في حزمة عقوبات جديدة... «الاتحاد الأوروبي» يقترح خفض سقف أسعار النفط الروسي

مصفاة نفط بجانب صهاريج تخزين في حقل نفط روسي (رويترز)
مصفاة نفط بجانب صهاريج تخزين في حقل نفط روسي (رويترز)
TT

في حزمة عقوبات جديدة... «الاتحاد الأوروبي» يقترح خفض سقف أسعار النفط الروسي

مصفاة نفط بجانب صهاريج تخزين في حقل نفط روسي (رويترز)
مصفاة نفط بجانب صهاريج تخزين في حقل نفط روسي (رويترز)

ستقترح «المفوضية الأوروبية» خفضَ سقف سعر النفط الروسي، في إطار سعيها لتشديد العقوبات المالية وعقوبات الطاقة التي تستهدف قدرة الكرملين على شن حرب، وفق ما كشفت عنه صحيفة «ذي غارديان» البريطانية.

ومن المتوقع أن تطرح رئيسة «المفوضية الأوروبية»، أورسولا فون دير لاين، يوم الثلاثاء، خطة لخفض سعر بيع النفط الروسي من 60 إلى 45 دولاراً للبرميل، وفقاً لوثيقة داخلية.

واتُّفق على سقف السعر البالغ 60 دولاراً عبر «مجموعة السبع» في ديسمبر (كانون الأول) 2022؛ بهدف خفض عائدات روسيا من الوقود الأحفوري. ومن المقرر أن يجتمع قادة «مجموعة السبع» الأسبوع المقبل في كندا.

كما ستقترح «المفوضية» تشديد الإجراءات ضد «أسطول الظل»، وهو مئات من ناقلات النفط القديمة، يُمكّن روسيا من تصدير النفط إلى دول مثل الهند بسعر أعلى من السقف الذي فرضه الغرب.

ولأول مرة، تستهدف عقوبات «الاتحاد الأوروبي» قبطان ناقلة تابعة لـ«أسطول الظل»، وهو مواطن هندي. ويأمل المسؤولون أن يكون لهذا تأثيرٌ مُثبِّط يُثني الآخرين عن العمل ضمن طاقم على متن السفن التي ترفع «علم الملاءمة» وهي تلك السفن المسجلة في بلد غير بلد مالكيها أو مشغليها وترفع علم البلد المسجلة فيه.

كما تقترح المفوضية إدراج 70 سفينة أخرى تابعة لـ«أسطول الظل» على قائمة عقوباتها، ليصل إجمالي السفن المدرجة تحت هذه العقوبات إلى أكثر من 400 ناقلة. وقدَّر دبلوماسي من «الاتحاد الأوروبي» الشهر الماضي أن الأسطول يبلغ الآن نحو 800 ناقلة، مقارنةً بـ100 ناقلة فقط قبل عامين.

وتشمل الإجراءات التي اتخذتها فون دير لاين أيضاً قيوداً على التعامل مع الشركات التي تُدير خَطَّيْ أنابيب «نورد ستريم1» و«نورد ستريم2». وقد أصبح خط أنابيب «نورد ستريم1» غير صالح للاستخدام بعد سلسلة من الانفجارات تحت الماء لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها؛ ولم يحصل «نورد ستريم2» على ترخيص قط. إلا إن روسيا أبدت اهتمامها بإحياء مشروعات الغاز التي تربط روسيا بألمانيا. ويقول مسؤولو «الاتحاد الأوروبي» إنهم يرغبون في ثني المستثمرين عن المشاركة.

وتتضمن المقترحات الأخيرة، التي يتعين أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ27 في «الاتحاد الأوروبي» بالإجماع، فرض قيود على التعامل مع 22 مصرفاً، مما يؤدي إلى عزلها عن نظام «سويفت» للمراسلة المالية.

ووعدت «المفوضية الأوروبية»، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات «صارمة» في جولتها الـ18 من الإجراءات التقييدية ضد روسيا، وذلك بعد لقاء فون دير لاين السيناتور الأميركي ليندسي غراهام. ويُعِدّ السيناتور الجمهوري ما يصفه بـ«مشروع قانون» من شأنه فرض «عقوبات قاسية» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ومن ضمنه فرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على السلع الواردة من الدول المستوردة للنفط الروسي.


