ارتفاع عائدات سندات اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوعين

وسط توقعات بزيادة الاقتراض الدفاعي

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

ارتفاع عائدات سندات اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوعين

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين يوم الأربعاء، حيث تركّز اهتمام المستثمرين على احتمالات الاقتراض الإضافي لتمويل الزيادة المتوقّعة في الإنفاق الدفاعي، في ظل محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.

وارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات التي تُعد المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 4 نقاط أساس إلى 2.529 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 31 يناير (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وشهدت العائدات القياسية للسندات الألمانية ارتفاعاً بنحو 9 نقاط أساس هذا الأسبوع، بعد أن فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحلفاء بإطلاق محادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث ذكرت مصادر في إدارته أن أوروبا ستكون مطالبة بتحمّل المزيد من العبء الأمني؛ مما يعني زيادة الإنفاق الدفاعي، وبالتالي زيادة الاقتراض عبر أسواق السندات، وهو ما يضيف ضغوطاً على العائدات.

وقال رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأوروبية في بنك «إس إي بي»، جوسي هيلجانين: «فجأة، بدأ الساسة والأسواق يستيقظون على حقيقة مفادها أن الإنفاق الدفاعي سوف يزيد بصورة كبيرة، وأن هذا سوف يتعيّن تمويله بطريقة أو بأخرى».

في الوقت ذاته، كان المستثمرون يستوعبون التهديدات الجمركية الأخيرة من جانب ترمب، الذي أعلن نيته فرض رسوم بنسبة 25 في المائة على السيارات. وعلى صعيد آخر، جاءت بيانات التضخم في المملكة المتحدة أعلى من المتوقع، حيث ارتفعت إلى 3 في المائة في يناير، مقارنة بـ2.5 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

تضييق الفوارق

ارتفع العائد على سندات إيطاليا لأجل 10 سنوات، بمقدار 5 نقاط أساس، إلى 3.594 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر يناير (كانون الثاني). وبلغ الفارق بين العوائد الإيطالية والألمانية لأجل 10 سنوات، وهو مقياس للمبلغ الإضافي الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالديون الإيطالية، 105 نقاط أساس، وهو قريب من أدنى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات عند 101 نقطة أساس، الذي تمّ تسجيله يوم الجمعة الماضي.

كما أغلق الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات عند أدنى مستوى له منذ يوليو (تموز)، حيث سجّل 66 نقطة أساس يوم الثلاثاء، واستقرّ بالقرب من هذا المستوى يوم الأربعاء. وكانت علاوة المخاطر على الديون الفرنسية قد ارتفعت في الصيف الماضي عندما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات أسفرت عن برلمان معلّق وركود سياسي، إلا أن تمرير الموازنة في وقت سابق من هذا الشهر أسهم في تهدئة المخاوف بين المستثمرين بشأن الاقتصاد.

وقال كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في بنك «آي إن جي»، بنيامين شرودر، إن احتمالات التعاون الأوروبي الوثيق بشأن الاقتراض قد تساعد في تضييق الفجوة بين عائدات منطقة اليورو.

وأشار هيلجانين إلى أن المشاعر الإيجابية بين المستثمرين، على خلفية تراجع احتمالية فرض تعريفات جمركية دراماتيكية من قِبل ترمب، كانت على الأرجح هي المحرك الرئيسي لهذا التحسّن.

أما بالنسبة إلى عائد السندات الألمانية لأجل عامين، الذي يتأثر بشكل أكبر بمراهنات أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي، فقد ارتفع بمقدار نقطتَيْن أساس؛ ليصل إلى 2.149 في المائة.


مقالات ذات صلة

اقتصاد اليونان يعود لوضعه الطبيعي بعد 15 عاماً

الاقتصاد علم اليونان يرفرف أعلى مدينة ساحلية قرب أثينا (رويترز)

اقتصاد اليونان يعود لوضعه الطبيعي بعد 15 عاماً

رحبت حكومة يمين الوسط اليونانية برفع تصنيفها الائتماني من جانب وكالة «موديز»، وهي آخر وكالة تصنيف رئيسية تلغي وضع «عالية المخاطر» لسندات حكومية كونها غير مضمونة

«الشرق الأوسط» (أثينا)
الاقتصاد علم ألمانيا يُرى خارج البوندستاغ الألماني (رويترز)

تراجع عوائد السندات الألمانية وسط تركيز على خطط زيادة الإنفاق العام

تراجعت عوائد السندات الألمانية القياسية في منطقة اليورو من أعلى مستوياتها في 17 شهراً يوم الخميس، وسط استمرار التركيز على الخطط الألمانية لزيادة الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد صورة جوية للعاصمة الكويتية (كونا)

«فيتش»: الكويت ثالث أكبر مصدّر للديون بالدولار في الخليج في 2024

احتلت الجهات المصدرة الكويتية المرتبة الثالثة بين أكبر مصدرين للديون بالدولار الأميركي في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2024، على الرغم من غياب قانون الدين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)

عائدات السندات الألمانية تنخفض مع سعي ميرتس لدعم الاقتراض الحكومي

انخفض العائد على السندات الألمانية القياسية بمنطقة اليورو بشكل طفيف عن أعلى مستوى له في 17 شهراً، يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداوِل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

ما أسباب عمليات البيع المكثفة في «وول ستريت»؟

شهدت أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم خسائر حادة بعد موجة بيع في الولايات المتحدة أثارها رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، استبعاد احتمال الركود.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تحسن أداء السوق السعودية في بداية الأسبوع بقيادة قطاع الإعلام

أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
TT

تحسن أداء السوق السعودية في بداية الأسبوع بقيادة قطاع الإعلام

أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

افتتحت السوق السعودية تعاملاتها يوم الأحد على ارتفاع بنسبة 0.5 في المائة، لتعوض جزءاً من خسائرها الأسبوعية السابقة التي بلغت 0.73 في المائة، مدعومة بأداء قوي لقطاع الإعلام والترفيه، الذي سجَّل ارتفاعاً بنسبة 6 في المائة.

وتصدر سهم «الأبحاث والإعلام» قائمة الأسهم الرابحة، محققاً مكاسب بنسبة 8.7 في المائة ليصل إلى 191 ريالاً. كما شهدت أسهم «الكيميائية»، و«المملكة»، و«رسن»، و«معادن» ارتفاعات ملحوظة.

وحقَّق «البنك الأهلي» و«الراجحي» مكاسب طفيفة بأقل من 1 في المائة، ليغلق الأول عند 34.75 ريال والثاني عند 101.6 ريال. كما ارتفع سهم «أكوا باور» بنسبة 1 في المائة ليصل إلى 335 ريالاً.

في المقابل، تراجع سهم «الإعادة السعودية» بنسبة 2 في المائة، رغم إعلان الشركة قفزة كبيرة في أرباحها لعام 2024، حيث ارتفعت بنسبة 281 في المائة لتصل إلى 474.8 مليون ريال (126.5 مليون دولار)، مقارنة بـ124 مليون ريال (33 مليون دولار) في عام 2023.