تراجع «وول ستريت» و«ستاندرد آند بورز 500» يقترب من أول خسارة أسبوعية

البيانات الاقتصادية تُعزز رهانات خفض الفيدرالي للفائدة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

تراجع «وول ستريت» و«ستاندرد آند بورز 500» يقترب من أول خسارة أسبوعية

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً حاداً يوم الخميس، عقب صدور سلسلة تقارير متباينة لم توضح بجلاء كيفية تعامل الاقتصاد الأميركي مع الحرب التجارية التي شنها الرئيس دونالد ترمب.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة في التداولات المبكرة، متجهاً نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية له. كما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 179 نقطة، ما يعادل 0.4 في المائة، عند الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي، إلى جانب هبوط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة عقب صدور التقارير، التي أظهرت أن إنفاق المتسوقين في متاجر التجزئة الأميركية الشهر الماضي كان أقل من التوقعات، بينما سجل التضخم على مستوى الجملة أداءً أفضل مما توقعه الاقتصاديون. وأظهرت تحديثات أخرى استمرار انكماش قطاع التصنيع الأميركي، رغم أن عدد المتقدمين بطلبات إعانات البطالة كان أقل من المتوقع.

وبشكل عام، تشير هذه البيانات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يجد مجالاً أوسع لخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال العام الحالي لدعم الاقتصاد الأميركي في ظل الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية المرتفعة. ومع ذلك، لم تكشف التقارير عما إذا كان الاقتصاد يتجه نحو الركود كما كان يخشى العديد من المستثمرين، أم أنه بدأ يتجاوز حالة عدم اليقين بعد أن قرر ترمب تعليق العديد من رسومه الجمركية مؤقتاً.

وتجلى هذا الغموض في أداء سهم «وول مارت» الذي انخفض بنسبة 3.8 في المائة، رغم تحقيقه أرباحاً في الربع الأخير فاقت توقعات المحللين. وبسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية المتقطعة التي فرضها ترمب، لم تقدم «وول مارت» توقعات دقيقة لأرباح الربع الحالي، مكتفية بتوقع نمو المبيعات بين 3.5 في المائة و4.5 في المائة، مع استبعاد تأثير تقلبات أسعار العملات الأجنبية.

كما أكدت أكبر شركة تجزئة في الولايات المتحدة ضرورة رفع الأسعار بسبب ارتفاع التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية.

وفي «وول ستريت»، شهدت أسهم شركة «ديكس» للسلع الرياضية تراجعاً حاداً بنسبة 12.2 في المائة بعد إعلانها نيتها شراء سلسلة فوت لوكر المتعثرة مقابل 2.4 مليار دولار، رغم تحقيقها أرباحاً في الربع الأخير فاقت التوقعات. وعلى النقيض، ارتفع سهم «فوت لوكر» بنسبة 83 في المائة، بعد تسجيله خسائر تقارب 41 في المائة منذ بداية العام حتى الآن.

ويأتي هذا الاستحواذ بوصفه ثاني صفقة كبرى في قطاع الأحذية خلال أسبوعين، في ظل معاناة قادة الأعمال من حالة عدم اليقين المتعلقة بتأثير الرسوم الجمركية على شركات التصنيع التي تعتمد بشكل كبير على المنتجات المستوردة.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «سكيتشرز» استحواذ شركة «ثري جي كابيتال» عليها مقابل 9 مليارات دولار.

وفي سياق آخر، تراجعت الصين عن بعض إجراءاتها غير الجمركية ضد الولايات المتحدة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في الحرب التجارية بين البلدين، مطالبة الجانب الأميركي بـ«تصحيح ممارساته الخاطئة فوراً».

واتهم متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إدارة ترمب بانتهاك قواعد التجارة العالمية، بعد إعلانها أن استخدام رقائق الكمبيوتر «أسيند» التي تصنعها شركة «هواوي» الصينية ينتهك ضوابط التصدير الأميركية.

على الصعيد الدولي، انخفضت مؤشرات الأسهم بنسبة 0.8 في المائة في هونغ كونغ و0.7 في المائة في شنغهاي، بينما تباين أداء المؤشرات في مناطق أخرى من آسيا وأوروبا.

وفي سوق السندات، هبط عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.48 في المائة مقارنة بـ4.53 في المائة في نهاية جلسة الأربعاء، كما تراجع عائد السندات لأجل عامين إلى 3.98 في المائة من 4.05 في المائة، في ظل تزايد توقعات المتداولين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

ويحتفظ الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية هذا العام، في انتظار تقييم تأثير سياسات ترمب التجارية. ومن المتوقع أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز الاقتصاد عبر تسهيل الاقتراض وزيادة الإنفاق بين الأسر والشركات الأميركية، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى ارتفاع التضخم، وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية ستعزز الضغوط التضخمية.


