الذهب يواصل تألقه فوق مستوى 4 آلاف دولار مع استمرار حالة عدم اليقين

سبيكة ذهب وزنها أونصة واحدة في متجر «ويتر كوينز» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)
سبيكة ذهب وزنها أونصة واحدة في متجر «ويتر كوينز» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)
TT

الذهب يواصل تألقه فوق مستوى 4 آلاف دولار مع استمرار حالة عدم اليقين

سبيكة ذهب وزنها أونصة واحدة في متجر «ويتر كوينز» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)
سبيكة ذهب وزنها أونصة واحدة في متجر «ويتر كوينز» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)

تجاوز الذهب 4 آلاف دولار للأوقية، مسجلاً رقماً قياسياً يوم الأربعاء، مدفوعاً ببحث المستثمرين عن ملاذ آمن من ازدياد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، إلى جانب توقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة، من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي».

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7 في المائة، ليصل إلى 4011.18 دولار للأوقية، بحلول الساعة 03:00 بتوقيت غرينيتش.

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.7 في المائة، لتصل إلى 4033.40 دولار للأوقية.

تقليدياً، يُنظر إلى الذهب كمخزن للقيمة في أوقات عدم الاستقرار. وقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 53 في المائة منذ بداية العام، بعد أن ارتفع بنسبة 27 في المائة في عام 2024.

وقال تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل: «هناك ثقة كبيرة في هذه التجارة حالياً، مما يدفع السوق إلى توقع الرقم التالي الكبير وهو 5 آلاف، مع احتمال استمرار (الاحتياطي الفيدرالي) في خفض أسعار الفائدة».

وأضاف: «ستكون هناك بعض الصعوبات في الطريق، مثل هدنة دائمة في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، ولكن من غير المرجح أن تتغير العوامل الأساسية الدافعة لهذه التجارة، وهي الديون الضخمة والمتنامية، وتنويع الاحتياطيات، وضعف الدولار، على المدى المتوسط».

وقد دُفع ارتفاع سعر المعدن الأصفر بمجموعة من العوامل، بما في ذلك توقعات خفض أسعار الفائدة، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وشراء قوي من البنوك المركزية، وتدفقات إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة، وضعف الدولار.

ودخل إغلاق الحكومة الأميركية يومه السابع يوم الثلاثاء. أدى الإغلاق الحكومي إلى تأجيل إصدار المؤشرات الاقتصادية الرئيسية من أكبر اقتصاد في العالم، مما أجبر المستثمرين على الاعتماد على البيانات الثانوية غير الحكومية، لتقييم توقيت ومدى تخفيضات أسعار الفائدة من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي».

ويُقدِّر المستثمرون الآن خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» هذا الشهر، مع توقع خفض إضافي بنفس النقطة في ديسمبر.

وصرح تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة «كي سي إم تريد»: «يميل ارتفاع مستويات عدم اليقين إلى تعزيز مكاسب سعر الذهب، ونشهد عودة هذا التوجه».

وأضاف: «لا تزال ديناميكيات السوق المتمثلة في انخفاض أسعار الفائدة الأميركية واستمرار الإغلاق الحكومي تُصب في صالح الذهب. ولكن إغراء جني الأرباح عند مستوى 4000 دولار يُشكل خطراً محتملاً على المدى القصير».

ويقول المحللون إن «الخوف من تفويت الفرصة» يُعزز أيضاً هذا الارتفاع.

بالإضافة إلى ذلك، عززت الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان الطلب على السبائك الذهبية، الملاذ الآمن. وقال كايل رودا، المحلل في «كابيتال.كوم»: «إن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب جاء نتيجة لانتخاب ساناي تاكايتشي خلال عطلة نهاية الأسبوع، واحتمالية تعميق الإنفاق بالعجز في اليابان. وهذا بحد ذاته يرتبط بموضوع رئيسي في الوقت الحالي: (الاندفاع نحو المضاربة)».

ويتوقع المحللون تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، مدعومة بالذهب المادي، وعمليات شراء من البنوك المركزية، واحتمالية انخفاض أسعار الفائدة الأميركية، لدعم أسعار الذهب في عام 2026، مما دفع «غولدمان ساكس» و«يو بي إس» إلى رفع توقعاتهما للأسعار.

وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 1.3 في المائة ليصل إلى 48.42 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 2.5 في المائة ليصل إلى 1658.40 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 1361.89 دولار.


