المحكمة العليا في هونغ كونغ تأمر بتصفية وحدة تابعة لـ«تشاينا إيفرغراند»

أسعار المساكن الجديدة في الصين تستقر وسط معاناة القطاع

أحد المشروعات العقارية الكبرى في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
أحد المشروعات العقارية الكبرى في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
TT
20

المحكمة العليا في هونغ كونغ تأمر بتصفية وحدة تابعة لـ«تشاينا إيفرغراند»

أحد المشروعات العقارية الكبرى في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
أحد المشروعات العقارية الكبرى في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

قالت شركة «تشاينا إيفرغراند» للتطوير العقاري، الأربعاء، إن المحكمة العليا في هونغ كونغ أمرت بتصفية شركة «تيانغي القابضة»، وهي وحدة تابعة للشركة.

وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، أن أسعار المساكن الجديدة في الصين استقرت على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، مما يشير إلى أن قطاع العقارات يجد صعوبة في تحقيق انتعاش على الرغم من الجهود الحكومية المستمرة لدعم السوق.

وتشير حسابات «رويترز» بناء على بيانات المكتب الوطني للإحصاء إلى أن الأسعار ظلت دون تغيير للشهر الثاني على التوالي. وعلى أساس سنوي، انخفضت أسعار المساكن الجديدة 5.0 في المائة، بعد تراجعها 5.3 في المائة في الشهر السابق عليه.

وأظهرت البيانات الرسمية لشهر يناير أن إجمالي مساحات المنازل الجديدة غير المبيعة بلغ 390.88 مليون متر مربع في 2024 مما يمثل زيادة 16.2 في المائة عن العام السابق. وعلاوة على ذلك، انخفض بناء المساكن الجديدة، مقاساً بمساحة الأرضية، 23.0 في المائة سنوياً في العام الماضي.

وقال بنك «نومورا» في مذكرة بحثية إن «انخفاض الأسعار المطول في عام 2025 يدعم وجهة نظرنا الراسخة منذ فترة طويلة بأن الانهيار العقاري في الصين لم ينته بعد، وأن نظامها المالي يحتاج إلى تجديد».

وكثف صناع السياسات في النصف الثاني من العام الماضي جهودهم لدعم سوق العقارات في الصين، التي سقطت في براثن الركود في 2021، وتركت الأزمة في القطاع، التي نجمت عن حملة تقودها الحكومة لكبح جماح مطوري العقارات، كثيرين غير قادرين على سداد الديون واستكمال وحدات الإسكان المبيعة مسبقاً. وانخفضت على أثر ذلك مبيعات المنازل وتراجعت الثقة في القطاع.

وتقدم الحكومات المحلية في كثير من المدن للمطورين إرشادات غير رسمية حول مقدار ما يمكنهم تعديله من أسعار المنازل الجديدة، مما يجعلها مقياساً غير مثالي للطلب في السوق. ووفقاً لتقرير صادر عن جمعية العقارات الصينية، فإن أكثر من اثنتي عشرة مدينة، معظمها صغيرة، قالت إنها ستخفف أو تسقط القيود المفروضة على أسعار المنازل الجديدة.

لكن جهود الحكومات المحلية للحد من المخزون من خلال شراء المنازل غير المبيعة وإعادة استخدامها للإسكان بأسعار معقولة، تعوضها الإمدادات الوفيرة المستمرة في السوق الثانوية.

ووفقاً لتشانغ دوي، محلل العقارات في «سنتالين»، انخفضت أسعار المساكن في السوق الثانوية بنسبة 30 في المائة من ذروتها. وفي يناير أظهرت البيانات انخفاضاً سنوياً في أسعار المساكن القائمة بنسبة 5.6 و6.0 و8.2 في المدن من الدرجة الأولى والثانية والثالثة على التوالي.

وتشير تقديرات «موديز» للتصنيفات الائتمانية هذا الأسبوع إلى أن معاملات السوق الثانوية للعقارات السكنية، والتي شكلت 59 في المائة من جميع المعاملات في عام 2024، زادت بشكل كبير منذ عام 2022، ومن المتوقع أن تستمر في الارتفاع.

وقالت «موديز» في مذكرتها البحثية إن المؤشرات الرئيسة تفيد بأن التعافي المستدام في سوق العقارات «لا يزال غير مؤكد». وأضافت الوكالة: «نتوقع تعافياً أكثر استدامة في مبيعات العقارات إذا كانت هناك توقعات إيجابية للدخل، وتوقعات أسعار عقارات مستقرة أو زائدة، ومستويات مخزون أقل تشير إلى إدارة منضبطة للإمدادات».

