البنوك الأوروبية تتوقع أرباحاً قوية وسط مخاوف من استمرار الأداء الجيد

تحذيرات من تأثير انخفاض أسعار الفائدة... وتحديات قادمة في 2025

امرأة تقف أمام بنك «مونتي دي باشي» في روما بإيطاليا (رويترز)
امرأة تقف أمام بنك «مونتي دي باشي» في روما بإيطاليا (رويترز)
TT
20

البنوك الأوروبية تتوقع أرباحاً قوية وسط مخاوف من استمرار الأداء الجيد

امرأة تقف أمام بنك «مونتي دي باشي» في روما بإيطاليا (رويترز)
امرأة تقف أمام بنك «مونتي دي باشي» في روما بإيطاليا (رويترز)

من المتوقع أن تعلن البنوك الأوروبية زيادة كبيرة في الأرباح خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بفضل الهوامش القوية من الإقراض وإيرادات الاستثمار المصرفي الوافرة. ومع ذلك، سيُستجوب المقرضون للحصول على دلائل حول ما إذا كانت هذه الأوقات الجيدة ستستمر؛ حيث حذّر المحللون من أن انخفاض أسعار الفائدة قد يصعب عليهم تلبية التوقعات في العام الحالي.

وبفضل سلسلة من الأرباح المتزايدة وارتفاع تداول الأسهم إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2010، يبدو أن المسؤولين التنفيذيين في البنوك متفائلون بشكل عام، حيث يستخدم بعضهم الأموال الإضافية لتقديم عروض شراء للمنافسين؛ مما قد يكون بداية لموجة توحيد طال انتظارها، وفق «رويترز».

وقالت وكالة «ستاندرد آند بورز»: «بعض البنوك الأوروبية التي أصبحت أكثر ثقة بوضعها المالي، مدعومة بإعادة تسعير السوق الإيجابية، تعمل على رفع طموحاتها». وأوضحت الوكالة أن هذه الطموحات قد تشمل تنويع خطوط منتجاتها أو بناء الحجم، في حين عادت فرص النمو غير العضوي والشراكات إلى الأجندة.

وقد تجسّد هذا الطموح مع شراء «يونيكريديت» حصة في «كوميرتس بنك» العام الماضي، وعروض الاستحواذ غير المرغوب فيها في إسبانيا وإيطاليا، بما في ذلك العرض المفاجئ الذي قدّمه «مونتي دي باشي» إلى منافسه الأكبر «ميديوبانكا» الأسبوع الماضي. كما يستعد متخصصو عمليات الدمج والاستحواذ في البنوك لزيادة النشاط التجاري مع انتعاش الاقتصاد الأميركي، ولكنهم يشعرون بالقلق من أن حكومة ترمب الجديدة قد تخفّف من القيود التنظيمية على البنوك الأميركية، ما قد يضر بالمؤسسات الأوروبية التي تواجه تحديات اقتصادية داخلية.

وقال الشريك الإداري لأوروبا في «أوليفر وايمان»، كريستيان إيدلمان، لـ«رويترز»، إنه يتوقع «نتائج قوية» من البنوك الأوروبية، مع استمرار عمليات إعادة الشراء والأرباح عند مستويات مرتفعة في عام 2025. ومع ذلك، من المرجح أن تتسع الفجوة مع البنوك الأميركية، مع ميل البنوك الأوروبية بشكل أقل نحو الخدمات المصرفية الاستثمارية التي سوف تستفيد من عمليات الدمج والاستحواذ وتحرير القيود التنظيمية، فضلاً عن أعمال الأسواق التي تستفيد من التقلبات العالية.

ومن المقرر أن يصدر بنكا «دويتشه» الألماني، و«بي بي في إيه» الإسباني تقاريرهما يوم الخميس، في حين سيصدر بنكا «بي إن بي باريبا» و«سوسيتيه جنرال» الفرنسيان، وبنك «يو بي إس» السويسري تقاريرها الأسبوع المقبل. كما سيصدر بنكا «باركليز» و«إتش إس بي سي» البريطانيان تقاريرهما في وقت لاحق من فبراير (شباط). وكان المحللون قد رفعوا توقعاتهم للربع الرابع بناءً على توقعات بأن صافي دخل الفائدة -الفرق بين ما تكسبه البنوك من القروض وما تدفعه من ودائع- سيتراجع بشكل أبطأ من المتوقع.