مقالات ذات صلة

توقعات بموجة بيع حادة في الأسواق العالمية الاثنين بعد الهجمات الأميركية على إيران

الاقتصاد العلم الأميركي على مبنى في وول ستريت بنيويورك (رويترز)

توقعات بموجة بيع حادة في الأسواق العالمية الاثنين بعد الهجمات الأميركية على إيران

يستعد المستثمرون لاحتمال موجة بيع حادة في أسواق الأسهم العالمية مع انطلاق التعاملات يوم الاثنين، بعد الهجوم الأميركي على إيران.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول مغادراً القاعة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

الانقسام يتصاعد داخل «الفيدرالي» حول موعد خفض الفائدة الأميركية

يبدو أن رسوم دونالد ترمب الجمركية أحدثت انقساماً في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، حيث يتنازع كبار صانعي السياسات حول مصير أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي» يدعو لخفض الفائدة في يوليو مع تراجع مخاطر التضخم

قال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، الجمعة، إنه لا يتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع معدلات التضخم بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد من داخل بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق الأسهم العالمية تسجل أكبر نزوح أسبوعي منذ 3 أشهر

سجّلت صناديق الأسهم العالمية صافي تدفقات خارجة بلغ 19.82 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 18 يونيو، في أكبر انسحاب أسبوعي منذ 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث في البيت الأبيض (أ.ب)

ترمب يهاجم باول مجدداً... «غباء» مكلف يُدمّر الاقتصاد الأميركي

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من لهجته ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، متهماً إياه بالتسبب في «خسائر بمئات المليارات من الدولارات» للاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السفن اليابانية العابرة لمضيق هرمز تُقلل من وقت بقائها في الخليج

خريطة توضح مضيق هرمز وإيران خلف خط أنابيب نفط مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (رويترز)
خريطة توضح مضيق هرمز وإيران خلف خط أنابيب نفط مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (رويترز)
TT

السفن اليابانية العابرة لمضيق هرمز تُقلل من وقت بقائها في الخليج

خريطة توضح مضيق هرمز وإيران خلف خط أنابيب نفط مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (رويترز)
خريطة توضح مضيق هرمز وإيران خلف خط أنابيب نفط مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (رويترز)

أعلنت شركتا «نيبون يوسين» و«ميتسوي أو. إس. كيه لاينز» اليابانيتان يوم الاثنين، أنهما وجّهتا سفنهما لتقليل الوقت الذي تقضيه في الخليج، مع استمرار عبورها مضيق هرمز في أعقاب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.

وأكدت شركتا الشحن أنهما تراقبان الوضع من كثب، وتُطلعان السفن العاملة في المنطقة على آخر المستجدات.

وصرح متحدث باسم «نيبون يوسين»: «نوجه سفننا لتقليل وقت بقائها في الخليج العربي كلما أمكن ذلك، وفقاً لجداولها الزمنية». وأضاف: «سنتخذ قرارات مرنة بشأن مرور كل سفينة عبر مضيق هرمز».

وأكد متحدث باسم الشركة أن مركز دعم عمليات السلامة التابع لشركة «MOL» في طوكيو عزز المراقبة على مدار الساعة. وقال: «ننصح السفن العاملة في المنطقة بتوخي أقصى درجات الحذر ونزودها بأحدث المعلومات»، مضيفاً أن سفنهم تلقت أيضاً تعليمات بتقليل وقت إقامتها في الخليج.

وصرح الرئيس دونالد ترمب بأن الولايات المتحدة «دمرت» المواقع النووية الرئيسية لإيران في ضربات جوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، منضماً بذلك إلى هجوم إسرائيلي في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط؛ حيث تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها.

وذكرت قناة «برس تي في» الإيرانية يوم الأحد، أن على المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اتخاذ القرار النهائي بشأن إغلاق مضيق هرمز، وذلك بعد أن أفادت تقارير بأن البرلمان أيد هذا الإجراء.

ولطالما استخدمت إيران التهديد بإغلاق المضيق الذي يمر عبره نحو 20 في المائة من الطلب العالمي على النفط والغاز، كوسيلة لدرء الضغوط الغربية التي بلغت ذروتها في أعقاب الضربات الأميركية.