توقعات بتراجع مشتريات الصين من معدات تصنيع الرقائق في 2025

تحت ضغط القيود الأميركية وفائض الطاقة

مجسمات لرقائق إلكترونية وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
مجسمات لرقائق إلكترونية وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
TT

توقعات بتراجع مشتريات الصين من معدات تصنيع الرقائق في 2025

مجسمات لرقائق إلكترونية وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
مجسمات لرقائق إلكترونية وفي الخلفية علم الصين (رويترز)

قالت شركة استشارية، الأربعاء، إن مشتريات الصين لمعدات تصنيع الرقائق يُتوقع أن تتراجع هذا العام بعد ثلاث سنوات من النمو، حيث تكافح الصناعة مع الطاقة الفائضة، وتواجه قيوداً أكبر من العقوبات الأميركية.

وقالت شركة أبحاث أشباه الموصلات الكندية «تك إنسايتس» إن الصين كانت أكبر مشتر لمعدات تصنيع الرقائق على مدار العامين الماضيين على الأقل، حيث اشترت أدوات بقيمة 41 مليار دولار، وتمثل 40 في المائة من المبيعات العالمية في عام 2024.

لكن من المتوقع أن ينخفض ​​إنفاق الصين هذا العام إلى 38 مليار دولار، بانخفاض 6 في المائة على أساس سنوي، وستنخفض حصتها من المشتريات العالمية إلى 20 في المائة في أول انخفاض منذ عام 2021؛ وفقاً لما قاله بوريس ميتودييف، كبير محللي تصنيع أشباه الموصلات في «تك إنسايتس»، في ندوة عبر الإنترنت، مضيفاً: «يمكننا أن نرى بعض التباطؤ في الإنفاق الصيني بسبب ضوابط التصدير، والطاقة الزائدة».

وكانت الصين المحرك العالمي للنمو لقطاع معدات تصنيع الرقائق العالمية في عامي 2023 و2024 عندما شهدت السوق الأوسع تباطؤاً بسبب انخفاض الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية.

وكان كثير من مشتريات الصين مدفوعاً بالتخزين، حيث فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات في محاولة لإحباط قدرة بكين على الوصول إلى الرقائق وإنتاجها، التي يمكن أن تساعد في تطوير الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية، أو تهديد الأمن القومي الأميركي بطريقة أخرى.

وواصلت شركات الرقائق الصينية إحراز التقدم على الرغم من جهود واشنطن، حيث أنتجت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين «إس إم آي سي»، و«هواوي» الخاضعة للعقوبات الأميركية، شريحة متقدمة العام الماضي باستخدام جهود أكثر تكلفة وشاقة. كما توسعت الشركات الصينية بشكل كبير في قطاع الرقائق المتطورة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في القدرة الإنتاجية، والاستحواذ على حصة السوق من المنافسين التايوانيين.

وقال ميتودييف إن شركات تصنيع المعدات الصينية الرائدة، بما في ذلك «نورا تكنولوجي غروب»، و«إيه إم إي سي» تعمل على توسيع نطاقها عالمياً، حيث أصبحت «نورا» الآن سابع أكبر شركة لتصنيع المعدات في العالم من حيث المبيعات.

وقال ميتودييف إنه في حين تعمل الصين على أن تصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً في معدات تصنيع الرقائق، فإن أكبر نقاط ضعفها تظل أنظمة الطباعة الحجرية، بالإضافة إلى أدوات الاختبار والتجميع.

وتعد «إيه إس إم إل» الهولندية أكبر شركة مصنعة لآلات الطباعة الحجرية في العالم. وأضاف ميتودييف أن الشركات الصينية قدمت 17 في المائة فقط من أدوات الاختبار المحلية، و10 في المائة من معدات التجميع المستخدمة بالبلاد في عام 2023.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

الاقتصاد جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)

النفط لثاني مكسب أسبوعي بعد عقوبات على إيران وخطة «أوبك بلس»

اتجهت أسعار النفط لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بعد أن أدت عقوبات أميركية على إيران وخطة جديدة من تحالف أوبك بلس لزيادة الرهانات على تراجع الإمدادات

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شخص يحمل هاتفاً ذكياً وتظهر على شاشته تطبيقات ذكية صينية من بينها «ديب سيك» (د.ب.أ)

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

سجلت شركة «مانوس» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مساعدها الذكي الموجه للصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يُبقي الفائدة عند 21 % مع احتمال رفعها مستقبلاً

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي عند 21 في المائة يوم الجمعة، متماشياً مع التوقعات، مع الإشارة إلى إمكانية رفع الفائدة مجدداً مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

البنوك المركزية تتبنى الحذر وسط اضطرابات الاقتصاد العالمي

تتجه البنوك المركزية الكبرى في الأسواق المتقدمة إلى مزيد من الحذر بعد سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، مع تصاعد حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش، متجاوزاً العقبة الأخيرة في مسار التحول السياسي التاريخي.

وتنهي التشريعات الجديدة عقوداً من المحافظة المالية في ألمانيا؛ إذ أنشأت صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية، مع تخفيف القواعد الصارمة للاقتراض للسماح بزيادة الإنفاق على الدفاع، وفق «رويترز».

ونجح الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، اللذان يجريان محادثات ائتلافية بعد انتخابات الشهر الماضي، في تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته لتجنب معارضة المشرعين من أقصى اليسار واليمين في «البوندستاغ» الجديد الذي يبدأ عمله في 25 مارس (آذار).

ودافع الزعيم المقبل، فريدريش مرتس، عن الجدول الزمني الضيق الذي أغضب الأحزاب المعارضة المتطرفة، بالإشارة إلى الوضع الجيوسياسي المتغير بسرعة.

ويخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن التحولات في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب قد تعرض القارة لهجوم متزايد من روسيا والصين المتزايدتين قوة.

وقال ماركوس سويدير، رئيس وزراء بافاريا: «التهديد من الشرق، من موسكو، لا يزال قائماً، في حين أن الدعم من الغرب لم يعد كما اعتدنا عليه». وأضاف: «العلاقة مع الولايات المتحدة قد اهتزت عميقاً بالنسبة لي ولعديد من الآخرين. الألمان قلقون».

«خطة مارشال» الألمانية

تشكل هذه الإصلاحات تراجعاً كبيراً عن «قاعدة الديون» التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرضت لانتقادات عديدة باعتبارها قديمة وتضع ألمانيا في قيد مالي.

وقال رئيس بلدية برلين، كاي فيغنر: «دعونا نكن صرحاء: ألمانيا قد أُهملت جزئياً على مر العقود». وأضاف: «لقد تم إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من أن يتم تطويرها بشكل فعّال».

ووصف سويدير الحزمة بأنها «خطة مارشال»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية التي ساعدت في إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل أن تبدأ التحفيزات في التأثير إيجابياً على الاقتصاد الذي انكمش على مدى عامين متتاليين.

وقال الاقتصادي في بنك «بيرنبرغ»، سالومون فيدلر: «ربما يستغرق الأمر حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عادية لعام 2025». وأضاف أنه لن يكون قبل وقت لاحق من هذا العام حتى يبدأ الإنفاق الجديد في التأثير بشكل فعلي.

انطلاقة قوية لمرتس؟

تمنح موافقة البرلمان على التشريعات مرتس الذي فاز حزبه في الانتخابات الشهر الماضي، انتصاراً كبيراً قبل أن يؤدي اليمين مستشاراً. ومع ذلك، فقد كلفه ذلك بعض الدعم؛ إذ وعد مرتس خلال حملته الانتخابية بعدم فتح صنابير الإنفاق بشكل فوري، ليعلن بعدها بفترة قصيرة عن تحول كبير في السياسة المالية.

واتهمه البعض، بما في ذلك داخل معسكره، بأنه خدع الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «زد دي إف» يوم الجمعة أن 73 في المائة من المشاركين يشعرون بالخذلان منه، بما في ذلك 44 في المائة من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي.

وأظهر الاستطلاع أيضاً انخفاض دعم الحزب إلى 27 في المائة، في حين ارتفع دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى 22 في المائة.

وقال مرتس يوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من هذه الاتهامات، لكنه فهمها إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أنه كان عليه أن يتصرف بسرعة بسبب التغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية.

وأضاف في حدث في فرنكفورت: «أعلم أنني قد استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، بما في ذلك مصداقيتي الشخصية».