«وول ستريت» تشهد ارتفاعاً في العقود الآجلة

وسط توقعات بتخفيف الرسوم الجمركية وترقّب البيانات الاقتصادية الأميركية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تشهد ارتفاعاً في العقود الآجلة

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفعت العقود الآجلة في «وول ستريت»، يوم الاثنين، حيث تمسّك المستثمرون بأملهم في أن تتبنّى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهجاً أكثر تحفظاً بشأن الرسوم الجمركية، في انتظار البيانات الاقتصادية التي قد تُشير إلى صحة الاقتصاد الأميركي ومستويات التضخم. ومن المتوقع أن تلغي الإدارة الأميركية مجموعة من الرسوم الجمركية على بعض القطاعات المحددة، مع تطبيق رسوم متبادلة في 2 أبريل (نيسان)، وفقاً لتقارير إعلامية صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما ساعد على تعزيز المعنويات في التعاملات المبكرة.

وأغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على ارتفاع طفيف يوم الجمعة، وسجّلت مكاسب أسبوعية، بعد أن ألمح ترمب إلى مرونة بشأن جولة جديدة من الرسوم الجمركية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وفق «رويترز».

وقال كبير محللي السوق في شركة «إكس إم» للوساطة، شارالامبوس بيسوروس: «قد يكون القول إن الأسوأ قد انتهى استنتاجاً سابقاً لأوانه».

وأوضح بيسوروس أن ترمب يُظهر مدى صعوبة التنبؤ بتصرفاته، في حين قد تُظهر البيانات الاقتصادية أن الاقتصاد الأميركي يفقد بعض الزخم. وأضاف أنه لا يمكن استبعاد جولة أخرى من العزوف عن المخاطرة هذا الأسبوع. وشهدت الأسواق المالية تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة، حيث تراوحت مخاوف المتداولين من تباطؤ اقتصادي حاد في الولايات المتحدة، بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية على بعض شركائها التجاريين الرئيسيين، مثل الصين والمكسيك وكندا. كما أشار الكثير من الشركات إلى حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية، وذلك عند خفض توقعاتها للأرباع المقبلة. وحسب البيانات التي جمعتها مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية حتى يوم الجمعة، من المتوقع أن تنمو أرباح الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 10.5 في المائة في عام 2025، بانخفاض قدره 3.5 نقطة مئوية عن بداية العام.

مع ذلك، يبدو أن الأسهم الأميركية قد وجدت دعماً بعد موجة بيع استمرت أسابيع، دفعت مؤشرَي «ستاندرد آند بورز 500»، و«ناسداك» الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، إلى الانخفاض بنسبة 10 في المائة عن أعلى مستوياتهما القياسية؛ وهو ما يُعرف عادةً بالتصحيح. وصباحاً، ارتفعت مؤشرات «داو جونز» الصناعية بـ373 نقطة، أي بنسبة 0.88 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بـ66.5 نقطة، أي بنسبة 1.16 في المائة، وصعد مؤشر «ناسداك 100» بـ282.75 نقطة، أي بنسبة 1.42 في المائة.

وينتظر المستثمرون أيضاً مجموعة من المؤشرات الاقتصادية هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات نشاط الأعمال لشهر مارس (آذار)، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، الذي يُعدّ المقياس المفضّل للتضخم لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

ومن المتوقع أن تُظهر قراءات مؤشر مديري المشتريات الأولية لمؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» في وقت لاحق اليوم تباطؤاً في نشاط قطاعات التصنيع والخدمات في الولايات المتحدة خلال شهر مارس. كما يترقب المستثمرون صدور مؤشر النشاط الوطني لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو لشهر فبراير (شباط).

