«سوفت بنك» تسعى لاستثمار قياسي في «أوبن إيه آي» بقيمة 25 مليار دولار

لتعزيز شراكتها في الذكاء الاصطناعي

شعار «سوفت بنك» يظهر في متجر في طوكيو (وكالة حماية البيئة)
شعار «سوفت بنك» يظهر في متجر في طوكيو (وكالة حماية البيئة)
TT
20

«سوفت بنك» تسعى لاستثمار قياسي في «أوبن إيه آي» بقيمة 25 مليار دولار

شعار «سوفت بنك» يظهر في متجر في طوكيو (وكالة حماية البيئة)
شعار «سوفت بنك» يظهر في متجر في طوكيو (وكالة حماية البيئة)

تجري مجموعة «سوفت بنك» محادثات لاستثمار يصل إلى 25 مليار دولار في شركة «أوبن إيه آي»، في صفقة من شأنها أن تجعلها أكبر داعم مالي لصانع «تشات جي بي تي»، حيث يتعاون الطرفان في مشروع ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الشركتان بدء مشروع مشترك تحت اسم «ستارغيت»، الذي يتضمَّن إنشاء مراكز بيانات متعددة، ومن المقرر أن تنفقا عليه نحو 100 مليار دولار، مع توقع زيادة هذا الرقم إلى 500 مليار دولار خلال الـ4 سنوات المقبلة.

وتجري المحادثات حالياً لاستثمار ما بين 15 إلى 25 مليار دولار مباشرة في «أوبن إيه آي»، بالإضافة إلى التزام «سوفت بنك» بتخصيص أكثر من 15 مليار دولار لمشروع «ستارغيت»، وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات. وفي النهاية، قد يتجاوز إجمالي استثمار «سوفت بنك» في شراكتها مع «أوبن إيه آي» 40 مليار دولار. وأكد أحد المصادر أن المبلغ المستهدف للاستثمار في أسهم «أوبن إيه آي» يظل متغيراً حسب تطورات المفاوضات، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تستثمر «أوبن إيه آي» نحو 15 مليار دولار في مشروع «ستارغيت»، مما يسهم في تغطية التزام «أوبن إيه آي» في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. وتأتي هذه الصفقة خطوةً طموحةً من مؤسس «سوفت بنك»، ماسايوشي سون، الذي يسعى لتعزيز مكانته قوةً رئيسيةً في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تعميق علاقاته مع «أوبن إيه آي» ورئيسها التنفيذي سام ألتمان.

وإذا تمت هذه الصفقة، فإن استثماراً بقيمة 15 مليار دولار أو أكثر سيجعل «سوفت بنك» أكبر داعم فردي لشركة «أوبن إيه آي»، متفوقة على «مايكروسوفت»، التي كانت قد استثمرت لأول مرة في «أوبن إيه آي» عام 2019.

وفيما يخص مشروع «ستارغيت»، كانت هناك تساؤلات بشأن كيفية تغطية التكاليف الضخمة للبناء، حيث أثارت هذه التكاليف سابقاً تساؤلات من شخصيات بارزة في قطاع التكنولوجيا مثل إيلون ماسك. وقد تم فحص خطة سون للحصول على حصة كبيرة في «أوبن إيه آي» وتنفيذ التزاماتها في «ستارغيت» من قبل كبار المسؤولين التنفيذيين في «أوبن إيه آي».

ويعدّ ماسايوشي سون الحصولَ على حصة كبرى في «أوبن إيه آي» جزءاً من استراتيجيته لتحقيق رؤيته الكبرى في تطوير «الذكاء الفائق»، وهي تكنولوجيا تتجاوز القدرات المعرفية للبشر. كما يخطط سون لتوسيع طموحاته في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تمتد من تكنولوجيا الطاقة عبر الروبوتات وصولاً إلى مراكز البيانات.

وقد تكون استثمارات «سوفت بنك» في «أوبن إيه آي» من أكبر استثماراته على الإطلاق، متجاوزةً استثماره البالغ 16 مليار دولار في شركة «وي وورك» الفاشلة. وعلى مدار جولات تمويلية عدة، جمعت «أوبن إيه آي» نحو 20 مليار دولار، بما في ذلك 13 مليار دولار من «مايكروسوفت»، مما أدى إلى تقييم بقيمة 157 مليار دولار في عام 2024.

