وكان الهدف من ذلك أن تسهم الخصائص الدفاعية لدالوت ودورغو في دعم يورو وشو أمام خطورة نيوكاسل المستمرة عبر الأطراف. وأوضح أموريم أنه استبدل كاسيميرو لأن كونيا قادر على توفير حلول في التحولات، ولأن جاك فليتشر وأوغارتي كانا أكثر جاهزية بدنية، إضافة إلى أن نيوكاسل «كان يقوم بكثير من الانطلاقات نحو منطقة الجزاء».

ولا يمكن تجاهل الإرهاق البدني والذهني عند الدفاع لفترات طويلة بكتلة منخفضة، وهو ما يفسر جزئياً تراجع الرقابة على لاعب ارتكاز نيوكاسل في الشوط الثاني. فلم يعد غيمارايش وقبله تونالي مراقبَين بالصرامة نفسها، ما سمح لتحركاتهما من دون كرة بتغذية الهجوم، ولا سيما في الدقائق العشر الأخيرة من الوقت الأصلي.

وفي إحدى اللقطات بمنتصف الشوط الثاني، جذب تمركز تونالي داخل منطقة الجزاء أوغارتي، ما أبعد لاعب الوسط الأوروغواياني عن أنتوني غوردون الذي شكَّل زيادة عددية في الجهة اليمنى. ومع انشغال فليتشر ودورغو وشو بالتفاهمات الجانبية لنيوكاسل، انطلق غوردون خلف الظهير الأيسر ليونايتد، من دون قدرة أوغارتي على إيقافه. ووجد ميرفي تمريرة لغوردون، ولكن تسديدته ذهبت خارج المرمى.

وفي لقطة أخرى، تسلل غيمارايش خلف كونيا وزيركزي ليستغل المساحة بين الخطوط. مجدداً، شغلت تحركات نيوكاسل الجانبية فليتشر ودورغو وشو، ما خلق فراغاً أكبر لغيمارايش. ومع تمريرة مايلي إلى اللاعب البرازيلي، اندفع هارفي بارنز خلف شو الذي تحرك في الاتجاه المعاكس لمواجهة غيمارايش، بينما كان أوغارتي مشغولاً بمراقبة جويلينتون، ما ترك زيادة عددية لغوردون في العمق. وتبادل غيمارايش وبارنز الكرة قبل أن تصل لغوردون الذي أهدر الفرصة بتسديدة خارج المرمى.

وقال أموريم بعد المباراة: «الشعور جيد، ولكن إذا قارنَّاها بمباريات أخرى، فقد عانينا اليوم كثيراً. في لحظات معينة وضعنا كل شيء على المحك، كنا نضع أجسادنا أمام المرمى وندافع عن كل عرضية. هذا إحساس جيد، ولكن إذا نظرت إلى المباراة، فستجد أننا في مباريات كثيرة كنا نسيطر على المنافس بشكل أفضل».

وتبقى الكلمة المفتاحية هنا هي «التحكم». فافتقاد مانشستر يونايتد للاستحواذ في الشوط الثاني أبقاه في حالة دفاعية استنزفت الجهدين البدني والذهني. صحيح أن الفريق يعاني من غيابات عديدة ومؤثرة، ولكن القدرة على إدارة المباريات عند التقدم في النتيجة لا تزال جانباً يعمل عليه أموريم.

وسواء لعب الفريق بثلاثة مدافعين، أو أربعة، أو خمسة، فإن الأهم يبقى كيفية أداء مانشستر يونايتد داخل هذه الأطر التكتيكية.