«المركزي» الروسي يثبت الفائدة مع دعم اتصال ترمب وبوتين للأسواق

«غولدمان ساكس» يرفع توقعاته لمؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مع تزايد فرص السلام

سيارات في أحد الشوارع بوسط العاصمة الروسية موسكو (أ.ف.ب)
سيارات في أحد الشوارع بوسط العاصمة الروسية موسكو (أ.ف.ب)
TT

«المركزي» الروسي يثبت الفائدة مع دعم اتصال ترمب وبوتين للأسواق

سيارات في أحد الشوارع بوسط العاصمة الروسية موسكو (أ.ف.ب)
سيارات في أحد الشوارع بوسط العاصمة الروسية موسكو (أ.ف.ب)

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 21 في المائة في اجتماع لمجلس الإدارة يوم الجمعة، مع ارتفاع الروبل وسوق الأسهم بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمكافحة التضخم، الذي بلغ 9.5 في المائة في عام 2024. وأثارت هذه الخطوة انتقادات شديدة من جانب الشركات، التي اشتكت من أن أسعار الفائدة المرتفعة تخنق الاقتصاد.

وقال البنك المركزي الروسي في بيان: «نظراً لموقف السياسة النقدية، فإن التضخم السنوي سينخفض ​​إلى مستوى بين 7.0 إلى 8.0 في المائة في عام 2025، ويعود إلى 4.0 في المائة في عام 2026، ويبقى عند الهدف في وقت لاحق». وأضاف أنه «على المدى المتوسط، لا يزال ميزان مخاطر التضخم يميل إلى الاتجاه الصعودي».

وارتفع الروبل بنحو 20 في المائة منذ بداية العام وسط تفاؤل السوق بشأن المحادثات المحتملة بين روسيا والولايات المتحدة. ومن شأن الروبل الأقوى أن يساعد البنك المركزي على احتواء التضخم.

وقال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين للرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن التضخم المرتفع هو التحدي الرئيسي للاقتصاد الروسي في عام 2025، ومن المهم احتواؤه.

وكان قرار الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير متماشياً مع استطلاع أجرته «رويترز» لآراء 24 محللاً. وفاجأ البنك المركزي الأسواق في آخر اجتماع لتحديد أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) 2024 بالإبقاء بشكل غير متوقع على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، بعد رفعه إلى أعلى مستوى منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في وقت سابق من العام.

وفي سياق مواز، رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لحركة مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على مدى 12 شهرا يوم الجمعة، مشيرا إلى الفوائد المحتملة لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بالنسبة لأسهم المنطقة. ورفع البنك توقعاته إلى 580 نقطة من 540 نقطة قبل ذلك.

وقال استراتيجيون في «غولدمان ساكس» بقيادة شارون بيل: «بالنسبة للأسهم الأوروبية نرى عددا من الفوائد المحتملة، من بينها انخفاض علاوة المخاطرة وانخفاض التضخم وتحسن ثقة المستهلك ونمو اقتصادي أقوى».

وأجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مناقشات منفصلة يوم الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأصدر تعليماته للمسؤولين الأميركيين ببدء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقال بيل: «من الواضح أن إمكانية السلام في أوكرانيا تشكل حافزاً لتقليل المخاطر».

وتتداول الأسهم الأوروبية بخصم عن نظيراتها الأميركية، حيث بلغت نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر «ستوكس 600» نحو 17.52 في المائة، مقارنة بنسبة 27.38 في المائة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

ومنذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واجهت أوروبا تحديات بسبب اعتمادها على روسيا في مجال الطاقة، حيث أدت العقوبات من الغرب إلى تقليص العرض وتسببت في ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء المنطقة.

وقال بيل إن الأسهم الأوروبية شهدت تدفقات خارجية كبيرة منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ويقدر «غولدمان ساكس» أن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو قد يزيد بنسبة 0.2 في المائة في سيناريو وقف إطلاق النار المحدود.

كما رفع بنك الاستثمار توقعاته لمدة 12 شهراً لمؤشر «فوتسي 100» القياسي البريطاني إلى 9000 نقطة من 8600 نقطة في التوقعات السابقة.


مقالات ذات صلة

الصين تنفي اتصالاً رئاسياً بين بكين وواشنطن

الاقتصاد شاشة إلكترونية في مدينة شنغهاي الصينية تعرض الناتج المحلي خلال الربع الأول (رويترز)

الصين تنفي اتصالاً رئاسياً بين بكين وواشنطن

أكدت بكين، يوم الاثنين، «عدم حصول اتصال هاتفي» في الفترة الأخيرة بين الرئيس شي جينبينغ ونظيره الأميركي، بعدما أعلن ترمب أنه تحدث مع شي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرياض تستضيف النسخة الثانية من قمة «عالم هادف» (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف قمة تبرز دور الشركات العائلية في بناء اقتصادات متنوعة

في وقت تتسارع فيه جهود التحول الاقتصادي، اجتمعت قيادات من مختلف أنحاء العالم في الرياض ضمن النسخة الثانية من قمة «عالم هادف»، لبحث سبل تحفيز قطاع الأعمال.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سكوت بيسنت خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن (رويترز)

بيسنت: الهند قد تكون أولى الدول الموقّعة على اتفاق تجاري مع أميركا

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الاثنين إن كثيراً من كبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين قدموا مقترحات «جيدة جداً» لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
عمال في خط إنتاج تابع لمصنع «نيسان» شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

ترجيحات بإبقاء «بنك اليابان» على أسعار الفائدة

من المُتوقع أن يُبقي «بنك اليابان» أسعار الفائدة ثابتة يوم الخميس، ويُحذّر من تزايد المخاطر على الاقتصاد الهشّ، مما قد يُبقي السياسة النقدية في نمط ركود.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يمر بسيارة نقل أمام لوحة إلكترونية تعرض سعر الين مقابل الدولار وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

طوكيو تنفي مزاعم بشأن مطالبة أميركا بتعزيز الين

نفت اليابان تقريراً إعلامياً يفيد بأن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أبلغ نظيره الياباني في اجتماع ثنائي بواشنطن أن ضعف الدولار وقوة الين أمران مرغوب فيهما.

«الشرق الأوسط»

دول الخليج تتوسع سياحياً والأسواق الناشئة تصعد مع انطلاقة «سوق السفر العربي» بدبي

جانب من المشاركة السعودية في «سوق السفر العربي» (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركة السعودية في «سوق السفر العربي» (الشرق الأوسط)
TT

دول الخليج تتوسع سياحياً والأسواق الناشئة تصعد مع انطلاقة «سوق السفر العربي» بدبي

جانب من المشاركة السعودية في «سوق السفر العربي» (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركة السعودية في «سوق السفر العربي» (الشرق الأوسط)

برزت الأسواق السياحية الناشئة بوصفها مقاصد جديدة في خريطة السياحة العالمية، مع النشاط الواسع الذي أظهرته خلال مشاركتها في معرض سوق السفر العربي الذي انطلق في مدينة دبي الإماراتية، في حين واصلت دول الخليج العربي، خاصة السعودية والإمارات، توسعها الكبير في قطاع السياحة.

ومع الزخم المتنامي في القطاع السياحي، تستكشف شركات الطيران الخليجية الفرص الاستثمارية وسط حالة الضبابية التي يعيشها الاقتصاد العالمي، مدفوعة بالتغيرات السريعة في مشهد التجارة والسفر الدولي.

وانطلقت فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من معرض سوق السفر العربي في دبي بمشاركة أكثر من 2800 عارض ونحو 55 ألف خبير من 166 دولة، وذلك تحت شعار «السفر العالمي: تطوير سياحة المستقبل من خلال تعزيز التواصل»، مع تركيز خاص على بناء قطاع سفر أكثر استدامة وتكاملاً عالمياً.

