تُختتم، اليوم الاثنين، فعاليات موسم جوائز نوبل لعام 2025 بإعلان الفائز أو الفائزين بجائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية. تأتي هذه المناسبة وسط توقعات الخبراء التي تُرجح منح الجائزة لأبحاث تتعلق إما بمجال الذكاء الاصطناعي أو دراسات حول عدم المساواة.
وكانت جائزة العام الماضي قد ذهبت لكل من التركي الأميركي دارون أسيموغلو والبريطانييْن سايمون جونسون وجيمس روبنسون؛ تقديراً لعملهم في دراسة عدم المساواة في الثروة بين الأمم.
وتُعرف الجائزة الاقتصادية رسمياً باسم «جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية تذكاراً لألفريد نوبل»، وقد أسسها البنك المركزي السويدي في عام 1968 تخليداً لذكرى نوبل، وهو رجل الأعمال والكيميائي السويدي الذي عاش في القرن التاسع عشر واخترع الديناميت وأسس جوائز نوبل الخمس الأصلية.
استراتيجيات التنبؤ والمرشحون الأبرز
يُعد التنبؤ بالفائزين بجائزة نوبل «علماً غير دقيق»؛ نظراً لسرّية عملية الترشيح والاختيار. ومع ذلك، يعتمد مراقبو الجائزة على استراتيجيات مختلفة لتحديد المرشحين المحتملين.
يشير ميكائيل دالين، من كلية ستوكهولم للاقتصاد، إلى أهمية مراجعة التخصصات التي لم تُكرَّم مؤخراً. ويرى دالين أن اقتصاد المعلومات يمثل منافساً قوياً، حيث لم يحظَ باعتراف الجائزة منذ عام 2016، وقد اكتسب هذا المجال أهمية كبيرة مع تطورات الذكاء الاصطناعي. ويَبرز الاقتصادي الأميركي إريك برينغولفسون مرشحاً قوياً ضِمن هذا التخصص. كما اقترح دالين الألمانيةَ مونيكا شنيتزر مرشحة محتملة لبروزها في مجال الاقتصاد الدولي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
أبحاث عدم المساواة والمخاطر الجيوسياسية
يشير باحثون من جامعة غوتنبرغ إلى أن أبحاث عدم المساواة في الثروة يمكن أن تحتل مكانة بارزة في نسخة 2025. وقد يجري تكريم الفرنسي إيمانويل سايز أو الفرنسي توماس بيكيتي؛ لأعمالهما التي تتناول المقارنات الدولية واستخدام قواعد البيانات المفتوحة لتعزيز فهم كيفية الحد من عدم المساواة عبر أنظمة الضرائب دون إعاقة التنمية. ويمكن أن يشاركهم الجائزة المرشح المحتمل الآخر، الاقتصادي الفرنسي غابرييل زوكمان.
ومع ذلك، يرى ماغنوس هينريكسون، من معهد أبحاث الاقتصاد الصناعي في ستوكهولم، أن تسليط الضوء مؤخراً على زوكمان في فرنسا، لاقتراحه فرض ضرائب على فاحشي الثراء، قد يردع أكاديمية نوبل عن اختيار قد يُعدّ مثيراً للجدل، خاصة أن زوكمان فاز سابقاً بميدالية جون بيتس كلارك في 2023، وهي جائزة غالباً ما تسبق الفوز بنوبل.
مرشحون آخرون ومسألة تمثيل المرأة
تشير ترشيحات أخرى لمراقبي الجائزة إلى كل من البلجيكية ماريان بيرتراند والأميركي سينديل مولايناثان، اللذين سلطت عليهما شركة الأبحاث «كلاريفيت» الضوء؛ لأعمالهما في مجال التمييز العِرقي واقتصادات العمل المتأثرة بعلم النفس والثقافة.
كما يُعد السويسري إرنست فيهر مرشحاً محتملاً لتخصصه في الاقتصاد السلوكي والعصبي، وقد يشارك الجائزة مع الأميركييْن جورج لوينشتاين وكولين كاميرر. بالإضافة إلى ذلك، جرى ذكر الياباني نوبوهيرو كيوتاكي، والبريطاني جون مور؛ لأبحاثهما حول كيفية تأثير الصدمات الصغيرة على الدورات الاقتصادية.
وتظل قضية تمثيل المرأة في الجائزة أمراً مهماً، حيث لم تحصل على هذا الشرف سوى ثلاث نساء فقط، من بين 96 فائزاً منذ انطلاق الجائزة عام 1969. وقد كرم موسم نوبل 2025، حتى الآن، امرأتين هما الأميركية ماري برونكو في الطب، والفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو للسلام.
ومنذ تأسيسها، مُنحت الجائزة 56 مرة لما مجموعه 96 فائزاً. وتجدر الإشارة إلى أن ثلاث نساء فقط كُنّ من بين الفائزين قبل إعلان اليوم.
ويشدّد «التقليديون» على أن جائزة الاقتصاد لا تُعد من الناحية التقنية جائزة نوبل الأصلية، لكنها تُقدَّم دائماً مع الجوائز الأخرى في 10 ديسمبر (كانون الأول)، وهو الذكرى السنوية لوفاة نوبل في عام 1896. وقد جرى الإعلان عن جوائز نوبل الأخرى، الأسبوع الماضي، في مجالات الطب، والفيزياء، والكيمياء، والآداب، والسلام.