مقالات ذات صلة

تركيا لا تتوقع أي مشاكل في إمدادات النفط والغاز وسط الصراع

الاقتصاد صورة أرشيفية لوزير الطاقة التركي (وكالة الأناضول للأنباء)

تركيا لا تتوقع أي مشاكل في إمدادات النفط والغاز وسط الصراع

قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بايراكتار إن تركيا تتوقع عدم وجود أي مشاكل في إمدادات النفط والغاز لتلبية الطلب المحلي في ظل الصراع بين إسرائيل وإيران.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد وزير المالية السعودي متحدثاً في منتدى صندوق «أوبك» للتنمية 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو إلى تحرك دولي شامل لمواجهة فقر الطاقة

أكد وزير المالية السعودي أن الإصلاحات الاقتصادية ترتكز على تلبية احتياجات الفرد، وأبرزها مواجهة «فقر الطاقة» الذي يطال 1.2 مليار شخص عالمياً.

«الشرق الأوسط» (فيينا )
الاقتصاد مركبة فضائية تدور حول كوكب القمر (إكس)

روسيا تخطط لبناء محطة للطاقة النووية على القمر

أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، دميتري باكانوف، أن الوكالة تخطط لإنشاء أول محطة للطاقة النووية على سطح القمر، والعمل على استكشاف كوكب الزهرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد جانب من مدينة نيوم (موقع الشركة الإلكتروني)

السعودية: توقيع اتفاقية لتسليم نحو 30 مليون طن من أرصدة الكربون

وقَّعت شركة «سوق الكربون الطوعي» السعودية اتفاقية طويلة الأجل مع «إينووا» التابعة لـ«نيوم» لتسليم نحو 30 مليون طن من أرصدة الكربون خلال العقد الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة الخدمات النفطية الأميركية «بيكر هيوز» (رويترز)

«بيكر هيوز»: منشآتنا في الشرق الأوسط تعمل بشكل طبيعي

قال لورينزو سيمونيلي، الرئيس التنفيذي لـ«بيكر هيوز» لخدمات الطاقة، يوم الاثنين، إن جميع منشآت الشركة تعمل بشكل طبيعي في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)

محللون لـ«الشرق الأوسط»: تثبيت الفائدة الأميركية محسوم... و«التيسير» رهن تراجع التضخم

شاشات تعرض المؤتمر الصحافي لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في بورصة نيويورك خلال مارس الماضي (رويترز)
شاشات تعرض المؤتمر الصحافي لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في بورصة نيويورك خلال مارس الماضي (رويترز)
TT

محللون لـ«الشرق الأوسط»: تثبيت الفائدة الأميركية محسوم... و«التيسير» رهن تراجع التضخم

شاشات تعرض المؤتمر الصحافي لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في بورصة نيويورك خلال مارس الماضي (رويترز)
شاشات تعرض المؤتمر الصحافي لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في بورصة نيويورك خلال مارس الماضي (رويترز)

تتجه الأنظار إلى اجتماع «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي هذا الأسبوع، وسط إجماع بين المحللين على أنه سيُبقي على أسعار الفائدة من دون تغيير للمرة السابعة على التوالي، متمسكاً بسياسة «الترقب والرصد» في مواجهة ضغوط تضخمية ومخاطر جيوسياسية وتجارية متصاعدة.

واتفق خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» على أن النهج الحذر لـ«الاحتياطي الفيدرالي» يُعَدّ انعكاساً لبيئة اقتصادية لا تزال مليئة بالتقلبات. وبينما تراجعت مؤشرات التضخم بشكل طفيف مؤخراً، فإن «الاحتياطي» لا يرى بعدُ إشارات كافية لبدء تخفيف سياسته النقدية الصارمة.

