شح السيولة وضغوط العملة يسيطران على المشهد المالي الهندي نهاية العام

الروبية تتراجع و«البنك المركزي» يحفز السوق بعد تراجع السندات الحكومية

يمسك أحد العملاء بأوراق نقدية هندية من فئة مائة روبية بالقرب من كشك صرافة على جانب الطريق في نيودلهي (رويترز)
يمسك أحد العملاء بأوراق نقدية هندية من فئة مائة روبية بالقرب من كشك صرافة على جانب الطريق في نيودلهي (رويترز)
TT

شح السيولة وضغوط العملة يسيطران على المشهد المالي الهندي نهاية العام

يمسك أحد العملاء بأوراق نقدية هندية من فئة مائة روبية بالقرب من كشك صرافة على جانب الطريق في نيودلهي (رويترز)
يمسك أحد العملاء بأوراق نقدية هندية من فئة مائة روبية بالقرب من كشك صرافة على جانب الطريق في نيودلهي (رويترز)

تراجعت قيمة الروبية الهندية خلال تعاملات يوم الاثنين، في ظل تدفقات متفرقة لطلبات شراء الدولار من جانب الشركات عبر البنوك الخاصة، يُرجّح ارتباطها بتدفقات العملاء، إلى جانب تنامي الطلب على الدولار عند سعر الصرف المرجعي الذي يحدده البنك المركزي الهندي، مما شكَّل ضغطاً إضافياً على العملة، وفقاً لمتعاملين في سوق الصرف.

وسجَّل سعر صرف الروبية عند 89.9475 مقابل الدولار الأميركي في تمام الساعة 11:04 صباحاً بتوقيت الهند، مقارنة بمستوى إغلاق يوم الجمعة البالغ 89.85، بعدما افتتحت التعاملات عند 89.88 مقابل الدولار، وفق «رويترز».

وقال أحد متعاملي العملات إن الدولار/ روبية اتخذ مساراً تصاعدياً تدريجياً بعد الافتتاح، دون وجود محفز رئيسي واضح، موضحاً أن التحركات تعود بالأساس إلى تدفقات روتينية عبر البنوك الخاصة، إلى جانب مستويات الفائدة المعتادة المحيطة بسعر الصرف المرجعي للبنك المركزي الهندي.

وأضاف المتعامل أن البنوك كانت مستعدة لدفع علاوة تُقدَّر بنحو 1.5 بيسة لشراء الدولار عند السعر المرجعي الذي حدده البنك المركزي، وهو ما يعكس وجود طلب كامن على العملة الأميركية في السوق.

وفيما يتعلق بإمكانية تراجع الروبية دون مستوى 90 مقابل الدولار، أشار متداول آخر إلى أن هذا السيناريو يبدو مستبعداً، على الأقل خلال جلسة تداول يوم الاثنين.

ومن الناحية الفنية، لا يزال زوج الدولار/الروبية يتحرك ضمن قناة صاعدة، وفقاً لتحليل صادر عن شركة «ميكلاي فاينانشال» للاستشارات في سوق الصرف الأجنبي، ما يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي العام رغم التراجع الحالي. وأضافت الشركة أن تجاوز مستوى 90.10 قد يفتح المجال لإعادة اختبار نطاق 90.50 إلى 90.80.

وعلى الصعيد الإقليمي، لم تكن المؤشرات الآسيوية داعمة للروبية، إذ سجلت معظم العملات الآسيوية ضعفاً ملحوظاً، بينما ارتفع مؤشر الدولار إلى مستوى 98.10.

وفي غضون ذلك، اتسمت علاوات العقود الآجلة للدولار/الروبية بالهدوء النسبي عقب أسبوع شهد تقلبات حادة، حيث ارتفع العائد الضمني لعقود العام الواحد بمقدار يتراوح بين نقطتين وثلاث نقاط أساس ليصل إلى نحو 2.80 في المائة.

تراجع طفيف للسندات

تراجعت أسعار السندات الحكومية الهندية بشكل طفيف خلال تعاملات صباح يوم الاثنين، في ظل تراجع المعنويات بالسوق عقب الإعلان عن حجم بيع سندات حكومية أكبر من المتوقع من قبل الولايات الهندية يوم الثلاثاء، في حين يترقّب المتعاملون أن يوفّر تدخل البنك المركزي عبر شراء السندات في وقت لاحق من اليوم بعض الدعم للأسعار.

