ارتفعت أسهم شركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، بنسبة 5.2 في المائة، يوم الاثنين، بعد أن كشفت شركة «بيركشاير هاثاواي» عن استحواذها على حصة في عملاق التكنولوجيا، في خطوة قد تكون واحدة من آخر الاستثمارات الكبرى التي يقوم بها التكتل تحت قيادة المستثمر الأسطوري وارن بافيت.
تأتي عملية شراء الأسهم التي تُعد رهاناً نادراً على قطاع التكنولوجيا من قِبل «بيركشاير»، وسط تزايد المخاوف بشأن الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي، حيث تضخ عمالقة التكنولوجيا مئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز البيانات وشراء الرقائق اللازمة لتشغيلها.
أظهر إفصاح صدر يوم الجمعة أن «بيركشاير» كانت تمتلك 17.85 مليون سهم في الشركة الأم لـ«غوغل»، بدءاً من 30 سبتمبر (أيلول). وتبلغ قيمة هذه الحصة 4.93 مليار دولار بناءً على سعر إغلاق السهم الأخير، وفقاً لحسابات «رويترز».
وعلى الرغم من أن استثمار «بيركشاير» يمكن أن يُنظر إليه على أنه دعم لقطاع التكنولوجيا، فإن التساؤلات حول استدامة موجة الإنفاق هذه قد أدت إلى تراجعات في السوق خلال الأسابيع الأخيرة.
يُنهي بافيت، المعروف باسم «عراف أوماها» لنجاحه الاستثماري وحكمته الشعبية، مسيرته التي استمرت 60 عاماً رئيساً تنفيذياً لشركة «بيركشاير هاثاواي» في نهاية عام 2025، حيث سيخلفه غريغ أبيل.
ولم يتضح ما إذا كان بافيت نفسه هو من أجرى عملية شراء أسهم «ألفابت»، أم مديرو محفظته تود كومبس، وتيد ويسشلر، أو أبيل، رغم أن بافيت عادة ما يشرف على الاستثمارات الأكبر.
يُذكَر أن بافيت ونائب رئيس مجلس الإدارة الراحل تشارلي مونغر كانا قد أعربا عن أسفهما في الاجتماع السنوي للمساهمين في «بيركشاير» عام 2019 لعدم الاستثمار في «غوغل» في وقت أبكر. حينها قال مونغر: «لقد أخطأنا».
رهان انتقائي
يُعطي هذا التحرك «بيركشاير» موقعاً في شركة تقنية عملاقة مسعّرة بشكل أكثر تواضعاً، مقارنةً بنظيراتها التي تركز على الذكاء الاصطناعي.
وتُتداول «ألفابت» عند 25.01 ضعف للأرباح المتوقعة على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، مقابل 30.02 ضعف لـ«إنفيديا»، و29.37 ضعف لـ«مايكروسوفت»، وفقاً لبيانات مجمعة من مجموعة بورصة لندن (LSEG).
في المقابل، قلّصت «بيركشاير» حصتها في شركة «أبل»، لكن صانعة «آيفون» لا تزال أكبر حيازة لها من الأسهم بقيمة 64.9 مليار دولار بعد التخفيض. ولطالما جادل بافيت بأن «أبل» هي شركة منتجات استهلاكية، وليست رهاناً على التكنولوجيا. كما قلّصت «بيركشاير» حصتها في «بنك أوف أميركا».
وسمحت «بيركشاير» لتراكماتها النقدية بالصعود إلى مستوى قياسي، مما أثار قلق بعض المستثمرين الذين يرون أن هذا الكنز النقدي يشير إلى أن بافيت يرى التقييمات الحالية في السوق مرتفعة للغاية. ومع ذلك، يشير استثمار «ألفابت» إلى أن الشركة قد توازن بين الحذر واغتنام الفرص، ونشر رأس المال بشكل انتقائي في الشركات التي تراها مرنة وقوية.
يُشار إلى أن أسهم «ألفابت» قد ارتفعت بنسبة 46 في المائة هذا العام، متفوقة بوضوح على مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي.