من جانبها، كانت «أوبن إيه آي» تستكشف طرقاً لتقليل اعتمادها على «مايكروسوفت»، بما في ذلك تطوير رقائقها الخاصة، والشراكة مع مزودي خدمات سحابية آخرين مثل «أوراكل». وفي إطار مشروع «ستارغيت»، وافقت «مايكروسوفت» على التخلي عن منصبها مزوداً حصرياً للخدمات السحابية لشركة «أوبن إيه آي».

ومن المتوقع أن يتضمَّن تمويل مشروع «ستارغيت» نحو خُمس التمويل الإجمالي كأسهم، في حين سيتعين على المشروع أيضاً اقتراض مئات المليارات من الدولارات بضمان أصوله وتدفقاته النقدية، باستخدام هيكل مالي يعتمد عادة في مشروعات البنية التحتية الكبرى.

إضافة إلى ذلك، يخوض مجلس إدارة «أوبن إيه آي» مفاوضات معقدة للتحول إلى شركة ربحية، في خطوة تهدف إلى تمكين «أوبن إيه آي» من جمع عشرات المليارات من الدولارات من المستثمرين.


مقالات ذات صلة

 2.6 مليار شخص بلا إنترنت... ومنظمة التعاون الرقمي تدعو لشراكات دولية 

الاقتصاد الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى (الشرق الأوسط)

 2.6 مليار شخص بلا إنترنت... ومنظمة التعاون الرقمي تدعو لشراكات دولية 

بينما يعتمد الأفراد في بعض الدول مرتفعة الدخل على الذكاء الاصطناعي، تتجسد الفجوة الرقمية، مانعةً 2.6 مليار شخص من الوصول إلى المعرفة والفرص والمستقبل ذاته.

عبير حمدي (عمّان)
علوم تقرير أميركي: ربع جميع شركات البث تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي

تقرير أميركي: ربع جميع شركات البث تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي

توسع متواصل في تكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة السحابية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تطبيق «ديب سيك» للذكاء الاصطناعي يظهر على شاشة (رويترز)

اتهام «ديب سيك» بمشاركة بيانات المستخدمين مع «تيك توك»

اتهمت كوريا الجنوبية شركة الذكاء الاصطناعي الصينية «ديب سيك»، بمشاركة بيانات المستخدمين مع مالك «تيك توك».

«الشرق الأوسط» (بكين - سيول)
تكنولوجيا هاتف «آيفون - 16 إي» من صنع شركة «أبل» (إ.ب.أ)

بأسعار أقل... «أبل» تصدر هاتفاً منخفض التكلفة يوفر خصائص الذكاء الاصطناعي

أطلقت شركة «أبل» هاتف «آيفون - 16 إي» منخفض التكلفة، اليوم (الأربعاء)، في وقت تتطلع فيه إلى الاستحواذ على حصة أكبر من سوق الهواتف الذكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مشهد للدمار الناتج عن ضربات جوية إسرائيلية على منازل فلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

التكنولوجيا في ميدان القتال: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الحروب الحديثة؟

يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف متزايدة حول تداعيات التكنولوجيا على حياة المدنيين، خاصة مع ارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ستاندرد آند بورز»: تمويلات رأس المال الخاص في الخليج ستنمو في الأعوام المقبلة

شعار «ستاندرد آند بورز غلوبال» على مكاتبها في الحي المالي بمدينة نيويورك (رويترز)
شعار «ستاندرد آند بورز غلوبال» على مكاتبها في الحي المالي بمدينة نيويورك (رويترز)
TT
20

«ستاندرد آند بورز»: تمويلات رأس المال الخاص في الخليج ستنمو في الأعوام المقبلة

شعار «ستاندرد آند بورز غلوبال» على مكاتبها في الحي المالي بمدينة نيويورك (رويترز)
شعار «ستاندرد آند بورز غلوبال» على مكاتبها في الحي المالي بمدينة نيويورك (رويترز)

تتوقع وكالة «إس آند بي غلوبال» للتصنيفات الائتمانية أن تكتسب تمويلات رأس المال الخاص في دول الخليج أهمية متزايدة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من جانب مزودي رأس المال الخاص في المنطقة؛ إذ ارتفع عدد المعاملات التي مُوّلت برأس مال خاص إلى ذروته ووصل حجمها إلى 20.4 مليار دولار في عام 2023، ثم انخفض إلى 14.5 مليار دولار في العام الماضي، مقابل 1.3 مليار دولار في عام 2015.

وبحسب الوكالة، يعود الانخفاض الحاد في عام 2024 إلى تحسن شروط التمويل في القطاعات المصرفية المحلية وأسواق السندات والصكوك، وانخفاض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن عدد المعاملات في عام 2024 سيظل أعلى بنحو 2.7 مرة مما كان عليه في عام 2015، وهو ما يدل على الأسس القوية التي تدعم الزيادة في تمويلات رأس المال الخاص.