وبلغ عائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات نحو 6.5729 في المائة عند الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت الهند، بحسب أحد المتداولين في بنك خاص، مقارنة بمستوى إغلاق بلغ 6.5637 في المائة يوم الجمعة.

وكان عائد السندات لأجل 10 سنوات قد انخفض بمقدار 4 نقاط أساس خلال الأسبوع الماضي، مسجِّلاً أكبر تراجع أسبوعي له منذ الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر (أيلول)، علماً بأن عوائد السندات تتحرك عكسياً مع أسعارها.

ومن المقرر أن تجمع الولايات الهندية نحو 354.50 مليار روبية (ما يعادل 3.94 مليار دولار) عبر بيع السندات يوم الثلاثاء، بزيادة قدرها 200 مليار روبية عن المبلغ الذي كان مقرراً سابقاً، مما عزَّز مخاوف المتعاملين بشأن فائض المعروض في السوق.

وأبدى المتداولون حذراً متزايداً، لا سيما بعد أن جاء إغلاق مزاد الديون الحكومية يوم الجمعة عند مستويات عوائد أعلى من المتوقع.

وقال أحد المتداولين في بنك خاص: «لا توجد حوافز قوية لشراء السندات في الوقت الحالي، في ظل استمرار عجز السيولة في النظام المصرفي وتجاوز المعروض مستوى الطلب».

ويعاني النظام المصرفي الهندي من عجز في السيولة منذ 16 ديسمبر (كانون الأول)، حيث بلغ العجز النقدي حتى يوم الجمعة نحو 626.7 مليار روبية.

وفي محاولة لدعم السيولة، من المقرر أن يشتري بنك الاحتياطي الهندي سندات حكومية بقيمة 500 مليار روبية (نحو 5.57 مليار دولار) في ثالث عملية شراء له في السوق المفتوحة خلال شهر ديسمبر، وذلك في وقت لاحق من اليوم.

وكان البنك المركزي قد اشترى سندات بقيمة إجمالية بلغت تريليون روبية حتى الآن خلال الشهر الحالي، إلى جانب تنفيذ صفقة مقايضة عملات أجنبية بقيمة 5 مليارات دولار. كما أعلن البنك عزمه تنفيذ عملية مقايضة شراء/بيع إضافية بقيمة 10 مليارات دولار في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ولا يزال المتعاملون يعوّلون على أن تسهم تحركات البنك المركزي الرامية إلى ضخ السيولة في تخفيف الضغوط الحالية، وتمهيد الطريق أمام تعافٍ أكثر استدامة في أسعار السندات.

وشهدت سوق مقايضات المؤشر الليلي في الهند نشاطاً محدوداً، في ظل بحث المستثمرين عن إشارات أوضح بشأن اتجاهات أسعار الفائدة.

واستقر سعر مقايضة المؤشر الليلي لأجل عام واحد عند 5.4725 في المائة، في حين ظل سعر المقايضة لأجل عامين دون تغيير عند 5.555 في المائة. أما سعر مقايضة المؤشر الليلي لأجل خمس سنوات فبلغ 5.93 في المائة.

هدوء في أسواق الأسهم

اتسم أداء الأسهم الهندية بالهدوء في مستهل تعاملات يوم الاثنين، في ظل ضعف أحجام التداول واستمرار تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية الخارجة، مما حدّ من شهية المستثمرين للمخاطرة.

وتراجع مؤشر «نيفتي 50» بنسبة 0.03 في المائة ليصل إلى 26,033.95 نقطة، بينما انخفض مؤشر «بي إس إي سينسكس» بنسبة 0.06 في المائة إلى 84,988.94 نقطة، وذلك حتى الساعة 10:15 صباحاً بتوقيت الهند.

وشهدت المؤشرات الرئيسية تداولات ضمن نطاق ضيق خلال الجلسات القليلة الماضية، بالتزامن مع تراجع السيولة مع اقتراب نهاية العام، فيما لم تسجل أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة تغيّرات تُذكر.

