سجلت الأسهم الأوروبية أعلى مستوى تاريخي لها، الأربعاء، بدعم من اتفاق مهم بشأن المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، فضلاً عن سلسلة من الأرباح القوية للشركات.
وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.7 في المائة بحلول الساعة 09:47 (بتوقيت غرينتش)، وفق «رويترز».
ويعدّ مشروع اتفاق المعادن، الذي يُعد محوراً رئيسياً في مساعي كييف للحصول على دعم واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا بسرعة، بمثابة خطوة تأكيدية على أن الولايات المتحدة ترغب في أن تكون أوكرانيا «حرة وذات سيادة وآمنة».
وصعدت أسهم قطاع الموارد الأساسية بنسبة 1.5 في المائة، في حين سجل مؤشر شركات السلع الفاخرة الأوروبية زيادة بنسبة 1.4 في المائة. كما ارتفعت أسهم قطاع البناء والمواد بنسبة 1.6 في المائة، بقيادة سهم شركة «وينربرغر»، الذي قفز بنسبة 11 في المائة بعد إعلانها عن أرباح سنوية تفوق التوقعات.
وحقق سهم شركة أنهاوزر بوش إنبيف (إيه بي إنبيف) زيادة بنسبة 7.1 في المائة، بعد الإعلان عن أرباح تشغيلية في الربع الرابع تفوقت بشكل كبير على توقعات المحللين، مما ساهم في رفع مؤشر الأغذية والمشروبات بنسبة 1 في المائة.
وسجل سهم «ميونيخ ري» الألمانية زيادة بنسبة 5.3 في المائة، بعد إعلان أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم عن أرباح تشغيلية سنوية تجاوزت التوقعات، مما دعم مؤشر شركات التأمين بنسبة 1.4 في المائة.
كما ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في ألمانيا بنسبة 1.2 في المائة، متفوقاً على البورصات المحلية. وصعد مؤشر «داكس» هذا الأسبوع بعد فوز المحافظين بقيادة فريدريش ميرس في الانتخابات، مما أثار آمالاً في زيادة الإنفاق الدفاعي والإصلاحات الاقتصادية في البلاد.
وسجل مؤشر الفضاء والدفاع الأوروبي، الذي استفاد من التوقعات بزيادة الإنفاق العسكري، ارتفاعاً بنسبة 0.9 في المائة ليظل بالقرب من أعلى مستوياته القياسية.
وبذلك، ارتفع مؤشر «ستوكس» هذا العام بنحو 10 في المائة، متفوقاً بشكل كبير على مكاسب مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» التي بلغت 1.26 في المائة.
وفي حين أظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن العديد من المستثمرين والاستراتيجيين يتوقعون تصحيحاً في سوق الأسهم الأوروبية المحلية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، قبل أن تبدأ الأسهم في العودة إلى الارتفاع مرة أخرى، مع التطلع إلى مستويات مرتفعة جديدة بحلول عام 2026.
وقال رولاند كالويان، رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في «سوسيتيه جنرال»: «أنهينا عام 2024 بالكثير من التشاؤم بشأن أوروبا... لذا فإن ما شهدناه في بداية العام هو إعادة التوازن لصالح أوروبا».
ومن بين تحركات الأسهم الأخرى، تراجع سهم شركة «ستيلانتيس» بنسبة 3.4 في المائة بعد إعلانها عن انخفاض بنسبة 70 في المائة في صافي ربحها السنوي، مع وعد بالعودة إلى نمو الإيرادات وتوليد نقد إيجابي في عام 2025.
كما هبطت أسهم «دويتشه تيليكوم» بنسبة 3.7 في المائة بعد أن جاءت نتائجها السنوية وتوقعاتها لعام 2025 أقل بقليل من تقديرات المحللين.
وتتوجه الأنظار الآن إلى النتائج الفصلية لشركة «إنفيديا»، عملاق صناعة الرقائق الأميركية، التي من المقرر أن تكشف عنها بعد إغلاق السوق، وسط توقعات قوية تشير إلى نتائج متميزة قد تساهم في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن الاستثمارات الضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي.