انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع

تغير تدريجي في ظروف سوق العمل

إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)
إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)
TT

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع

إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)
إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يعكس التغير التدريجي في ظروف سوق العمل.

وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن طلبات الإعانات الأولية للبطالة انخفضت بمقدار 22 ألف طلب، لتصل إلى 220 ألف طلب معدل موسمياً للأسبوع المنتهي في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 230 ألف طلب للأسبوع الأخير.

ودخلت المطالبات في فترة من التقلبات، مما قد يجعل من الصعب الحصول على صورة واضحة لسوق العمل. وتشير مجموعة من المؤشرات، بما فيها المؤشرات بشأن الطلبات وفرص العمل، إلى أن الظروف أصبحت أكثر مرونة مما كانت عليه قبل جائحة «كوفيد19»، إلا إن سوق العمل تشهد تباطؤاً تدريجياً.

وشهد معدل البطالة ارتفاعاً مفاجئاً إلى 4.3 في المائة خلال يوليو (تموز) الماضي من 3.7 في المائة بداية العام، مما دفع «بنك الاحتياطي الفيدرالي» إلى بدء دورة تخفيف السياسة النقدية بخفض غير تقليدي لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي تصريحاته يوم الأربعاء، قال رئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، للصحافيين إن «المخاطر السلبية لسوق العمل تبدو كأنها تضاءلت». وأعلن «البنك المركزي» خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق إلى 4.25 في المائة. كما توقع أن يشهد عام 2025 خفضاً بمقدار نقطتين فقط، مقارنة بـ4 تخفيضات كانت متوقعة في سبتمبر، مع الإشارة إلى استمرار المرونة الاقتصادية وارتفاع التضخم.

وهناك أيضاً حالة من عدم اليقين بشأن سياسات إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب المقبلة، بما في ذلك التعريفات الجمركية على السلع المستوردة، والتخفيضات الضريبية، والترحيل الجماعي للمهاجرين غير المسجلين، وقد حذر خبراء الاقتصاد بأنها قد تكون تضخمية.

وشملت بيانات المطالبات الأسبوعَ الذي أجرت فيه الحكومة مسحاً للشركات لجمع بيانات مكون الرواتب غير الزراعية في تقرير التوظيف لشهر ديسمبر. وارتفعت الرواتب غير الزراعية بمقدار 227 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي جزئياً نتيجة تلاشي تأثير الأعاصير وانتهاء إضرابات العمال في مصانع «بوينغ» وشركات طيران صغيرة أخرى. وقد قيدت هذه العوامل نمو الوظائف إلى 36 ألف وظيفة فقط في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكانت مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب انخفاض حالات التسريح التاريخية، هي المحرك الرئيسي للتوسع الاقتصادي عبر الإنفاق الاستهلاكي القوي.

ومن المتوقع أن تقدم البيانات الأسبوع المقبل حول عدد الأشخاص المسجلين في قوائم البطالة مزيداً من الضوء على صحة سوق العمل في ديسمبر الحالي.

من ناحية أخرى، يعاني مزيد من العمال المسرحين من فترات بطالة طويلة، مع اقتراب متوسط مدة فترات البطالة من أعلى مستوى له في 3 سنوات خلال نوفمبر الماضي.

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس للتوظيف، انخفض بمقدار 5 آلاف ليصل إلى 1.874 مليون خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر.


مقالات ذات صلة

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

الاقتصاد مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

قالت الحكومة الأميركية، عبر تحديث لتقديراتها السابقة، إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قوي بلغ 3.1 في المائة، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (رويترز)

باول: مسار الفائدة يعتمد على مزيد من التقدم في خفض التضخم

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن صناع السياسات في البنك المركزي الأميركي مستمرون في مراقبة التقدم المحرز في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي الأميركي» يخفض الفائدة ربع نقطة... ويتوقع خفضين في 2025

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يوم الأربعاء، سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية كما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

قرار حاسم من «الفيدرالي» اليوم بشأن الفائدة

يُتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض تكاليف الاقتراض، يوم الأربعاء، في خطوة يُنظر إليها من قِبل البعض على أنها «خفض متشدد».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزيرة المالية البريطانية تزور الصين لإحياء المحادثات الاقتصادية «المجمدة»

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

وزيرة المالية البريطانية تزور الصين لإحياء المحادثات الاقتصادية «المجمدة»

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)

قال 3 أشخاص مطلعون على الخطة إن وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز ستزور الصين لمدة يومين، في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، لإحياء المحادثات الاقتصادية والمالية رفيعة المستوى التي تم تجميدها منذ عام 2019.