وسجل 12 قطاعاً من أصل 16 قطاعاً رئيسياً تراجعاً، في حين برز قطاع المعادن كأداء استثنائي، إذ ارتفع مؤشره بنسبة 1.4 في المائة، مع تسجيل 13 شركة من أصل 15 شركة مكاسب. وحقق المؤشر ارتفاعاً بنحو 5 في المائة خلال ثماني جلسات متتالية، مدعوماً بمؤشرات الطلب القوي من الصين، أكبر مستهلك للمعادن عالمياً، إضافة إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية مرتين إضافيتين خلال عام 2026، مما عزز أسعار المعادن.

وعلى مستوى الأسهم الفردية، ارتفع سهم شركة «فيدانتا» بنسبة 2 في المائة عقب إعلان فوزها بمناقصة الاستحواذ على منجم «ديبو» للغرافيت.

كما صعد سهم شركة «كوفورج» بنسبة 2 في المائة بعد إعلانها عزمها الاستحواذ على شركة «إنكورا» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي مقابل 2.35 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق أعمالها في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

في المقابل، تراجع سهم شركة «هيكال» بنسبة 2.3 في المائة، بعدما كشفت الشركة العاملة في قطاع الأدوية وحماية المحاصيل عن وجود تباينات في تقارير الإيرادات ناجمة عن سوء سلوك بعض الموظفين، مؤكدة عكس إيرادات بقيمة 807 ملايين روبية للربع الثالث من العام.

تدفقات خارجة وتداول ضعيف

يواصل مستثمرو المحافظ الأجنبية عمليات بيع الأسهم الهندية، حيث بلغت صافي مبيعاتهم 3.18 مليار روبية (نحو 35.4 مليون دولار) يوم الجمعة، وفقاً لبيانات أولية. وبذلك يكون المستثمرون الأجانب قد تخلَّصوا من أسهم هندية بقيمة قياسية بلغت 18.03 مليار دولار منذ بداية عام 2025.

وقال أكاش شاه، محلل الأبحاث في شركة «تشويس بروكنغ»، إن موسم الأعياد واقتراب نهاية السنة المالية أسهما في ضعف أحجام التداول، نتيجة تراجع مشاركة المستثمرين في نهاية العام، ما أبقى الأسواق في حالة هدوء نسبي.

وأشار إلى أن متوسط حجم التداول اليومي لأسهم مؤشر «نيفتي 50» انخفض إلى نحو 250 مليون سهم خلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة بنحو 300 مليون سهم في الشهر السابق.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

سجَّلت الأسهم الأوروبية مستويات قياسية يوم الاثنين، بقيادة أسهم شركات الموارد الأساسية، مع استئناف التداول بعد عطلة عيد الميلاد وعيد الصناديق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)

تراجع المعادن النفيسة عقب وصول الفضة لمستوى 80 دولاراً

تراجعت أسعار المعادن النفيسة يوم الاثنين، بعد أن سجلت الفضة مستويات قياسية عند تجاوزها 80 دولاراً للأونصة في وقت سابق من الجلسة، وانخفض الذهب من مستويات قياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون بجوار شاشة تعرض البيانات المالية في قاعة بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)

تباين أداء الأسهم الآسيوية وسط تداولات هادئة وتوترات جيوسياسية

تباينت مؤشرات الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الاثنين، في ظل أحجام تداول محدودة مع استمرار عطلة الأعياد، وذلك بعد أداء ضعيف للأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

هدوء ما بعد العطلة.. العقود الآجلة الأميركية تترقّب 2026 بسيولة محدودة

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات هادئة في جلسة ضعيفة السيولة عقب عطلة عيد الميلاد يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري الجنوبي في بنك هانا بسيول (أ.ب)

الأسواق الآسيوية تتباين مع نهاية الأسبوع

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف، فيما تباين أداء الأسواق الآسيوية في تداولات يوم الجمعة، مع اقتراب مؤشر «نيكي 225» في طوكيو من مستويات قياسية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ألمانيا تواجه 2026... تسريح العمال يتصدر توقعات جمعيات الأعمال

