أسعار الذهب تلامس أعلى مستوياتها في 3 أشهر

وسط دعوات خفض الفائدة وضعف الدولار

سبائك من الذهب الخالص بمصنع «أرغور هيريوس» في ميندريسيو بسويسرا (رويترز)
سبائك من الذهب الخالص بمصنع «أرغور هيريوس» في ميندريسيو بسويسرا (رويترز)
TT
20

أسعار الذهب تلامس أعلى مستوياتها في 3 أشهر

سبائك من الذهب الخالص بمصنع «أرغور هيريوس» في ميندريسيو بسويسرا (رويترز)
سبائك من الذهب الخالص بمصنع «أرغور هيريوس» في ميندريسيو بسويسرا (رويترز)

لامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها في نحو 3 أشهر، يوم الجمعة، ومن المتوقع أن تحقق رابع مكسب أسبوعي على التوالي، حيث أسهمت دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض أسعار الفائدة، والافتقار إلى الوضوح بشأن الرسوم الجمركية، في الضغط على الدولار.

وقفز الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 في المائة إلى 2770.39 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 08:20 (بتوقيت غرينتش)، ليحقق زيادة تتجاوز 2 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع. وفي وقت سابق من اليوم، ارتفعت الأسعار إلى 2777.10 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما سجَّلت أعلى مستوى تاريخي عند 2790.15 دولار.

كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% إلى 2777.10 دولار، وفق «رويترز».

وشهد الدولار انخفاضاً بأكثر من 1 في المائة هذا الأسبوع، متجهاً نحو أسوأ انخفاض أسبوعي له في شهرين، مما جعل الذهب أقل تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب.

وقال جيغار تريفيدي، المحلل البارز في «ريلاينس سيكيوريتيز»: «انخفض الدولار بعد أن جاءت تصريحات ترمب غير متوافقة مع توقعات السوق، وذلك بعد تراجعه عن تطبيق الرسوم الجمركية العدوانية التي كانت متوقعة بعد تنصيبه».

ودعا ترمب إلى خفض فوري في أسعار الفائدة على مستوى العالم، خلال خطابه في المنتدى الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، لم يقدم أي توضيحات بشأن الرسوم الجمركية؛ مما دفع المتداولين إلى الاتجاه نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب؛ للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية.

وتزامن ذلك مع تراجع في قيمة الدولار بعد تنصيب ترمب، حيث لم تتحقق التوقعات بفرض الرسوم الجمركية بشكل سريع كما كان منتظراً.

من جهة أخرى، رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008؛ مما عزز الين الياباني وضعف الدولار الأميركي، وهو ما كان إيجابياً للمعدن الأصفر.

وفي الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون قرارات أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، لا يتوقعون أي تخفيضات في أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي، وفقاً لأداة «فيد ووتش»، وهو ما قد يؤثر سلباً على جاذبية الذهب بوصفه أصلاً غير مدر للعائد.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في «كابيتال.كوم»: «يظل الاتجاه العام للذهب صعودياً، مما يضعنا على المسار الصحيح للوصول إلى مستوى 3000 دولار هذا العام».

وفي الوقت ذاته، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.2 في المائة إلى 30.82 دولار للأوقية، وصعد البلاديوم بنسبة 1.5 في المائة إلى 1006.48 دولار، وزاد البلاتين بنسبة 1.1 في المائة إلى 952.70 دولار. ومن المتوقع أن تُسجِّل المعادن الثلاثة مكاسب أسبوعية.


مقالات ذات صلة

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

الاقتصاد عرض سبائك الذهب في متجر للمجوهرات الذهبية في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يواصل صعوده القياسي في ظل الحرب التجارية... وتحذيرات باول

واصل الذهب ارتفاعه القياسي يوم الخميس مع لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد النزاع التجاري العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب إلى أسعار قياسية على وقع حرب الرسوم

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، أمس (الأربعاء)، حيث تخطت 3300 دولار للأونصة، للمرة الأولى في تاريخها، ما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان وسط حالة عميقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

الذهب يتجاوز مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه

واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مع بداية الجلسة الأوروبية يوم الأربعاء، متجاوزاً مستوى 3300 دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عرض قطعة ذهبية على أحد الزبائن بمتجر للمجوهرات داخل سوق الذهب في دبي (إ.ب.أ)

الذهب يخترق مستوى تاريخياً جديداً وسط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء، مدفوعة بضعف الدولار، وتوترات الحرب التجارية، والمخاوف بشأن النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يحمل قطعة من المجوهرات الذهبية في سوق باندا آتشيه بإندونيسيا (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعثر الضرائب على الشركات العملاقة وكبار الأثرياء في ظل ترمب

موظف بنك يعد عملات من فئة 100 دولار (رويترز)
موظف بنك يعد عملات من فئة 100 دولار (رويترز)
TT
20

تعثر الضرائب على الشركات العملاقة وكبار الأثرياء في ظل ترمب

موظف بنك يعد عملات من فئة 100 دولار (رويترز)
موظف بنك يعد عملات من فئة 100 دولار (رويترز)

يعتبر التعاون الدولي في مواجهة التجنّب الضريبي من ضحايا هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التعدّدية، في ظل الانسحاب الأميركي من الاتفاق بشأن فرض ضرائب على الشركات متعددة الجنسية، واتخاذ إجراءات انتقامية من الدول التي تفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا العملاقة.