ويعكس المعرض حجم التحولات التي يشهدها قطاع السياحة العالمي؛ حيث يشكل التواصل المستدام والعابر للحدود ركيزة رئيسية لتطوير صناعة السياحة، في ظل اهتمام متزايد بتوسيع الأسواق الناشئة، وتعزيز الاستثمارات الخليجية في السياحة والطيران.

السعودية تستهدف الأسواق الرئيسية

وسلطت الهيئة السعودية للسياحة الضوء على تسارع نمو القطاع السياحي السعودي خلال مشاركتها في المعرض؛ حيث استقبلت المملكة نحو 116 مليون زائر في عام 2024، بزيادة قدرها 6.4 في المائة مقارنة بالعام السابق. وأكد فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن السعودية تسعى لتعزيز مكانتها وجهةً صيفيةً فريدةً عبر أجندة غنية من الفعاليات، وشراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، مستهدفة بذلك الأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.

الإمارات: الأداء السياحي يدعم التنويع الاقتصادي

من جهته، أكد عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، أن بلاده تواصل ترسيخ مكانتها وجهةً سياحيةً عالميةً، وذلك من خلال تطوير القطاع السياحي وفق أفضل الممارسات العالمية، وإطلاق المشاريع والمبادرات الوطنية الطموحة التي تدعم نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، وتعزز من جاذبية الدولة للاستثمارات في قطاعات الضيافة والطيران والسفر.

وأشار بن طوق إلى أن القطاع السياحي الإماراتي واصل تحقيق نتائج استثنائية خلال عام 2024؛ حيث ارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية إلى نحو 45 مليار درهم (12.2 مليار دولار)، محققة نمواً بنسبة 3 في المائة مقارنة بعام 2023، في حين بلغ معدل الإشغال الفندقي 78 في المائة، وهو من بين الأعلى إقليمياً وعالمياً.

وشهدت الدولة تدشين 16 فندقاً جديداً خلال العام الماضي، ليصل إجمالي عدد الفنادق إلى 1251 فندقاً، وشهد عدد الغرف الفندقية زيادة بنسبة 3 في المائة عن العام السابق، في الوقت الذي بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية نحو 30.8 مليون نزيل، بنمو 9.5 في المائة مقارنة بعام 2023، ما يمثل تحقيق 77 في المائة من مستهدف «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031» الخاص بعدد النزلاء قبل 7 سنوات من الموعد المحدد.

وأضاف وزير الاقتصاد: «تؤكد هذه المؤشرات الإيجابية نجاح رؤية الدولة في تعزيز تنافسية المنتج السياحي الإماراتي، وتدعم تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، التي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم (120 مليار دولار)، وجذب 40 مليون نزيل فندقي بحلول العقد المقبل ومع استمرار نمو القطاع بهذه الوتيرة، فإننا على ثقة بتحقيق هذه الأهداف الطموحة في وقت قياسي».

شركات الطيران الخليجية تتأهب للفرص

وعلى هامش المعرض، أكد أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي لشركة «الاتحاد للطيران»، أن الشركة لا ترى حتى الآن تداعيات كبيرة من التوترات التجارية العالمية على معدلات السفر، مشيراً إلى تحقيق الشركة معدلات إشغال قوية رغم الضبابية الاقتصادية. وكشف نيفيس عن خطط الشركة لإضافة ما بين 20 و22 طائرة جديدة خلال 2025، بهدف رفع أسطولها إلى أكثر من 170 طائرة بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن قوة اليورو مؤخراً قد تدعم زيادة حركة السياح الأوروبيين إلى المنطقة.

وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية شاملة على العشرات من شركائها التجاريين خلال الشهر الحالي قبل تعليق تطبيق معظمها، مما أدى إلى حالة من الضبابية في الأسواق وأثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.

