ارتدت الأندية والملاعب السعودية، أمس، حلة الفرح والاحتفال بذكرى تأسيس المملكة، لتكمل مظاهر البهجة والافتخار بهذا اليوم التاريخي، الذي يوافق الـ22 من فبراير (شباط) في كال عام.
وكان أكثر ما لفت الأنظار هو مشهد ارتداء النجوم العالميين، العقال المقصب والثوب المرودن وتأدية العرضة النجدية، وقد كان مشهداً أخاذاً ينقل صورة الاحتفاء السعودي بمناسبته الثمينة والغالية التي تتكرر كل عام، من خارج المحيط المحلي وإلى أرجاء العالم.
أمسك رونالدو بالصقر ولبس الثوب السعودي. وبلمحات حادة ونظرة رجل من قلب الصحراء يظهر كريم بنزيمة نجم فريق الاتحاد ولاعب ريال مدريد السابق مُرتدياً العقال المقصب والحزام المجند، وهو جزء من لباس تقليدي قديم في المنطقة.
وهناك حيث عاصمة الحضارة والقرار، الرياض قلب الشرق الأوسط النابض، يتمايل البرازيلي نيمار في صفوف العرضة النجدية ممسكاً بسيفه ومرتدياً البشت والعقال المقصب.
كما تُظهر اللقطات البرازيلي فيرمينو وقد ارتدى العقال المقصب وبيده القوس، وفي صورة أخرى يمسك بالصقر، فيما يظهر زملاؤه بجوار الفرس، والسهم كذلك، وهي واحدة من الأدوات والأسلحة التي كانت عنصراً أساسياً ومهماً في حروب الماضي.
أما نجم برشلونة الأسبق، الكرواتي راكيتيتش الذي وقع في صفوف نادي الشباب خلال فترة الانتقالات الشتوية، فقد أجاد ارتداء الزي السعودي، وظهر في احتفالات النادي العاصمي مرتدياً العقال المقصب والبشت.
ويظهر البرتغالي خيسوس مدرب فريق الهلال بالعقال المقصب، ومواطنه كاسترو مدرب فريق النصر بالهيئة ذاتها بالبشت أيضاً، أما الإنجليزي الشهير ستيفين جيرارد مدرب الاتفاق فقد ارتدى العقال المقصب والزي السعودي الكامل، في الوقت الذي أظهر نادي الفتح مدربه الكرواتي بيليتش ممسكاً بخطام الناقة.
وتألقت الأندية السعودية في توظيف المناسبات الوطنية واحتفالاتها، وركزت على إشراك العنصر الأبرز من النجوم العالميين في المشاركة مع المجتمع السعودي، وساهمت في بث التنوع الثقافي والموروث الكبير في السعودية.
ويعد «العقال» رمزاً يفخر به كل سعودي، حيث يضفي على مظهرهم الخارجي رونقاً خاصاً وشكلاً مميزاً يتباهون به، وأصبح بكل تفاصيله ما يبرز العقال السعودي عن غيره في الدول الخليجية التي يرتدي أهلها العقال.
ولم يكن العقال السعودي كما مظهره اليوم باللون الأسود، بل كانت له صبغته الملكية، إذ توشيه خيوطٌ من الذهب (العقال المقصب)، وكان رمزاً ملكياً ظهر به الملك عبد العزيز، والملكان من بعده سعود وفيصل.
ويعد الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية، أبرز من ارتدى «العقال المقصب»، حيث أضفى عليه رونقاً خاصاً، ومن خلاله عُرفت بهذا التراث السعودية، وبات جزءاً من لباس السعوديين في الوقت الحالي، بما فيه من دلالات ومعانٍ ترمز للأصالة والرجولة، من كونه مجرد حبل تعقل به الناقة في قديم الحضارة السعودية.
ويعرف العِقال الحالي بأنه جزء من الملابس الشعبية، التي تعد من الملابس الرسمية في حاضر المجتمع السعودي، ويصنع عادة من «صوف الماعز»، ويلبس فوق الشماغ أو الغترة.
بخلاف «العِقال المقصب»، إذ عرف بأن له أربعة أركان، يحيط بالرأس، وتوشيه خيوط من الذهب، ما عدا في أركانه الأربعة إذ يغلب الصوف الأسود.
أما الثوب المرودن، فهو امتداد تاريخي أيضاً لزي تقليدي كان سائداً في حقبة مضت، ويتميز بأكمام طويلة ويلبس فوق الزي التقليدي وارتبط دائماً بالمناسبات الوطنية، أو تأدية رقصة العرضة النجدية.
من المقصب إلى المرودن، مروراً بالخيل والصقر والناقة، سامري وعرضة وقهوة سعودية، وسيف وحزام مجند، كانت تلك رسائل الرياضيين إلى العالم عن حضارة السعودية، الدولة التي يمتد تاريخها لأكثر من ثلاثة قرون.