نمو طفيف للاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 % في الربع الأخير

قفزة في الجنيه الإسترليني بعد بيانات غير متوقعة

يمشي الناس على شارع رئيسي في كرويدون جنوب لندن (رويترز)
يمشي الناس على شارع رئيسي في كرويدون جنوب لندن (رويترز)
TT
20

نمو طفيف للاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 % في الربع الأخير

يمشي الناس على شارع رئيسي في كرويدون جنوب لندن (رويترز)
يمشي الناس على شارع رئيسي في كرويدون جنوب لندن (رويترز)

شهد اقتصاد المملكة المتحدة نمواً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي، مما وفّر بعض الراحة النادرة في ظل الصورة الاقتصادية المتشائمة التي تواجهها وزيرة المالية راشيل ريفز، وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني يوم الخميس.

وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا انكماش الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في الربع الرابع.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4 في المائة مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 0.1 في المائة. وجاء هذا النمو مدفوعاً بزيادة قوية غير متوقعة بنسبة 0.4 في المائة في قطاع الخدمات، الذي يعد أكبر القطاعات الاقتصادية في المملكة المتحدة.

ومع ذلك، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 0.1 في المائة في الربع الأخير بعد تعديله وفقاً للزيادة في عدد السكان، مما يسلّط الضوء على الضغوط المستمرة على مستويات المعيشة والمالية العامة.

وعلى مدار عام 2024 كله، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.9 في المائة. وفي الأسبوع الماضي، خفض بنك إنجلترا توقعاته للنمو لعام 2025 إلى 0.75 في المائة، وهو نصف المعدل الذي كان قد تم تقديره سابقاً. ورغم ذلك، تظل بعض المؤسسات مثل المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية أكثر تفاؤلاً بتوقعات نمو تصل إلى 1.5 في المائة.

وسجل الاقتصاد البريطاني نمواً معتدلاً في النصف الأول من عام 2024؛ حيث خرج من ركود ضحل في النصف الثاني من عام 2023، لكن في النصف الثاني من العام، شهد الاقتصاد تباطؤاً، مسجلاً نمواً صفرياً في الربع الثالث.

من جانبهم، اشتكى أصحاب الأعمال من زيادة ضرائب التوظيف التي بلغت 25 مليار جنيه إسترليني (31 مليار دولار)، والتي تم الإعلان عنها في أول موازنة لحكومة حزب العمال الجديدة في 30 أكتوبر (تشرين الأول). وأشاروا إلى أنهم يخططون لخفض عدد الموظفين ورفع الأسعار استجابة لهذه الزيادة في الضرائب.

وتشمل التحديات الأخرى التي يواجهها الاقتصاد البريطاني ضعف الطلب في الأسواق الأوروبية، وارتفاع أسعار الطاقة، واحتمال تباطؤ التجارة العالمية نتيجة للتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وفي هذا السياق، أعلنت ريفز ورئيس الوزراء كير ستارمر عن تدابير تهدف إلى تقليل تأخيرات تصاريح التخطيط والحواجز التنظيمية الأخرى في محاولة لتعزيز الثقة في الاقتصاد. ومع ذلك، يشير ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى أن ريفز قد تضطر إلى الإعلان عن تخفيضات في الإنفاق للحفاظ على الالتزام بقواعد الاقتراض التي فرضتها على نفسها، وذلك في حال تحديث خبراء التنبؤ الحكوميين لتوقعاتهم الشهر المقبل.

وشهد الجنيه الإسترليني قفزة ملحوظة بعد البيانات الاقتصادية، وارتفع بنسبة 0.57 في المائة إلى 1.25155 دولار مقابل الدولار الأميركي، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أكثر من أسبوع.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد وسط العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (رويترز)

صندوق النقد الدولي: الأرجنتين تطلب قرضاً جديداً بقيمة 20 مليار دولار

أكد صندوق النقد الدولي، أنه يجري محادثات مع الأرجنتين بشأن قرض جديد بقيمة 20 مليار دولار؛ بهدف دعم برنامجها للإصلاح الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حديثه في فعالية بالبيت الأبيض (رويترز)

ترمب يضغط لتصعيد الرسوم الجمركية

حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب كبار مستشاريه على اتخاذ موقف أكثر حزماً بشأن الرسوم الجمركية واستعداد الإدارة الأميركية لتصعيد كبير في حربها التجارية العالمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

استحوذت شركة «إكس إيه آي» التي يمتلكها إيلون ماسك، على منصة «إكس»، في صفقة تقدر قيمة موقع التواصل الاجتماعي عند 33 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشمس تغرب خلف مصفاة نفطية في إلدورادو بولاية كانساس الأميركية (أ.ب)

مخاوف الرسوم الجمركية تربك أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة في ظل مخاوف من تأثر الطلب نتيجة للرسوم الجمركية، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث وسط توقعات بنقص المعروض العالمي

«الشرق الأوسط» (لندن)

مع اقتراب رسوم ترمب... كوريا الجنوبية والصين واليابان تتفق على تعزيز التجارة

وزراء التجارة في كوريا الجنوبية والصين واليابان يتصافحون خلال الاجتماع بسيول (أ.ف.ب)
وزراء التجارة في كوريا الجنوبية والصين واليابان يتصافحون خلال الاجتماع بسيول (أ.ف.ب)
TT
20

مع اقتراب رسوم ترمب... كوريا الجنوبية والصين واليابان تتفق على تعزيز التجارة

وزراء التجارة في كوريا الجنوبية والصين واليابان يتصافحون خلال الاجتماع بسيول (أ.ف.ب)
وزراء التجارة في كوريا الجنوبية والصين واليابان يتصافحون خلال الاجتماع بسيول (أ.ف.ب)

جدد زعماء التجارة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، دعوتهم إلى تدفق مفتوح وعادل للسلع، وتعهدوا بتعميق العلاقات الاقتصادية، قبل أيام قليلة من عزم إدارة ترمب على فرض رسوم جمركية جديدة على دول في جميع أنحاء العالم.

فقد عقد وزراء التجارة الثلاثة في الدول الثلاث، أول حوار اقتصادي لهم منذ 5 سنوات، سعياً لتسهيل التجارة الإقليمية، في ظل تعافي القوى التصديرية الآسيوية الثلاث من رسوم ترمب. وانعقد الاجتماع في الوقت الذي من المقرر أن تدخل فيه الضريبة الأميركية البالغة 25 في المائة، على واردات السيارات، حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت واشنطن في 3 أبريل (نيسان). وتعد كل من كوريا الجنوبية واليابان من كبار مصدّري السيارات إلى أميركا.

والدول الآسيوية الثلاث من بين الدول التي يستهدفها ترمب. وبينما تخوض الصين حرباً تجارية متجددة مع الولايات المتحدة، يُظهر استخدام واشنطن الواسع للرسوم الجمركية أن حتى حلفاء أميركا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، ليسوا بمنأى عن التهديدات.

واتفق الوزراء الثلاثة على «التعاون الوثيق لإجراء محادثات شاملة ورفيعة المستوى» بشأن اتفاقية تجارة حرة لتعزيز «التجارة الإقليمية والعالمية»، وفقاً لبيان مشترك صدر عقب الاجتماع. وقالوا: «لقد أدركنا بشكل خاص الحاجة إلى التعاون الاقتصادي والتجاري الثلاثي المستمر لمعالجة التحديات الناشئة بشكل فعال، وتحقيق نتائج ملموسة في المجالات الرئيسية».

وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي آن دوك-جيون، في إشارة إلى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة: «من الضروري تعزيز تنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، التي شاركت فيها الدول الثلاث، ووضع إطار لتوسيع التعاون التجاري بين الدول الثلاث، من خلال مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا والصين واليابان».

واجتمع الوزراء قبل إعلان ترمب يوم الأربعاء، عن فرض مزيد من الرسوم الجمركية فيما سمَّاه «يوم التحرير»، حيث يُقلب شراكات واشنطن التجارية رأساً على عقب. وسيول وبكين وطوكيو شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة، على الرغم من وجود خلافات فيما بينها بشأن قضايا تشمل النزاعات الإقليمية، وتصريف اليابان لمياه الصرف الصحي من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المحطمة.

ولم يُحرزوا تقدماً ملموساً في اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية منذ بدء المحادثات عام 2012.

الجدير بالذكر أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2022، هي إطار عمل تجاري بين 15 دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يهدف إلى خفض الحواجز التجارية.

وكان ترمب أعلن الأسبوع الماضي، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على استيراد السيارات وقطع غيارها، وهي خطوة قد تضر بالشركات، خصوصاً شركات صناعة السيارات الآسيوية، التي تُعد من بين أكبر مُصدري السيارات إلى الولايات المتحدة.

وبعد المكسيك، تُعدّ كوريا الجنوبية أكبر مُصدر للسيارات في العالم إلى الولايات المتحدة، تليها اليابان، وفقاً لبيانات من «ستاندرد آند بورز».

واتفق الوزراء على عقد اجتماعهم الوزاري المقبل في اليابان.