أعلنت الصين، يوم الاثنين، بدء تحقيق ضد شركة «إنفيديا» بشأن انتهاكات مشتبه بها لقانون مكافحة الاحتكار في البلاد، وهي خطوة يُحتمل أن تُعد رداً انتقامياً على القيود الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على صناعة الرقائق.
وذكرت إدارة الدولة لتنظيم السوق أن الشركة الأميركية لصناعة الرقائق يُشتبه في انتهاكها أيضاً للالتزامات التي قطعتها خلال استحواذها على شركة «ميلانوكس تكنولوجيز» في عام 2019، وذلك وفقاً للشروط التي حدّدتها الهيئة التنظيمية في الموافقة المشروطة على تلك الصفقة في 2020، حسبما أفادت «رويترز».
ولم تقدّم الهيئة تفاصيل حول كيفية انتهاك «إنفيديا» قوانين مكافحة الاحتكار في الصين.
وافتتحت أسهم الشركة تداولات ما قبل السوق بتراجع بنسبة 2.2 في المائة، عقب إعلان الهيئة التنظيمية الصينية.
ويأتي هذا التحقيق بعد أن أطلقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حملتها الثالثة في ثلاث سنوات ضد صناعة أشباه الموصلات في الصين؛ حيث فرضت قيوداً على صادراتها إلى 140 شركة، بما في ذلك شركات تصنيع معدات الرقائق.
وقد شددت الولايات المتحدة القيود على مبيعات الرقائق إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم في السنوات الأخيرة، وحظرت على «إنفيديا» وغيرها من الشركات الكبرى بيع أكثر رقائق الذكاء الاصطناعي تقدماً، وذلك في محاولة للحد من تقوية الجيش الصيني. من جانبها، عملت «إنفيديا» على تطوير منتجات جديدة للبيع في الصين تتماشى مع القوانين الأميركية، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».
واستفادت «إنفيديا» من الطلب المتزايد في الصين، رغم أن هذا الطلب قد تضرّر خلال العام الماضي بسبب الجهود الأميركية لوقف الصين من الحصول على أكثر الرقائق تقدماً في العالم.
وقبل القيود الأميركية، كانت «إنفيديا» تهيمن على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين بحصة سوقية تتجاوز 90 في المائة. ومع ذلك، تواجه الآن منافسة متزايدة من الشركات المحلية، وأبرزها «هواوي».
وعندما تقدمت «إنفيديا» بعرض بقيمة 6.9 مليار دولار للاستحواذ على شركة «ميلانوكس تكنولوجيز» الإسرائيلية في 2019، كانت هناك مخاوف من أن الصين قد تمنع الصفقة بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومع ذلك، وافقت بكين لاحقاً في 2020 على الصفقة مع فرض العديد من الشروط على عمليات «إنفيديا» والكيان المدمج في الصين، بما في ذلك حظر التجميع القسري للمنتجات، وتحديد شروط تجارية غير معقولة، وفرض قيود على الشراء، ومعاملة تمييزية للعملاء الذين يشترون المنتجات بصورة منفصلة.
تجدر الإشارة إلى أن أسهم شركة الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تفوّقت هذا العام؛ حيث ارتفعت بنحو 188 في المائة، مع زيادة رهانات المستثمرين على القطاع بعد أكثر من عامين من ظهور «تشات جي بي تي». كما ساعدت الأسهم في دفع السوق إلى مستويات قياسية جديدة، جنباً إلى جنب مع القطاع التكنولوجي الأوسع.