وشملت التدابير التي تم تنفيذها العام الماضي لتحقيق الاستقرار في سوق العقارات تخفيضات في أسعار الرهن العقاري والحد الأدنى للدفعات الأولية، فضلاً عن الحوافز الضريبية لخفض تكلفة معاملات الإسكان، مما يساعد في تضييق الانخفاضات في أسعار المساكن الجديدة. وتعهد صناع السياسات باتخاذ مزيد من التدابير الداعمة هذا العام... وفي تقرير تنفيذ السياسة النقدية للبنك المركزي الصادر الأسبوع الماضي، انضم قطاع العقارات إلى قائمة المجالات الرئيسة المحددة لمزيد من الدعم الائتماني.


مقالات ذات صلة

كوريا تستبعد التوصل إلى اتفاق تجاري مع أميركا قبل الانتخابات الرئاسية

الاقتصاد متداولون للعملات في إحدى قاعات التداول بمقر «هانا بنك» في العاصمة الكورية سيول (أ.ب)

كوريا تستبعد التوصل إلى اتفاق تجاري مع أميركا قبل الانتخابات الرئاسية

استبعد مسؤول حكومي كوري جنوبي كبير، الاثنين، الموافقة على حزمة تجارية مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية في الدولة الآسيوية في 3 يونيو (حزيران) المقبل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الوزاري للمرأة بمجموعة «بريكس» في العاصمة البرازيلية (د.ب.أ)

«بريكس» تدافع عن التعددية في خضم حرب ترمب التجارية

من المتوقع أن تُكثّف دول مجموعة «بريكس» جهودها الاثنين بريو دي جانيرو للدفاع عن التعددية في ظل الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو (البرازيل))
الاقتصاد مواطنون يسيرون بجانب مبنى البنك المركزي في العاصمة الأنغولية لواندا (رويترز)

أنغولا تدرس اللجوء إلى صندوق النقد الدولي بعد انخفاض أسعار النفط

قالت وزيرة المالية الأنغولية، فيرا ديفيس دي سوزا، إن انخفاض أسعار النفط الخام يزيد من احتمال حاجة أنغولا لقرض من صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستقر بحذر مع ترقب بيانات اقتصادية حاسمة

استهل الدولار الأميركي تعاملات يوم الاثنين بثبات، مع ترقب المستثمرين بحذر التطورات المرتقبة في السياسة التجارية الأميركية، واستعدادهم لأسبوع حافل بالبيانات.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد جانب من المنتدى السعودي الأول للإحصاء في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تتصدر الدول العربية في العمل الإحصائي

تشهد الرياض انعقاد المنتدى السعودي الأول للإحصاء، وسط تأكيدات على أهمية تعزيز دور البيانات الدقيقة في دعم صناعة القرار وتسريع وتيرة التحول الاقتصادي والاجتماعي.

آيات نور (الرياض )

استطلاع: مخاطر الركود العالمي ترتفع بسبب رسوم ترمب

الرئيس الأميركي بمطار ليزبرغ التنفيذي يتجه إلى نادي ترمب الوطني للغولف في فرجينيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي بمطار ليزبرغ التنفيذي يتجه إلى نادي ترمب الوطني للغولف في فرجينيا (أ.ب)
TT
20

استطلاع: مخاطر الركود العالمي ترتفع بسبب رسوم ترمب

الرئيس الأميركي بمطار ليزبرغ التنفيذي يتجه إلى نادي ترمب الوطني للغولف في فرجينيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي بمطار ليزبرغ التنفيذي يتجه إلى نادي ترمب الوطني للغولف في فرجينيا (أ.ب)

أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» أن غالبية الاقتصاديين يعتقدون أن مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى ركود هذا العام مرتفعة، حيث أشار كثير منهم إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أثرت سلباً على معنويات قطاع الأعمال.

وقبل ثلاثة أشهر فقط، كانت المجموعة نفسها من الاقتصاديين، التي تغطي نحو 50 اقتصاداً، تتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي نمواً قوياً ومستقراً، لكن محاولات ترمب لإعادة هيكلة التجارة العالمية من خلال فرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأميركية قد أحدثت صدمات في الأسواق المالية، مما أدى إلى فقدان تريليونات الدولارات من قيمة سوق الأسهم، وهز ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية بوصفها ملاذاً آمناً، بما في ذلك الدولار.