مقالات ذات صلة

«المركزي الصيني» يواصل شراء الذهب للشهر الثاني عشر على التوالي

الاقتصاد مقرّ بنك الشعب الصيني في بكين (رويترز)

«المركزي الصيني» يواصل شراء الذهب للشهر الثاني عشر على التوالي

أظهرت بيانات بنك الشعب الصيني، الجمعة، أن البنك المركزي أضاف الذهب إلى احتياطياته في أكتوبر (تشرين الأول) للشهر الثاني عشر على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين - شنغهاي)
الاقتصاد موظف يعرض سبيكة ذهبية بمعرض «24 للمجوهرات والذهب» في جاكرتا - إندونيسيا (رويترز)

الذهب يقفز مع تراجع الدولار وضعف سوق العمل الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، مع تراجع الدولار، بعد أن أظهرت تقارير وظائف القطاع الخاص الأميركي ضعف سوق العمل؛ ما عزز التوقعات بخفض آخر للفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أساور وقلادات ذهبية معروضة للبيع في محل ذهب في البازار الكبير في إسطنبول (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع بفعل تراجع الدولار وإغلاق الحكومة الأميركية

ارتفع الذهب قليلاً يوم الخميس مع تراجع الدولار عن أعلى مستوى له في أربعة أشهر، واستمرار حالة عدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد امرأة هندية تستعرض مجوهرات ذهبية في متجر بمومباي (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع وسط عمليات شراء بأسعار منخفضة وقلق المستثمرين

ارتفعت أسعار الذهب يوم الأربعاء، مع دخول صائدي الصفقات بعد انخفاض السبائك إلى أدنى مستوى لها في أسبوع تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يعرض سبيكة ذهب وزنها كيلوغرام واحد في مصفاة «إي بي سي» بسيدني (أ.ف.ب)

الذهب يستقر دون 4 آلاف دولار بفضل مرونة الدولار وتوقعات خفض الفائدة

سجّل الذهب تداولات دون مستوى 4 آلاف دولار للأوقية مجدداً يوم الثلاثاء، حيث حافظ الدولار على تماسكه عند أعلى مستوى في أكثر من 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير السياحة السعودي: نستهدف سوقاً أوسع بعد التركيز على منتجعات فاخرة

منظر عام لمدينة الرياض خلال ساعة مبكرة من المساء (رويترز)
منظر عام لمدينة الرياض خلال ساعة مبكرة من المساء (رويترز)
TT

وزير السياحة السعودي: نستهدف سوقاً أوسع بعد التركيز على منتجعات فاخرة

منظر عام لمدينة الرياض خلال ساعة مبكرة من المساء (رويترز)
منظر عام لمدينة الرياض خلال ساعة مبكرة من المساء (رويترز)

قال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، إن المملكة تعمل على بناء خيارات سياحية للفئات المتوسطة وفوق المتوسطة، وتخطط لزيادة فرص الإقامة الفندقية للحجاج والمعتمرين بعد التركيز على تطوير منتجعات فاخرة بأسعار باهظة على مدى سنوات.

وأوضح الخطيب، وفقاً لـ«رويترز»: «بدأنا ببناء وجهات سياحية فاخرة للمسافرين الأثرياء. وبدأنا بالفعل في بناء وجهات للطبقة الوسطى والطبقة الوسطى العليا».

وأضاف على هامش مؤتمر السياحة السنوي للأمم المتحدة الذي تستضيفه الرياض لأول مرة: «لن نتجاهل هذه الشريحة».

وزير السياحة أحمد الخطيب (الشرق الأوسط)

ويُعد جذب السياح ركيزة أساسية في خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «رؤية 2030» لتنويع اقتصاد المملكة. وبموجب الخطة، تستهدف السعودية جذب 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، ثلثهم على الأقل من الخارج.

ومع وجود منتجعات فاخرة على ساحل البحر الأحمر تصل أسعارها إلى نحو 2000 دولار لليلة الواحدة، تقل الخيارات في الوقت الراهن أمام المسافرين من ذوي الدخول المتوسطة.

وقال الخطيب إنه من المقرر افتتاح 10 منتجعات جديدة خلال الأشهر المقبلة في جزيرة شيبارة بالبحر الأحمر ستقدم «أسعاراً أقل بكثير» من الخيارات الحالية، دون أن يكشف عن أي أرقام.

ولا تزال السياحة الدينية في صميم الخطط الاقتصادية للمملكة.

وقال الخطيب إن السعودية تخطط لزيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليوناً بحلول عام 2030، وذلك بفضل عشرات الآلاف من الغرف الفندقية الجديدة.

وتتطلع المملكة أيضاً إلى تشجيع مواطني المنطقة على القدوم إلى المملكة، بما في ذلك عبر خطة لطرح تأشيرة لدول مجلس التعاون الخليجي مشابهة لتأشيرة «شنغن». وأضاف الخطيب أن ذلك قد يُتاح «في عام 2026 أو 2027 بحد أقصى».


ترمب يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والفقاعة المحتملة

ترمب يتحدث خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في غرفة مجلس الوزراء في البيت الأبيض 7 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في غرفة مجلس الوزراء في البيت الأبيض 7 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والفقاعة المحتملة

ترمب يتحدث خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في غرفة مجلس الوزراء في البيت الأبيض 7 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في غرفة مجلس الوزراء في البيت الأبيض 7 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يشعر بالقلق من احتمال وجود فقاعة في الأسواق المالية تحيط بشركات الذكاء الاصطناعي.

وقال رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، حول هذا الموضوع خلال استقباله رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في البيت الأبيض: «أنا أحب الذكاء الاصطناعي وأعتقد أنه سيكون مفيداً جداً».

