«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

وسط تحسن التضخم والتوقعات الاقتصادية المتراجعة

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

من المؤكد تقريباً أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة مجدداً يوم الخميس، مع الإشارة إلى مزيد من التيسير في عام 2025؛ حيث يقترب التضخم في منطقة اليورو من الهدف المعلن بينما يواجه الاقتصاد تعثراً ملحوظاً.

وكان البنك قد خفض الفائدة في ثلاثة من اجتماعاته الأربعة الأخيرة، لكن النقاش أصبح يدور حول مدى سرعة تطبيق التيسير لدعم اقتصاد يعاني من خطر الركود، ويواجه أيضاً تحديات من عدم الاستقرار السياسي الداخلي واحتمالية نشوب حرب تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

ومن المتوقع أن يهيمن هذا السؤال على اجتماع الخميس، لكن صقور السياسة النقدية، الذين لا يزالون يشكلون الأغلبية في مجلس الإدارة المكون من 26 عضواً، سيدعمون على الأرجح خفضاً طفيفاً بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى 3 في المائة، حسبما أفاد معظم الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وفي إطار حل وسط مع صناع السياسات الأكثر حمائية، قد يترافق الخفض مع تعديلات على إرشادات البنك المركزي الأوروبي، توضح أنه سيكون هناك المزيد من التيسير بشرط عدم حدوث صدمات جديدة للتضخم، الذي من المتوقع أن يعود إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة في النصف الأول من عام 2025.

وقال بيت هاينز كريستيانسن، الخبير الاقتصادي في بنك «دانسكه»، إن «الموقف التقييدي الحالي، وتدهور توقعات النمو، والتضخم الذي بلغ الهدف، يجب أن تدفع جميعها إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس». لكنه أضاف: «من منظور الاتصال، أعتقد أنه سيكون من الأسهل تقديم خفض بمقدار 25 نقطة أساس مع الاحتفاظ بالخيارات مفتوحة لتقديم خفض أكبر إذا لزم الأمر».

ومن المتوقع أن تظهر التوقعات الجديدة أن التضخم، الذي تجاوز الهدف لمدة ثلاث سنوات، سيعود إلى 2 في المائة في غضون أشهر قليلة، جزئياً بسبب النمو المحدود للاقتصادات في الدول العشرين التي تشترك في اليورو. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات محفوفة بالمخاطر؛ حيث يعتقد بعض صناع السياسات أن البنك المركزي الأوروبي قد يواجه خطر الفشل في تحقيق هدفه للتضخم، كما حدث تقريباً طوال عقد من الزمان قبل الوباء، مما يتطلب تحركاً أسرع.

من جهة أخرى، يرى صقور السياسة أن التضخم لا يزال يشكل تهديداً بسبب النمو السريع للأجور وارتفاع تكاليف الخدمات، ما يجعل السياسة التدريجية أكثر مناسبة في الوقت الحالي. كما أن الحمائية الأميركية وعدم الاستقرار السياسي في فرنسا وألمانيا يسهمان في هذا الحذر.

وهناك أيضاً قلق بشأن السياسة الأميركية التي قد ينتهجها الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ حيث يجهل أعضاء مجلس الإدارة كيفية استجابة أوروبا لها أو تأثيراتها الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات السياسية في فرنسا والانتخابات المقبلة في ألمانيا تزيد من حالة عدم اليقين، مما قد يتطلب تدخلاً من البنك المركزي الأوروبي.

وفيما يتعلق بالأسواق المالية، فإن الأسواق قد قامت بتسعير كامل لخفض بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، مع اقتراب احتمالات اتخاذ خطوة أكبر من الصفر، وهو تغيير كبير عن الأسابيع الماضية عندما كان يُنظر إلى خفض نصف نقطة مئوية بوصفه احتمالاً حقيقياً. ويتوقع المستثمرون خفضاً آخر في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران)، تليها خطوة أخرى على الأقل في النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع سعر الفائدة على الودائع إلى 1.75 في المائة على الأقل بحلول نهاية العام.

ومن المتوقع أن تكون أي تغييرات مستقبلية في توجيهات البنك المركزي الأوروبي هامشية، مع إمكانية إزالة إشارته إلى الحاجة إلى سياسة «تقييدية» لترويض التضخم، وهو ما يعني ضمناً ضرورة خفض الأسعار إلى مستوى محايد لا يحفز الاقتصاد ولا يبطئه.


