قلق أممي بشأن استمرار القيود المفروضة على تعليم الفتيات في أفغانستان

مع استبعاد أكثر من 2.2 مليون فتاة من التعليم الثانوي

الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان روزا أوتونباييفا أثناء تقديم إحاطتها أمام مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان روزا أوتونباييفا أثناء تقديم إحاطتها أمام مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
TT

قلق أممي بشأن استمرار القيود المفروضة على تعليم الفتيات في أفغانستان

الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان روزا أوتونباييفا أثناء تقديم إحاطتها أمام مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان روزا أوتونباييفا أثناء تقديم إحاطتها أمام مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

أعربت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) عن «خيبة أملها العميقة» إزاء استمرار القيود المفروضة على تعليم الفتيات بعد الصف السادس للعام الرابع على التوالي.

فتيات أفغانيات صغيرات بدأن العام الدراسي الجديد يوم 2 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وفي بيان قالت «يوناما» إن الحظر المفروض على تعليم الفتيات لا يؤدي إلا إلى تفاقم وضع حقوق الإنسان في أفغانستان وجهود المساعدات الدولية والأزمات الاقتصادية، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء.

أحد أفراد أمن طالبان حارساً بينما تنتظر النساء الأفغانيات في طابور لتلقي الإمدادات الغذائية التي تم التبرع بها خلال شهر رمضان المبارك في كابل يوم 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأشار البيان، نقلاً عن روزا أوتونباييفا، رئيسة «يوناما»، إلى أن حظر تعليم الفتيات لا يضر بفرصهن المستقبلية فحسب، بل يضر أيضاً بالسلام والرفاهية العامة للشعب الأفغاني.

وأضافت روزا أوتونباييفا: «أشعر بخيبة أمل عميقة لأن السلطات تواصل تجاهل أصوات المواطنين في جميع أنحاء أفغانستان. المواطنون الذين عانوا عقوداً من الحرب ويكافحون الآن من أجل تجاوز أزمة إنسانية».

فتيات أفغانيات في حصة دراسية منزلية (أرشيفية - متداولة)

وفي الوقت نفسه، حسب إحصاءات صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن القيود المفروضة على وصول الفتيات إلى التعليم بعد الصف السادس أضرت حتى الآن بـ2.2 مليون فتاة أفغانية، بما في ذلك 400 ألف هذا العام وحده.

في غضون ذلك، قالت مسؤولة بارزة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، السبت، إن العام الدراسي الجديد بدأ في أفغانستان مع استبعاد أكثر من 2.2 مليون فتاة من التعليم الثانوي. ومنذ عودة طالبان إلى السلطة قبل نحو أربع سنوات، تم منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية.

وقالت كاترين راسيل، المديرة التنفيذية «لليونيسف»: «العواقب بالنسبة لهؤلاء الفتيات وبالنسبة لأفغانستان كارثية». وحذرت راسيل من أن الحظر يجعل الفتيات في أفغانستان أكثر عرضة لخطر زواج الأطفال. وألقت الضوء أيضاً على تأثير ذلك على النظام الصحي والاقتصاد في البلاد. وتابعت: «مع قلة عدد الطبيبات والقابلات، لن تحصل الفتيات والنساء على العلاج الطبي والدعم اللازمين. نتوقع وفاة 1600 أم أخرى وأكثر من 3500 رضيع».


مقالات ذات صلة

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يتحدث أمام مجلس الأمن (أ.ب) play-circle

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الجمعة، مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط» على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

تحدَّث وزير يمني عن تحركات أممية «محمومة» لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، في وقت «تلوح في الأفق لحظة سقوط الجماعة طال انتظارها».

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا (لقطة من فيديو)

أميركا: السلطات السورية مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب

قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا، اليوم الجمعة، إن السلطات الجديدة في سوريا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الاعتداء على دول الجوار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون خلال جلسة لمجلس الأمن يوم 25 أبريل 2025 (لقطة من فيديو)

المبعوث الأممي لسوريا: الوضع في منطقة الساحل السوري يمثل تحدياً

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم الجمعة، من أن الوضع في منطقة الساحل السوري ما زال يمثل تحدياً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير جان نويل بارو في الرياض الجمعة («الخارجية» السعودية)

السعودية وفرنسا تناقشان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الجهود المبذولة لـ«مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الهند تلاحق مسلحين في إقليم كشمير بعد تصاعد التوتر مع باكستان

عناصر أمنية هندية في سريناجار بكشمير بعد هجوم دامٍ وقع في مدينة باهالجام (رويترز)
عناصر أمنية هندية في سريناجار بكشمير بعد هجوم دامٍ وقع في مدينة باهالجام (رويترز)
TT

