ارتفعت سندات أوكرانيا الدولية يوم الاثنين، مدعومة بمؤشرات على أن خطة مدعومة من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا قد تقترب من تحقيق أهدافها.
وسجَّلت سندات 2035 ذات العائد الصفري أكبر المكاسب، حيث أضافت 2.9 سنت لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 54.75 سنت للدولار، وفقاً لبيانات «ترايد ويب».
ومن المقرر أن تواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا العمل على خطة لإنهاء الحرب، التي ستدخل قريباً عامها الرابع، بعد الاتفاق على تعديل مقترح سابق اعتُبر على نطاق واسع مائلاً لموسكو.
ويرى المستثمرون أن انتهاء القتال سيكون إيجابياً للاقتصاد الأوكراني، الذي تضرر بشدة جراء الصراع، مع تأثير واضح على قطاع الطاقة واستنزاف القوى العاملة بسبب الجمع بين الخدمة العسكرية والهجرة، مما جعل أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي الأجنبي.
وفي بيان مشترك صدر يوم الأحد، أعلنت واشنطن وكييف أنهما صاغتا «إطاراً محسّناً للسلام» بعد محادثات في جنيف.
عوائد السندات الألمانية تهبط قليلاً
في المقابل، تراجعت عوائد السندات الحكومية الألمانية (البوند) بشكل طفيف في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، لكنها بقيت قريبة من أدنى مستوياتها مقابل نظيراتها الأميركية خلال شهر، وذلك بعدما ألمح مسؤول رفيع في «الاحتياطي الفيدرالي» إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)، وهو ما دعم أسعار الدين الأميركية أواخر الأسبوع الماضي.
وكان جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، قد صرّح يوم الجمعة بأن معدلات الفائدة «قد تنخفض في المدى القريب»، الأمر الذي دفع المتداولين سريعاً إلى تسعير احتمال خفضها الشهر المقبل، مما أدى إلى هبوط عوائد سندات الخزانة إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، وفق «رويترز».
وانخفض العائد على السندات الألمانية القياسية لأجل 10 سنوات - الذي أنهى الأسبوع الماضي قريباً من أعلى مستوى له في ستة أسابيع - بنقطة أساس واحدة في التعاملات المبكرة ليصل إلى 2.688 في المائة يوم الاثنين. وبذلك يتقلّص الفارق بين عوائد البوند والخزانة الأميركية إلى 136.4 نقطة أساس، وهو ما يقترب من أدنى مستوياته منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وكان هذا الفارق قد بلغ نحو 156 نقطة أساس قبل ثلاثة أشهر فقط، قبل أن يتراجع مع تزايد قناعة المستثمرين بأن البنك المركزي الأوروبي لن يُقدم على مزيد من التخفيضات خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، مقابل احتمالات متصاعدة لقيام الفيدرالي بخفض الفائدة مراراً خلال عام 2026.
ويعكس هذا التراجع في الخصم انخفاضاً بنحو 20 نقطة أساس في عوائد السندات الأميركية منذ أواخر أغسطس (آب)، في حين لم تسجل عوائد السندات الألمانية تحركات تُذكر خلال الفترة ذاتها.
وقد عززت توقعات خفض «الفيدرالي» للفائدة بشكل متكرر من شهية المخاطرة في الأسواق يوم الاثنين، مما دعم أداء الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، في الوقت الذي قد تسحب فيه هذه الديناميكيات جزءاً من التدفقات بعيداً عن الملاذات الآمنة كالسندات.
وعلى صعيد السياسة النقدية في منطقة اليورو، أكد مسؤولان في البنك المركزي الأوروبي - ماديس مولر ومارتن كوشر - خلال مشاركة في حلقة نقاش يوم الجمعة، أن البنك يتوقع بقاء التضخم قريباً من هدفه البالغ 2 في المائة في الوقت الحالي، مع استمرار الدعوة إلى توخي الحذر.
وفي مذكرة بحثية، قال اقتصاديون لدى «جيفريز» إن إبقاء البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير يعكس رؤية مفادها أن التوقعات الاقتصادية، رغم ضعفها، لم تتدهور بما يكفي لإحداث تحول في خطاب البنك أو نهجه. وأضافوا أن محضر الاجتماع المرتقب صدوره سيقدم رؤية مُحدثة حول تقييم مجلس الإدارة لتوازن المخاطر المحيطة بالآفاق الاقتصادية.
ومن المنتظر صدور قراءة جديدة لمؤشر ثقة الأعمال الألماني في وقت لاحق من صباح الاثنين، مع توقعات بارتفاع مؤشر مناخ الأعمال لمعهد «إيفو» إلى 88.5 في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بـ88.4 في أكتوبر.