يعمل الفنيون في خط تجميع سيارات «فولكسفاغن» الكهربائية من طراز «آي دي.3» بدريسدن (رويترز)
يعمل الفنيون في خط تجميع سيارات «فولكسفاغن» الكهربائية من طراز «آي دي.3» بدريسدن (رويترز)
TT

ألمانيا تواجه 2026... تسريح العمال يتصدر توقعات جمعيات الأعمال

يعمل الفنيون في خط تجميع سيارات «فولكسفاغن» الكهربائية من طراز «آي دي.3» بدريسدن (رويترز)
يعمل الفنيون في خط تجميع سيارات «فولكسفاغن» الكهربائية من طراز «آي دي.3» بدريسدن (رويترز)

أظهر استطلاعٌ أجراه المعهد الاقتصادي الألماني «آي دبليو»، يوم الاثنين، أن غالبية جمعيات الأعمال الألمانية تتوقع تسريح العمال خلال عام 2026، مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد. وتضررت الصناعة بشدة جراء سياسات الحمائية العالمية وضعف الصادرات، ما أثّر على القدرة التنافسية للقطاع الصناعي.

وشمل الاستطلاع 46 جمعية أعمال، حيث توقعت 22 جمعية تقليص القوى العاملة في العام المقبل، في حين تتوقع تسع جمعيات زيادة التوظيف، و15 جمعية أخرى استقرار مستويات التوظيف، وفق «رويترز».

وتُعد صناعات السيارات والورق والنسيج من بين القطاعات الأكثر تأثراً، إذ أدت الحمائية العالمية وضعف الصادرات وارتفاع التكاليف المحلية إلى تآكل القدرة التنافسية السعرية لألمانيا. وعلّق مايكل هوثر، مدير المعهد، قائلاً: «سيُصاب أولئك الذين كانوا يأملون في نهاية سريعة وشاملة للأزمة الاقتصادية بخيبة أمل في عام 2026»، مؤكداً أن الاقتصاد «يستقر عند مستوى أدنى».

ولا تزال خطط الاستثمار ضعيفة، حيث أظهر الاستطلاع أن 11 جمعية فقط تتوقع زيادات في الإنفاق، بينما تتوقع 14 جمعية تخفيضات، وترى 21 جمعية ركوداً في الاستثمار عند مستويات منخفضة.

في المقابل، برزت بعض النقاط الإيجابية في القطاعات التي استفادت من زيادة الإنفاق الدفاعي، بما في ذلك قطاعا الطيران وبناء السفن. كما شهدت خدمات الأعمال تحسناً، مقارنة بالعام الماضي. وعموماً، أظهرت معنويات قطاع الأعمال تحسناً طفيفاً، إذ توقعت 19 جمعية ارتفاع الإنتاج عن عام 2025 مقابل تسع جمعيات توقعت انخفاضه، وهو أول توازن إيجابي في التوقعات منذ سنوات.

الاقتصاد في «صدمة»

يعيش الاقتصاد الألماني منعطفاً حرجاً وصَفه الخبراء بحالة «الصدمة»، حيث اجتمعت تداعيات أزمة الطاقة المستمرة، مع سياسة أسعار الفائدة المرتفعة التي كبحت الاستثمار، وضغوط ضعف الطلب العالمي على الصادرات الألمانية. هذا المزيج السلبي لم يؤدِّ فقط إلى تباطؤ النمو، بل أحدث تصدعات واضحة في سوق العمل وبيئة الأعمال.

وشهدت الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2025 ذروة غير مسبوقة في حالات إفلاس الشركات، وهي الأعلى منذ 11 عاماً. ولم يعد الأمر مجرد أرقام محاسبية، بل تحوَّل إلى أزمة اجتماعية؛ حيث يقدّر معهد «هالي» للأبحاث الاقتصادية (IWH) أن نحو 170 ألف وظيفة تأثرت في عام 2025، ارتفاعاً من أقل من 100 ألف وظيفة قبل جائحة «كوفيد-19».

هذه الموجة دفعت معدلات البطالة لتتجاوز حاجز ثلاثة ملايين شخص في أغسطس (آب) الماضي، مع ازدياد الضغط على سوق العمل بدخول 100 ألف باحث جديد عن عمل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس اتساع الفجوة بين العرض والطلب على العمالة.