ورغم تراجع ترمب مؤقتاً عن فرض أقسى الرسوم الجمركية على معظم شركائه التجاريين لبضعة أشهر، فإن الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات الأميركية لا تزال قائمة، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية بنسبة 145 في المائة على الصين، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

وقال جيمس روسيتر، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي العالمي في شركة «تي دي» للأوراق المالية: «من الصعب بما فيه الكفاية على الشركات التفكير في يوليو (تموز)، حيث لا تعرف ما الرسوم الجمركية المتبادلة. تخيل محاولة التخطيط لعام آخر، من يدري كيف سيكون الوضع، ناهيك عن خمس سنوات قادمة؟».

وفي مواجهة حالة عدم اليقين الزائدة والرسوم الجمركية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ قرن، سحب كثير من الشركات العالمية توقعات الإيرادات أو خفضتها.

وفي اتفاق نادر، لم يُصرّح أي من أكثر من 300 خبير اقتصادي شملهم استطلاع الرأي في الفترة من 1 إلى 28 أبريل (نيسان) بأن الرسوم الجمركية كانت لها تأثير إيجابي على معنويات الشركات، حيث قال 92 في المائة إن تأثيرها سلبي. بينما قال 8 في المائة فقط إنها محايدة، معظمهم من الهند وبعض الاقتصادات الناشئة الأخرى. كما خفض ثلاثة أرباع الاقتصاديين توقعاتهم للنمو العالمي لعام 2025 ليصل المتوسط إلى 2.7 في المائة مقابل 3 في المائة باستطلاع سابق أُجري خلال يناير (كانون الثاني). وكان صندوق النقد الدولي قد قدر النمو عند 2.8 في المائة.

وأظهرت الاقتصادات الفردية التي شملها الاستطلاع اتجاهاً مشابهاً، حيث خُفضت التوقعات المتوسطة لـ28 من أصل 48 اقتصاداً شملها الاستطلاع. بينما حافظت 10 اقتصادات على توقعاتها دون تغيير، في حين سجلت 10 اقتصادات، بما في ذلك الأرجنتين وإسبانيا، تحسناً طفيفاً، استناداً بشكل رئيس إلى التطورات المحلية.

وكان من المتوقع أن تنمو الصين وروسيا بنسبة 4.5 في المائة و1.7 في المائة على التوالي، متفوقتين على الولايات المتحدة. ولم تتغير هذه التقديرات المتوسطة عن استطلاع الربع الماضي. ومع ذلك، تم تخفيض توقعات النمو للمكسيك وكندا عن يناير بفارق كبير، إلى 0.2 في المائة و1.2 في المائة. وجاءت معظم هذه المراجعات في الشهر الماضي.

وكان الانقسام لعام 2026 متماثلاً تقريباً، مما يشير إلى أن الاتجاه الهبوطي في توقعات النمو، الذي بدأ منذ فرض ترمب للرسوم الجمركية، عميق ومن غير السهل إصلاحه.

وعند سؤالهم عن خطر الركود العالمي هذا العام، قال 60 في المائة من المشاركين في الاستطلاع - أي 101 من أصل 167 - إنه مرتفع أو مرتفع جداً. بينما قال 66 منهم إنه منخفض، من بينهم أربعة قالوا إنه منخفض جداً. وقال تيموثي غراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «ستيت ستريت»: «إنها بيئة صعبة للغاية للتفاؤل بشأن النمو». وأضاف: «حتى إذا ألغينا الرسوم الجمركية اليوم، فقد ألحق ذلك ضرراً بالغاً، من وجهة نظر الولايات المتحدة بوصفها جهة فاعلة موثوقة في الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، بدءاً من التجارة وصولاً إلى الدفاع المشترك».

كما يتوقع الخبراء أن يتعثر التقدم الذي أحرزته البنوك المركزية في كبح أسوأ موجة تضخم عالمي منذ عقود، وذلك بسبب الرسوم الجمركية، التي يتفق الاقتصاديون على أنها تضخمية.

وأضاف غراف: «قطع العلاقات مع أكبر شريك تجاري... سيُحدث آثاراً سلبية غير مريحة على الأسعار، وسيكون له تأثيرات سلبية على الدخل الحقيقي، وفي النهاية على الطلب». كما أشار إلى أن بيئة الركود التضخمي، التي كان احتمال حدوثها منخفضاً للغاية في الماضي، أصبح الآن احتمالاً أكبر. ويُعرَف الركود التضخمي عادة على أنه فترة ممتدة من الركود الاقتصادي مع ارتفاع التضخم والبطالة.

ولم يتوقع أكثر من 65 في المائة من البنوك المركزية الرئيسة - أي 19 من أصل 29 بنكاً - أن تحقق أهداف التضخم هذا العام، مع انخفاض هذا العدد إلى 15 بنكاً فقط للعام المقبل.