توسع النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بأسرع وتيرة منذ 15 شهراً

وسط نمو معتدل للقطاع الخاص بألمانيا وفرنسا

صورة جوية تُظهِر جانباً من نهر السين وأفق حي لا ديفونس المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)
صورة جوية تُظهِر جانباً من نهر السين وأفق حي لا ديفونس المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)
TT

توسع النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بأسرع وتيرة منذ 15 شهراً

صورة جوية تُظهِر جانباً من نهر السين وأفق حي لا ديفونس المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)
صورة جوية تُظهِر جانباً من نهر السين وأفق حي لا ديفونس المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)

شهدت شركات منطقة اليورو زيادة في الطلبات الجديدة خلال أغسطس (آب) الحالي لأول مرة منذ مايو (أيار) 2024؛ ما ساهم في توسع النشاط الاقتصادي بأسرع وتيرة خلال 15 شهراً، رغم استمرار ضعف الصادرات.

وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب» لمنطقة اليورو، الذي تُعِدّه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 51.1 نقطة في أغسطس الحالي مقابل 50.9 نقطة في يوليو (تموز) الذي سبقه، مسجلاً بذلك التحسنَ الشهري الثالث على التوالي وأعلى قراءة له منذ مايو 2024. وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقع انخفاضاً إلى 50.7 نقطة. وتشير قراءات مؤشر مديري المشتريات فوق 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي، بينما تدل القراءات الأدنى على الانكماش.

وأوضح سايروس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في «بنك هامبورغ التجاري»، أن النشاط الاقتصادي انتعش في قطاعَيْ التصنيع والخدمات، مع تسارع طفيف في النمو خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقد أظهر قطاع التصنيع تحسناً ملحوظاً، حيث ارتفع مؤشره الرئيسي إلى 50.5 نقطة من 49.8 في يوليو، ليدخل منطقة التوسع لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، كما نما الإنتاج بأسرع وتيرة منذ نحو 3 سنوات ونصف، مع ارتفاع المؤشر الفرعي إلى 52.3 نقطة من 50.6 نقطة.

وواصل قطاع الخدمات التوسع، لكن بوتيرة أبطأ، حيث انخفض مؤشره إلى 50.7 نقطة مقابل 51.0 نقطة في يوليو.

وواصلت الشركات توظيف العمال لسادس شهر على التوالي، مع تسارع وتيرة التوظيف إلى أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2024، مع تركيز مكاسب الوظائف في قطاع الخدمات، في حين استمر المصنعون في تقليص العمالة. كما زادت ضغوط التضخم في أغسطس، مع ارتفاع تكاليف المدخلات إلى أعلى مستوى لها منذ 5 أشهر، وتسارع تضخم تكاليف قطاع الخدمات إلى أعلى مستوى منذ مارس (آذار) الماضي، بينما ارتفعت أسعار الإنتاج في «الاتحاد الأوروبي» بأسرع وتيرة في 4 أشهر.

وأضاف دي لا روبيا: «قد يشعر (البنك المركزي الأوروبي) ببعض الضغط نتيجة زيادة تكاليف قطاع الخدمات، مع الاعتماد على تباطؤ نمو الأجور للمساعدة في خفض التضخم في هذا القطاع الحيوي»، مشيراً إلى أن التضخم في أسعار بيع خدمات القطاع ظل مستقراً إلى حد ما.

وأظهر استطلاع آخر أن صانعي السياسات في «البنك المركزي الأوروبي» قد ينتظرون حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل قبل أي خفض محتمل لأسعار الفائدة، مع غياب الإجماع بعد على مستوى سعر الفائدة على الودائع بنهاية العام.

نمو طفيف للاقتصاد الألماني

وفي ألمانيا، شهد اقتصاد القطاع الخاص نمواً طفيفاً في أغسطس الحالي مدفوعاً بقطاع التصنيع وزيادة الطلبات الجديدة. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات المركب» الألماني إلى 50.9 نقطة مقابل 50.6 في يوليو، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 5 أشهر، متجاوزاً توقعات «رويترز» البالغة 50.2 نقطة.

