الذهب يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

مع ارتفاع الدولار... وترقب بيانات التضخم الأميركية

سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)
TT
20

الذهب يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر

سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيت ميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بروسيا (رويترز)

تراجعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، متجهة نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مع ارتفاع الدولار وترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية الرئيسية التي قد تقدِّم مؤشرات على مسار السياسة النقدية لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 2862.05 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:19 (بتوقيت غرينتش)، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.8 في المائة إلى 2873.80 دولار. وسجَّلت السبائك انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة هذا الأسبوع، بعد 8 أسابيع متتالية من المكاسب، لكنها لا تزال مرتفعةً بنسبة 2.2 في المائة خلال فبراير (شباط)، وفق «رويترز».

في المقابل، حقق مؤشر الدولار مكاسب أسبوعية بنسبة 0.7 في المائة، مما جعل الذهب المسعّر بالدولار أكثر تكلفةً للمشترين الأجانب.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «على الرغم من اعتبار الذهب ملاذاً آمناً، فإن عدم اليقين في ملف التجارة قد يدفع إلى استمرار عمليات جني الأرباح، لا سيما في ظل قوة الدولار الأميركي».

وعلى الصعيد السياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أن الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25 في المائة على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس (آذار)، إلى جانب رسوم إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية، وذلك رداً على استمرار تدفق المخدرات القاتلة إلى الولايات المتحدة من تلك البلدان.

وينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضَّل للتضخم لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

وفي هذا السياق، قال ييب: «لا أتوقع أن نشهد تحولات كبيرة في التسعير، إذ تشير كثير من مكونات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين إلى أن تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي قد يظل تحت السيطرة، مما قد يُبقي توقعات الأسعار مستقرة».

من جانبه، أعرب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، الخميس، عن تأييده للإبقاء على تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل، ضمن النطاق الحالي بين 4.25 في المائة و4.50 في المائة.

أما في سوق المعادن النفيسة، فقد تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 في المائة إلى 31.12 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.3 في المائة إلى 945.80 دولار، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.5 في المائة إلى 914.81 دولار، مسجلة جميعها انخفاضاً منذ بداية الشهر.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أشخاص يشترون قطعاً من الذهب في متجر لبيع الذهب بالبازار الكبير في إسطنبول (أ.ب)

الذهب يتراجع عن عتبة 3 آلاف مع هروب المستثمرين إلى الدولار

انخفضت أسعار الذهب بأكثر من 1 في المائة يوم الاثنين؛ حيث لجأ المستثمرون إلى الدولار، بعد أن أثارت الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة مخاوف من ركود عالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)

موجة بيع السبائك لتغطية الخسائر تخفِّض الذهب لأدنى مستوى في نحو 3 أسابيع

انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 3 أسابيع يوم الاثنين، وسط موجة بيع أوسع نطاقاً في السوق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بنك الشعب الصيني وسط العاصمة بكين (رويترز)

«المركزي» الصيني يشتري الذهب للشهر الخامس على التوالي في مارس

أظهرت بيانات رسمية صادرة عن بنك الشعب الصيني، أن البنك المركزي الصيني أضاف الذهب إلى احتياطياته في مارس، للشهر الخامس.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدّسة داخل غرفة صناديق الأمانات في دار "برو أوروم" للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع من ذروته التاريخية وسط مخاوف من ركود اقتصادي

تراجعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، مع إعادة تقييم المستثمرين لتوقعاتهم حيال المخاطر الاقتصادية، في أعقاب الإجراءات الجمركية الواسعة التي أعلنها الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأسواق العالمية تتنفس الصعداء بعد صدمة الرسوم الجمركية

متداول يراقب مؤشر جاكرتا في جنوب تانغيرانغ (أ.ف.ب)
متداول يراقب مؤشر جاكرتا في جنوب تانغيرانغ (أ.ف.ب)
TT
20

الأسواق العالمية تتنفس الصعداء بعد صدمة الرسوم الجمركية

متداول يراقب مؤشر جاكرتا في جنوب تانغيرانغ (أ.ف.ب)
متداول يراقب مؤشر جاكرتا في جنوب تانغيرانغ (أ.ف.ب)

سجلت الأسهم العالمية والعقود الآجلة الأميركية ارتفاعاً يوم الثلاثاء، مدفوعة بمكاسب قوية في طوكيو، حيث قفز مؤشر «نيكي 225» بأكثر من 6 في المائة، مع عودة نسبيّة للهدوء إلى الأسواق بعد الصدمات التي خلّفها تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ملف الرسوم الجمركية.

وجاء هذا الانتعاش النسبي بعد يوم عصيب في «وول ستريت»، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية إثر تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي تصعيد متبادل، أعلنت وزارة التجارة الصينية في وقت مبكر من الثلاثاء أنها «ستقاتل حتى النهاية»، ملوحة بإجراءات مضادة لم تُحدد بعد، رداً على تهديد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 50 في المائة على المنتجات الصينية.

