أعلن «يونيكريدت»، ثاني أكبر مصرف في إيطاليا، يوم الثلاثاء عن أرباح لعام 2024 تفوق التوقعات، مؤكداً في الوقت ذاته عزمه الحفاظ على استقرار أرباحه هذا العام رغم انخفاض معدلات الفائدة، بالإضافة إلى تعهده بزيادة المكافآت للمساهمين خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2027.
وبعد سنوات من تحقيق أرباح قياسية وتوزيع العوائد على المستثمرين نتيجة لدورة رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، تبحث البنوك الأوروبية حالياً عن مصادر ربح جديدة، مع لجوء بعضها إلى عمليات الاندماج والاستحواذ، وفق «رويترز».
وتحت قيادة الرئيس التنفيذي أندريا أورسيل، اعتمد «يونيكريدت» استراتيجية توسع هجومية، حيث قام ببناء حصة بنسبة 28 في المائة في «كوميرتس بنك» الألماني وأطلق عرضاً للاستحواذ على الأسهم مقابل الأسهم لشركة «بي إم بي» الإيطالية الأصغر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن البنك عن استحواذه على حصة بنسبة 4.1 في المائة في شركة «جينيرالي»، أكبر شركة تأمين في إيطاليا، ما منحه تأثيراً ملحوظاً في معارك الاستحواذ ومجالس الإدارة داخل القطاع المالي الإيطالي.
وفي إطار خطة إعادة الأموال إلى المساهمين، سيعيد «يونيكريدت» مبلغ 9 مليارات يورو (ما يعادل 9.3 مليار دولار) من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح لعام 2024، التي استفادت أيضاً من زيادة هامش الفائدة الصافي، الذي يعكس ربح البنك من الفارق بين أسعار الإقراض وأسعار الودائع.
وأثنى محللو «جيه بي مورغان» على توزيعات رأس المال التي فاقت التوقعات، كما جاء التوجيه بزيادة التوزيع في 2025 بما يتجاوز التوقعات. وأشار محللون آخرون إلى أن هدف «يونيكريدت» لأرباح 2027، البالغ 10 مليارات يورو، كان أيضاً أعلى من تقديرات السوق.
وفي تعليق للمحللين في «كي بي دبليو»، قالوا: «آفاق الإدارة تبدو إيجابية، حيث تفوق سعر سهم (يونيكريدت) على مؤشر البنوك الأوروبية (إس إكس 7 إي) بنسبة 6 في المائة خلال الشهر الماضي، ولكن مع هذه النتائج، نعتقد أن السوق لن تشعر بخيبة أمل».
ورغم ذلك، تراجعت أسهم «يونيكريدت» بنسبة 2.7 في المائة في بداية التداولات، متأثرة بتراجع أسهم القطاع المصرفي الأوروبي بشكل عام. وكان هذا التراجع قد جاء بعد تقرير نشرته صحيفة «كوريير ديلا سيرا» يوم الثلاثاء، استناداً إلى مصادر مصرفية، يفيد بأن «دلفين»، القابضة التابعة لعائلة ديل فيكيو، تدرس إمكانية بيع حصتها التي تبلغ 2.7 في المائة في «يونيكريدت».
ومنذ وصول أورسيل في 2021، زاد «يونيكريدت» من عوائد المساهمين، مما أدى إلى زيادة سعر سهمها بنحو ستة أضعاف، ما منحها يداً قوية في صفقات الاندماج التي تمول بأسهم.
ويملك أورسيل أيضاً مليارات اليوروهات من الأموال التي تتجاوز احتياطيات رأس المال المستهدفة. وبينما يمكن استخدام جزء من هذه الأموال في عمليات الاندماج والاستحواذ، فإن أورسيل يخطط أيضاً لإعادة جزء منها إلى المساهمين بحلول عام 2027.
وقال «يونيكريدت» إنه سيسعى إلى خيارات النمو الخارجي فقط «إذا كانت تلبي معايير استراتيجية ومالية صارمة».
وتوقع البنك أن يشهد دخل الفائدة الصافي، الذي ارتفع أكثر من المتوقع في الربع الرابع، «انخفاضاً معتدلاً» في 2025، بسبب انخفاض معدلات الفائدة في منطقة اليورو، وأيضاً الجهود لتقليص أعماله في روسيا.
ويواجه «يونيكريدت» مطالب من البنك المركزي الأوروبي لتسريع خروجه من روسيا.
ومن المتوقع أن يتجاوز صافي الإيرادات 23 مليار يورو (24 مليار دولار)، مقارنة بـ24.2 مليار يورو في العام الماضي، وفقاً لبنك «يونيكريدت».
وبلغت أرباح الربع الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) 1.97 مليار يورو (2.03 مليار دولار)، متجاوزة توقعات الشركة البالغة 1.63 مليار يورو (1.68 مليار دولار) على الرغم من ارتفاع مخصصات خسائر القروض بشكل أكبر من المتوقع. وهذا يمثل ارتفاعاً من 2.8 مليار يورو قبل عام، عندما تضاعفت الزيادة من الاعتمادات الضريبية المرتبطة بالخسائر السابقة بأكثر من الضعف.