«وستنغهاوس» تسعى للتوسع النووي في الولايات المتحدة بعد أوامر ترمب

محطة توليد الطاقة العاملة بالفحم التابعة لشركة «كهرباء فرنسا» في كورديميه غرب البلاد (أ.ف.ب)
محطة توليد الطاقة العاملة بالفحم التابعة لشركة «كهرباء فرنسا» في كورديميه غرب البلاد (أ.ف.ب)
TT

«وستنغهاوس» تسعى للتوسع النووي في الولايات المتحدة بعد أوامر ترمب

محطة توليد الطاقة العاملة بالفحم التابعة لشركة «كهرباء فرنسا» في كورديميه غرب البلاد (أ.ف.ب)
محطة توليد الطاقة العاملة بالفحم التابعة لشركة «كهرباء فرنسا» في كورديميه غرب البلاد (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» يوم الأحد، نقلاً عن الرئيس التنفيذي لشركة «وستنغهاوس»، بأن الشركة تجري محادثات مع مسؤولين أميركيين وشركاء في القطاع النووي بشأن نشر 10 مفاعلات نووية كبيرة، استجابةً للأوامر التنفيذية الرئاسية.

شركة تطوير الطاقة النووية، ومقرها بنسلفانيا، هي إحدى الشركات الغربية القليلة القادرة على تصميم وبناء مفاعلات كبيرة، التي عادةً ما تبلغ قدرتها على توليد نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء، أي ما يكفي لتشغيل أكثر من 500 ألف منزل.

حددت الأوامر، التي نُشرت في 23 مايو (أيار)، أهدافاً لمضاعفة سعة الطاقة النووية في الولايات المتحدة أربع مرات بحلول عام 2050، وبدء العمل على 10 مفاعلات كبيرة بحلول عام 2030، وتسريع الموافقات التنظيمية.

وقد أثارت هذه الأوامر اندفاعاً بين المطورين وشركات المرافق لتسريع الخطط، سعياً منهم للاستفادة من مليارات الدولارات من الحوافز الفيدرالية المتوقع أن تقدمها الإدارة.

كما دفعت الأوامر أسهم الطاقة النووية إلى مستويات قياسية هذا الشهر تحسباً لطفرة بناء في الولايات المتحدة.

وقال دان سامنر، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة «ويستنغهاوس»، إن الشركة «في وضع فريد» لتنفيذ أجندة الرئيس لأنها تمتلك تصميم مفاعل معتمد، وسلسلة توريد قابلة للتطبيق، وخبرة حديثة في بناء اثنين من مفاعلاتها من طراز «AP1000» في جورجيا.

وقال لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «هناك تواصل فعّال مع الإدارة، بما في ذلك نقاط التواصل الرئيسية مع مكتب برامج القروض، إدراكاً لأهمية التمويل في نشر النموذج».

بناءً على تقديرات وزارة الطاقة، قد يكلف بناء 10 مفاعلات نووية كبيرة في الولايات المتحدة 75 مليار دولار دون احتساب التأخيرات أو تجاوزات التكاليف، وفقاً لبنك «تي دي كاون» الاستثماري.

وحققت شركة «ويستنغهاوس»، المملوكة بشكل مشترك لمجموعة «بروكفيلد» للاستثمارات الخاصة وشركة «كاميكو» لتعدين اليورانيوم، نجاحاً كبيراً مع مفاعلها «AP1000»، وهو مفاعل يعمل بالماء المضغوط ويعمل في مواقع عدة بالولايات المتحدة والصين.

تواجه شركة «ويستنغهاوس» منافسة محدودة في السوق الأميركية، حيث من غير المرجح أن تفوز شركات رائدة في الصناعة العالمية، بما في ذلك شركة «روساتوم» الروسية ومجموعة الطاقة النووية العامة الصينية، بعقود بسبب عوامل جيوسياسية.

لم تقم شركة «جنرال إلكتريك فيرنوفا»، التي لديها مشروع مشترك مع شركة «هيتاشي»، ببناء مفاعل كبير منذ عقود في الولايات المتحدة، وحوّلت تركيزها إلى المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs)، وهو نوع جديد من تصميمات المفاعلات يولّد نحو ثلث أو أقل من سعة الطاقة للوحدات القياسية.

يقول محللون إن شركة «كيبكو» الكورية لديها تصميم مفاعل معتمد من الولايات المتحدة، لكنها لم تقم قط ببناء مفاعل كبير الحجم في البلاد، كما انسحبت شركة «كهرباء فرنسا» (EDF) من سوق المفاعلات النووية الأميركية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

قال آدم شتاين، الخبير النووي في معهد بريكثرو، وهو مؤسسة مقرها واشنطن، إن العدد المحدود للتصاميم الأميركية المعتمدة شكّل دفعة قوية لشركة «وستنغهاوس»، لكنه أضاف أن بناء 10 مفاعلات كبيرة كان طموحاً للغاية وصعباً. وقال: «لا تتمتع الولايات المتحدة بالسوق الأمثل لبناء محطات نووية جديدة كبيرة في الوقت الحالي، نظراً لطبيعة سوق الكهرباء التي لا تضمن استرداد التكاليف في معظم الحالات». وأضاف: «الأمر التنفيذي ليس تفويضاً مباشراً. فهو لا يزال قراراً لشركة المرافق المحلية بالاستثمار في مفاعلات جديدة، وعلى لجنة المرافق العامة في الولاية مراعاة هذه التكلفة على دافعي الضرائب. وهذا يجعل بناء مفاعلات كبيرة أمراً صعباً في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