وفقاً لمعهد الاقتصاد الألماني «آي دبليو»، دخل الناتج المحلي الإجمالي في نفق مظلم؛ فبعد مخاوف من الانكماش، تشير التوقعات الحالية إلى نمو باهت لا يتعدى 0.2 في المائة لعام 2025. ورغم التفاؤل الحذِر بنمو 0.9 في المائة خلال 2026، فإن هذه الأرقام تظل دون المستويات المطلوبة لتحفيز التعافي الحقيقي، مما يضع ألمانيا في حالة من «الجمود الاقتصادي»، مقارنة بنظرائها في الاتحاد الأوروبي.

وفي خطوة استراتيجية لمواجهة الركود، وافقت الحكومة، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على إصلاحات في نظام دعم البطالة، حيث جرى استبدال إطار جديد لدخل أساسي، بعد ثلاث سنوات، بالنظام الحالي. وتقدم التغييرات متطلبات أكثر صرامة وعقوبات أشد للمستفيدين؛ بهدف تسريع عملية توظيف العمال.


«المالية» السعودية تتملك 86 % من أسهم «بن لادن» مقابل تسوية ديون

مبنى وزارة المالية السعودية بالعاصمة الرياض (واس)
مبنى وزارة المالية السعودية بالعاصمة الرياض (واس)
TT

«المالية» السعودية تتملك 86 % من أسهم «بن لادن» مقابل تسوية ديون

مبنى وزارة المالية السعودية بالعاصمة الرياض (واس)
مبنى وزارة المالية السعودية بالعاصمة الرياض (واس)

أقرّت الجمعية العمومية لمجموعة بن لادن العالمية القابضة زيادة رأسمال الشركة، عبر تحويل الديون القائمة إلى أسهم، بما يمكّن وزارة المالية السعودية من تملك 86 في المائة من الشركة، بموجب القرار.

وقالت الشركة السعودية، في بيان، إن القرار أقرّ بالإجماع، خلال الجمعية العمومية غير العادية التي عُقدت الأحد، موضحة أن الديون المستحقة للوزارة جرى تحويلها إلى أسهم، ما يرفع حصة وزارة المالية إلى 86.38 في المائة، من 36 في المائة حالياً.

وأكد مجلس إدارة «بن لادن العالمية القابضة» أن قرار المساهمين يعكس الثقة بمسار الشركة واستراتيجيتها المستقبلية، مشيراً إلى أن الخطوة تمثل تحقيق استقرار مالي ودعماً لتوجهات الشركة التطويرية.

وبموجب هذه الصفقة، ستتمكن الشركة من تسوية ديونها القائمة وتحسين مركزها المالي، بينما تضمن وزارة المالية مساهمة مباشرة في مسار نمو الشركة وتعزيز استقرارها المالي.

وذكرت الشركة أن هيكلة الملكية الجديدة ستسهم في تحسين مركزها المالي، وتدعم خطط النمو والتوسع، ضمن برنامج تحول يشمل إعادة هيكلة العمليات، وتعزيز الحوكمة، وتعظيم قيمة المحفظة الاستثمارية.

الخطوة تأتي استكمالًا لإجراءات كشفت عنها وزارة المالية، منتصف 2024، لدعم استقرار المجموعة، من بينها تقديم قروض لسداد التزامات بنكية، والنظر في رفع حصة الدولة ضمن هيكل الملكية.


