إلزام الجهات السعودية بتطبيق قواعد حوكمة إقامة الفعاليات

رفع تقرير نتائج التنفيذ إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية

جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

إلزام الجهات السعودية بتطبيق قواعد حوكمة إقامة الفعاليات

جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية ألزمت الجهات المالكة للفعاليات بتطبيق قواعد حوكمة إقامتها، ورفع تقرير إلى لجنة الفعاليات في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً من تاريخ انتهاء الحدث عن تطبيق ما تضمنته تلك القواعد على الفعالية وما واجهته من صعوبات وما تراه من مقترحات في هذا الشأن.

وتشهد السعودية فعاليات عدة طيلة العام، بهدف تعزيز نمو قطاع المعارض والمؤتمرات، وذلك من خلال تطوير هذه الصناعة، بما يُسهم في استقطاب أحداث عالمية، وتسويق الفرص النوعية للمملكة وما تتمتع به من مزايا، وتأكيد دور البلاد القيادي على خريطة المعارض والمؤتمرات وإبراز مكانتها على المستوى الدولي.

وحسب المعلومات، ستُحدّث أمانة لجنة الفعاليات في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قواعد حوكمة إقامة الفعاليات -عند الحاجة- بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

برنامج الفعالية ومحتواها

ويتطلّب من الجهات تنفيذ قواعد وإجراءات تتعلّق بالبرنامج ومحتوى الفعالية، والجانب الأمني، واللوجيستي، والحركة المرورية، والصحة والسلامة، والإعلامي، والترويجي. وسيكون على الجهة من حيث برنامج الفعالية ومحتواها قبل التنفيذ تطبيق عدد من الإجراءات؛ أبرزها: إعداد ميثاق يوضّح التزامات المشاركين والضيوف المحليين والدوليين ويبيّن الالتزامات، مثل القيم والمبادئ السعودية، وعدم استضافة وفود يُعرف أن لديها توجهات تخالف المملكة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية ورئاسة أمن الدولة والجهات ذات العلاقة، وحظر رفع أي لافتات أو شعارات أو كتابات ورسوم خادشة للحياء أو لا تتماشى مع القيم والمبادئ في البلاد. وما بعد التنفيذ، ستعد الجهة تقريراً ختامياً عن أبرز الدروس المستفادة من مخرجات برنامج الفعالية ومحتواها، واتخاذ الإجراء المطلوب تجاه أي مخالفة تمّت خلال الحدث بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، بالإضافة إلى تقرير يوثّق أي محتوى مخالف مع تحديد أسباب الخلل وكيفية معالجته في المستقبل.

الخدمات اللوجيستية

وحول الجانب اللوجيستي، سيكون على الجهة قبل تنفيذ الفعالية إعداد خطة شاملة لإدارة الضيوف وعوائلهم ومرافقهم والمشاركين، وترتيب وإعداد برنامج الضيافة وأماكن الزيارة والاستضافة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتحديد مناطق مخصصة لدخول الضيوف ومواقف السيارات، وكبار الشخصيات، ومخارج الطوارئ، إلى جانب توفير وسائل نقل خاصة من وإلى الفاعلية، وغيرها. وفي أثناء تنفيذ الفعالية، متابعة خطة إدارة الزوار والمشاركين وعوائلهم للوصول إلى المناطق المخصصة، وتجهيز لوحات إرشادية بلغات مختلفة لضمان انسيابية تدفق الزوار، وإدارة الحشود وتأمين وجود فريق عمل مخصص للإشراف على جميع الحركة في الحدث، ومتابعة تنفيذ الجدول الزمني والتدخل السريع، وكذلك توفير فرق دعم فني وخطة طوارئ، للتعامل مع أي مشكلات تقنية أو حالات غير متوقعة؛ مثل: الصوت، والإضاءة، والحالات الجوية، وانقطاع الكهرباء.

الجانب الأمني

وقبل تنفيذ الفعالية، فإنه يلزم على الجهة المنظمة تطبيق عدد من الإجراءات الأمنية، أبرزها: إعداد خطة لتوفير الدعم المطلوب يراعى بها حجم وطبيعة وموقع إقامة الحدث وفئات زوارها بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجهات الأخرى ذات العلاقة، وإجراء مسح أمني للضيوف والوفود الرسمية والمشاركين، وتقييم السعة الاستيعابية للموقع وتحديد مخارج الطوارئ، والتأكد من فهم إجراءات التفتيش والتعامل مع الحالات المشتبه بها، وأيضاً التزام جميع الجهات المعنية المشاركة مع ضرورة تمرير أي معلومة للجهات المختصة أو لغرفة العمليات الأمنية، وتأكيد الشركة المشغلة بتفتيش المشاركين عند الدخول لمنع إظهار شعارات سياسية أو تخالف قيم المجتمع السعودي ومبادئه.

