بنوك اليابان الكبرى تتجه لتحقيق أرباح قياسية

«نيكي» يقلص مكاسبه مع تأثيرات حرب التجارة الأميركية الصينية

مشاة يتأهبون لعبور طريق وسط العاصمة اليابانية طوكيو وفي الخلفية شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
مشاة يتأهبون لعبور طريق وسط العاصمة اليابانية طوكيو وفي الخلفية شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
TT

بنوك اليابان الكبرى تتجه لتحقيق أرباح قياسية

مشاة يتأهبون لعبور طريق وسط العاصمة اليابانية طوكيو وفي الخلفية شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
مشاة يتأهبون لعبور طريق وسط العاصمة اليابانية طوكيو وفي الخلفية شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)

تتجه البنوك العملاقة الثلاثة في اليابان لتحقيق دخل سنوي قياسي بعد الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية، مع استفادتها من مبيعات حصص الملكية المتبادلة، وتعزيز الهوامش بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في الداخل.

وكان نهاية التحفيز بمثابة دفعة قوية للبنوك اليابانية، التي تحملت هوامش ضئيلة للغاية على مدى سبع سنوات من أسعار الفائدة السلبية.

وفي الفترة ما بين أبريل (نيسان) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، حققت مجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية، ومجموعة «سوميتومو ميتسوي» المالية، ومجموعة «ميزوهو» المالية 99.9 و97.9 و104 في المائة من توقعات أرباحها السنوية على التوالي. ولم ترفع أي من المجموعات المصرفية الثلاث إرشاداتها للعام بأكمله، مستشهدة بالحاجة المحتملة لاستخدام الأموال الفائضة لتأمين وضعها المالي المستقبلي.

وقفزت أرباح «ميتسوبيشي يو إف جي» في الربع الثالث بنسبة 32 في المائة إلى 490.74 مليار ين (3.16 مليار دولار)، من 370.64 مليار ين في العام السابق. سجلت «سوميتو ميتسوي»، و«ميزوهو» قفزات خلال الفترة نفسها بنسبة 54 و28 في المائة على التوالي.

وأدت ثلاث زيادات في أسعار الفائدة منذ مارس (آذار) 2024 إلى توسيع فروق القروض المحلية، في حين أن عودة التضخم شجعت الشركات اليابانية الكبرى، التي تشكل الجزء الأكبر من عملاء البنوك الكبرى، على الحصول على قروض للاستثمار.

إلى جانب ذلك، شجعت الدعوات الزائدة لتحسين تخصيص رأس المال - من قبل السلطات اليابانية والمستثمرين - الشركات على التخلص من حصصها المتقاطعة والأصول غير الأساسية أو غير المستغلة بشكل كامل، مما أدى إلى توليد رسوم للبنوك.

وأثبت بيع البنوك لحصصها في الأسهم الخاصة أنها بمثابة رياح مواتية أخرى. حيث باعت «ميتسوبيشي يو إف جي» ما قيمته 225 مليار ين من حصصها بين أبريل وديسمبر، مع الموافقة على بيع 248 مليار ين أخرى قبل نهاية مارس 2027... كما تهدف إلى التخلص من 264 مليار ين إضافية خلال تلك الفترة.

كما دفعت سنوات الانكماش المجموعات المالية اليابانية إلى البحث في الخارج عن النمو، مما ساعد في دفع الأرباح إلى مستويات قياسية الآن، حيث أصبحت السوق المحلية أكثر ربحية.

وتشكل القروض الخارجية ما يقرب من 40 في المائة من رصيد قروض «ميتسوبيشي يو إف جي»، في حين أن ملكيتها لنحو 23.5 في المائة من بنك «مورغان ستانلي» ولدت أكثر من 20 في المائة من أرباحها في الفترة من أبريل إلى ديسمبر.

وفي سياق منفصل، ارتفع مؤشر «نيكي» الياباني يوم الثلاثاء بعد أن علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده بفرض رسوم جمركية كبيرة على المكسيك وكندا، قبل أن يقلص بعض المكاسب مع تبادل فرض الرسوم بين الولايات المتحدة والصين.

وصعد مؤشر «نيكي» 1.8 في المائة وسط عودة المستثمرين لشراء الأسهم، بعدما سجل يوم الاثنين أسوأ أداء له في أربعة أشهر. وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.7 في المائة عند 38798.37 نقطة، كما أغلق مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.7 في المائة عند 2738.02 نقطة.

ووافق الرئيس الأميركي على تعليق تنفيذ الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك المجاورتين لمدة 30 يوماً؛ تمهيداً للدخول في مزيد من المفاوضات معهما، وهو ما حد من المخاوف التي هزت الأسواق العالمية يوم الاثنين.

غير أن الرسوم الجمركية البالغة 10 في المائة التي قرر ترمب فرضها على الصين دخلت حيز التنفيذ في الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، وهو ما رد عليه ثاني أكبر اقتصاد في العالم سريعاً بفرض رسوم على بعض الواردات الأميركية.