وقاد قطاع التصنيع هذا التوسع، حيث ارتفع مؤشر الإنتاج إلى 52.6 نقطة من 50.6، وهو أعلى مستوى له في 41 شهراً، مدعوماً بزيادة قوية في الطلبات الجديدة، رغم انخفاض طفيف في مبيعات التصدير. في المقابل، انخفض مؤشر نشاط قطاع الخدمات إلى 50.1 من 50.6، مشيراً إلى نمو شبه راكد. واستمر انخفاض التوظيف في ألمانيا، حيث تجاوزت وتيرة تسريح العمال في التصنيع الزيادة الطفيفة في التوظيف بالخدمات، مستمراً في الاتجاه النزولي منذ يونيو العام الماضي. كما شهدت تكاليف المدخلات وأسعار الإنتاج ارتفاعات طفيفة، بقيادة قطاع الخدمات بسبب زيادة الأجور.

وقال سايروس دي لا روبيا: «شهد الاقتصاد الألماني نمواً ملحوظاً خلال الصيف حتى الآن، مع ازدياد وتيرة التوسع بشكل طفيف؛ ما يعكس مرونة في مواجهة التحديات مثل الرسوم الجمركية الأميركية، وعدم اليقين الجيوسياسي، وأسعار الفائدة طويلة الأجل المرتفعة نسبياً».

فرنسا تظهر بوادر استقرار اقتصادي

وفي فرنسا، أظهر مؤشر مديري المشتريات لشهر أغسطس الحالي بوادر استقرار، متجاوزاً التوقعات، مع تسجيل الاقتصاد انكماشاً أقل وضوحاً في قطاعَيْ التصنيع والخدمات. وارتفع «مؤشر مديري المشتريات الفوري» لقطاع الخدمات إلى 49.7 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2024، مقترباً من عتبة الـ50 نقطة الفاصلة بين النمو والانكماش، بينما ارتفع مؤشر التصنيع إلى 49.9 نقطة؛ أعلى مستوى له منذ 31 شهراً. وبلغ «مؤشر مديري المشتريات المركب» 49.8 نقطة مقابل 48.6 في يوليو، متجاوزاً التوقعات عند 48.5.

وسجلت فرنسا أول ارتفاع في مستويات التوظيف منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وصول معدل خلق الوظائف إلى أعلى مستوى خلال 16 شهراً، على الرغم من التوقعات السلبية للأشهر الـ12 المقبلة. ويعكس التحسن الطفيف في القطاعَين دلائل على التفاؤل الحذر واستقرار الاقتصاد بعد فترة انكماش متواصل. وحقق الاقتصاد الفرنسي نمواً بنسبة 0.3 في المائة خلال الربع الثاني، متجاوزاً التوقعات، مدعوماً بانتعاش إنفاق الأسر، بعد نمو 0.1 في المائة خلال الربع الأول.


مقالات ذات صلة

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

الاقتصاد طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

انخفضت أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية للشهر الثالث على التوالي في نوفمبر، مع تراجع أسعار السلع الرئيسية باستثناء الحبوب.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)

دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

أظهرت دراسة أجرتها جمعية الأعمال «إيكونومي سويس» أن الشركات السويسرية تخطط لنقل جزء من عملياتها وإنتاجها إلى الخارج لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
الاقتصاد زوار لجناح بأحد معارض الألعاب في بلدة تشيبا قرب العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

حكومة اليابان تترقب مستقبل الفائدة وتحركات الين

أكّد وزراء في الحكومة اليابانية، يوم الجمعة، أن تحديد أدوات السياسة النقدية يظل من اختصاص بنك اليابان بالكامل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد إشعال الشعلة الأولمبية في معبد البارثينيون بجبل أكروبوليس في اليونان (أ.ف.ب)

الاقتصاد اليوناني يواصل تعافيه في الربع الثالث

يواصل الاقتصاد اليوناني مسار التعافي بثبات، بعدما سجل نمواً بنسبة 0.6 في المائة في الربع الثالث من 2025 مقارنة بالربع السابق.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
الاقتصاد صورة عامة لمشروع «وايتستابل هايتس» السكني الجديد في بريطانيا (رويترز)

سوق الإسكان البريطاني يواصل التباطؤ في نوفمبر قبل إعلان الموازنة

أظهرت بيانات صادرة عن «بنك هاليفاكس» للتمويل العقاري، يوم الجمعة، أن سوق الإسكان في المملكة المتحدة شهد تباطؤاً في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
TT

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة، إن أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية انخفضت للشهر الثالث على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تراجع أسعار السلع الرئيسية باستثناء الحبوب.