وأضاف: «نحن متقدمون على الصين ومتقدمون على العالم في مجال الذكاء الاصطناعي»، ما يشير إلى المنافسة الاقتصادية والجيوسياسية التي تغذي طفرة الاستثمارات في هذا القطاع.

وتأتي تصريحات ترمب في الوقت الذي أظهرت فيه بورصة نيويورك علامات ضعف في الأيام الأخيرة، حيث تفاعلت بحذر مع ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي العملاقة.

ويشعر الخبراء بالقلق من ارتفاع بعض القيم السوقية لشركات عملاقة بشكل كبير وسريع، في ظل مخاوف متزايدة بشأن قدرتها على تحمل التكاليف الباهظة لسباق الذكاء الاصطناعي.

وتجلى هذا التوتر، الخميس، في ظل تصريحات مربكة لشركة «أوبن إيه آي» حول طلب محتمل للحصول على دعم حكومي، قبل أن يتم التراجع عنها لاحقاً.

والجمعة، انخفض مؤشر ناسداك الذي يضم شركات التكنولوجيا بنسبة 1.17 في المائة ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.62 في المائة ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.39 في المائة.

وفي وول ستريت طغى اللون الأحمر على جميع التداولات المتعلقة بشركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث شهدت أسهم عملاق الرقائق «إنفيديا» و«برودكوم» و«مايكروسوفت» انخفاضاً.

واعتبر أرنو مورفيليز، المدير في شركة «أوزيس جيستيون»، أن القطاعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي حظيت بتقييمات مرتفعة و«من الضروري أن تنكمش ويجني المستثمرون بعض الأرباح قبل العودة إلى المسار الصحيح».

وأشار باتريك أوهير، المحلل في «بريفينغ دوت كوم» إلى أن «السوق يحاول حالياً تحديد ما إذا كان هذا التراجع في الزخم مجرد عملية تدعيم مرتبطة بجني الأرباح، أم بداية تصحيح أكثر أهمية يتعلق بتقييم» بعض الشركات.

ومن المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى نحو 1.5 تريليون دولار في عام 2025، وفقاً لشركة «غارتنر» الأميركية، ثم إلى أكثر من تريليوني دولار في عام 2026، وهو ما يمثل قرابة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.


ألمانيا تدرس إعادة النظر في السياسة التجارية مع الصين

الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
TT

ألمانيا تدرس إعادة النظر في السياسة التجارية مع الصين

الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)

تعتزم الحكومة الائتلافية في ألمانيا مراجعة سياساتها التجارية تجاه الصين، التي تتضمن الطاقة وواردات المواد الخام والاستثمارات الصينية في البنية التحتية الحيوية في ألمانيا، كما ستشكل لجنةٌ من الخبراء لتقديم توصياتها إلى البرلمان.

تأتي هذه الخطة بعد تصاعد التوتر التجاري في الآونة الأخيرة بين ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم. ويشير مقترح قدمه المحافظون بزعامة المستشار فريدريش ميرتس وشركاؤهم في الائتلاف الحكومي من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وفقاً لـ«رويترز»، إلى أن اللجنة ستُعنى بدرس «العلاقات التجارية ذات الصلة بالأمن بين ألمانيا والصين» وتقديم توصياتها للحكومة.

ومن المرجح اعتماد الاقتراح يوم الجمعة المقبل، وسيجري تشكيل اللجنة بعد ذلك بوقت قصير. ومن المقرر أن تضم اللجنة نحو 12 من الأكاديميين وأعضاء النقابات الممثلة لقطاع الصناعة وممثلين عن العمال وأعضاء من مراكز الأبحاث.

وعلى مدى عقود، تعتبر ألمانيا، الصين، وهي بين المُصدرين الرئيسيين، حليفاً وثيقاً في الدفاع عن النظام التجاري العالمي المفتوح الذي أدى إلى ازدهار قطاع الصناعة الألماني.

لكن سلسلة من العراقيل دفعت برلين إلى مراجعة هذا التوجه، ومن بينها فرض الصين قيوداً على صادرات المعادن الاستراتيجية، الذي شكل مخاطر جسيمة على قطاع تصنيع السيارات الحيوي في ألمانيا.

ومن المقرر أن تقدم اللجنة الجديدة توصياتها إلى البرلمان مرتين سنوياً.

وجاء في الاقتراح أن «الهدف من تشكيل اللجنة هو دراسة مدى الحاجة إلى تعديل قواعد التجارة الخارجية من منظور قانوني واقتصادي وسياسي». وستراقب اللجنة أيضاً العلاقات التجارية بين الدول الأخرى والصين.

وأرجأ وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الشهر الماضي، زيارة إلى الصين في اللحظة الأخيرة بعد أن أكدت بكين عقد اجتماع واحد فقط من بين الاجتماعات التي طلبها.

وانتقد فاديفول في السابق القيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن الاستراتيجية ودعم بكين الضمني لروسيا في الحرب التي تشنها على أوكرانيا.