مقالات ذات صلة

استقرار عائدات السندات في منطقة اليورو

الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

استقرار عائدات السندات في منطقة اليورو

استقرت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو يوم الجمعة، في ظل ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يمشي أمام شعار بنك الاحتياطي الهندي داخل مكتبه في نيودلهي (رويترز)

«المركزي الهندي» يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 5 سنوات لتحفيز الاقتصاد

خفض بنك الاحتياطي الهندي سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات يوم الجمعة، مشيراً إلى نهج سياسة نقدية أقل تقييداً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد عمال في موقع بناء بلوس أنجليس (رويترز)

تباطؤ الإنتاجية في الولايات المتحدة يعزز مخاوف التضخم

تباطأ نمو إنتاجية العمال في الولايات المتحدة بشكل أكبر من المتوقع في الربع الأخير مما دفع تكاليف العمالة إلى الارتفاع، وهو ما يثير القلق بشأن التوقعات التضخمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد علامة تظهر اتجاهاً بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يستعد لخفض الفائدة اليوم وسط استمرار مخاوف التضخم

يبدو أن بنك إنجلترا على استعداد لخفض أسعار الفائدة يوم الخميس للمرة الثالثة فقط منذ بداية جائحة «كوفيد-19» في عام 2020.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يتسوق العملاء لشراء المواد الغذائية في سوبر ماركت في لندن (رويترز)

انخفاض تضخم أسعار البقالة في بريطانيا بعد أربعة أشهر من الزيادات

أظهرت بيانات صناعية يوم الثلاثاء أن المستهلكين في المملكة المتحدة شعروا ببعض الراحة من الضغوط المالية في يناير (كانون الثاني)، بمساعدة زيادة العروض الترويجية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أجواء حرب التجارة تؤرق أسواق النفط

مشهد جوي لمصفاة نفطية على أطراف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (أ.ف.ب)
مشهد جوي لمصفاة نفطية على أطراف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (أ.ف.ب)
TT

أجواء حرب التجارة تؤرق أسواق النفط

مشهد جوي لمصفاة نفطية على أطراف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (أ.ف.ب)
مشهد جوي لمصفاة نفطية على أطراف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، بعد فرض عقوبات جديدة على صادرات الخام الإيرانية، لكنها اتجهت لتسجيل ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي بضغط من تجدد الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصين وتهديداته بفرض رسوم جمركية على دول أخرى.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتاً، أو 0.75 في المائة، إلى 74.85 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:44 بتوقيت غرينتش، لكنها تتجه للتراجع بواقع 2.5 في المائة هذا الأسبوع. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 52 سنتاً، أو 0.74 في المائة، إلى 70.98 دولار للبرميل، ويتجه للانخفاض بمقدار 2 في المائة على أساس أسبوعي.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، مساء الخميس، إنها فرضت عقوبات جديدة على أفراد وناقلات نفط تساعد في شحن ملايين البراميل من الخام الإيراني سنوياً إلى الصين، في خطوة لزيادة الضغط على طهران تدريجياً.

وقال مايكل هاي، رئيس قطاع أبحاث السلع الأولية العالمية في «سوسيتيه جنرال»: «تحدث ترمب عن فرض أقصى الضغوط على إيران. السوق تأخذ ذلك على محمل الجد». ويتوقع البنك الفرنسي أن تتراجع صادرات النفط الإيرانية إلى النصف.

وأضاف هاي أن «فرض رسوم جمركية وتعليقها مؤقتاً من المفترض أن يدعم سوق النفط كونه يتسبب في زيادة حالة ضبابية. لكن لم نشهد ذلك بسبب مخاوف الطلب. الرسوم الجمركية والرد عليها من الدول، يضر بالناتج المحلي الإجمالي العالمي والطلب على النفط».

وأعلن ترمب، مطلع الأسبوع، فرض رسوم جمركية 10 في المائة على الواردات الصينية ضمن خطة واسعة النطاق لتحسين الميزان التجاري الأميركي، لكنه علق خططاً لفرض تعريفات جمركية كبيرة على المكسيك وكندا.

وقال محللون من «بي إم آي» في مذكرة يوم الجمعة: «الضغوط التي تدفع للهبوط تنبع من تدفق الأخبار حول الرسوم الجمركية والمخاوف من أن أي حرب تجارية محتملة ستؤدي إلى إضعاف الطلب على النفط».

وانخفضت أسعار النفط عند التسوية يوم الخميس، بعد أن تعهد ترمب مجدداً بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط، ما أثار قلق المتعاملين بعد يوم من إعلان البلاد عن قفزة أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات الخام.