تباطؤ نمو الأعمال البريطانية في بداية 2025 مع استمرار صعوبات التوظيف

بيئة ركود تضخمي تضع بنك إنجلترا أمام تحديات صعبة

منظر عام لبنك إنجلترا والحي المالي في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا والحي المالي في لندن (رويترز)
TT

تباطؤ نمو الأعمال البريطانية في بداية 2025 مع استمرار صعوبات التوظيف

منظر عام لبنك إنجلترا والحي المالي في لندن (رويترز)
منظر عام لبنك إنجلترا والحي المالي في لندن (رويترز)

شهد النشاط الاقتصادي في الأعمال البريطانية نمواً بطيئاً فقط في بداية عام 2025، مع استمرار التراجع في التوظيف والتفاؤل، في حين ارتفعت ضغوط الأسعار، وفقاً لمسح ألقى الضوء على التحديات التي تواجه بنك إنجلترا.

وأظهرت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب البريطاني «ستاندرد آند بورز» لشهر يناير (كانون الثاني) ارتفاعاً طفيفاً إلى 50.9، وهو أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر، مقارنة بـ50.4 في ديسمبر (كانون الأول)، وفق «رويترز».

وتتماشى هذه النتائج مع إشارات أخرى على النمو الباهت وضعف سوق العمل منذ أن قامت وزيرة المالية راشيل ريفز برفع ضريبة الرواتب على الشركات في أول موازنة لها في 30 أكتوبر (تشرين الأول).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقَّعوا تراجع المؤشر في يناير إلى 50، وهو الخط الفاصل للمؤشر بين النمو والانكماش.

وأوضحت «ستاندرد آند بورز» أن الكثير من الشركات ربطت انخفاض التوظيف بزيادة مساهماتها في الضمان الاجتماعي التي أعلنتها ريفز.

وكانت وتيرة فقدان الوظائف التي سجلها المؤشر خلال الشهرين الماضيين هي الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009، باستثناء فترة جائحة «كوفيد».

وتراجع تفاؤل الشركات إلى أدنى مستوياته منذ أواخر عام 2022، بعد فترة وجيزة من «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس التي صدمت الأسواق المالية.

وقال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «تشير المؤشرات الأولى لظروف الأعمال في عام 2025 إلى استمرار التشاؤم بشأن اقتصاد المملكة المتحدة. وفي الوقت نفسه، تجددت الضغوط التضخمية؛ ما يشير إلى بيئة ركود تضخمي تشكّل تحدياً متزايداً لصناع السياسات في بنك إنجلترا».

وارتفعت مؤشرات التكاليف التي تواجهها الشركات وأسعار البيع إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2023، وهو أمر من المرجح أن يطرح للنقاش في اجتماع بنك إنجلترا المقرر في 6 فبراير (شباط) لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة.

ويتوقع المستثمرون بين تخفيضين إلى ثلاثة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة من قِبل بنك إنجلترا في عام 2025، مع احتمال بدء أول تخفيض في فبراير.

وأظهرت البيانات الرسمية أن الاقتصاد البريطاني ظل راكداً خلال الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر (أيلول)، وقدَّر بنك إنجلترا أنه استمر في الركود خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في المملكة المتحدة ارتفع أيضاً إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 51.2، مقارنة بـ51.1 في ديسمبر. ومع ذلك، انكمش قطاع التصنيع للشهر الرابع على التوالي، وقلَّص أرباب العمل في المصانع الوظائف بأسرع وتيرة منذ فبراير 2024. لكن المؤشر الفرعي للقطاع ارتفع إلى 48.2 من 47.


مقالات ذات صلة

السعودية تستقطب نحو 15 مليار دولار استثمارات بالذكاء الاصطناعي

الاقتصاد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة في «ليب 25» (الشرق الأوسط) play-circle 00:40

السعودية تستقطب نحو 15 مليار دولار استثمارات بالذكاء الاصطناعي

تشهد فعاليات مؤتمر «ليب 2025» في نسخته الرابعة الإعلان عن استثمارات نوعية وشراكات استراتيجية بنحو 14.9 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص تدعم مبادرات «إتش بي» أهداف السعودية في تعزيز التصنيع المحلي والتحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على الابتكار (غيتي)

خاص رئيس «إتش بي» يعلن إطلاق أول منشأة تصنيع متطورة في الرياض لخلق آلاف الوظائف

تهدف منشأة «إتش بي» للتصنيع المتطورة في الرياض إلى تعزيز الإنتاج المحلي وخلق فرص عمل وتقليل الاعتماد على الواردات.