وتصدّرت أسهم التكنولوجيا قائمة الارتفاعات في تداولات ما قبل الافتتاح، حيث ارتفعت أسهم «أمازون» بنسبة 1.6 في المائة، و«إنفيديا» بنسبة 1.8 في المائة، و«أبل» بنسبة 0.9 في المائة. في المقابل، انخفض سهم «سوبر مايكرو كمبيوتر» بعد تقرير أفاد بأن «غولدمان ساكس» خفّض توصيته لشركة صناعة الخوادم إلى «بيع». كما تراجع سهم «لوكهيد مارتن» بنسبة 1.7 في المائة بعد أن خفّض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» توصيته لشركة صناعة الأسلحة من «شراء» إلى «محايد». من ناحية أخرى، ارتفعت أسهم العملات المشفرة، مثل «مايكروستراتيجي»، بنسبة 5.2 في المائة، و«كوين بيس» بنسبة 4.4 في المائة، و«مارا هولدينغز» بنسبة 4.6 في المائة، متتبعةً ارتفاع أسعار «بتكوين» بنسبة 2.8 في المائة.


مقالات ذات صلة

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

الاقتصاد يتابع مستثمرون في قطر أسعار الأسهم على شاشة التداول ببورصة الدوحة (رويترز)

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

ارتفعت بورصات الخليج بدعم من «نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات التجارية»، فيما تراجعت السوق السعودية بضغط من خسائر «أكوا باور» و«كيان» وعدد من الأسهم القيادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يتابع متعاملون كوريون جنوبيون شاشات التداول في بنك «هانا» بالعاصمة سيول (إ.ب.أ)

الأسواق الآسيوية ترتفع وسط هدوء وول ستريت

ارتفعت الأسهم الآسيوية في معظمها يوم الثلاثاء، بعدما أغلقت الأسواق الأميركية على أداء متباين وهادئ في مستهل أسبوع حافل بإعلانات أرباح الشركات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمر يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية ترتفع بدعم قطاع البنوك 

أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية على ارتفاع 0.24 في المائة، وبفارق 28.42 نقطة، ليقفل عند مستويات 11784 نقطة، بدعم من قطاع البنوك الذي زاد 0.28 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

بعد أسبوع مربح... الحذر يخيّم على «وول ستريت»

تراجعت الأسهم الأميركية، يوم الاثنين، في ظل الترقّب بشأن تطورات محتملة قد تُثير مزيداً من التقلبات في الأسواق المالية خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أحد المتداولين في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

الأسواق الخليجية تختتم تعاملات الأحد على تباين

اختتمت أسواق الخليج تعاملاتها، اليوم (الأحد) بتباين، حيث تراجع «تاسي» السعودي، بينما ارتفعت مؤشرات الكويت وقطر ومسقط، وسط ترقب لنتائج مالية وتوزيعات أرباح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
TT

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)

شدَّد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطيران خلال عام 2025 وما بعده، مؤكداً أن التحديات العالمية مستمرة، لكنها لن توقف خطط التوسع والنمو، في إشارة إلى تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار الشيخ أحمد بن سعيد إلى أن فتح المجال الجوي السوري أمام الحركة الجوية يُمثل خطوة إيجابية ستُسهم في تحسين مسارات الرحلات، وتقليل مدة التشغيل لشركات الطيران، ومنها «طيران الإمارات».

وفي تصريحات صحافية على هامش فعاليات معرض «سوق السفر العربي»، قال الشيخ أحمد بن سعيد إن العالم لن يخلو من التحديات، مشيراً إلى التغيرات السياسية والأحداث العالمية مثلما حدث مؤخراً في إسبانيا والبرتغال وفرنسا من انقطاع الكهرباء، ما يفرض على الشركات اتخاذ إجراءات احترازية للتعامل مع المتغيرات.

وأضاف: «أنا متفائل عموماً بمستقبل القطاع خلال 2025 و2026، رغم التحديات. التعامل مع التعريفات أو الأوضاع التشغيلية يجب أن يكون مبنياً على تطورات واقعية وليس على توقعات مبكرة، ونحن دائماً نعمل بخطط مدروسة للتعامل مع أي مستجدات».

خطط تسليمات الطائرات

وأكد الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» أن الشركة تسلّمت بالفعل 4 طائرات من طراز «إيرباص A350»، مشيراً إلى أن الشركة تُخطط لتسلم بين 15 و18 طائرة من الطراز نفسه بحلول نهاية العام الحالي.

وقال: «الوجهات المخصصة لهذه الطائرات قد أُعلن عنها، والخطة التوسعية تستهدف رفع عدد المقاعد في الدرجة السياحية الخاصة بشكل كبير. وحالياً، نخطط لرفع الطاقة الاستيعابية في هذه الدرجة من مليوني مقعد إلى 4 ملايين بحلول 2026»، موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية تستحوذ على الحصة الأكبر من المقاعد، تليها أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وعدد من الوجهات الأخرى.

توقيع طلبيات جديدة في معرض الطيران

وحول احتمالية إعلان «طيران الإمارات» عن طلبات طائرات جديدة خلال المعرض، قال: «من الممكن ذلك، ولكن القرار يعتمد على ظروف السوق. نحن في تواصل دائم مع المصنعين، ولن نتوقف عن دراسة الخيارات المتاحة».

فتح الأجواء السورية

وعن وجهة نظره في فتح المجال الجوي السوري والحركة بين الإمارات وسوريا، قال الشيخ أحمد بن سعيد: «القرار اتُّخذ بين حكومة البلدين، ولكن تفعيل الرحلات يعتمد على استكمال الاستعدادات المتعلقة بسلامة وأمن المطارات، وأيضاً بتأمين التغطية التأمينية المطلوبة»، مؤكداً أن فتح الأجواء سيوفر وقتاً وتكلفة على شركات الطيران، ما سيسهم في تحسين كفاءة التشغيل.

شراء طائرات «بوينغ» المخصصة للصين

وعن إمكانية شراء طائرات «بوينغ» كانت مخصصة للصين، أوضح الشيخ أحمد أن المسألة ليست بالسهولة المتوقعة؛ نظراً لأن تجهيزات الطائرات مصممة خصيصاً للسوق الصينية، ما يتطلب تعديلات مكلفة. وأضاف: «في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل شراء طائرات جديدة بدلاً من تحمل تكلفة إعادة تجهيز الطائرات».

نتائج مالية إيجابية

وكشف الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة أن نتائج السنة المالية المنتهية ستكون أفضل من العام السابق مع تحقيق نمو مزدوج في الأرباح، مشيراً إلى أن الظروف ساعدت في ذلك، خصوصاً من ناحية انخفاض أسعار الوقود وتحسن أداء الشحن الجوي.

وأوضح أن «طيران الإمارات» تتعامل بشكل يومي مع تقلبات أسعار الصرف، عبر فريق متخصص من القسم المالي، عاداً المرونة في التعامل مع هذه التغيرات ضرورية للحفاظ على استقرار العمليات.

وفيما يتعلّق بالشراكات التي وقعتها المجموعة، قال الشيخ أحمد: «كثير من الاتفاقات التجارية التي أبرمت مؤخراً كان لها أثر إيجابي على تنوع الوجهات وخدمة المسافرين، وننظر دائماً إلى هذه الشراكات بوصفها جزءاً من خطتنا لدعم نمو الشبكة».

تحديات تسليمات الطائرات وتأثيرها على الخطط

وحول التأخير في تسليم الطائرات، خصوصاً لطيران «فلاي دبي»، أشار إلى أن الشركة تتوقع تسلم نحو 12 طائرة جديدة بنهاية العام الحالي، مشدداً على أهمية استمرار تسلم الطائرات الجديدة لدعم خطط التوسع المستقبلي.

وفي ختام تصريحاته، أكد أن مراجعة خطط الأساطيل تتم بشكل مستمر وفقاً لاحتياجات السوق والتطورات الاقتصادية، مع الحفاظ على خطط تحديث وصيانة الطائرات لضمان كفاءة العمليات واستمرارية النمو.