الهند تلاحق مسلحين في إقليم كشمير بعد تصاعد التوتر مع باكستان

عناصر أمنية هندية في سريناجار بكشمير بعد هجوم دامٍ وقع في مدينة باهالجام (رويترز)
عناصر أمنية هندية في سريناجار بكشمير بعد هجوم دامٍ وقع في مدينة باهالجام (رويترز)

فتشت الشرطة المسلحة الهندية والجيش منازل وغابات بحثاً عن متشددين في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، الجمعة، وراجع قائد الجيش الهندي الأمن هناك بعد مقتل 26 رجلاً في موقع سياحي في أسوأ هجوم على المدنيين منذ ما يقرب من عقدين.

وأثار الهجوم غضباً وحزناً في الهند، إلى جانب دعوات للتحرك ضد جارتها باكستان التي تتهمها نيودلهي بتمويل الإرهاب والتشجيع عليه في كشمير، وهو الإقليم الذي تطالب به الدولتان وخاضتا حربين من أجله.

وزار الجنرال أوبيندرا دويفيدي، قائد الجيش، سريناجار عاصمة الشطر الهندي من كشمير، ومشطت السلطات مدينة باهالجام ذات المناظر الخلابة التي وقع فيها الهجوم، الثلاثاء، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت الهند إن عناصر باكستانية ضالعة في الهجوم، الذي وقع، الثلاثاء، وأطلق خلاله مسلحون النار على 26 رجلاً في مرج بمنطقة باهالجام، ونفت إسلام آباد ضلوعها في الهجوم.

«نزاع منذ ألف عام»

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أن الهند وباكستان «ستعالجان المشكلة (بينهما) بشكل أو بآخر»، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين القوتين النوويتين بعد هجوم دامٍ، الثلاثاء، في كشمير.

وقال الرئيس الأميركي، على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، إن «هذا النزاع في كشمير موجود منذ ألف عام».

وأضاف: «تحصل توترات على هذه الحدود منذ 1500 عام، وتلك هي الحال دائماً. لكنهم سيعالجون المشكلة بشكل أو بآخر».

وتم ترسيم الحدود بين البلدين حين نالت الهند وباكستان استقلالهما عام 1947. وتقاسمت الدولتان يومها إقليم كشمير. ولا تزال كل منهما تطالب بالسيادة عليه.

ودعت الأمم المتحدة الهند وباكستان، الجمعة، إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» بعد يومين من تصاعد التوترات عبر تعليق منح تأشيرات وطرد دبلوماسيين وإغلاق الحدود.

واتخذ البلدان المسلحان نووياً سلسلة من الإجراءات المضادة المتبادلة؛ إذ علقت الهند معاهدة لتقاسم مياه نهر، وأغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية من بين خطوات أخرى.

وتقسم المعاهدة، التي تم التفاوض عليها في 1960، نهر السند وروافده بين البلدين، وتنظم تقاسم المياه.

وقال سي آر باتيل، وزير الموارد المائية الهندي، في منشور على منصة «إكس»، «سنضمن عدم وصول قطرة واحدة من مياه نهر السند إلى باكستان».

وتعتمد باكستان بشكل كبير على نظام نهر السند في توليد الطاقة الكهرومائية وفي الري، وقالت إن أي محاولة لإيقاف أو تحويل مياهه ستكون «عملاً حربياً».

وشهدت الأسواق المالية الهندية انخفاضاً حاداً، لكنها استعادت بعض خسائرها لتغلق على انخفاض ما بين 0.7 و0.9 في المائة. وانخفضت الروبية الهندية بنسبة 0.2 في المائة، بينما ارتفع عائد سندات الخزانة الهندية القياسية لأجل عشر سنوات بأربع نقاط أساس.

وتطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة على إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة، وتسيطر كل دولة على شطر منه. وتتهم الهند منذ فترة طويلة باكستان بمساعدة انفصاليين يقاتلون قوات الأمن في الشطر الهندي من الإقليم، وهي اتهامات تنفيها إسلام آباد.

ويقول مسؤولون هنود إن هجوم يوم الثلاثاء له صلات بعناصر «عابرة للحدود». وذكرت شرطة كشمير، في إشعارات حددت فيها هويات ثلاثة «متورطين» في الهجوم، أن اثنين منهم باكستانيان. ولم توضح الهند هذه الصلات أو تقدم أدلة عليها.

وقال مسؤول إن السلطات في الشطر الهندي من كشمير هدمت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، منزلي اثنين من المشتبه في أنهما من المسلحين المتشددين؛ أحدهما متهم بالضلوع في هجوم الثلاثاء.