وعلى مدى العقد الماضي، اعتمد المُصْدرون الخليجيون بصورة رئيسية على البنوك والسندات والصكوك لتلبية احتياجاتهم التمويلية. وشهد إجمالي حجم تمويلات رأس المال الخاص التي جمعها المصدرون الخليجيون بين عامي 2020 و2024 ارتفاعاً كبيراً وصل إلى 54.8 مليار دولار، من 10.4 مليار دولار بين عامي 2015 و2019، ومن المتوقع أن يشهد مزيداً من الارتفاع، وفق الوكالة.

هيمنة السندات

وجمع المُصْدرون الخليجيون، بمَن فيهم الحكومات الخليجية، 3.5 تريليون دولار خلال العقد الماضي، وحظيت إصدارات السندات على أعلى نسبة إقبال للحصول على تمويل بنسبة بلغت 51 في المائة، من إجمالي المبلغ المجمع في عام 2024، تلاها التمويل من البنوك بمعدل 26 في المائة.

وشهدت 3 فئات أخرى من الأصول زيادة كبيرة في مزيج تمويلات المُصْدرين الخليجيين، ومثلت إصدارات الصكوك 19 في المائة من المبلغ الذي جُمع في العام الماضي، ومعاملات سوق رأس المال الأسهم - مثل الطرح العام الأولي – 6 في المائة، وتمويلات رأس المال الخاص 3 في المائة.

الصفقات الكبيرة

وبيّنت «ستاندرد آند بورز» أن الشركات الخاصة حصلت على معظم تمويلات رأس المال الخاص وأن الاستثمارات تركزت على الصفقات الأكبر حجماً وعلى مدى العقد الماضي، مثّلت أكبر 10 معاملات نحو 80 في المائة من إجمالي الحجم السنوي لتمويلات رأس المال الخاص. وعلاوة على ذلك، كانت الشركات الكبرى، بما في ذلك الكيانات المرتبطة بالحكومة، من بين المستفيدين من تمويلات رأس المال الخاص.

وتوقعت أن تستمر الشركات الكبرى والمؤسسات المرتبطة بالحكومة في تحسين مزيج تمويلها واغتنام الفرص، في حين سيزداد توجه الشركات الأصغر إلى التمويل الخاص، لا سيما إذا كانت في مرحلة مبكرة من التأسيس.

عملاء البنوك

يظهر تحليل الوكالة لمعاملات التمويل الخاص أن هذا التمويل وسّع نطاق وصوله بمرور الوقت لتوفير التمويل للشركات الأكثر نضجاً ورسوخاً، وليس فقط تلك التي في مراحل التأسيس المبكرة. وحصلت الشركات القائمة على 79 في المائة من التمويلات الخاصة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مرتفعة من 31 في المائة في عام 2015.

ورغم أن هذه الشركات كان بإمكانها بسهولة الحصول على التمويل المطلوب من البنوك أو من أسواق رأس المال، فإنها اختارت التمويلات الخاصة، التي من الممكن الحصول عليها بوقت أسرع أو بسهولة أكبر، وشروط أكثر مرونة أو أسعار أكثر تنافسية. مع ذلك، لا تتوقع «ستاندرد آند بورز» أن يشكل رأس المال الخاص تحدياً للدور الذي تؤديه البنوك في منطقة الخليج، وذلك لأن الحجم الإجمالي للتمويلات الخاصة يظل صغيراً نسبياً.

العرض والطلب

وعلى جانب الطلب، يمكن لتمويلات رأس المال الخاص أن تساعد الشركات في المراحل المبكرة وتؤهلها للحصول على التمويل من البنوك بمرور الوقت، وهو ما يعطي زخماً للنظام المالي من خلال خلق المزيد من فرص النمو. وتميل البنوك إلى الحذر بشأن تقديم القروض للشركات التي لا تزال في مراحل التأسيس المبكرة، ما لم تستفد من الدعم الخارجي أو الضمانات.

وعلى جانب العرض، سيواصل مزودو رأس المال الخاص الإقليميون للشركات الخليجية، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية، تنويع انكشافهم الجغرافي لتجنب الاعتماد المفرط على اقتصاد أو منطقة واحدة. وسيظل المستثمرون في دول الخليج في دائرة اهتمام الشركات الكبرى التي تسعى للحصول على التمويل من خارج النظام المصرفي التقليدي أو أسواق رأس المال، خاصة عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.