تراجع أسعار النفط مع تباطؤ علاوة المخاطرة بعد وقف إطلاق النار في غزة

عامل يسير في حقل مجنون النفطي في البصرة على بُعد 420 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد (رويترز)
عامل يسير في حقل مجنون النفطي في البصرة على بُعد 420 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد (رويترز)
TT

تراجع أسعار النفط مع تباطؤ علاوة المخاطرة بعد وقف إطلاق النار في غزة

عامل يسير في حقل مجنون النفطي في البصرة على بُعد 420 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد (رويترز)
عامل يسير في حقل مجنون النفطي في البصرة على بُعد 420 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد (رويترز)

انخفضت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن وافقت إسرائيل و«حماس» على المرحلة الأولى من خطة لإنهاء الحرب في غزة، ما خفف التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بينما أثر ارتفاع الدولار الأميركي على السلع الأساسية.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتاً، أو 0.51 في المائة، لتصل إلى 65.91 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:13 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 38 سنتاً، أو 0.61 في المائة، ليصل إلى 62.17 دولار.

قال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا»: «يتداول خام غرب تكساس الوسيط اليوم على الجانب الأضعف من البندول بسبب انخفاض علاوة المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن اتفاق السلام بين إسرائيل و(حماس)».

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إسرائيل و«حماس» توصلتا إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، بموجب خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني.

صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيعقد اجتماعاً للحكومة يوم الخميس للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.

دعمت الحرب في غزة أسعار النفط؛ حيث قيّم المستثمرون المخاطر المحتملة على إمدادات النفط العالمية إذا تطورت الحرب إلى صراع إقليمي أوسع.

وصرح مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار «مومو أستراليا ونيوزيلندا»، بأنه من غير المرجح أن يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على إمدادات النفط في الشرق الأوسط؛ حيث لم تحقق «أوبك بلس» أهدافها الإنتاجية المتزايدة.

وافقت المجموعة، المكونة من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها، يوم الأحد، على زيادة في الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت أقل من توقعات السوق، ما خفف من المخاوف بشأن فائض المعروض.

وقال مكارثي أيضاً إن قوة الدولار مقابل الين الياباني واليورو تُثقل كاهل السلع بشكل عام. وأصبح النفط المُقوّم بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

وكانت الأسعار قد ارتفعت بنحو 1 في المائة يوم الأربعاء لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوع، بعد أن رأى المستثمرون أن تعثر التقدم في اتفاق السلام في أوكرانيا يُبقي العقوبات المفروضة على روسيا.

في الوقت نفسه، ارتفع إجمالي إمدادات المنتجات النفطية الأميركية الأسبوعية، وهو مؤشر على استهلاك النفط الأميركي، الأسبوع الماضي، إلى 21.990 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022، وفقاً لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء.

وأفاد محللو «جي بي مورغان» بأن الطلب العالمي على النفط بدأ يتراجع في أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث أشارت العديد من مؤشرات الاستهلاك، بما في ذلك وصول الحاويات إلى ميناء لوس أنجليس، وعدد الأميال المقطوعة برسوم الشاحنات في ألمانيا، وحجم الحاويات في الصين، إلى تباطؤ في النشاط.

وبلغ متوسط ​​الطلب العالمي على النفط 105.9 مليون برميل يومياً في الأيام السبعة الأولى من أكتوبر، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يومياً عن مستوى العام الماضي، وبانخفاض قدره 90 ألف برميل يومياً عن تقديرات «جي بي مورغان»، وفقاً لمحللي البنك في مذكرة للعملاء. كما تباطأت وتيرة نمو مخزونات النفط الخام والمنتجات العالمية؛ حيث زادت بمقدار 8 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهي أبطأ زيادة في الأسابيع الخمسة الماضية، وفقاً للبنك.


مقالات ذات صلة

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار شركة «بتروبراس» البرازيلية على مقرها في ريو دي جانيرو (رويترز)

تحالف «بتروبراس - شل» يفوز بمنطقتين بحريتين في البرازيل

استحوذ تحالف يضم شركتَي «بتروبراس» و«شل» على منطقتين بحريَّتين في حقلَي توبي وأتابو خلال مزاد نفطي نظَّمته شركة «بي بي إس إيه» الحكومية في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)
الاقتصاد شعار محطة وقود تابعة لـ«شيفرون» في أوستن بتكساس (رويترز)

19 مليار دولار لـ2026... «شيفرون» توجه استثماراتها نحو الإنتاج في أميركا وغويانا

أعلنت شركة «شيفرون»، ثاني أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة، أن نفقاتها الرأسمالية لعام 2026 ستتراوح بين 18 ملياراً و19 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد مضخات نفط تعمل في حقل مزارع بالقرب من كالغاري (رويترز)

النفط يرتفع بعد هجمات أوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن أشارت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية إلى قيود محتملة على الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.