وفي خضمّ النزاع التجاري، أعادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في العاشر من أبريل (نيسان) التلويح بفرض ضرائب على «إيرادات إعلانات الخدمات الرقمية»، إذا لم تنجح المفاوضات الرامية إلى خفض الرسوم الجمركية.

ضرائب على الخدمات الرقمية

تُتهم شركات التكنولوجيا الرقمية العملاقة، «غوغل» و«أبل» و«فيسبوك» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، باستغلال الطبيعة الافتراضية غير الملموسة لأعمالها لتجنّب دفع الضرائب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وانخرطت فرنسا، وتلتها سبع دول أخرى، في مواجهة مع هذه المجموعات التي طالبتها بالمساهمة عبر دفع ضرائب في عام 2019. وبذلك، حققت هذه الضريبة نحو 780 مليون يورو للدولة الفرنسية في عام 2024، وفقاً لوزارة المالية.

وفي مقابل ذلك، هددت إدارة ترمب منذ عام 2019 بفرض رسوم إضافية على الشمبانيا والأجبان الفرنسية.

وفي مذكرة نُشرت في 21 فبراير (شباط) 2025، استنكر الرئيس الأميركي الضرائب التي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية التي صار مالكوها ورؤساؤها من حلفائه المقرّبين. وتعهد ترمب في المقابل بـ«فرض رسوم جمركية وأي تدابير أخرى ضرورية للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالولايات المتحدة».

على إثر ذلك، ألغت الهند الضريبة الرقمية ابتداء من الأول من أبريل.

كذلك، تدرس لندن إلغاء الضريبة التي تفرضها في هذا المجال، وتُدر على خزينتها 800 مليون جنيه إسترليني سنوياً. وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز إن «هذه الضريبة ليست شيئاً ثابتاً أو أمراً غير خاضع للنقاش».

وتقول الحكومات التي طبّقت هذه الضرائب أحادية الجانب إنّها مؤقتة بانتظار مآلات المفاوضات الدولية بشأن فرض ضرائب على الشركات متعددة الجنسية.

ضريبة الحد الأدنى

في نهاية عام 2021، شهد اتفاق تاريخي التزام نحو 140 دولة بفرض المزيد من الضرائب على الشركات متعددة الجنسية.

وتمّ اعتماد رُكنَين في هذا المجال. يهدف الركن الأول إلى جعل الشركات متعددة الجنسية، وخصوصاً في القطاع الرقمي، تدفع ضرائب للدول التي يوجد فيها عملاؤها. ويحدّد الركن الثاني حداً أدنى للضريبة من 15 في المائة من الأرباح.

بمجرّد عودته إلى السلطة، سحب دونالد ترمب الولايات المتحدة من الاتفاق وهدّد بإجراءات انتقامية من الدول التي تطبّق الركن الأول على شركات أميركية.

وقال دانيال بون وهو مدير مؤسسة الضرائب (Taxation Foudation)، وهي مؤسسة بحثية أميركية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «المفاوضات متوقّفة منذ بعض الوقت، كانت كذلك حتى في ظل إدارة (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن».

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الفرنسي الأميركي غابرييل زوكمان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ «ردّ الاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة سيكون حاسماً»، مضيفاً: «إذا استسلم الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى، وسمحت للشركات متعددة الجنسية الأميركية بالتنصل من الضريبة، فإنّ ذلك سيعني للأسف نهاية هذه الاتفاقية المهمّة للغاية».

تطبّق نحو ستين دولة الركن الثاني من الاتفاقية، من بينها اليابان وكندا والبرازيل والمملكة المتحدة وسويسرا والاتحاد الأوروبي.

ضرائب على أصحاب المليارات

في عام 2024، أطلقت مجموعة العشرين برئاسة البرازيل مشروعاً يهدف إلى فرض ضريبة دنيا بنسبة 2 في المائة على الأصول التي تتجاوز قيمتها مليار دولار، كان يُرجح أن تنتج 200 إلى 250 مليار دولار سنوياً. غير أنّ هذا المشروع لم يرَ النور خصوصاً بسبب رفض الولايات المتحدة خلال عهد جو بايدن.

وبينما تعهّدت واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) بالتعاون في فرض المزيد من الضرائب على أصحاب المليارات، تضعضع المشروع أمام الأولوية التي تمنحها إدارة ترمب لخفض الضرائب، وقربها من أصحاب المليارات.

وفضلاً عن ذلك، أشار دانيال بون إلى أنّ الولايات المتحدة شديدة الحرص على «سيادتها الضريبية»، حتى وإن كان بعض الجمهوريين يؤيّدون فرض ضرائب أكبر على كبار الأثرياء الأميركيين.

وقال: «إذا سألتم بعض أعضاء الكونغرس عن رأيهم باتفاق مجموعة العشرين، فإنّهم سيجيبون: لماذا تتدخّل مجموعة العشرين في فرض ضرائب على أصحاب المليارات؟ هذه مهمّتنا إذا أردنا القيام بذلك».

ويوجد في الولايات المتحدة 30 في المائة من أصحاب المليارات في العالم، وفقاً لمجلّة «فوربس»، تليها الصين والهند وألمانيا مجتمعة.

وخلال مؤتمر عُقد أخيراً في باريس، قال خبير الاقتصاد توماس بيكيتي: «لا يمكننا أن ننتظر حتى تتوصل مجموعة العشرين إلى اتفاق، يجب أن تتحرّك الدول بشكل منفرد في أقرب وقت ممكن».

وأضاف: «يُظهر التاريخ أنّه بمجرّد أن تتبنّى حفنة من الدول القوية إصلاحاً من هذا النوع، فإنّه يصبح القاعدة».