يجمع بعض صناديق التحوط والمستثمرين الكبار أسهم العقارات الصينية -التي طالما تجنَّبها المستثمرون خلال الشهور الماضية- حالياً بأسعار منخفضة، متوقعين عوائد مربحة عندما يتعافى القطاع من أزمته المطولة.
وقال المستثمرون إن العلامات الإيجابية الأخيرة، من تحسّن أسعار المساكن في المدن الكبرى إلى خطة إعادة تمويل شركة «فانكي» الرائدة في الصناعة، تُشير إلى أن هذا العام سيكون نقطة تحول لسوق العقارات.
ومن المؤكد أن مديري صناديق التحوط غاية في الحرص والانتقائية، وقد وضعوا أنظارهم خلال المرحلة الحالية على شركات بناء المساكن المدعومة من الدولة، وأكبر شركة وساطة عقارية على الإنترنت في الصين.
وقال وانغ تشينغ، رئيس مجلس إدارة شركة «شنغهاي تشونغ يانغ» لإدارة الاستثمار التي تدير 5 مليارات دولار: «لقد أضفنا بعض المطورين الكبار المملوكين للدولة مؤخراً، استناداً إلى منطق تحول القطاع... والفائزون يربحون كل شيء».
وتابع وانغ: «تتعافى مبيعات الأراضي في المدن من الدرجة الأولى، ولاحظنا أن هؤلاء المطورين العقاريين القلائل فقط ما زالوا يشترون الأراضي بنشاط»، مضيفاً أن هذا يعني أن هؤلاء المطورين يأخذون حصة سوقية أكبر.
وكانت العقارات الصينية هدفاً رئيسياً للبيع «على المكشوف» خلال فترة تباطؤ القطاع المثقل بالديون لأكثر من 3 سنوات، وتزايد ذلك مع إفلاس مجموعة من شركات العقارات العملاقة المملوكة للقطاع الخاص، بما في ذلك «إيفرغراند» و«سوناك تشاينا».
ويُشير التحول في المشاعر إلى أن المستثمرين يعيدون بناء الثقة بالقطاع، بعد التقاط الصناعة لبعض الأنفاس والتدابير الضخمة التي قدمتها الصين منذ سبتمبر (أيلول) لتثبيت استقرار سوق الإسكان المتدهورة، وفق «رويترز».
وتقوم شركة «غولدن نيست كابيتال» التي يقع مقرها في هونغ كونغ أيضاً بالاستثمار في أسهم بعض المطورين المملوكين للدولة. وقال ستانلي تاو، مدير الاستثمار في الشركة: «يُمكنك القول إن حجم مبيعات المنازل الجديدة انخفض بمقدار النصف، لكن عدد المطورين انخفض أكثر من ذلك»، موضحاً أنه مع استقرار القطاع، سيكون التعافي في هذه الأسهم التي تم تجاهلها كبيراً.
وارتفعت أسهم العقارات المدرجة في البر الرئيسي في هونغ كونغ بأكثر من 15 في المائة هذا الشهر، ما يجعلها واحدة من أفضل القطاعات أداءً بعد أسهم التكنولوجيا.
وأصبحت منصة «كيه إي هولدينغز» العقارية الصينية مفضلة بين صناديق التحوط الكبرى في آسيا. وقامت شركة «أسبكس مانجمنت» في هونغ كونغ التي تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار، ببناء مراكز جديدة في المنصة المدرجة في الولايات المتحدة، وذلك من خلال إضافة 6.51 مليون سهم في الربع الأخير من عام 2024، بقيمة سوقية تبلغ نحو 120 مليون دولار.
كما عززت شركة «دبليو تي أسيت مانجمنت»، التي تدير 4 مليارات دولار، حصتها في المنصة نفسها بمقدار 2.2 مليون سهم، بقيمة تزيد على 40 مليون دولار في الربع الأخير أيضاً.
وقال غريفين تشان، محلل العقارات في «سيتي ريسيرش» في مذكرة هذا الأسبوع، إن «كيه إي هولدينغز» تستفيد من المبيعات القوية للمنازل الثانوية في المدن الصينية الكبرى بعد رأس السنة القمرية.
وكانت عملية إنقاذ شركة «فانكي»، وهي شركة بناء منازل تعاني من ضائقة مالية، من قِبل الحكومة في أوائل فبراير (شباط) قد أسهمت في تعزيز المشاعر؛ حيث ينظر إليها الكثيرون على أنها حدث بارز يقلل بشكل كبير من خطر التخلف عن السداد من قبل مطور رئيسي آخر.
وانتعشت أسهم «كيه إي هولدينغز» ومطوري العقارات بشكل حاد في فبراير، على الرغم من أن عدداً منهم خسروا أكثر من 80 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وقال جون ويثار، من «بيكتيت أسيت مانجمنت»: «أعتقد أننا نقترب من نقطة تحول في أسهم العقارات»، مشيراً إلى أن انفتاحه على أسهم العقارات يعتمد على ما إذا كان سيصبح هناك مزيد من إعادة الهيكلة المدعومة من الحكومة وعلى اتجاهات أسعار العقارات... ومن الواضح أن التعافي في مرحلته الأولية، ولا يزال عدد من المدن الصغيرة يكافح بسبب المنازل غير المبيعة.