نسيم رمضان (الرياض)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الذي عُقِدَ في السعودية (وزارة التجارة)

اجتماع سعودي ياباني لتعزيز الاستثمارات في مجال التقنية والتعدين

اجتمع وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي، مع نائب رئيس مجلس إدارة منظمة اتحاد الأعمال الياباني وعدد من رؤساء الشركات اليابانية لتعزيز فرص التعاون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبد الله السواحة في «ليب 25» (الشرق الأوسط)

خلال «ليب 25»... السعودية تستقطب استثمارات بـ14.9 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي

أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المهندس عبد الله السواحة، في افتتاح مؤتمر «ليب التقني 2025»، أن الحدث سيشهد استثمارات بـ14.9 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لجانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

«مؤتمر الاتحاد العربي للكهرباء» في الرياض يستعرض تحديات القطاع

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، لأول مرة، فعاليات «المؤتمر العام الثامن للاتحاد العربي للكهرباء»، خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير (شباط) الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تهديدات ترمب الجمركية تضغط على العملات العالمية

صورة لعملة الدولار الكندي تم التقاطها في تورونتو (رويترز)
صورة لعملة الدولار الكندي تم التقاطها في تورونتو (رويترز)
TT

تهديدات ترمب الجمركية تضغط على العملات العالمية

صورة لعملة الدولار الكندي تم التقاطها في تورونتو (رويترز)
صورة لعملة الدولار الكندي تم التقاطها في تورونتو (رويترز)

سببت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة ضغوطاً على اليورو والدولارين الأسترالي والكندي في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، على الرغم من أن التحركات كانت أقل دراماتيكية مقارنة بالتقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي بسبب الرسوم الجمركية.

وقال ترمب إنه سيعلن في وقت لاحق من اليوم عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25 في المائة على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم جمركية متبادلة سيتم تطبيقها يوم الثلاثاء أو الأربعاء على جميع الدول، مع مطابقة معدلات الرسوم التي تفرضها كل دولة، وفق «رويترز».

وتزيد هذه التهديدات الأخيرة من حدة التوترات المرتبطة بالحرب التجارية العالمية، خاصة مع اقتراب تنفيذ الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها الصين على السلع الأميركية بدءاً من يوم الاثنين. وكان الدولار الكندي من بين أكبر الخاسرين بين عملات الأسواق المتقدمة؛ إذ ارتفع الدولار بنسبة 0.33 في المائة إلى 1.4347 دولار كندي، في حين لا يزال بعيداً عن المستوى القياسي وهو 1.4792 دولار كندي والذي سجله قبل أسبوع في أعقاب خطة ترمب السابقة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع السلع الكندية، وهو المستوى الأضعف منذ أكثر من 20 عاماً.

وتراجع اليورو بنحو 0.5 في المائة في التعاملات الآسيوية، لكنه استقر لاحقاً عند 1.03125 دولار، بانخفاض طفيف بنسبة 0.14 في المائة. كما قلص الدولار الأسترالي خسائره المبكرة، ليظل منخفضاً بنسبة 0.13 في المائة عند 0.6269 دولار. وكان اليورو قد وصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند 1.0125 دولار يوم الاثنين الماضي في ذروة المخاوف من التعريفات الجمركية، في حين تراجع الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات عند 0.6086 دولار.

وفي تعليق على الوضع، قال لي هاردمان، كبير محللي العملات في بنك «إم يو إف جي»: «عادت الرسوم الجمركية لتكون في بؤرة الاهتمام. فقد شهد الأسبوع الماضي فترة راحة للأسواق بعدما امتنع ترمب عن رفع الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، ولكن يبدو أن هذه الراحة كانت قصيرة الأجل». وأضاف أن المقترحات الخاصة بالرسوم الجمركية المتبادلة قد تكون أكثر إزعاجاً للتجارة العالمية والاقتصاد العالمي، حسب التفاصيل الدقيقة لهذا الإعلان.

من جهة أخرى، كان أكبر تحرك للعملات في السوق هو الين الياباني؛ إذ ارتفع الدولار بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 152.43 ين، مما يبدو كحالة من الإرهاق بعد أن شهدت العملة اليابانية قوة الأسبوع الماضي؛ إذ انخفض الدولار من فوق 155 يناً إلى أقل من 151 يناً.

أما اليوان الصيني فقد انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار، ليضعف إلى ما بعد مستوى 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ 20 يناير (كانون الثاني)؛ ما يعكس تزايد التوترات التجارية.

وبعيداً عن تأثيرات ترمب، سيتوجه تركيز المستثمرين إلى بيانات التضخم الأميركية المرتقبة يوم الأربعاء، بالإضافة إلى ظهور رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام مجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع أن تكون التعريفات الجمركية في دائرة الضوء. وأشار المحللون إلى أن هذه التعريفات قد تضخّم الضغوط التضخمية وتزيد من الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة. وتشير الأسواق حالياً إلى إمكانية تخفيضات طفيفة في أسعار الفائدة هذا العام؛ إذ تتوقع الأسواق تخفيضاً يصل إلى 36 نقطة أساس، مقارنةً بـ42 نقطة أساس بعد تقرير الوظائف المتفائل يوم الجمعة.