وقال ناكا ماتسوزاوا، الخبير الاستراتيجي للاقتصاد الكلي لدى «نومورا» للأوراق المالية: «لا تزال السوق منشغلة بالحديث اليومي عن الرسوم الجمركية». وأضاف أنه في حين أنه ليس أمام الولايات المتحدة الكثير لتكسبه من إلحاق الضرر بالاقتصادين الكندي والمكسيكي من خلال الرسوم الجمركية، فإن «القصة مختلفة تماماً» عندما يتعلق الأمر بمنافستها الاقتصادية الصين.

وارتفعت أسهم شركات تصنيع السيارات اليابانية بعد هبوطها في الجلسة السابقة عندما ركز المستثمرون على تقييم مدى تأثير الرسوم الجمركية على إنتاج السيارات في المكسيك التي يوجد فيها عدد من مصانع السيارات. وصعد المؤشر الفرعي للسيارات 1.4 في المائة ليصبح من أكبر الرابحين. وارتفع سهم «تويوتا موتور» 1.7 في المائة.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر الدولية»: هناك الكثير من فرص الشراكة مع القطاع الخاص

الاقتصاد مدخل منتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» 2025 (الشرق الأوسط) play-circle 01:51

«البحر الأحمر الدولية»: هناك الكثير من فرص الشراكة مع القطاع الخاص

تستعد الشركة السعودية المطورة لمشاريع المنتجعات الفاخرة في البحر الأحمر للشراكة مع القطاع الخاص، سواء من خلال سلاسل التوريد، أو التمويل، أو الاستثمار المشترك.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد بوابة الدخول لمنتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» 2025 (الشرق الأوسط)

منتدى «صندوق الاستثمارات العامة» يختتم أعماله باتفاقيات تجاوزت 3.7 مليار دولار

اختتم منتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص» نسخته الثالثة، بتوقيع 142 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تجاوزت 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة تحت الثلوج في الطريق إلى أحد المزارات الدينية التاريخية بمدينة ناغانو اليابانية (أ.ف.ب)

ارتفاع «تضخم الجملة» في اليابان يعزز رهانات رفع الفائدة

قفز التضخم السنوي لأسعار الجملة في اليابان إلى أعلى مستوى في 7 أشهر خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، وتسارع للشهر الخامس على التوالي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مبنى «مصرف لبنان» في بيروت (رويترز)

«مصرف لبنان» يعلن التعاون مع الحكومة الجديدة لوضع «خطة عادلة» للمودعين

قال حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة، وسيم منصوري، في تصريح لقناة «العربية»، الخميس، إن المصرف المركزي سيتعاون مع الحكومة الجديدة لوضع «خطة عادلة» للمودعين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد عامل يقوم بتقطيع أسطوانة من الصلب في أحد المصانع بشرق الصين (أ.ف.ب)

الصين: رسوم الصلب الأميركية تهدد بإشعال حرب تجارية عالمية

قالت رابطة الحديد والصلب الصينية إن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم سيكون لها تأثير سلبي على سلسلة التوريد العالمية

«الشرق الأوسط» (بكين)

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)
TT

رئيس التكرير والكيميائيات في «أرامكو» عضواً بالأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)

تم انتخاب الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو السعودية»، محمد القحطاني، عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية للهندسة، وهي مؤسسة أميركية غير ربحية، تعمل على تقديم المشورة المستقلة بشأن المسائل ذات الصلة بالهندسة والتقنية، إضافة إلى رفع الوعي والمعرفة بالهندسة، والمساعدة في تعزيز حيوية مهنة الهندسة.

ويُعد انتخاب القحطاني للأكاديمية الوطنية للهندسة من بين أعلى الأوسمة المهنية الممنوحة للمهندسين، كما أنه إنجاز استثنائي؛ إذ إنه أول سعودي يتم انتخابه لعضوية الأكاديمية منذ تأسيسها عام 1964، وفق بيان صادر عن «أرامكو».

وتضم الأكاديمية الوطنية للهندسة أكثر من 2800 عضو منتخب من كبار القياديين والأكاديميين والعلماء في مجالات الهندسة، ويُعدُّ أعضاؤها من بين أكثر المهندسين إنجازاً على مستوى العالم.

ويتمتع هؤلاء المهندسون بإنجازات تقنية ومهارات قيادية متميّزة، ولهم إسهامات متميّزة في مجالات: الممارسة الهندسية أو البحوث أو التعليم، والريادة في مجالات التقنيات الجديدة والمتطورة، والتقدّم الكبير في مجالات الهندسة التقليدية، أو تطوير وتنفيذ مناهج مبتكرة للتعليم الهندسي، أو القيادة الهندسية لواحد أو أكثر من المساعي الرئيسة.

ويساعد الأعضاء في تحديد مجالات البحوث المهمة، وإطلاق حوارات حول المسائل الهندسية المعقدة، ونشر المعرفة العامة. كما أنهم يبذلون جهودهم ويستخدمون مهاراتهم في مشاريع مهمة تربط بين الهندسة والتقنية وجودة الحياة.

