كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي يبحثون في الكونغرس سبل التفوق على الصين

ألتمان وسميث يدليان بشهادتهما في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعزيز تفوق واشنطن في سباق الذكاء الاصطناعي (رويتر)
ألتمان وسميث يدليان بشهادتهما في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعزيز تفوق واشنطن في سباق الذكاء الاصطناعي (رويتر)
TT

كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي يبحثون في الكونغرس سبل التفوق على الصين

ألتمان وسميث يدليان بشهادتهما في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعزيز تفوق واشنطن في سباق الذكاء الاصطناعي (رويتر)
ألتمان وسميث يدليان بشهادتهما في مجلس الشيوخ الأميركي حول تعزيز تفوق واشنطن في سباق الذكاء الاصطناعي (رويتر)

حضر كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية الكبرى، مثل «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» و«إيه إم دي»، جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس لشرح السبل التي يرون أن واشنطن يمكن أن تتبعها للحفاظ على تفوقها في سباق الذكاء الاصطناعي مع بكين.

وتسعى لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، التي يترأسها السيناتور الجمهوري تيد كروز، إلى إزالة العوائق التنظيمية أمام تطوير الذكاء الاصطناعي الأميركي، وذلك بعد أن أثارت شركة «ديب سيك» الصينية المفاجأة العام الماضي بنموذج ذكاء اصطناعي عالي الجودة وبأسعار معقولة، مما شكل تهديداً للشركات الأميركية، وفق «رويترز».

واستغلت صناعة التكنولوجيا الأميركية هذا التطور للضغط على إدارة ترمب لتبني سياسات أكثر دعماً، بحجة أن تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي العالمي بما يعكس القيم الديمقراطية يعد أمراً حيوياً للمصلحة الوطنية.

قدّم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» - المطورة لنموذج «تشات جي بي تي»، وبراد سميث، رئيس «مايكروسوفت»، وليزا سو، الرئيسة التنفيذية لشركة «إيه إم دي»، شهادات رئيسية خلال جلسة الاستماع. وأكد ألتمان أن التقدم المجتمعي الذي سيحدث نتيجة للذكاء الاصطناعي سيتسارع بشكل كبير في السنوات المقبلة بفضل الاستثمارات الأميركية، مشدداً على ضرورة التركيز على الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز هذا التطور.

من جانبه، أشار سميث إلى ضرورة دعم الشركات الأميركية على كل مستويات منظومة الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة حول العالم.

وقد فاجأ النموذج القوي الذي كشفت عنه شركة «ديب سيك» ومقرها هانغتشو، الدوائر التقنية، حيث تنافس شركات كبرى مثل «أوبن إيه آي» و«ميتا بلاتفورمز»، لكنه يقدم تكاليف تشغيل أقل.

وبينما فرضت إدارة الرئيس بايدن قواعد صارمة لحرمان الصين من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأميركية، خشية استخدامها لتعزيز قوتها العسكرية، اتخذت إدارة ترمب نهجاً مشابهاً، حيث فرضت الشهر الماضي متطلبات ترخيص جديدة على شحنات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، ما أدى إلى بعض الانتقادات من قبل الشركات والمشرعين الذين يرون أن هذه القوانين تعيق نمو الشركات الأميركية وتتيح الفرصة لشركات صينية مثل هواوي للهيمنة على السوق.

وقال كروز في بيان له: «إن السبيل للتفوق على الصين في سباق الذكاء الاصطناعي هو الابتكار، وليس فرض اللوائح المرهقة على مطوري الذكاء الاصطناعي، كما هو الحال في النمط الأوروبي».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الواقع الافتراضي يعيد تشكيل أحداث التاريخ (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

مصر توظف «الواقع الافتراضي» للعودة بالزمن إلى عصر بناة الأهرامات

بعروض تستعيد عصر بناة الأهرامات، ينطلق في مصر التشغيل التجريبي لتقنيات الواقع الافتراضي «VR» بمنطقة أهرامات الجيزة، الأحد، 25 مايو الجاري.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المتقدمون إلى الوظائف يعتمدون بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي (رويترز)

خبيرة توظيف تُحذر: الذكاء الاصطناعي جعل كل الباحثين عن عمل متشابهين

ساعدت نيكي هانكوك، الخبيرة في التوظيف، 400 عميل في 80 دولة على توظيف نحو 300 ألف شخص سنوياً، لكنها أشارت في تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا لقطة من فيديو مولد بواسطة أداة Veo 3 للذكاء الاصطناعي (إكس)

صوت وصورة... فيديوهات مولَّدة بالذكاء الاصطناعي من «غوغل» تدهش المستخدمين

دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا الشخصية والمهنية من الباب العريض، وتكاد كل الوظائف والقطاعات تتأثر بالأدوات الجديدة التي تُطرح باستخدام هذه التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم أحد صفوف مدرسة ساوث ويست ميامي الثانوية

المدارس الأميركية تؤهل آلاف الطلاب لعصر الذكاء الاصطناعي

دمج أساسيات الذكاء الاصطناعي في جميع المواد الدراسية للطلاب من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر

ناتاشا سينغر (ميامي)

الأسواق الناشئة تتصدر الأداء العالمي بفضل تقييماتها الجذابة

رجل يشير إلى لوحة تعرض تقلبات مؤشرات السوق في بورصة ساو باولو بالبرازيل (رويترز)
رجل يشير إلى لوحة تعرض تقلبات مؤشرات السوق في بورصة ساو باولو بالبرازيل (رويترز)
TT

الأسواق الناشئة تتصدر الأداء العالمي بفضل تقييماتها الجذابة

رجل يشير إلى لوحة تعرض تقلبات مؤشرات السوق في بورصة ساو باولو بالبرازيل (رويترز)
رجل يشير إلى لوحة تعرض تقلبات مؤشرات السوق في بورصة ساو باولو بالبرازيل (رويترز)

تتصدر صناديق أسهم الأسواق الناشئة الأداء العالمي هذا العام، مدفوعةً بتقييمات جذابة، وتراجع تمركز المستثمرين فيها خلال السنوات الماضية، إلى جانب انحسار الضغوط الاقتصادية بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية.

وبحسب بيانات بورصة لندن، حققت الصناديق التي تتابع الأسهم في أميركا اللاتينية وأوروبا الناشئة مكاسب تقارب 24 في المائة منذ بداية العام، بينما ارتفعت صناديق الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 9.3 في المائة، وفق «رويترز».

وسجلت صناديق الأسهم التي تركز على المغرب، وكولومبيا، واليونان، والبرازيل، والبرتغال مكاسب تجاوزت 30 في المائة هذا العام، مقارنةً بعائد ضعيف لم يتجاوز 0.17 في المائة لصناديق الأسهم الأميركية، وارتفاع نسبته 6.8 في المائة فقط لصناديق الأسهم العالمية. ويمثل هذا الأداء انعكاساً لسنوات من تفوّق الأسواق المتقدمة، التي حققت خلالها الأسهم الأميركية، بقيادة شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مكاسب بارزة.

لكن في عام 2025، بدأ المستثمرون في تقليص تعرضهم للأصول الأميركية، بفعل تصاعد المخاوف من تباطؤ اقتصادي وشيك، وقلقهم من تقلب السياسات الاقتصادية في عهد ترمب، مما أثر على الثقة بالدولار.

وأظهرت بيانات «إل إس إي جي» أن صناديق الأسهم المخصصة للأسواق الناشئة استقطبت تدفقات بقيمة 10.6 مليار دولار خلال أول خمسة أشهر من العام، بزيادة 43 في المائة عن الفترة نفسها من 2024.

ويعزو مالكولم دورسون، مدير المحفظة الأول في «غلوبال إكس»، هذه الزيادة إلى ضعف التركيز في الأسواق الناشئة، مشيراً إلى أن المستثمرين الأميركيين يخصصون لها ما بين 3 في المائة إلى 5 في المائة فقط، على الرغم من أنها تمثل 10.5 في المائة من وزن مؤشر «إم إس سي آي» العالمي ونحو ربع القيمة السوقية العالمية.

كما يسلّط المحللون الضوء على تحسّن الأساسيات الاقتصادية. فدول أميركا اللاتينية مثلاً محمية نسبياً من آثار الرسوم الجمركية بسبب عجزها التجاري مع الولايات المتحدة، في حين تتجه الاقتصادات الآسيوية بشكل متزايد نحو تعزيز الاستهلاك المحلي.

وفي هذا السياق، رفع بنك «جي بي مورغان» تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من «محايد» إلى «زيادة الوزن»، متوقعاً أن تقوم معظم البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة، باستثناء البرازيل، بتيسير سياساتها النقدية، الأمر الذي من شأنه تنشيط النمو وتعزيز جاذبية الأسهم.

كما ساهمت مكاسب أسهم التكنولوجيا في دعم أسواق الصين وهونغ كونغ، مع عودة اهتمام المستثمرين الأجانب الباحثين عن فرص في الذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا منخفضة التكلفة مثل «ديب سيك».

وترى أليسون شيمادا، مديرة المحافظ الاستثمارية في «أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس»، أن المكسيك والبرازيل ما زالتا تتمتعان بالمرونة رغم تصاعد التوترات التجارية، مضيفة: «قصة المستهلك الصيني تبدو مثيرة للاهتمام حالياً، وبكين تُركّز بشكل واضح على دعم الاقتصاد الاستهلاكي». كما رأت أن السوق الهندية قد تكون مشبعة بالشراء، لكنها لا تزال تحتوي على فرص جذابة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والتمويل غير المصرفي.

وبحلول نهاية أبريل (نيسان)، كان مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة يُتداول عند مضاعف ربحية متوقّع (12 شهراً) يبلغ 11.96، وهو أقل من متوسطه لعقد كامل عند 12.1 وفي المقابل، يتداول مؤشرا «إم إس سي آي» للولايات المتحدة والعالم عند مضاعفي ربحية 20.5 و18.1، على التوالي، أي أعلى بكثير من متوسطاتهما لعشر سنوات والبالغة 18.8 و16.9.