البنوك الأوروبية تشدد شروط الإقراض للشركات وسط مخاوف اقتصادية

في ظل توقعات بخفض الفائدة مجدداً

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)
TT

البنوك الأوروبية تشدد شروط الإقراض للشركات وسط مخاوف اقتصادية

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)

أظهر مسح الإقراض الذي أجراه البنك المركزي الأوروبي، يوم الثلاثاء، أن بنوك منطقة اليورو شددت شروط الحصول على الائتمان الممنوح للشركات خلال الربع الأول من العام، في ظل تصاعد المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد، مع توقعات بمزيد من التشديد خلال الربع الحالي.

ورغم أن نمو الإقراض سجل ارتفاعاً طفيفاً على مدار العام الماضي، بدعم من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، فإن هذا الزخم بدأ يفقد قوته، في ظل الاضطرابات العالمية الناتجة عن تقلبات السياسة التجارية الأميركية، وفق «رويترز».

ومن المتوقع أن يُقدم «المركزي الأوروبي» على خفض أسعار الفائدة للمرة السابعة في غضون عام، خلال اجتماعه يوم الخميس، في محاولة لتعزيز ثقة الأسواق، مع ترجيحات بإجراء مزيد من التخفيضات خلال العام، وسط تأثير الرسوم الجمركية المتزايدة، وتنامي حالة عدم اليقين التي تؤثر سلباً على الاستهلاك والاستثمار.

وأشار «المركزي الأوروبي» إلى أن البنوك، لا سيما في ألمانيا وعدد من دول منطقة اليورو الأصغر، قامت بتشديد معايير الائتمان - أي الإرشادات الداخلية وشروط الموافقة على القروض - على قروض الأعمال خلال الربع الأول، وتوقعت مواصلة التشديد عبر مختلف أنواع القروض خلال الربع الحالي.

ورغم أن وتيرة التشديد جاءت أدنى مما كانت تتوقعه البنوك سابقاً، فإنها تعكس تنامي المخاطر المتصورة بشأن التوقعات الاقتصادية، بحسب ما أوضحه البنك المركزي الأوروبي، في سياق نتائج «مسح الإقراض المصرفي»، الذي يُعد أحد العناصر الأساسية المؤثرة في قرارات السياسة النقدية.

وأوضح البنك أن الطلب على قروض الشركات تراجع خلال الربع الماضي، رغم الدعم الذي وفرته أسعار الفائدة المنخفضة، مشيراً إلى أن الانخفاض يُعزى بشكل رئيس إلى مساهمات سلبية من جانب مخزونات الشركات ورأس المال العامل. ومع ذلك، رصدت البنوك انتعاشاً طفيفاً في الطلب خلال الربع الحالي، حتى مع استمرار ارتفاع توقعات المخاطر لدى المقرضين، خاصة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

وفيما يتعلق بالقروض العقارية، أفادت البنوك باستمرار ارتفاع الطلب، وذلك بالتوازي مع تخفيف تدريجي لمعايير الائتمان، مدفوعاً بتزايد المنافسة بين المقرضين في هذا القطاع.


مقالات ذات صلة

كازاك من «المركزي الأوروبي»: الضبابية الاقتصادية قد تدفع لمراجعة سياسات الفائدة

الاقتصاد شعار البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

كازاك من «المركزي الأوروبي»: الضبابية الاقتصادية قد تدفع لمراجعة سياسات الفائدة

قال مارتينز كازاك، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الجمعة، إن أسعار الفائدة قد تقترب من أدنى مستوياتها، لكنه حذر من حالة عدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (باريس، فرانكفورت)
الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يطلب من البنوك تقييم احتياجاتها من الدولار

طلب مشرفو «البنك المركزي الأوروبي» من عدد من البنوك بمنطقة اليورو تقييم احتياجاتها من الدولار الأميركي خلال فترات الأزمات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

الأسواق تقلص رهانات خفض الفائدة الأوروبية مع صعود العوائد الألمانية

ارتفعت عوائد السندات الألمانية القياسية في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها منذ شهر، في حين خفّضت الأسواق توقعاتها لخفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد متسوقة في سوبرماركت كارفور في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تضخم منطقة اليورو يستقر فوق هدف «المركزي الأوروبي» في أبريل

سجّل التضخم في منطقة اليورو استقراراً طفيفاً فوق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة خلال أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

ضغوط البيانات الاقتصادية تُخفض عوائد سندات منطقة اليورو

تراجعت عوائد سندات حكومات منطقة اليورو، يوم الأربعاء، عقب صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية التي عززت توقعات المستثمرين بقيام «المركزي الأوروبي» بتيسير نقدي.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«موديز» تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة

مدخل وول ستريت لبورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ( رويترز)
مدخل وول ستريت لبورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ( رويترز)
TT

«موديز» تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة

مدخل وول ستريت لبورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ( رويترز)
مدخل وول ستريت لبورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ( رويترز)

خفضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من «AAA» إلى «AA1 »، مشيرة إلى تزايد الدين الفيدرالي على مدي السنوات العشر الماضية وفشل الإدارات الأميركية المتعاقبة في عكس مسار العجز المتضخم وتكاليف الفائدة.