الترويج الإعلامي

وعن الجانب الإعلامي والترويجي للحدث، فإن الجهة المالكة للفعالية ستلتزم قبل التنفيذ بعدد من الإجراءات؛ أهمها: إعداد وتصميم خطة تضمن تحقيق الفائدة الإعلامية القصوى التي تشمل اختيار القنوات المناسبة، والتعاون مع الشركاء الإعلاميين حسب الجمهور المستهدف، مثل المؤثرين المحليين والعالميين والسفراء، وإطلاق الحملات عبر المنصات المحددة، مع خطة لإدارة الأزمات الإعلامية وتحديد آلية التعامل مع الانتقادات وردود الفعل السلبية، وأي مخاطر محتملة لتجنّبها، والتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة على العمل بحزم سياحية مخصصة بالفعاليات للزوار الدوليين، وتزويدها أيضاً بمواد تسويقية وتذاكر للفعاليات التي تستهدف الزوار بمدة لا تقل عن 90 يوماً من تاريخ تنفيذ الحدث.

جدير بالذكر أن السعودية أسّست الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في 2018، بهدف الارتقاء بهذه الصناعة ومقوماتها وإمكاناتها وتنظيمها وتنميتها، والعمل على تعزيز دورها في الاقتصاد الوطني، وزيادة فاعليتها، وتذليل عوائق نموها، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.


مقالات ذات صلة

اتحاد الغرف السعودية يطلق «المعرض العائم» بمشاركة 24 دولة

الاقتصاد سفينة «أرويا كروز» (الشرق الأوسط)

اتحاد الغرف السعودية يطلق «المعرض العائم» بمشاركة 24 دولة

تستعد اللجنة الوطنية للامتياز التجاري، تحت مظلة اتحاد الغرف السعودية، وبرعاية رئيس الاتحاد حسن الحويزي، لإطلاق المعرض الدولي الأول العائم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز»: عقارات التجزئة السعودية تستعد لنهضة استثنائية بدفع من «رؤية 2030»

يشهد قطاع عقارات التجزئة في السعودية مؤشرات نمو قوية للسنوات القادمة، مدفوعاً بـ«رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، والتحول إلى مركز سياحي وترفيهي عالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص وزير الطاقة الأميركي خلال المؤتمر الصحافي في وزارة الطاقة السعودية (رويترز)

خاص وزير الطاقة الأميركي: واشنطن تشجِّع حلفاءها بالشرق الأوسط على تلبية الطلب المتزايد

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، إن أميركا والسعودية تتشاركان رؤيةً مشتركةً لتوفير طاقة أكثر بأسعار معقولة.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد دار الأوبرا الملكية معلم معماري فريد يعيد تعريف المشهد الثقافي في السعودية (شركة الدرعية)

تطوير «دار الأوبرا الملكية» في الدرعية بـ1.36 مليار دولار

أعلنت «شركة الدرعية» عن ترسية عقد مشروع تطوير «دار الأوبرا الملكية» بتكلفة استثمارية تبلغ 5.1 مليار ريال، بصفته أحد أبرز الأصول الثقافية ضمن خطة تطوير المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الدرعية)
يوميات الشرق تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)

«SRMG للحلول الإعلامية» تبرم شراكة استراتيجية مع «بنسكي ميديا»

أبرمت شركة SRMG للحلول الإعلامية (SMS) شراكة استراتيجية مع بنسكي ميديا (PMC)، تهدف إلى تعزيز حضور المعلنين في المنطقة على نطاق عالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اختبار قاسٍ للأسواق الأميركية الأسبوع المقبل

متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT
20

اختبار قاسٍ للأسواق الأميركية الأسبوع المقبل

متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

ستُشكّل سلسلة من نتائج الشركات الأميركية المرتقبة في الأسبوع المقبل اختباراً مهماً لسوق الأسهم، التي تأثرت بشكل كبير بإصلاح السياسة التجارية الأميركية، الذي غيّر توقعات الاقتصاد العالمي والشركات الأميركية بشكل جذري.

ولا يزال المستثمرون في حالة ترقب بعد أن فاجأ إعلان الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية في 2 أبريل (نيسان) الأسواق؛ ما أثار بعضاً من أكثر التقلبات في التداولات منذ بداية جائحة «كوفيد - 19» قبل خمس سنوات، وفق «رويترز».

بعد انتعاش طفيف في الأسبوع الماضي، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي للأسهم هذا الأسبوع بنسبة 14 في المائة عن أعلى مستوى قياسي له في فبراير (شباط). ورغم تراجع مستويات التقلبات عن ذروتها في خمس سنوات، فإنها لا تزال مرتفعة وفقاً للمقاييس التاريخية.

تُعدّ شركتا «تسلا» و«ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل» - وهما من الشركات السبع الكبرى التي تراجعت أسهمها بعد عامين من ريادة السوق - من بين الشركات التي تُراقب من كثب لمعرفة نتائجها المالية، حيث يسعى المستثمرون للحصول على إرشادات حول تداعيات الرسوم الجمركية المتقلبة.

