لم يكن السقوط المدوي لفريق الاتحاد في قطر صادماً لجماهيره، بل كان استمراراً للحالة الفنية المتراجعة لبطل الدوري السعودي الموسم الماضي. فبالرغم من تغيير الهوية الفنية بإقالة الفرنسي لوران بلان والتعاقد مع البرتغالي سيرجيو كونسيساو فإن الفريق لم يأخذ خطوات كبيرة إلى الأمام وسط تحسن ملحوظ في المنافسة الآسيوية وتراجع واضح على مستوى الترتيب في منافسة الدوري.
ظهر كونسيساو محبطاً بعد الخسارة برباعية من الدحيل القطري، الاثنين، طالباً من جماهير ناديه قبول الاعتذار على الخسارة المريرة التي حدثت.

كونسيساو لم يُخفِ صراحةً غضبه من لاعبي فريقه عندما قال: «أنا بعمر 52 عاماً أستطيع اللعب بهذا الرتم» في إشارة إلى تراجع الأداء البدني للاعبين، ويبقى السؤال: هل مكونات الفريق الحالية كافية للعب كرة القدم التي يريدها كونسيساو؟
جمال بلماضي، مدرب فريق الدحيل، استنسخ ذات الأفكار التي واجه بها يايسله مدرب الأهلي وإنزاغي مدرب الهلال، فريق الاتحاد مع كونسيساو؛ حيث تركوا الاستحواذ على الكرة لفريق الاتحاد الذي لم يعرف كيف يتصرف ويصنع خطورة مستمرة بدفاعات متقدمة وثنائي بطيء في خط الدفاع الاتحادي ممثلاً بدانيلو بيريرا وسميتش؛ حيث كانت الأفضلية دائماً لسرعات مهاجمي الدحيل من خلال عادل بولبينا الذي أحرز ثلاثية من الأهداف وبياتيك الذي أحرز الهدف الرابع بطريقة مشابهة بضرب الدفاعات الاتحادية.
وصلت نسبة الاستحواذ لفريق الاتحاد إلى 68 في المائة، إلا أن هذه النسبة كانت خادعة ولا تعود لسيطرة مطلقة بل لبطء مستمر في التحضير ساعد فريق الدحيل باستمرار على تنظيم صفوفه دون مباغتات هجومية من جانب الاتحاد.

داخل النادي هناك قناعة بأن مسألة التأهل للدور القادم في المتناول، إلا أن ما يثير القلق فعلاً حالة الفريق المتذبذبة، وما كان مقلقاً أداء اللاعبين الذين لم يُظهروا رغبةً حقيقية للفوز، باستثناء كريم بنزيمة ونغولو كانتي الثنائي الأعلى تقييما وفق «سوفا سكور»، ويحل الاتحاد في الترتيب الثامن على مستوى مجموعة غرب آسيا، وتنتظره مواجهتان في المتناول نسبياً أمام ناساف الأوزبكي، والغرافة القطري، وستقام المواجهتان في جدة.
لم تكن الاستراتيجية الصيفية التي خطط لها رامون بلانيس المدير الرياضي في نادي الاتحاد مفهومة، وسط العديد من التساؤلات التي ظهرت حول التعاقدات الأجنبية، خاصة مواليد 2004 وما فوق، حيث قام النادي بإضافة ثلاثي أجنبي: روجر وسميتش ودومبيا، كان الأخير أكثر إقناعاً رغم الفرص القليلة التي حصل عليها، إلا أنه أظهر إمكانيات قد تلمع مع مرور الأيام.
لم يكن معيار اختيار الثنائي الصربي سميتش والبرتغالي روجر مفهوماً، الثنائي الذي قام الاتحاد باستثمارات كبيرة بما يتجاوز 50 مليون يورو من أجله يبدو أنه بخصائص متشابهة مع ثنائي في ذات الخانتين وهم دانيلو بيريرا وموسى ديابي، هذا النوع من الاختيارات لم يمنح كونسيساو تنوعاً كبيراً على مستوى الخيارات والاختلاف في الخصائص بين لاعبيه، يُمكّنه من تطبيق مختلف الأفكار.
وينتظر كونسيساو مهمة صعبة لإعادة توهج الفريق، خاصة بعد فترة التوقف الطويلة المنتظرة في ديسمبر (كانون الأول)، والتي من المقرر أن يجري فيها الفريق معسكراً تحضيرياً في دبي، هذا التوقف بمثابة انطلاقة حقيقية ينتظرها المدرب البرتغالي بعد أن تحدث عدة مرات بحاجته إلى مثل هذه التوقفات، وسيحظى كونسيساو بجميع لاعبيه في المعسكر باستثناء عبد الرحمن العبود وصالح الشهري اللذين سيرافقان المنتخب السعودي في كأس العرب.
من جانبه، بينت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعات متتالية «غير مجدولة مسبقاً» قادها فهد سندي، الثلاثاء، مع العديد من الأطراف في إدارة كرة القدم بالنادي، بعد الخسارة الآسيوية لمناقشة الأخطاء والعمل على تصحيحها قبل مواجهة الشباب المهمة والمصيرية، السبت، في ربع نهائي كأس الملك.