وقالت وكالة موديز في بيان، إن «هذا التخفيض يعكس بدرجة واحدة على مقياسنا للتصنيف الائتماني المكون من 21 درجة الزيادة على مدى أكثر عشر سنوات في نسب الدين الحكومي ومدفوعات الفائدة إلى مستويات أعلى بكثير من الدول ذات التصنيف المماثل».

وأضافت الوكالة أنها لم تشهد أي جهد حقيقي من جانب الحكومة الأميركية لخفض الإنفاق، وتوقعت تدهور الأداء المالي للولايات المتحدة، وأشارت إلى تدهور مطرد في معايير الحوكمة على مدى السنوات العشرين الماضية مما أدى إلى تأكل الثقة في الإدارة المالية.

وتعاني الولايات المتحدة من عجز ضخم في الميزانية قدره 1.05 تريليون دولار حتى الآن هذا العام، وهو أعلى بنسبة 13 في المائة عن العام الماضي. فيما تستمر تكاليف الفائدة على ديون الخزانة في الارتفاع، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ووجود المزيد من الديون لتمويلها.

وتأتي هذه الخطوة من وكالة «موديز» بعد قيام وكالة «فيتش» بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في عام 2023، وقبلها قامت وكالة «ستاندرد آند بورز» بخفض التصنيف الائتماني في عام 2011.

ويعد تصنيف AAA أعلى درجة من الموثوقية الائتمانية التي تعكس صحة مالية وقدرة على سداد الديون. وبدون تصنيف ائتماني من الدرجة الأولي سوف تضطر الحكومة الأميركية إلى دفع أسعار الفائدة إلى الزيادة عند الاقتراض وهو ما يجعل من الصعب على الحكومة الفيدرالية تلبية احتياجاتها دون خفض الانفاق أو زيادة الضرائب.

خفض الإنفاق

صورة تم التقاطها في مبنى الكابيتول في اليوم الذي فشل فيه مشروع قانون الضرائب الشامل للرئيس الأميركي دونالد ترمب في اجتياز عقبة إجرائية رئيسية (رويترز)

ويأتي هذا الخفض بعد ساعات قليلة من فشل مجلس النواب في تمرير مشروع قانون الضرائب الذي قدمته إدارة ترمب، حيث عرقل الجمهوريون تمريره مطالبين بخفض الإنفاق بشكل أكبر، وأشاروا إلى أن مشروع القانون يضيف تريليونات الدولارات إلى ديون الحكومة الفيدرالية البالغة 36.2 تريليون دولار على مدي السنوات العشر المقبلة. وهو ما يسلط الضوء على المشاكل التي تواجه محادثات الميزانية في الكونغرس.

وأشار المحللون إلى أن عرقلة الجمهوريون لمشروع القانون يعد أول انتكاسة سياسية للرئيس ترمب داخل الكونغرس، وحذروا من استمرار لاتجاه طويل الأمد من عدم المسؤولية المالية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للقطاعين العام والخاص داخل الولايات المتحدة.

وأشار الخبراء الاقتصاديون إلى أن التوقعات كانت تشير إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو تخفيض تصنيفها الائتماني، لكن كان صدور القرار مفاجئا في توقيته، حيث صدر قبل صدور تشريع بتعلق بالضرائب.

وقال داريل دافي أستاذ المالية بجامعة ستانفورد، إن «هذا الخفض يظهر أن هناك صراع محتدم في الأسواق في الوقت الراهن حول ضرورة التوصل إلى سياسات تدعم النمو مقابل ارتفاع العجز وتتعامل بفاعلية مع أسعار الفائدة المرتفعة».

وأضاف: «هذا الخفض رسالة قوية أرجو أن تصل إلى صناع السياسيات وسيتعين على الكونغرس ضبط السياسات الاقتصادية بزيادة الإيرادات أو تقليل الانفاق».

ويقول الخبراء ان عدم تحريك سقف الدين والإسراف المالي سيعرضان الكونغرس لاتخاذ خطوات لضبط الديون، وأشاروا إلى أنه لا يمكن التشكيك في قدرة الولايات المتحدة على الاقتراض وتوليد الإيرادات رغم ما تعانيه من ديون ضخمة لأن احتمالات عدم وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها ضئيلة للغاية، ولا يزال الطلب على الدين الأميركي عالياً.

فيما ألقى كريستوفر دودج كبير الاقتصاديين بشركة ناتيكسيس بنيويورك باللوم على الحزب الديمقراطي في محاولة تسيس التصنيف الائتماني، وقال: «موديز أصبحت دراعا للحوب الديمقراطي».

وأضاف: «كيف يؤدي تمديد تخفيضات ترمب الضرائبية إلى انخفاض قيمة السندات؟ وإذا لم تكن السندات الحكومية الأميركية من الأصول ذات التصنيف الائتماني الممتاز فما هي السندات التي تتفوق عليها».