وفي أوروبا، ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة ليبلغ 19.975.81 نقطة، في حين صعد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 1.3 في المائة إلى 7.018.79 نقطة. وحقق مؤشر «فوتسي 100» البريطاني مكاسب مماثلة بنسبة 1.3 في المائة ليصل إلى 7.804.73 نقطة. أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.5 في المائة في بداية تعاملات الثلاثاء، فيما صعد «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.9 في المائة.

وفي طوكيو، أغلق مؤشر «نيكي 225» مرتفعاً بنسبة تزيد قليلاً على 6 في المائة عند 33.012.58 نقطة، في حين استعادت بورصة هونغ كونغ جزءاً من خسائرها الحادة. ورغم ارتفاع مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 1 في المائة ليصل إلى 20.036.03 نقطة، فإنه لا يزال بعيداً عن تعويض خسائر الاثنين التي بلغت 13.2 في المائة، وهو أسوأ أداء يومي له منذ الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.

وفي الصين، صعد مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 1.4 في المائة ليصل إلى 3.140.15 نقطة، بعدما وجه صندوق الاستثمار الحكومي «سنترال هوجين» الشركات المملوكة للدولة بدعم السوق عبر شراء الأسهم.

وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر «كوسبي» بنسبة 0.3 في المائة إلى 2.334.23 نقطة، بينما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز - إيه إس إكس 200» الأسترالي نسبة 2.3 في المائة إلى 7.510.00 نقطة.

في المقابل، شهدت أسواق تايلاند وإندونيسيا تراجعات حادة مع استئناف التداول بعد عطلات. ففي جاكرتا، عُلّق التداول لفترة وجيزة بعد هبوط مؤشر «جيه إيه إكس» بأكثر من 9 في المائة، قبل أن يستقر على تراجع بنسبة 7.6 في المائة منتصف اليوم. كما خسر مؤشر «إس إي تي» التايلندي 4.2 في المائة.

وفي تايوان، انخفض مؤشر «تايكس» بنسبة 4 في المائة، متأثراً بخسائر شركة «تي إس إم سي» الرائدة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، التي تراجعت أسهمها بنسبة 3.8 في المائة يوم الثلاثاء.

وفي «وول ستريت»، كان يوم الاثنين حافلاً بالتقلبات؛ إذ انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة، بينما تراجع «داو جونز» بنسبة 0.9 في المائة، وصعد «ناسداك» بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة. هذا التذبذب عكس حالة من الحيرة والترقب بين المستثمرين، وسط شائعات كاذبة عن نية ترمب تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. وقد تسببت هذه الشائعات في ارتفاع مؤقت بالمؤشرات قبل أن ينفيها البيت الأبيض سريعاً، واصفاً إياها بأنها «أخبار كاذبة».

ولم يتأخر ترمب في الرد، بل صعّد الموقف قائلاً إنه ينوي رفع الرسوم الجمركية مجدداً بعد أن ردّت الصين بحزمة من الإجراءات على الواردات الأميركية.

ويصف مراقبون حرب ترمب التجارية بأنها هجوم مباشر على العولمة التي شكّلت العمود الفقري للاقتصاد العالمي خلال العقود الأخيرة، حيث أسهمت في خفض الأسعار لكنها أدّت أيضاً إلى انتقال وظائف التصنيع إلى الخارج. ويقول ترمب إنه يسعى لإعادة تلك الوظائف إلى أميركا، وتقليص العجز التجاري، لكن من غير الواضح مدى جدية أو مرونة الطرف الأميركي في التفاوض، أو ما إذا كانت هناك رغبة مقابلة من الشركاء التجاريين.

ويبدو أن الأسواق دخلت مرحلة من التقلّب الحاد، وسط غياب الوضوح بشأن مستقبل السياسة التجارية الأميركية. وقد يتوقف مصير الرسوم الجمركية الصارمة على نجاح أو فشل المفاوضات الجارية، وهو ما يبقي المستثمرين في حالة ترقّب مستمر.

وفي أسواق العملات، تراجع الدولار الأميركي إلى 147.32 ين ياباني، بعد أن كان عند 147.85 ين. كما انخفض اليورو إلى 1.0982 دولار، مقارنة بـ1.0905 دولار سابقاً.

وسجل الذهب ارتفاعاً لافتاً بلغ 54 دولاراً ليصل إلى نحو 3.028 دولار للأوقية، بينما صعدت عملة «البتكوين» بنسبة 6.2 في المائة إلى نحو 79.400 دولار، بعد أن كانت قد انخفضت إلى ما دون 79.000 دولار الاثنين، في تراجع واضح من ذروتها التاريخية التي تجاوزت 100.000 دولار في يناير (كانون الثاني) الماضي.