ومن المقرَّر أن تلتقي ريفز مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، أبرز مسؤولي الملف الاقتصادي في البلاد، في 11 يناير ببكين، لاستئناف المحادثات السنوية المعروفة باسم «الحوار الاقتصادي والمالي»، حسبما قالت المصادر، التي أضافت أنه إذا سارت المناقشات على ما يُرام، فقد يتطلع الجانبان إلى إعادة إطلاق ما كان اجتماعاً منتظماً وأوسع نطاقاً يُعرف باسم «اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة»، في وقت لاحق من العام المقبل. والصين خامس أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة.

ولم يؤكد متحدث باسم وزارة الخزانة البريطانية تواريخ زيارة ريفز، وقال إنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل بالطريقة المعتادة. ولم تردَّ وزارة المالية الصينية على الفور على طلب للتعليق.

وأضاف أحد المصادر أن الشركات في بريطانيا؛ حيث يفقد الاقتصاد زخمه، ضغطت أيضاً لاستئناف اجتماعات مجلس الرؤساء التنفيذيين البريطاني الصيني، وهي المجموعة التي أسَّستها رئيسة الوزراء آنذاك، تيريزا ماي، ورئيس الوزراء آنذاك، لي كه تشيانغ، في عام 2018.

وذكرت وكالة «رويترز»، يوم الخميس، أن رئيس مجلس إدارة بنك إتش إس بي سي مارك تاكر سيقود وفداً تجارياً يزور الصين، الشهر المقبل، في محاولة لتعزيز التجارة والاستثمار، مع التركيز بشكل خاص على الخدمات المالية.

وستتوجه ريفز إلى شنغهاي في 12 يناير؛ حيث ستلتقي بشركات بريطانية تعمل في الصين، وفقاً للمصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها لأنها غير مخوَّلة بمناقشة الخطط.

وعلقت بريطانيا معظم الحوارات الاقتصادية مع الصين في عام 2020، بعد أن فرضت بكين قانوناً للأمن القومي في هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة. ومنذ ذلك الحين، أدَّت مزاعم التجسس والحرب في أوكرانيا وفرض عقوبات على المشرعين إلى زيادة التوترات بين البلدين.

وجعلت حكومة حزب العمال، التي تولت السلطة في بريطانيا منذ يوليو (تموز)، تحسين العلاقات مع الصين أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية، بعد فترة، في ظل الحكومات المحافظة المتعاقبة عندما انخفضت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

وفي عام 2022، أعلن رئيس الوزراء آنذاك ريشي سوناك، وهو محافظ، نهاية «العصر الذهبي» للعلاقات مع الصين الذي دافع عنه أحد أسلافه، ديفيد كاميرون. وعلى مدى العقد الماضي، كان المسؤولون البريطانيون والصينيون يجتمعون سنوياً لإجراء محادثات تجارية واستثمارية رفيعة المستوى؛ حيث عقدوا اجتماعاً لتنمية التجارة كل عام تقريباً، واجتماعاً لتنمية التجارة كل عامين. وأسفرت تلك المحادثات عن مخطط ربط الأسهم بين لندن وشنغهاي، وانضمام بريطانيا إلى بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوي، ومقره بكين، والاستثمار المشترك في التقنيات الخضراء، بما في ذلك محطة الطاقة النووية «هينكلي بوينت سي»، في المملكة المتحدة.

وتُظهِر بيانات الحكومة البريطانية أن الصين اشترت سلعاً بريطانية بقيمة 32 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) في العام حتى نهاية يونيو (حزيران). وتبلغ قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني الواردة إلى المملكة المتحدة 4.3 مليار جنيه إسترليني.