وأعلنت البنوك الأميركية هذا الشهر زيادة في إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية، مما رفع التوقعات للبنوك الأوروبية التي تضم أقساماً تجارية كبيرة. ومع ذلك، يجب على البنوك الأوروبية أن تتعامل مع احتمال أن يخفّض البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة بسرعة أكبر من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وقد أظهرت أرباح بنك «بانكنتر» الإسباني الأسبوع الماضي انخفاض أسعار الفائدة التي أدت إلى تآكل دخل الإقراض، رغم تعويض ذلك بارتفاع الرسوم.

وسوف يكون من الصعب تحقيق أهداف الأداء المتفوق هذا العام. وقال بنك «جيه بي مورغان» إن أهداف صافي أرباح البنوك الفرنسية لعام 2024 «في متناول اليد، ولكن العائق يتزايد لعام 2025». وأضاف أن هدف «بي إن بي باريبا» لتحقيق صافي ربح يبلغ 12.8 مليار يورو (10.74 مليار دولار) «يبدو صعباً بشكل خاص بسبب الاتجاه الأضعف للإيرادات». ومن المتوقع أن يعلن «دويتشه بنك» صافي ربح في الربع الرابع يُقدّر بنحو 380 مليون يورو (318.71 مليون دولار)، بانخفاض عن 1.26 مليار يورو (1.06 مليون دولار) في العام السابق، استناداً إلى توقعات الإجماع. وأوضح البنك الألماني أن الربع تأثر بالأحكام القانونية وتكاليف إعادة الهيكلة وغيرها من التدابير لمرة واحدة.

ويتوقع المحللون أن يعلن «بي بي في إيه» نمواً أعلى في دخل الإقراض في الربع الرابع في تركيا وأميركا الجنوبية، مما يعوّض التباطؤ في إسبانيا والمكسيك. كما سيتابع المستثمرون أي تحديث بشأن عرض «بي بي في إيه» لشراء «ساباديل»، بما في ذلك التزامات المنافسة المحتملة.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أحد متاجر «زين» في السعودية (واس)

«زين السعودية» توقع اتفاقية تمويل مع «الراجحي» لسداد تسهيلات المرابحة مع وزارة المالية

وقّعت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين السعودية) اتفاقية تسهيلات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية مع مصرف الراجحي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة يمرون أمام فرع لأحد البنوك التابعة لهيئة البريد في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

عمليات اندماج قياسية للبنوك الصينية الصغيرة تزيد من مخاطر التعثر

أظهرت مراجعة أجرتها «رويترز» للبيانات الرسمية أن الصين أشرفت على أكبر موجة على الإطلاق من عمليات اندماج البنوك الريفية الصغيرة العام الماضي

«الشرق الأوسط» (بكين)
عالم الاعمال الرئيس التنفيذي لـ«التعاونية» الدكتور عثمان القصبي ونزار التويجري الرئيس التنفيذي في بنك «STC»

«التعاونية» وبنك «STC» يوقّعان مذكرة تفاهم خلال «ليب 2025»

أعلنت «التعاونية» للتأمين، توقيع مذكرة تفاهم تاريخية مع بنك «STC»، الرائد في الخدمات المصرفية الرقمية المبتكرة.

الاقتصاد يظهر شعار بنك «يونيكريدت» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«يونيكريدت» يتفوق على التوقعات ويعد بزيادة مكافآت المساهمين حتى 2027

أعلن «يونيكريدت»، ثاني أكبر مصرف في إيطاليا، يوم الثلاثاء عن أرباح لعام 2024 تفوق التوقعات، مؤكداً في الوقت ذاته عزمه الحفاظ على استقرار أرباحه هذا العام.

«الشرق الأوسط» (ميلانو )

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT
20

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.