وكالة الطاقة الذرية: سماع دوي رصاص في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية

أوروبا محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا (رويترز) play-circle 03:55

وكالة الطاقة الذرية: سماع دوي رصاص في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية

قالت وكالة الطاقة الذرية، الأحد، إن موظفيها سمعوا دوي مئات الطلقات من أسلحة خفيفة، السبت، في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتحدث في جنيف (أرشيفية - إ.ب.أ)

رسائل إيرانية «معتدلة» و«متشددة» للترويكا الأوروبية

وفّرت مقابلة مكتوبة نشرتها صحيفة «لو موند» الفرنسية، يوم الجمعة، فرصة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتوجيه رسائل «معتدلة» إلى الأوروبيين.

ميشال أبونجم (باريس)
الاقتصاد السيسي يستقبل المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية «روساتوم» الروسية بحضور نظيره المصري ووزير الكهرباء المصري (الرئاسة المصرية)

«روساتوم» الروسية للتوقيع على الاتفاق التكميلي مع مصر بشأن محطة الضبعة النووية

يزور مدير هيئة الطاقة النووية «روساتوم» الروسية مصر حالياً للتوقيع على الاتفاق التكميلي الحكومي بين مصر وروسيا بشأن بناء المحطة النووية بالضبعة.

أوروبا من المتوقع أن تستمر الموجة الحارة في فرنسا حتى منتصف الأسبوع الحالي (أ.ف.ب)

فرنسا تغلق إحدى محطات الطاقة النووية بسبب موجة الحر الشديدة

أغلقت شركة الكهرباء الفرنسية «إي دي إف» محطة جولفش للطاقة النووية في جنوب البلاد نظراً لموجة الحر الشديدة التي تشهدها تلك المنطقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي (رويترز)

ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تندد بـ«تهديدات» إيران ضد غروسي

نددت الحكومة الفرنسية اليوم الاثنين بما وصفتها بأنها «تهديدات» موجهة إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

صعود معظم بورصات الخليج قبيل بيانات أميركية مهمة ومحادثات تجارية

مستثمر يراقب شاشات التداول في سوق قطر (رويترز)
مستثمر يراقب شاشات التداول في سوق قطر (رويترز)
TT

صعود معظم بورصات الخليج قبيل بيانات أميركية مهمة ومحادثات تجارية

مستثمر يراقب شاشات التداول في سوق قطر (رويترز)
مستثمر يراقب شاشات التداول في سوق قطر (رويترز)

ارتفعت معظم البورصات الرئيسة بمنطقة الخليج خلال التعاملات الصباحية، الثلاثاء، في ظل تفاؤل نسبي من المستثمرين قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية المرتقبة، واستمرار محادثات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أبدى انفتاحه على الحوار بشأن الرسوم الجمركية، رغم تهديده مؤخراً بفرض رسوم بنسبة 30 في المائة على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ابتداءً من الأول من أغسطس (آب).

ويترقب المستثمرون بيانات أسعار المستهلكين الأميركية لشهر يونيو (حزيران) ، حيث قد تعكس هذه البيانات مدى تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، وهو ما سيكون له دور كبير في قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

ونظراً لربط معظم عملات الخليج بالدولار، فإن أي تغيّر في السياسة النقدية الأميركية له تأثير مباشر على المنطقة.

أما على صعيد أداء الأسواق، فقد ارتفع مؤشر بورصة دبي بنسبة 0.7 في المائة، مدعوماً بارتفاع سهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 2.7 في المائة، وصعود سهم إعمار العقارية بنسبة 1.4 في المائة. وفي أبوظبي، سجل المؤشر ارتفاعاً مشابهاً بنسبة 0.7 في المائة، بدعم قوي من قفزة سهم بنك أبوظبي التجاري بنسبة 6 في المائة بعد إعلان البنك عن أرباح فصلية فاقت التوقعات، بلغت 2.32 مليار درهم (نحو 31.65 مليون دولار). وفي قطر، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة بدعم من صعود سهم صناعات قطر بنسبة 0.4 في المائة، بينما تراجع سهم بنك الدوحة بنسبة 0.7 في المائة رغم تسجيله نمواً في أرباح النصف الأول. أما في السعودية، فقد تراجع المؤشر العام بنسبة 0.3 في المائة متأثراً بانخفاض سهم شركة «أرامكو» بنسبة 0.6 في المائة.

ويأتي تراجع السوق السعودية في ظل انخفاض أسعار النفط، الذي يُعد محفزاً أساسياً لأسواق المنطقة، وسط انحسار المخاوف بشأن الإمدادات بعد أن منح الرئيس الأميركي ترمب روسيا مهلة 50 يوماً لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتفادي عقوبات إضافية.