«إتش إس بي سي» يعتزم تقليص أنشطته في أوروبا والأميركيتين لصالح السوق الآسيوية

مقر بنك «إتش إس بي سي» أمام قصر كاسا روسادا الرئاسي في الأرجنتين (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» أمام قصر كاسا روسادا الرئاسي في الأرجنتين (رويترز)
TT
20

«إتش إس بي سي» يعتزم تقليص أنشطته في أوروبا والأميركيتين لصالح السوق الآسيوية

مقر بنك «إتش إس بي سي» أمام قصر كاسا روسادا الرئاسي في الأرجنتين (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» أمام قصر كاسا روسادا الرئاسي في الأرجنتين (رويترز)

يعتزم بنك «إتش إس بي سي» تقليص أنشطته في مجالات الدمج والاستحواذ والأسواق المالية في أوروبا وبريطانيا والأميركيتين، في خطوة تعد الأكبر في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية منذ عقود، وتعكس تسريعاً لجهوده في التحول إلى السوق الآسيوية، وفق ما أظهرت مذكرة للموظفين يوم الثلاثاء.

وأوضح مايكل روبرتس، الرئيس التنفيذي للبنك، في المذكرة التي اطلعت عليها «رويترز»: «هدفنا هو الانتقال إلى نموذج أكثر تنافسية وقابلية للتطوير يعتمد على التمويل». وأضافت المذكرة أن البنك سيحتفظ بقدرات موجهة بشكل أكبر نحو الدمج والاستحواذ وأسواق رأس المال في آسيا والشرق الأوسط.

ويقود الرئيس التنفيذي جورج الحديري عملية واسعة لخفض التكاليف في أكبر بنك في أوروبا، التي بدأت بعد توليه المنصب في سبتمبر (أيلول) الماضي. وتهدف هذه العملية إلى تبسيط التكاليف، وتحسين المساءلة عن الأداء، والتركيز مجدداً على آسيا، حيث يحقق البنك الجزء الأكبر من أرباحه. وقد تساءل المحللون في ذلك الوقت عن حجم المدخرات التي يمكن أن تحققها هذه التحولات وأي قسم من أقسام البنك قد يتأثر، بالنظر إلى تاريخ إعادة الهيكلة المتكرر والطموحات المستمرة للبنك للبقاء لاعباً عالمياً في مجال الخدمات المصرفية المتكاملة.

وأبلغ روبرتس الموظفين في المذكرة، التي اعترفت بمقدار «الإزعاج» الذي قد تسببه هذه الأخبار للمصرفيين الذين يعملون في مجال تقديم الاستشارات بشأن الصفقات وجمع الأموال من خلال الاكتتابات العامة الأولية، بأن «إتش إس بي سي» سيحتفظ بأسواق رأس المال الخاصة بالدين وعمليات تمويل الاستحواذ على مستوى العالم.

ولا تزال التفاصيل غير واضحة بشأن عدد الوظائف التي سيتم تقليصها، أو المدخرات المحتملة، أو عدد المصرفيين الذين قد يُعاد نشرهم في أنشطة تمويل أخرى، حيث يرى البنك أنه يمكنه التنافس بشكل أفضل مع منافسيه في الولايات المتحدة.

وقال غاري غرينوود، المحلل في شركة «شور كابيتال»، لـ«رويترز»: «لقد فقدت العد لعدد المرات التي دخل فيها (إتش إس بي سي) وخرج من أسواق رأس المال في أوروبا والمملكة المتحدة. يبدو أنه لا ينجح أبداً». وأضاف: «في النهاية، هذا عمل مكلف لإدارته، وإذا لم يكن يحقق أرباحاً ويولد رسوماً، فمن السهل أن تخسر المال».

ولم تشهد أسهم «إتش إس بي سي» تغييراً كبيراً بعد الأنباء، حيث انخفضت بنسبة 0.7 في المائة إلى 819 بنساً بحلول الساعة 10:04 (بتوقيت غرينيتش)، مما يجعل القيمة السوقية للبنك تصل إلى نحو 147 مليار جنيه إسترليني (182.9 مليار دولار).

ووصف بعض المعلقين توقيت القرار بأنه مفاجئ، بالنظر إلى التوقعات بنمو نشاط أسواق رأس المال في المستقبل القريب، ويأتي مدعوماً بتوقعات خفض أسعار الفائدة والسياسات المؤيدة للنمو في الغرب، في أعقاب عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة.

وقال بن تومز، المحلل في «آر بي سي كابيتال ماركتس»: «يتم إدارة البنك وفقاً لرؤية طويلة إلى متوسطة الأجل. جغرافياً، تعكس هذه الخطوة التحول المستمر من الغرب إلى الشرق، حيث يكون النمو والربحية أعلى».

وكانت «بلومبرغ» قد أفادت في وقت سابق بأن «إتش إس بي سي» قرر إغلاق بعض الأعمال.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أحد متاجر «زين» في السعودية (واس)

«زين السعودية» توقع اتفاقية تمويل مع «الراجحي» لسداد تسهيلات المرابحة مع وزارة المالية

وقّعت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين السعودية) اتفاقية تسهيلات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية مع مصرف الراجحي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة يمرون أمام فرع لأحد البنوك التابعة لهيئة البريد في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

عمليات اندماج قياسية للبنوك الصينية الصغيرة تزيد من مخاطر التعثر

أظهرت مراجعة أجرتها «رويترز» للبيانات الرسمية أن الصين أشرفت على أكبر موجة على الإطلاق من عمليات اندماج البنوك الريفية الصغيرة العام الماضي

«الشرق الأوسط» (بكين)
عالم الاعمال الرئيس التنفيذي لـ«التعاونية» الدكتور عثمان القصبي ونزار التويجري الرئيس التنفيذي في بنك «STC»

«التعاونية» وبنك «STC» يوقّعان مذكرة تفاهم خلال «ليب 2025»

أعلنت «التعاونية» للتأمين، توقيع مذكرة تفاهم تاريخية مع بنك «STC»، الرائد في الخدمات المصرفية الرقمية المبتكرة.

الاقتصاد يظهر شعار بنك «يونيكريدت» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«يونيكريدت» يتفوق على التوقعات ويعد بزيادة مكافآت المساهمين حتى 2027

أعلن «يونيكريدت»، ثاني أكبر مصرف في إيطاليا، يوم الثلاثاء عن أرباح لعام 2024 تفوق التوقعات، مؤكداً في الوقت ذاته عزمه الحفاظ على استقرار أرباحه هذا العام.

«الشرق الأوسط» (ميلانو )

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT
20

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.