وسجّل متوسط مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء، الذي يتتبع مجموعة من السلع الأولية الغذائية المتداولة عالمياً، 125.1 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من قراءة معدلة لأكتوبر (تشرين الأول) بلغت 126.6 نقطة، ليسجل أدنى قراءة منذ يناير (كانون الثاني).

وذكرت «الفاو» أن المتوسط في ​​نوفمبر تراجع 2.1 في المائة عن مستواه قبل عام، وانخفض بنسبة 21.9 في المائة عن ذروة سجّلها في مارس (آذار) 2022، عقب بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وهبط مؤشر أسعار السكر التابع لـ«الفاو» 5.9 في المائة عن أكتوبر الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، متأثراً بتوقعات وفرة المعروض عالمياً، في حين تراجع مؤشر أسعار منتجات الألبان 3.1 في المائة، مواصلاً الانخفاض للشهر الخامس على التوالي، ما يعكس زيادة إنتاج الحليب وارتفاع المعروض للتصدير.

وهبط مؤشر أسعار الزيوت النباتية 2.6 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر، وسط تراجع معظم المنتجات، بما في ذلك زيت النخيل، الذي طغى على مكاسب زيت الصويا.

وأشارت المنظمة إلى أن أسعار اللحوم تراجعت 0.8 في المائة، وتصدرت لحوم الخنزير والدواجن هذا الانخفاض، في حين استقرت أسعار لحوم البقر على خلفية إلغاء الرسوم الجمركية الأميركية على واردات لحوم البقر الذي قلص الارتفاع في الأسعار في الآونة الأخيرة.

من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر أسعار الحبوب التابع لمنظمة «الفاو» 1.8 في المائة على أساس شهري. وزادت أسعار القمح نتيجة الطلب المحتمل من الصين والتوتر الجيوسياسي في منطقة البحر الأسود، في حين زادت أسعار الذرة بدعم من الطلب على الصادرات البرازيلية وتقارير عن تأثير الطقس على القطاع الزراعي في أميركا الجنوبية.

وفي تقرير منفصل حول العرض والطلب على الحبوب، رفعت منظمة «الفاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي لعام 2025 إلى مستوى قياسي بلغ 3.003 مليار طن، مقارنة مع 2.990 مليار طن في توقعات الشهر الماضي، وعزت ذلك في المقام الأول إلى زيادة تقديرات إنتاج القمح.

وأضافت «الفاو» أن توقعات مخزونات الحبوب العالمية بنهاية موسم 2025-2026 زادت أيضاً إلى مستوى قياسي بلغ 925.5 مليون طن، ما يعكس توقعات زيادة مخزونات القمح في الصين والهند.


في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، المملوكة لإيلون ماسك، لخرقها قواعد المحتوى الرقمي، في أول تطبيق لعقوبة بموجب تشريع رقمي تاريخي قد يثير غضب الحكومة الأميركية.

وتجنبت شركة «تيك توك» العقوبة نفسها من خلال تقديم تنازلات لتعزيز الشفافية، وفق «رويترز».

واعتبرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن حملة أوروبا الصارمة على شركات التكنولوجيا الكبرى تميّز الشركات الأميركية وتستهدف الأميركيين، بينما أكدت المفوضية الأوروبية أن قوانينها لا تميّز على أساس الجنسية، وتهدف فقط لحماية المعايير الرقمية والديمقراطية التي غالباً ما تُصبح معياراً عالمياً.

وأشار رئيس قسم التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي إلى أن الغرامة متناسبة مع المخالفات، ولا تمثل شكلاً من أشكال الرقابة، لافتاً إلى أن العقوبة جاءت بعد تحقيق استمر عامين بموجب قانون الخدمات الرقمية، الذي يُلزم المنصات بتحمل مسؤولية أكبر في معالجة المحتوى غير القانوني والضار.