وقال نيفيس إن «الاتحاد للطيران» سجلت معدلات قوية في إشغال المقاعد في الأسابيع القليلة الماضية رغم التوتر التجاري وإن التقلبات قد تؤدي إلى فرص في بعض الحالات.

وتوقع على سبيل المثال أن يتمكن المزيد من الأوروبيين من السفر بفضل المكاسب التي حققها اليورو في الآونة الأخيرة مقابل الدولار وعملات منطقة الخليج المربوطة بالعملة الأميركية.

وقال نيفيس على هامش معرض سوق السفر العربي في دبي: «يعني ذلك أن اليورو أصبح حالياً أقوى مقارنة بعملات الشرق الأوسط، لذا أتوقع أن نرى المزيد من الأوروبيين يتدفقون».

وأوضح أنه في حال تأثر عدد المسافرين بالاضطراب الناجم عن الرسوم الجمركية، فلدى «الاتحاد للطيران»، التي تملك أسطولاً يضم نحو 100 طائرة، خطة طوارئ ويمكنها الاعتماد على مرونتها. وأضاف: «نحو 60 في المائة من طائراتنا ليست عليها التزامات مالية، وثمنها مدفوع بالكامل. إذا واجهت أزمة يوماً ما، فسأوقف الطائرات... وأوفر 75 في المائة من التكلفة».

وخلال مؤتمر صحافي في وقت سابق من يوم الاثنين، ذكر نيفيس أن «الاتحاد للطيران» تخطط لإضافة ما يتراوح من 20 إلى 22 طائرة جديدة خلال 2025 في إطار سعيها لزيادة أسطولها إلى أكثر من 170 طائرة بحلول 2030.

وتستثمر العاصمة الإماراتية أبوظبي بكثافة في قطاعات مثل السياحة لتقليل اعتمادها على عائدات النفط. وافتتحت في 2023 مبنى جديداً في مطار زايد الدولي لترتفع طاقته الاستيعابية بما يعادل ثلاثة أمثال إلى 45 مليون مسافر سنوياً.

وذكر نيفيس أن 10 طائرات جديدة خلال العام الحالي ستكون من طراز إيرباص «إيه123 إل آر» التي ستبدأ الشركة تشغيلها في أغسطس (آب)، وتشمل الطائرات المتبقية 6 من طراز إيرباص «إيه 350» و4 من «بوينغ 787».

وقال نيفيس الذي أحجم عن الخوض في تفاصيل وتيرة تسليم الطلبيات إنه غير راضٍ عن التأخير، لكنه لا يؤثر على خطط النمو لدى الشركة. وأوضح أن «الاتحاد للطيران» تجري محادثات مستمرة مع شركات صناعة الطائرات، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت الشركة مهتمة بشراء بعض من عشرات الطائرات التي تسعى «بوينغ» إلى إعادة بيعها بعد حظرها من الصين بسبب الرسوم الجمركية.

«طيران الرياض» تقترب من الإعلان عن صفقة

من جانبه، قال توني دوجلاس، الرئيس التنفيذي لـ«طيران الرياض»، إن الشركة السعودية الجديدة مستعدة لشراء طائرات «بوينغ» المخصصة للصين إذا تعثرت صفقات التسليم بسبب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

وأضاف أن «طيران الرياض» لم تشهد أي تأثير من التباطؤ الاقتصادي العالمي على الطلب، مؤكداً أن الشركة تعتزم الإعلان قريباً عن صفقة لشراء طائرات عريضة البدن، مع خطط لزيادة عدد موظفيها إلى نحو ألف موظف خلال العام المقبل، استعداداً لإطلاق عملياتها في الربع الأخير من العام الحالي.

وأشار إلى أن استئناف الرحلات الجوية من الإمارات إلى سوريا والتحليق عبر المجال الجوي السوري «ربما يعدان مؤشراً على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح».