ثقة المستهلك الأميركي تهبط لأدنى مستوى منذ 2020

مع تصاعد المخاوف من الرسوم الجمركية

أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)
أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)
TT

ثقة المستهلك الأميركي تهبط لأدنى مستوى منذ 2020

أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)
أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي في مارس (آذار) إلى أدنى مستوياتها خلال ما يقرب من خمس سنوات، وسط تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على التوقعات الاقتصادية.

وأعلن مجلس المؤتمر، يوم الثلاثاء، أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض بمقدار 7.9 نقطة ليصل إلى 86.0 نقطة هذا الشهر، مسجلاً أدنى مستوى له منذ مايو (أيار) 2020. وكان اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا انخفاض المؤشر إلى 87.5 نقطة.

كما تراجع مؤشر الوضع الحالي، الذي يقيس تقييم المستهلكين لأوضاع الأعمال وسوق العمل الراهنة، بمقدار 0.9 نقطة إلى 133.5 نقطة. في حين انخفض مؤشر التوقعات - الذي يستند إلى توقعات المستهلكين قصيرة الأجل بشأن الدخل والأعمال وظروف سوق العمل - بواقع 12.5 نقطة ليصل إلى 54.4 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ويقل هذا الرقم بكثير عن عتبة 80 نقطة، التي غالباً ما تُشير إلى اقتراب حدوث ركود اقتصادي.

وقالت ستيفاني جيشارد، كبيرة الاقتصاديين في قسم المؤشرات العالمية بمجلس المؤتمر: «انخفضت ثقة المستهلك للشهر الخامس على التوالي في أبريل (نيسان)، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية جائحة كوفيد-19».

ومن المتوقع أن تُعلن الحكومة، يوم الأربعاء، عن تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من العام، في ظل ارتفاع الواردات مع تسارع الشركات إلى استيراد السلع لتجنّب تكاليف الرسوم الجمركية المرتفعة.

كما يُرجَّح أن يتباطأ إنفاق المستهلكين بشكل ملحوظ، متأثراً بارتفاع التضخم المستمر، والمخاوف المتزايدة بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، مما دفع العديد من الأسر إلى تقليص الإنفاق للحفاظ على مدخراتهم.

وتوقعت نتائج استطلاع أجرته «رويترز» أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي معدل نمو سنوياً قدره 0.3 في المائة خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس، وهو ما يُعد الأضعف منذ الربع الثاني من عام 2022.

وتشير التوقعات إلى ميل المخاطر نحو الاتجاه الهبوطي؛ بحيث توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتالانتا انكماش الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 0.4 في المائة بعد تعديل البيانات الخاصة بواردات وصادرات الذهب.

وكان الاقتصاد الأميركي قد سجّل نمواً بمعدل 2.4 في المائة خلال الربع الرابع من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

ترمب يهدد برسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو

الاقتصاد ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)

ترمب يهدد برسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو

هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على الواردات المقبلة من الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من يونيو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 
مبنى الكابيتول ليلاً (أ.ف.ب)

مشروع الضرائب الضخم لترمب يجتاز عقبة «النواب»

اجتاز مشروع قانون الضرائب، الضخم، الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقبة مجلس النواب، بعد أيام من الجدل بين مختلف فصائل حزبه الجمهوري، ممهداً الطريق لأول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عامل بمصنع شركة «كالدير براذرز» في تايلورز بساوث كارولاينا (رويترز)

نشاط الأعمال الأميركي يتحسن في مايو بدعم هدنة التجارة

شهد نشاط الأعمال في الولايات المتحدة تحسناً خلال مايو (أيار)، في ظل هدنة مؤقتة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

محافظ الاحتياطي الفيدرالي: خفض الفائدة ممكن هذا العام مع استقرار الرسوم

أعرب كريستوفر والر محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الخميس عن اعتقاده بإمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لوحة إعلان «انضم إلى فريقنا» معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتلي» بمدينة نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا الأسبوع الماضي بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة؛ مما يشير إلى استقرار وتيرة نمو التوظيف في مايو (أيار) الحالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يهدد برسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو

ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)
ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

ترمب يهدد برسوم 50 % على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو

ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)
ترمب يحضر فعالية «لنجعل أميركا صحيّة مجدداً» في البيت الأبيض (أ.ب)

هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على الواردات المقبلة من الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران)، عادّاً التكتل الأوروبي شريكاً تجارياً «يصعب التعامل معه»، على حد تعبيره.

وكتب ترمب على منصة «تروث سوشيال»: «الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في الأصل لتحقيق مكاسب تجارية على حساب الولايات المتحدة، كان ولا يزال من الصعب جداً التعامل معه. فالحواجز التجارية الهائلة التي يفرضها، إلى جانب ضرائب القيمة المضافة المرتفعة، والعقوبات المبالغ فيها على الشركات، والإجراءات غير التعريفية، والتلاعب بالعملة، والدعاوى القضائية غير العادلة والمبنية على أسس واهية ضد الشركات الأميركية، كلها عوامل أسهمت في عجز تجاري سنوي مع الاتحاد يتجاوز 250 مليار دولار، وهو رقم غير مقبول على الإطلاق».

وأضاف: «لقد أثبتت مفاوضاتنا معهم أنها عقيمة ولا تؤدي إلى أي نتائج ملموسة. لذلك، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على واردات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 1 يونيو 2025. ولن تُفرض هذه الرسوم إذا تم تصنيع المنتج داخل الولايات المتحدة».

وقد أثارت تصريحاته ردود فعل فورية في الأسواق، إذ تراجعت الأسهم الأوروبية بشكل ملحوظ، وتخلى اليورو عن جزء من مكاسبه، بينما هبطت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو بشكل حاد.

وأدت تصريحات ترمب إلى تقويض التوقعات التي كانت تشير إلى احتمال إلغاء معظم الرسوم الجمركية التي أُعلنت في مطلع أبريل (نيسان)، وهي التوقعات التي ساعدت على دعم أسواق الأسهم خلال الأسابيع الماضية.

وتراجع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي، الأوسع نطاقاً، بنسبة 2 في المائة في التداولات الأخيرة، وسط انخفاض حاد لأسهم قطاعَي السيارات والبنوك بأكثر من 3 في المائة.

كما هبطت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأميركي بنحو 1.5 في المائة، مع ازدياد قلق المستثمرين من أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة والعالم. وقال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في بنك «بيرينبرغ»: «هذا تصعيد كبير في التوترات التجارية. مع ترمب، لا أحد يعرف ما قد يحدث، لكن من المؤكد أن هذا الإجراء سيشكِّل تصعيداً واسع النطاق. وسيُجبر الاتحاد الأوروبي على الرد، ما سيُلحق ضرراً كبيراً باقتصادَي الجانبين».

ودفعت هذه التطورات المستثمرين إلى تعزيز رهاناتهم على احتمال تخفيف السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي هذا العام، وهو ما انعكس في اتجاههم نحو شراء السندات الحكومية.

وتراجع عائد السندات الألمانية لأجل عامين، الحساسة لأسعار الفائدة، بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.73 في المائة، في حين هبط عائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بـ9 نقاط أساس ليصل إلى 2.55 في المائة.

وفي أسواق العملات، كان الين الياباني - بوصفه ملاذاً آمناً تقليدياً - الرابح الأكبر؛ إذ تراجع الدولار الأميركي أمام الين بنسبة 0.9 في المائة إلى 142.77. كما هبط اليورو أمام الين بنسبة 0.56 في المائة ليصل إلى 161.43 ين.

أما مقابل الدولار الأميركي، فكان أداء اليورو أكثر استقراراً، إذ بقي مدعوماً بموجة بيع العملة الأميركية في الأسابيع الأخيرة بفعل المخاوف من الرسوم الجمركية. واستقر اليورو مرتفعاً بنسبة 0.3 في المائة خلال اليوم عند 1.1311 دولار، رغم تراجعه جزئياً بعد تصريح ترمب.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في «يو بي إس» بلندن، جيري فاولر: «كانت الرسوم الجمركية الحالية بنسبة 10 في المائة التي تفرضها أوروبا تُعدّ دائماً أفضل سيناريو، خصوصاً بالنظر إلى ما حقَّقته المملكة المتحدة. لذا، كان من المتوقع أن ترتفع هذه الرسوم، وربما تتجاوز 20 في المائة في أسوأ الحالات، مع احتمال حدوث إجراءات انتقامية من بعض دول مجموعة السبع».

وأضاف فاولر: «الوضع الحالي أسوأ بكثير، لكنه يشبه إلى حد ما الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، التي قد لا تكون مستدامة. حتى استخدام الرئيس ترمب لعبارة (أوصي) يشير إلى أن هذه الخطوة جزء من تكتيكات تفاوضية في المرحلة الأخيرة، ولكن إذا تم تنفيذها، فسيكون الرد الأوروبي بالغ الأهمية، مما يخلق تحديات كبيرة».

من جانبها، قالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي السوق في «سيتي إندكس» بلندن: «كانت السوق تترقب توقيع صفقات تجارية وإمكانية تفادي السيناريو الأسوأ بعد يوم من التهدئة، لكن التهديد الأخير فاق كل التوقعات السلبية. نرى تأثيراً واضحاً على الأسهم الألمانية تحديداً، كونها دولة مُصدّرة رئيسية إلى الولايات المتحدة، ما سيؤثر سلباً على أرباح الشركات وإيراداتها وهوامش ربحها، ويبرز ذلك بشكل أكبر في سوق الأسهم مقارنةً بالقطاعات الأخرى».