ويعكس هذا التكريم دعم جهود «أرامكو» للتميّز الهندسي والابتكار التقني. وقد تم انتخاب القحطاني لعضوية مجلس إدارة الأكاديمية الوطنية للهندسة ضمن دورة عام 2025؛ تقديراً لأدواره القيادية وإسهاماته في إدارة الكربون بأعمال النفط والغاز، حسب البيان.

محمد القحطاني (أرامكو)

وسيتم تكريم القحطاني وآخرين من الدفعة المنتخبة حديثاً رسمياً خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الوطنية للهندسة في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقد تم انتخاب 22 عضواً دولياً فقط لدورة 2025، ليصل إجمالي عدد الأعضاء الدوليين إلى 336 عضواً.

وتعليقاً على هذا التكريم، قال القحطاني: «يُسعدني أن يتم انتخابي عضواً دولياً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة. ولا شك في أن هذه اللحظة تمثّل علامة فارقة على المستوى الشخصي تعكس الإسهامات التي قدمتها (أرامكو السعودية) في مجالات الهندسة الأساسية. وبينما تواصل الشركة دعم الابتكار عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية؛ بهدف معالجة القضايا الرئيسة مثل أمن الطاقة وخفض الانبعاثات، فإنني أتطلع لتقديم رؤية متميّزة لـلأكاديمية، وكذلك التعاون مع زملائي الأعضاء للمساعدة في الوصول إلى حلول مؤثرة لمواجهة التحديات المعقدة».

وأضاف: «يعكس هذا التكريم جهود (أرامكو السعودية) في مجال إدارة الكربون، والحلول التقنية منخفضة الكربون، والمحافظة على أحد أدنى معدلات كثافة الكربون والميثان في قطاع التنقيب والإنتاج، وكذلك تقنياتنا التي تعزّز الاستدامة وتحويل السوائل كيميائيات، التي تساعدنا على مواصلة النمو وأن نظل إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات. ولذلك؛ فإنني فخور بأن أكون جزءاً من هذه المنظومة الرائعة».

وقدّم رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، التهنئة للقحطاني بمناسبة انتخابه لعضوية الأكاديمية، وقال: «الانتخاب لعضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة يعدّ أحد أرفع الأوسمة المهنية في مجال الهندسة على مستوى العالم. وبالنسبة لمحمد يحيى القحطاني، فهو يمثل تقديراً لمسيرته المهنية والقيادية المتميزة، ويجسد جهوده وإنجازاته التي نعتز بها في المجال الهندسي. كما أنه شهادة لجهود (أرامكو السعودية) المعروفة في تنمية الكفاءات البشرية، فقد بدأ محمد حياته المهنية في (أرامكو السعودية) مهندس بترول شاباً، وسرعان ما أثبت نفسه ليس فقط مهندساً محترفاً، بل أيضاً قائداً يحظى بتقدير كبير في مختلف إدارات الشركة. ولا شك أن محمد القحطاني كما أصبح أول سعودي يحظى بهذا التكريم، فسيكون بإذن الله مصدر إلهام لمهندسين سعوديين شباب في (أرامكو السعودية) والمملكة في شتّى المجالات».

يُشار إلى أنه تم تعيين القحطاني رئيساً للتكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو» في الأول من يوليو (تموز) 2023، وكان يشغل قبل ذلك منصب النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق منذ 13 سبتمبر (أيلول) 2020.

وبالإضافة إلى قيادة قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو»، يشغل القحطاني منصب رئيس مجلس إدارة شركة «أرامكو للتجارة»، وشركة «موتيفا إنتربرايز» المحدودة، وشركة «أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب)، إضافة إلى ذلك، يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). فضلاً عن عضويته في مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وشركة «إس أويل»، وشركة «وادي الظهران للتقنية»، وعضوية مجلس المستشارين لغرفة التجارة الثنائية الأميركية - العربية.

كما سبق أن شغل عضوية مجالس إدارات كل من مصفاة الجبيل التابعة لشركة «أرامكو السعودية» (ساسرف)، وشركة تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، والهيئة السعودية للمهندسين، والشركة العربية للجيوفيزيا والمساحة المحدودة (أركاس)، وشركة «بينغرانغ» للتكرير، وشركة «بينغرانغ بتروكيميكال»، ويُشار إليهما مجتمعتين باسم (بريفكيم)، والجمعية الدولية لمهندسي البترول.

وخلال مسيرته المهنية في «أرامكو»، تقلّد القحطاني عدداً من المناصب القيادية في قطاعات شؤون الشركة، والتنقيب والإنتاج، والتكرير والكيميائيات والتسويق. وفي عام 2007، عُين في منصب رئيس شركة خدمات «أرامكو» وكبير إدارييها التنفيذيين في هيوستن، تكساس بالولايات المتحدة. وفي عام 2008، عُيّن في منصب كبير مهندسي البترول، ثم عُين في عام 2009 في منصب المدير التنفيذي لهندسة البترول والتطوير ومن ثم نائب الرئيس في ذلك المجال. كما عُيّن في منصب نائب الرئيس لشؤون «أرامكو السعودية» ومنصب نائب الرئيس للتخطيط العام.