أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الثلاثاء، أول اتصال هاتفي بنظيره الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ، شدّد خلاله على ضرورة التعاون بين البلدَيْن؛ من أجل «حماية التعدّدية» والتجارة الحرّة، حسب ما أعلن الإعلام الرسمي في بكين.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، إنّ شي دعا إلى «إضفاء مزيد من اليقين على الأوضاع الإقليمية والدولية»، وكذلك إلى «الارتقاء بالشراكة التعاونية الاستراتيجية إلى مستوى أعلى».
وأضافت «شينخوا» أن الرئيس الصيني شدّد أيضاً على أنّ «علاقات صينية-كورية جنوبية سليمة ومستقرة ومتنامية باستمرار تتماشى مع توجّهات العصر». كما لفت شي إلى «وجوب الحفاظ على التعاون الثنائي الوثيق والتنسيق المتعدّد الأطراف؛ لدعم التعددية والتجارة الحرة بشكل مشترك، وضمان استقرار وسير سلاسل الصناعة والتوريد العالمية والإقليمية بسلاسة».
وانتُخب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، المنتمي إلى يسار الوسط، الأسبوع الماضي، بعدما حقّق فوزاً ساحقاً في انتخابات مبكرة جرت بعد عزل سلفه، بسبب محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد.
ولطالما حرصت سيول على تحقيق توازن دقيق في علاقتها مع بكين، شريكتها التجارية الأولى، وواشنطن، قوة الدفاع العسكرية عنها. لكنّ العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين ساءت في عهد الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك-يول الذي كان قريباً من الولايات المتحدة، وسعى كذلك لتحسين العلاقات مع اليابان.
غير أنّ الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لمح خلال حملته الانتخابية إلى أنه سيسعى لتحسين العلاقات مع بكين. كما أثار لي قلق كثيرين بقوله إنّ بلاده لن تبالي بأيّ نزاع قد يندلع بين الصين وتايوان.
«دفعة جديدة» للعلاقات
وفي سياق منفصل، أكد نائب الرئيس الصيني، هان تشنغ، الموجود حالياً في باريس، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد الصين لتعزيز التواصل والتنسيق الاستراتيجي الثنائي والمتعدد الأطراف مع فرنسا، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء. وأوضح البيان أن هان تحدث عن «دفعة جديدة» للعلاقات الثنائية مع فرنسا خلال اجتماعه مع ماكرون.
واتفقت الصين وفرنسا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، على حل النزاعات التجارية عبر الحوار، لكن لم تُبديا أي مؤشرات على التوصل إلى اتفاق لرفع الرسوم الصينية على «البراندي» الأوروبي.
ويزور هان فرنسا لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، حيث قال إن الصين ستنفّذ مشروعات تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف لدعم الدول الجزرية الصغيرة، وغيرها من الدول النامية، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبالتزامن، مدّدت الصين، يوم الأربعاء، تحقيقاً رفيع المستوى في قضية لحوم الخنزير المُستوردة من الاتحاد الأوروبي لستة أشهر، وذلك قبل أيام من انتهاء التحقيق الذي بدأ قبل عام. وصرّحت وزارة التجارة الصينية، في بيان على موقعها الإلكتروني، بأن الصين قررت تمديد فترة التحقيق إلى 16 ديسمبر (كانون الأول)، نظراً إلى تعقيد القضية.
وبدأ التحقيق في 17 يونيو (حزيران) من العام الماضي، بعد قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مُضادة للدعم على السيارات الكهربائية المستوردة المصنوعة في الصين.