وأوضح تحقيق الاتحاد الأوروبي في منصة «تيك توك»، التابعة لشركة «بايت دانس»، أن الشركة انتهكت شروط القانون من خلال مستودع الإعلانات الذي يسمح للباحثين والمستخدمين باكتشاف الإعلانات الاحتيالية. وقالت هينا فيركونين، رئيسة قسم التكنولوجيا في المفوضية الأوروبية، إن الغرامة المفروضة على «إكس» محسوبة بعناية وفق طبيعة المخالفات وعدد المستخدمين المتأثرين ومدتها، مؤكدةً أن الهدف هو إنفاذ التشريعات الرقمية وليس فرض أعلى الغرامات.

وأضافت فيركونين أن القرارات المستقبلية بشأن الشركات المتهمة بانتهاكات قانون الخدمات الرقمية ستصدر في وقت أقصر مقارنة بالعامين اللذين استغرقتهما قضية «إكس». من جهته، أكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يهاجم الشركات الأميركية، محذراً من أن الغرامة لا ينبغي أن تُستخدم أداةً للرقابة على المحتوى.

وحثّت «تيك توك»، التي تعهدت بإصلاح مكتبة إعلاناتها لزيادة الشفافية، الجهات التنظيمية على تطبيق القانون بشكل متساوٍ على جميع المنصات. وأوضحت الهيئات الأوروبية أن انتهاكات «إكس» شملت التصميم المُضلّل للعلامة الزرقاء للحسابات الموثقة، وانعدام الشفافية في مستودع الإعلانات، وعدم تمكين الباحثين من الوصول إلى البيانات العامة.

وأكدت المفوضية استمرار التحقيق في محتوى غير قانوني على «إكس»، والإجراءات المتخذة لمكافحة التلاعب بالمعلومات، بالإضافة إلى تحقيق منفصل في نظام «تيك توك» الخوارزمي والتزامه بحماية الأطفال. وتصل الغرامات المقررة بموجب قانون الخدمات الرقمية إلى 6 في المائة من الإيرادات العالمية السنوية للشركة.


دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
TT

دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)

أظهرت دراسة أجرتها جمعية الأعمال «إيكونومي سويس»، أن الشركات السويسرية تخطط لنقل جزء من عملياتها وإنتاجها إلى الخارج لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.

واستطلعت الدراسة آراء أكثر من 400 شركة قبل وبعد موافقة سويسرا الشهر الماضي، على اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الأميركية من 39 في المائة إلى 15 في المائة، حيث حدد نحو ربع الشركات بالفعل خطوات ملموسة ستتخذها، وفق «رويترز».

وأشارت الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلث هذه الشركات قررت زيادة استثماراتها خارج سويسرا، ونقل إنتاجها وعملياتها إلى الخارج. وأفاد نحو 16 في المائة من الشركات بأنها ستنقل عملياتها إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، فيما ستتجه 10 في المائة إلى الولايات المتحدة، و5 في المائة أخرى نحو الاتحاد الأوروبي.

وشملت الخيارات الأخرى البحث عن أسواق جديدة، ورفع الأسعار، وحتى تعليق الصادرات إلى الولايات المتحدة.

وقال رودولف مينش، كبير الاقتصاديين في «إيكونومي سويس»، إن نقل العمليات والاستثمار في الخارج لم يضر بسويسرا، التي تظل وجهةً تجارية جاذبة، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية وأنشطة البحث والتطوير.

وكجزء من الاتفاق، تعهدت برن أيضاً باستثمارات بقيمة 200 مليار دولار من شركاتها في الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف بشأن التأثير الاقتصادي المحتمل على المدى الطويل.

وأشار بنك «يو بي إس» إلى أنه في حال نقل صناعة الأدوية - أكبر قطاع تصدير في سويسرا - جميع إنتاجها المتجه إلى الولايات المتحدة إلى هناك، فإن النمو الاقتصادي التراكمي السويسري على مدى 5 سنوات سينخفض من 10 في المائة إلى 7.7 في المائة.

وأضاف مينش أن سويسرا أصغر من أن تستوعب مبلغ 200 مليار دولار، لكنها تمتلك تاريخاً طويلاً في الاستثمار بالخارج، وقد ساعدت هذه الاستثمارات أيضاً في تأمين فرص عمل داخل البلاد.