وقال جيه جيه كيناهان، الرئيس التنفيذي لشركة «آي جي أميركا الشمالية» ورئيس شركة الوساطة الإلكترونية «تاستيتريد»: «لم تكن رؤية الرؤساء التنفيذيين للمستقبل أكثر أهمية من أي وقت مضى».

وتواجه الشركات والمستثمرون وضعاً متقلباً في ظل الرسوم الجمركية، حيث من المتوقع أن يستمر الوضع في التغير مع تفاوض إدارة ترمب مع دول أخرى. ففي الوقت الذي أوقف فيه ترمب بعضاً من أكبر الرسوم الجمركية على الواردات، تستمر الولايات المتحدة في خوض معركة تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم هذا الأسبوع احتمالية حدوث ركود في العام المقبل بنسبة 45 في المائة، ارتفاعاً من 25 في المائة الشهر الماضي. وفي تقريرٍ صدر هذا الأسبوع وأثار اهتمام المستثمرين، طرحت شركة «يونايتد إيرلاينز» سيناريوهين للعام، أحدهما يحذّر من تضرر كبير في الإيرادات والأرباح في حال حدوث ركود.

وصرح جوليان إيمانويل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في «إيفركور آي إس آي»، بأن توقعات «يونايتد» المزدوجة قدّمت نوعاً من «خريطة الطريق» من خلال إدراك المخاطر وتقديرها كمياً.

وأضاف إيمانويل في مذكرة، الخميس: «إن تحديد المعايير لما قد يحدث هو كيفية اتخاذ أصحاب المصلحة... القرارات في بيئة تُعدّ فيها التوجيهات التقليدية غير موثوقة نسبياً».

وتُسلَّط الأضواء على شركة «تسلا»، الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية التي يملكها إيلون ماسك، التي ستُعلن عن نتائجها في 22 أبريل، جزئياً بسبب علاقات الملياردير الوثيقة مع ترمب.

وسيتم أيضاً مراقبة شركة «ألفابت» من كثب، لا سيما بالنسبة لتفاصيل تتعلق بالإنفاق الإعلاني والنفقات الرأسمالية المرتبطة بمشاريع الذكاء الاصطناعي، حيث يُدقّق المستثمرون في تكاليف هذه المشاريع. وقد تعرضت الشركة لانتكاسة الخميس، عندما حكم قاضٍ بأن «غوغل» تُهيمن بشكل غير قانوني على سوقين لتكنولوجيا الإعلان عبر الإنترنت. ومن المتوقع أن تشهد أسهم الشركات السبع الكبرى انخفاضاً حاداً في عام 2025، حيث من المتوقع أن تنخفض أسهم «ألفابت» بنسبة 20 في المائة و«تسلا» بنسبة 40 في المائة.

وقال كيناهان: «قادت أسهم الشركات السبع الكبرى كل شيء نحو الصعود. إذا لم يتمكنوا من مواصلة أدائهم، فأعتقد أن ذلك سيدفع الناس للتوقف مؤقتاً، خصوصاً بعد الأسابيع الأخيرة».

وتُسلّط الأضواء أيضاً على نتائج «بوينغ»، بعد أن أمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بعدم استلام المزيد من طائرات الشركة المصنعة للطائرات. ومن بين الشركات الأميركية الكبرى التي من المقرر أن تُعلن عن نتائجها في الأسبوع المقبل، «آي بي إم»، و«ميرك»، و«إنتل»، و«بروكتر آند غامبل».

وتراجعت توقعات نمو الأرباح في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.2 في المائة في عام 2025، بانخفاض عن نسبة 14 في المائة المتوقعة في بداية العام، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويستعد المستثمرون لانكماش أكبر مع إعلان الشركات عن نتائجها وزيادة مساهمتها في الرسوم الجمركية.

وكان تركيز السوق منصبَّاً أيضاً على الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن صرّح ترمب، الخميس، بأن إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، «لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية»، داعياً البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة. وقبل ذلك بيوم، صرَّح باول بأن الاحتياطي الفيدرالي سينتظر المزيد من البيانات حول اتجاه الاقتصاد قبل تغيير أسعار الفائدة.

ويأمل المستثمرون أن يُعيد موسم الأرباح، الذي يُصادف ذروة موسم الأرباح، المزيد من الهدوء إلى الأسواق. وقد وصل مؤشر التقلب في بورصة شيكاغو التجارية، وهو مقياس قائم على الخيارات لقياس قلق المستثمرين، إلى نحو 60 نقطة في أعقاب إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية، لكنه تراجع منذ ذلك الحين إلى نحو 30 نقطة.

ومع ذلك، فإن هذا المستوى لا يزال أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 17.6 نقطة، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وقالت أياكو يوشيوكا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة «ويلث إينسمنت»، إن المؤشر يحتاج إلى التراجع إلى «منتصف العشرينات حتى نستطيع القول إن التقلبات قد هدأت قليلاً». وأضافت يوشيوكا أنه إذا بقي المؤشر عند مستوى 30، «فهذا لا يعني أننا تجاوزنا مرحلة الخطر».