انخفاض مؤشر نيكي مع تراجع أسهم التكنولوجيا

مشاة يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

انخفاض مؤشر نيكي مع تراجع أسهم التكنولوجيا

مشاة يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

أنهى مؤشر نيكي الياباني تداولات يوم الاثنين على انخفاض، بعد جلستين من المكاسب، حيث تأثرت أسهم التكنولوجيا بانخفاض أداء «وول ستريت» في نهاية الأسبوع الماضي، كما جرى تداول بعض الأسهم الكبرى دون توزيعات أرباح. وانخفض مؤشر نيكي بنسبة 0.44 في المائة إلى 50.526.92 نقطة، بينما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة إلى 3.426.52 نقطة. وأغلقت جميع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة على انخفاض طفيف، يوم الجمعة، مُنهيةً بذلك سلسلة مكاسب استمرت خمس جلسات. وفي اليابان، تراجعت أسهم الشركات الكبرى العاملة في مجال أشباه الموصلات، حيث خسرت أسهم أدفانتيست 2.3 في المائة، بينما خسرت أسهم طوكيو إلكترون 0.29 في المائة. وانخفض سهم شركة دايكن للصناعات، المتخصصة في صناعة أجهزة التكييف، بنسبة 2.02 في المائة. وتراجع مؤشر نيكي مع تداول أسهم بعض الشركات الكبرى ذات توزيعات الأرباح المرتفعة دون توزيعات أرباح، وفقاً لما ذكره سييتشي سوزوكي، كبير محللي سوق الأسهم في معهد توكاي طوكيو للأبحاث. وانخفض سهم شركة جابان توباكو بنسبة 1.6 في المائة، بينما تراجع سهم شركة بريدجستون لصناعة الإطارات بنسبة 1.23 في المائة. وتنتهي سنتهما المالية في ديسمبر (كانون الأول). وانخفض مؤشر توبكس لشركات صناعة المطاط بنسبة 1.4 في المائة ليصبح الأسوأ أداءً بين المؤشرات الفرعية الـ33 للقطاعات. وارتفعت أسهم البنوك بعد أن أظهر ملخص آراء بنك اليابان أن صُناع السياسات ناقشوا ضرورة الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، حتى بعد رفعها في ديسمبر. وارتفع سهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية بنسبة 0.44 في المائة، بينما ارتفع سهم مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية بنسبة 0.39 في المائة، وسهم مجموعة ميزوهو المالية بنسبة 0.71 في المائة. وارتفع مؤشر توبكس لأسهم القيمة بنسبة 0.36 في المائة، بينما انخفض مؤشر أسهم النمو بنسبة 0.18 في المائة. وذكر سوزوكي أن أسهم القيمة، التي تدفع أرباحاً أعلى من أسهم النمو، تميل إلى الارتفاع في يناير (كانون الثاني) المقبل مع إقبال المستثمرين الأفراد على شرائها لإضافتها إلى برنامج حسابات التوفير الفردية اليابانية مع بداية العام. ويشهد البرنامج توسعاً ملحوظاً مع إعفائه المستثمرين الأفراد من دفع ضرائب أرباح رأس المال على حيازات الأسهم. ومِن بين أكثر من 1600 سهم متداول في السوق الرئيسية لبورصة طوكيو، ارتفعت أسعار 61 في المائة منها، وانخفضت أسعار 34 في المائة، بينما استقرت أسعار 2 في المائة.

تعديل المراكز

من جانبها، ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية، يوم الاثنين، مع تعديل المستثمرين مراكزهم، في حين كان رد فعل السوق على ملخص اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان محدوداً. وارتفع الين بنسبة تصل إلى 0.3 في المائة مقابل الدولار بعد صدور الملخص، لكن عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين، وهو الأكثر حساسية لسعر الفائدة الذي يحدده بنك اليابان، ارتفع بشكل طفيف بمقدار 0.5 نقطة أساس فقط ليصل إلى 1.155 في المائة.

وقال كاتسوتوشي إينادومي، كبير الاستراتيجيين بشركة سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول: «ما ورد في الملخص كان متوافقاً تقريباً مع توقعات سوق سندات الحكومة اليابانية». وقفز عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً بمقدار 4.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.005 في المائة. وارتفع العائد، بشكل حاد، مع تعديل المتعاملين في السوق مراكزهم بعد أن انخفض العائد إلى أدنى مستوى له عند 2.940 في المائة، الأسبوع الماضي، وفقاً لما ذكره إينادومي. وحققت سندات الحكومة اليابانية مكاسب في نهاية الأسبوع، حيث أسهمت التوقعات بتقييد إصدار الديون في تراجع العائدات عن أعلى مستوى لها في 26 عاماً. وتتحرك أسعار السندات عكسياً مع عوائدها. وارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساسية ليصل إلى 2.055 في المائة.