تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول)، فيما انخفض مؤشر ثقة الأسر -الذي يحظى بمتابعة واسعة- خلال الشهر، في إشارة جديدة إلى ضعف إنفاق المستهلكين قبيل موازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، المرتقبة الأسبوع المقبل.
وقال مكتب الإحصاء الوطني، الجمعة، إن أحجام مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 1.1 في المائة مقارنة بالشهر السابق، وهو أول تراجع شهري منذ مايو (أيار).
وكان اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا استقرار المبيعات دون تغيير. وعلى أساس سنوي، ارتفعت المبيعات بنسبة 0.2 في المائة فقط، مقابل توقعات بزيادة 1.5 في المائة. وتراجع الجنيه الإسترليني مؤقتاً أمام الدولار قبل أن يقلّص خسائره سريعاً.
من جانبه، أظهر أقدم استطلاع رأي للمستهلكين في بريطانيا، وهو استطلاع أجرته مؤسسة «جيه إف كيه»، انخفاضاً واسع النطاق في معنويات المستهلكين هذا الشهر، ما يُشير إلى أن الجمهور «يستعد لتلقي أنباء سيئة» في موازنة ريفز المقررة في 26 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال روب وود، كبير الاقتصاديين البريطانيين في شركة الأبحاث «بانثيون ماكرو إيكونوميكس»: «بدأت الفترة التي تسبق الموازنة -التي تتسم بارتفاع مستوى الارتباك- تؤثر على إنفاق المستهلكين، في ظل التراجع التدريجي للثقة خلال نوفمبر، وضعف نمو مبيعات التجزئة مؤخراً».
وأظهرت بيانات منفصلة من مكتب الإحصاء الوطني ارتفاعاً أكبر من المتوقع في الاقتراض الحكومي خلال الشهر الماضي، ما يُسلط الضوء على حجم التحديات التي تواجه ريفز. ومن المتوقع أن تحتاج الوزيرة إلى جمع ما بين 20 و30 مليار جنيه إسترليني (26-39 مليار دولار) عبر زيادة الضرائب، نتيجة توقعات بخفض النمو من قِبَل هيئة مراقبة الموازنة الحكومية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتعذّر تمرير تخفيضات الرعاية الاجتماعية المخطط لها في البرلمان.
وتراجع الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي وسط استمرار ارتفاع معدلات الادخار، والذي يعكس -حسب اقتصاديين- آثار التضخم المرتفع في عام 2022، إلى جانب ضعف سوق العمل مؤخراً، ومخاوف من الزيادات الضريبية المتوقعة في الموازنة.
وأبدى كبار تجار التجزئة مؤخراً قلقهم من تأثير الموازنة المقبلة على ثقة المستهلكين، خصوصاً فيما يتعلق بالمشتريات غير الأساسية. ومع ذلك، أعربت سلاسل مثل «سينسبري» و«ماركس آند سبنسر» عن تفاؤلها بأداء موسم مبيعات عيد الميلاد.
وأشار مكتب الإحصاء الوطني إلى تراجع مبيعات السوبرماركت والملابس والطلبات البريدية في أكتوبر، في حين أوضح بعض تجار التجزئة أن المستهلكين يؤجلون الشراء انتظاراً لتخفيضات «الجمعة السوداء» في نوفمبر. ولا تزال أحجام مبيعات التجزئة أقل بنسبة 3.3 في المائة عن مستويات ما قبل الجائحة في فبراير (شباط) 2020.