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (أ.ف.ب)

تثبيت الفائدة... والانتظار

ورجح حمزة دويك، رئيس قسم التداول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «ساكسو بنك»، أن يبقي «الاحتياطي الفيدرالي» على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي بين 4.25 و4.50 في المائة، استمراراً للنهج الحذر الذي يتبعه منذ أشهر.

وقال: «رغم أن الاقتصاد الأميركي يُظهر مؤشرات نمو قوية، فإن (الاحتياطي الفيدرالي) لا يزال بحاجة إلى دلائل أوضح تؤكد أن التضخم يتحرك بثبات نحو هدف اثنين في المائة، قبل التفكير في خفض الفائدة».

وأشار إلى أن النسخة المحدَّثة من ملخص التوقعات الاقتصادية، التي سيصدرها «الاحتياطي الفيدرالي» توازياً مع قرار الفائدة، قد تتضمن مراجعات صعودية لمعدلات التضخم، لا سيما في ظل الرسوم الجمركية واضطرابات سلاسل الإمداد، وهو ما يزيد من حذر «البنك المركزي الأميركي».

متداولان في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الأسواق تراهن على سبتمبر

من جهته، قال فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمارات في «سنشري فاينانشال»، إن الأسواق تتوقع تثبيتاً شبه مؤكد للفائدة خلال هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي» تعطي احتمالية تبلغ 99.8 في المائة لقرار التثبيت.

وأضاف: «تشير توقعات الأسواق إلى أن أول خفض للفائدة قد يحدث في سبتمبر (أيلول) المقبل، مع احتمالية بنسبة 66 في المائة لذلك، في حين تتوقع الأسواق بنسبة 94 في المائة أن يُجري (الفيدرالي) خفضين؛ بواقع ربع نقطة مئوية لكل منهما، قبل نهاية العام».

وأوضح فاليشا أن البيانات الأخيرة، خصوصاً تقرير «مؤشر أسعار المستهلكين» لشهر مايو (أيار) الماضي، أظهرت تباطؤاً في نمو الأسعار، فيما حافظت سوق العمل على متانتها؛ مما يدعم التوجه نحو التيسير لاحقاً، لكنه لا يبرر تحركاً فورياً.

أثر الرسوم يقلق «الفيدرالي»

وقال مسؤولون في «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» إنهم يترقبون من كثب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على الواردات الأميركية، والتي قد ترفع تكاليف الاستهلاك وتغذي التوقعات بارتفاع الأسعار مجدداً؛ مما يصعّب على البنك المضي في أي خفض للفائدة.

وكان «البنك المركزي» خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى نطاق يتراوح بين 4.25 و4.50 في المائة، ثم حافظ عليها دون تغيير حتى نهاية العام. وفي مارس (آذار) الماضي، توقّع صناع السياسة النقدية خفضين محتملين للفائدة خلال 2025، لكن تلك التقديرات صدرت قبل إعلان التعريفات الجمركية الجديدة؛ مما قد يدفع «الفيدرالي» إلى إعادة النظر في موقفه إذا استمرت الضغوط التضخمية.

إشارات باول المنتظرة

ومن المنتظر أن يجدد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحافي عقب اجتماع «اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)»، تأكيده على التمسك بالنهج الحذر. وسيكون تركيز الأسواق منصباً على أي إشارات في «المخطط النقطي (Dot Plot)»، الذي يُظهر توقعات أعضاء اللجنة لمسار الفائدة، خصوصاً ما إذا كانت التوقعات ستتغير من خفضين إلى خفض واحد فقط هذا العام.

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع «لجنة السياسة النقدية»... (أرشيفية - رويترز)

تقييم المزاج العام

وفي ظل تداخل عوامل التضخم، ومتانة سوق العمل، والتقلبات السياسية والتجارية، يبدو أن «الاحتياطي الفيدرالي» ليس في عجلة من أمره لبدء دورة تيسير نقدي جديدة. وبينما تترقب الأسواق قرارات الخريف، فإن اجتماع يونيو (حزيران) الحالي سيُعدّ محطة رئيسية لتقييم المزاج العام داخل «البنك المركزي»، ومدى استعداده للتكيف مع متغيرات المشهد الاقتصادي العالمي.